صرحت الأجهزة الأمنية الأردنية بأن الأنباء المتداولة حول حادثة "الجنية" في بعض مناطق محافظة الكرك لا تستند إلى أي حقائق، مؤكدة أن ما انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو مجرد شائعات جرى تضخيمها بشكل مبالغ فيه.
وأضافت الجهات الأمنية في بيان لها أن مثل هذه الإشاعات تساهم في بث الخوف والهلع بين المواطنين، داعية إلى عدم الانجرار وراء مثل هذه الأقاويل دون التحقق من مصدرها.
وفي التفاصيل، انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على منصات التواصل الاجتماعي قصص تتحدث عن ظهور ما يعرف بـ"الجنية" في إحدى القرى بمحافظة الكرك، حيث زعم بعض المواطنين مشاهدات غريبة وأصوات غير مألوفة أثارت الفزع في نفوس سكان المنطقة. كما زعم آخرون أن هذه "الجنية" قامت بتخويف عدد من الأشخاص ليلاً وتسببت في حالة من الهلع.
هذه الشائعات أدت إلى خلق حالة من التوتر والخوف في المنطقة، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل للتحقق من صحة هذه الأقاويل. وبعد التحقيقات الميدانية والاستماع إلى شهود العيان، أكدت السلطات أنه لم يتم رصد أي وقائع غريبة أو غير طبيعية، وأن ما جرى تداوله لا يعدو كونه خرافات تم ترويجها دون أساس.
وفي هذا السياق، شددت الجهات الرسمية على أهمية تحري الدقة في نقل المعلومات والاعتماد على المصادر الموثوقة، مشيرة إلى أن مثل هذه الشائعات قد تؤثر سلباً على الأمن والاستقرار المجتمعي. كما دعت المواطنين إلى عدم نشر أو تداول أي معلومات غير مؤكدة من شأنها إثارة الفتنة أو خلق حالة من الذعر.
من جهته، عبر عدد من سكان الكرك عن استيائهم من انتشار هذه القصص، مؤكدين أن مثل هذه الشائعات تزيد من مشاعر الخوف والقلق بين الناس، خاصةً في المجتمعات الريفية التي تكون أكثر عرضة لتأثير الخرافات والأساطير. كما طالبوا بتكثيف حملات التوعية حول مخاطر الشائعات وتأثيرها على الأمن المجتمعي.
وفي ختام البيان، أكدت الأجهزة الأمنية أنها ستواصل مراقبة الوضع وتقديم الحماية اللازمة للمواطنين، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في نشر مثل هذه الشائعات بقصد إثارة الفوضى أو التخويف. كما دعت المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية والإبلاغ عن أي معلومات أو ملاحظات قد تساعد في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا وتأتي هذه الحادثة في وقت تسعى فيه السلطات إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الشائعات ودورها في زعزعة الثقة بين الناس ونشر الخوف دون مبرر.