قال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إن الأردن حقق إنجازات كبرى في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني شملت كل المجالات.
وأضاف خلال استضافته في الاستوديو المفتوح لقناة المملكة اليوم: أتقدَّم من جلالة الملك عبد الله الثَّاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله بأحرِّ وأصدق التَّهاني في مناسبة #اليوبيل_الفضي، هذه المناسبة الوطنية العزيزة على كلِّ أردني وأردنيَّة، داعياً الله تعالى أن تستمر مسيرة البناء المتواصل التي اصطلحنا عليها تسميتها بـ"الانتقال الكبير" الذي تم في العهد الزَّاهر لجلالة الملك، والممتدِّ بإذن الله إلى آفاق أرحب بدلالة أنه بعد 25 عاماً من دخولنا المئوية الثانية وبالتزامن مع ذكرى اليوبيل الفضي لتولِّي جلالته سُلطاته الدِّستوريَّة أطلق برنامج التحديث الشامل للمئوية الثانية من عمر بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّنا أمام أول محطَّة من محطَّات مشروع التَّحديث الشَّامل والمتمثِّلة في إنفاذ الأمر الملكي السامي بإجراء الانتخابات النيابية في 10 أيلول المقبل على أساس قانون الأحزاب الجديد وقانون الانتخاب الجديد والتعديلات الدستورية التي أوصت بها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي ضمت كل الأطياف السياسية الأردنية وضمت الكثير من شبابنا الواعد والمرأة التي يعول جلالة الملك على تمكينهم وعلى إدماجهم في الحياة السياسية.
كما أكَّد أن الإطار الناظم لقانون الانتخاب وقانون الأحزاب السياسية تضمَّنا ما يُصار من خلاله إلى تأطير العمل العام في إطار حزبي برامجي مرتكز بشكل رئيس على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الوطنية الأردنية، وذلك من خلال التشجيع على الانتظام الحزبي وضمان أن يصل شبابنا الواعد الذي يفاخر به جلالة الملك وسمو ولي العهد دائماً، وكذلك المرأة الأردنية التي هي شريك أساسي في عملية بناء المجتمع والتنمية، وإدماجهما في هذا المسار السياسي القادر على التأثير على القرار الاقتصادي والقرار الاجتماعي.
وأشار إلى أنَّ مسارات الإصلاح كلها متلازمة وتمتد لعشر سنوات، وأن المسار السياسي يبدأ بمحطة أولى نصل معها إلى قائمة حزبية من 41 مقعداً، ثم بعد أربع سنوات يرتفع عدد المقاعد الحزبية إلى 50% ثم يرتفع إلى 70%، لنصل إلى مرحلة عندما تنضج فيها هذه التجربة الحزبية وتصبح الأحزاب قادرة على تشكيل أغلبية في البرلمان ربما يرتئي معها جلالة الملك وفق اختصاصاته الدستورية أن يختار حزب الأغلبية أو ائتلاف أحزاب الأغلبية لتشكيل حكومة حزبية بنهاية العشر سنوات.
وأضاف أنه وبالتزامن مع ذلك أطلق جلالة الملك مسار رؤية التحديث الاقتصادي التي تستهدف مضاعفة نسب النمو الاقتصادية لتصل بنهاية العشر سنوات إلى 5.5% و لتنتج نوافذ تشغيلية وتوظيفية لأبنائنا وبناتنا الأردنيين بنهاية العشر سنوات تصل إلى مليون فرصة عمل؛ لأن هذا الأمر هو الذي من شأنه أن يتصدى لتحدٍّ مركزي نواجهه ونعاني منه وهو تحدي البطالة والتي لا نستطيع أن نتغلب عليها إلا بتحقيق هذه المستهدفات.
ولفت إلى أن الحكومة أطلقت البرامج التنفيذية لهذه المسارات، والبرنامج التنفيذي الأول لرؤية التحديث الاقتصادي الذي حقق الكثير من مستهدفاته، لافتاً إلى أننا وصلنا إلى نتائج إيجابية للغاية فيما يتعلق بتحقيق نسب النمو المستهدف في إطار هذا البرنامج، ونجحنا في تخفيض البطالة خلال سنتين من 24.1% إلى 21.4%.
وشدَّد على أنَّنا ماضون بثبات بصرف النظر عن الأوضاع الإقليمية التي لها أثر كبير وتداعيات على الاقتصاد الأردني وعلى الإقليم برمته.
وأشار أيضاً إلى أنَّه بالتزامن والتَّوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي ومسار التحديث السياسي أطلقنا مسار تحديث القطاع العام، بحيث يكون محور اهتمامه المواطن الأردني، وتمكين القطاع الخاص، والكفاءة والمصداقية والتنافسية والقدرة؛ ليشكل رافعاً لمسار التحديث الإقتصادي ومسار التحديث السياسي، وذلك من خلال الوصول إلى إدارة أردنية كفؤة للغاية، كان يشار إليها بالبنان وأصابها بعض الوهن، وستعود بإذن الله مرة أخرى لأن تصبح هذه الإدارة الأردنية ممكنة للقطاع الخاص، ومحور اهتمامها المواطن، وأن تنظر إلى القطاع الخاص بوصفه شريكاً أساسياً في عملية التنمية وإلى الاستثمار باعتباره القاعدة الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي والطموحة.
ولفت إلى أنَّنا إذا استعرضنا بلغة الأرقام منذ أن تولَّى جلالة الملك سلطاته الدستورية منذ عام 1999 وحتى عام 2022 فإنَّ بالناتج المحلي الإجمالي الأردني كان بحدود ستة مليارات دينار أردني بينما يصل اليوم إلى حدود 35 – 36 مليار دينار أردني، كما أنَّ الدَّخل المتأتي من قطاع الصناعة كان في عام 1999 بحدود مليار و300 مليون دينار أردني والآن سبعة مليارات و330 مليون دينار أردني، وكذلك حجم القطاع التجاري كان عندما تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية كان قرابة 600 مليون دينار أردني واليوم يصل حجمه إلى مليارين و600 دينار أردني.
وأشار كذلك إلى قطاع السياحة الذي كان يدخل إلى الخزينة العامة عام 1999م حوالي مليار و300 مليون دينار أردني وأصبح الآن قُرابة 5.2 مليار دينار أردني، كما تضاعفت أعداد المدارس الخاصة والحكومية ومدارس الثقافة العسكرية منذ عام 1999م.
كما أشار إلى عدد الشركات اللي تعمل في مجال الريادة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي كانت عام 1999م حوالي 300 شركة واليوم لدينا أكثر من 3500 شركة تمثل الكثير منها قصص نجاح نستطيع أن نفاخر بها العالم.
وأشار إلى أن كل هذه الإنجازات مردُّها الرؤية الثاقبة لجلالة الملك يعضده في هذه الرؤية وفي تنفيذها سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، الذي يولي عناية كبيرة بقطاع الشباب وقطاع الريادة والإبداع وتكنولوجيا المعلومات، مؤكِّداً أننا اليوم لاعب أساسي في هذه المجالات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه المنجزات تحققت رغم التحديات الكبرى التي مررنا بها كاحتلال العراق عام 2003م والانهيار المالي العالي عام 2008م وتداعيات ما يسمى بالربيع العربي وأزمات اللجوء المتعاقبة التي كان الأردن الأردنيون يتلقون فيها أشقاءهم القادمين بصدر رحب، ونقدم لهم الخدمات الخدمات الأساسية سواء في قطاع التعليم أو في قطاع الصحة بنفس القيمة المالية المدعومة والكفاءة التي تقدم للمواطن الأردني.
كما أشار إلى تحديات مثل انقطاع الغاز المصري وجائحة كورونا التي أصابت العالم برمته وأدت إلى تباطؤ في الاقتصاد العالم وأيضا الأزمة الأوكرانية - الروسية وآثارها التضخمية التي نجحنا بفعالية بسبب مكانة جلالة الملك الدولية لاحتوائها وايضا ما نشهده الآن من حرب شعواء وجرائم مستمرة بحق أهلنا في قطاع غزة وتصعيد خطير للغاية يستهدف إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية، والتي ينهض فيها جلالة الملك بمسؤوليات كبرى في إطار الوصاية الهاشمية في المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف.
وأكد الخصاونة أن هذه إنجازات كبرى واضحة كالشمس في رابعة النهار.
وأكد رئيس الوزراء ان المراهنة دوماً على جيل الشباب في الاستحقاق السياسي القادم المتمثل بالانتخابات النيابية المقبلة في العاشر من أيلول المقبل .
وقال هذا نداء أساسي ومهم للشباب أن يقبلوا على المشاركة السياسية في هذه الانتخابات لأن الرهان عليهم في إحداث التغيير.. والرهان من جلالة الملك ومن سمو ولي العهد ومن جلالة الملكة ومن الدولة ومؤسساتها على الشباب في إحداث هذا التغيير ليصبحوا فاعلين ولهم القدرة على إنتاج التغيير المرجو والتمثيل المرجو بأن يجعلهم في مكان يساهم في صناعة القرار المستقبلي الذي يعبر عن الشباب.
ولفت الخصاونة إلى أن المجتمع الأردني فتي يشكل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما ما نسبته اكثر من 75 بالمائة لافتا إلى أن نسبة مشاركة جيل الشباب في الانتخابات الماضيةممن يحق لهم التصويت كانت بحدود 35% وهذه النسبة حقيقة لا تليق لا بشبابنا وشاباتنا ولا بطموحاتهم وبالتالي الإقبال على الاقتراع مراهن فيه على إقبال شاباتنا وشبابنا على الانتخابات.
وأكد أن وجود الشباب في المؤسسات التشريعية التمثيلية يسمح لهم باحداث التغيير الذي ينسجم مع تطلعاتهم لهذا المستقبل الذي يصبو جلالة الملك أن يكونوا هم من يرسموا ملامحه العامة كونهم يشكلون الاغلبية والخزان البشري المبدع الذي نراهن عليه في التقدم في جميع المجالات .
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الخطى الثابتة التي يرسم جلالة الملك اطرها العامة ومسارها الواضح والسليم في المسار السياسي والاقتصادي والإداري يجب أن ينهض بها هذا الجيل الشاب لنستطيع أن نعبر فيها عن حراكنا العام ومستهدفاتنا العامة عن الطاقة الكامنة والموهبة الموجودة لدى هذا الجيل الاستثنائي الذي يشكل أغلبية رقمية في المجتمع الأردني والذي يشكل أيضا مخزونا للإبداع والابتكار في عديد القطاعات ومنها تكنولوجيا المعلومات والكثير من الاختراعات التي يبدع فيها شبابنا وشاباتنا.
ولفت إلى أنه ولدى مقارنة الارقام التي تم تحقيقها خلال فترة تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية على مدى عاما
فهذا المنجز لا ينكره الا جاحد ودائما يغبطنا عليه كل محب .
ودعا الشباب الأردني ان لا يستكينوا إطلاقا إلى بعض الإحباطات الموجودة عند بعض المنتمين إلى أجيال أكبر لأن هذا البلد بقيادة جلاله الملك حقق منجزات استثنائية وفي ظل قيادة تحديات استثنائية إقليمية وعالمية مضيفا " لا يخامرني شك للحظة بأن مستقبل هذا البلد سيكون أفضل بمراحل بهمة شاباتنا وشبابنا وإمكانياتهم و بالرؤية الاستشرافية والإصرار والعناية اليومية التي يوليها جلالة الملك لما يحقق مصلحة ورفاه الشعب الأردني برمته في البوادي والمخيمات والقرى والمدن وبشكل خاص للطاقات الكامنة لدى شبابنا وشاباتنا المراهن عليهم من قبل القيادة و من قبل الدولة ومن قبل الحكومة .
واضاف لا يصيبكم اليأس ولا تسمحوا لأحد بأن تسكنكم لا قدر الله سوداوية.. فلديكم وطن حقق إنجازات يحق لكم أن تفاخروا بها وعليكم مسؤولية الاستمرار في هذه المسيرة التي سنقطف ثمارها بالقطع في قادم الأيام وقادم السنوات.
وختم رئيس الوزراء حديثه بالقول " كل عام وجلالة الملك وجلالة الملكة بخير وبإذن الله نحيا لنحتفل بالمنجزات في اليوبيل الذهبي لجلالة الملك يعضده في هذه المسيرة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد وكل عام ووطننا بخير وشعبنا بخير وأهلنا بخير وشبابنا بخير وكل عام وبإذن الله الكرب زائل عن أهلنا في فلسطين وعن اهلنا في قطاع غزة.