وفاة الباشا راجي نور حداد في الولايات المتحده وسيعلن عن موعد الدفن لاحقا في حال وصول الجثمان الى الاردن.
تاليا نبذه عن انجازات و حياة
الباشا راجي نور سعد حداد
من يقترب من الباشا راجي نور سعد حداد ، لا يملك إلا ان يحترم تلك الشخصية ، التي لم تكن يوماً إلا قابلة للقسمة على مساحة الوطن سواء أكان ناشطا اجتماعيا أو عضوا في مجلس النواب حيث مَثَّـّلَ ابو النور حالة فريدة تجاوزت حدود الوطن وخط طريقة وفقاً لقناعات فُطرت على حب الأردن، ومُرحباً به أينما حلّ.
انه واحد من كبار ضباط القوات المسلحة الاردنية التي كان له شرف الخدمة في صفوفها لاكثر من ثلاثين عاما كان خلالها مثالا للجندي المخلص وللقائد العسكري المعتقد والمؤمن بالقيم والمثل والأخلاق التي مدته بالعزيمة والطاقة والنجاح ، فكان له ذلك اذ حاز ابو النور على احترام وحبّ زملائه في جميع المراحل والمحطات التي خدم بها
كان حازما في إصدار الأوامر واتخاذ القرارات وكانت لديه المقدرة على إدارة المناقشات ، وتحلى بمهارة فائقة في تعامله مع الناس وكان سلوكه ودوداً طبيعياً غير متكلف ولا مترفع على من هم تحت قيادته ، لتأكيد جملة من الأبعاد الإنسانية والمعاني الجميلة التي توفر- كما يرى - ركيزة أساسية في نجاحه وتفوقه.
انه ليس ثمة قائد ناجح إلا بمقدار سعيه الى اكتساب المزيد من المعارف والعلوم والفنون العسكرية التي تزيد من سعة أفقه ، وترفع من مهاراته الميدانية ، لذا تجد في سيرة أبي النور العديد من الدورات التدريبية التي خضع لها واجتازها بنجاح طيلة سنوات خدمته العسكرية ومنها ما كان في الصاعقة والهندسة التأسيسية وغيرها.
ابو النور ، راجي سعد حداد ، من مواليد ايدون في محافظة اربد في الرابع من حزيران من العام ألف وتسعمائة و وثلاثة وأربعين ، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة اللاتين في ايدون من الصف الاول حتى الصف الخامس ثم انتقل بعدها الى مدرسة ايدون الإعدادية وبقي فيها حتى أنهى دراسة الصف الثالث الإعدادي، ومن ثم انتقل الى مدرسة ثانوية اربد للبنين واستمرّ فيها حتى أنهى دراسة الثانوية العامة وكان ذلك في العام 1963 .
في حديث الباشا راجي حداد ، ذكريات طويلة عن أيام الدراسة وكيف كانت العلاقات بين ابناء المدرسة والقرية الواحدة ، وكيف كان للمعلم مكانة وتقديرا واحتراما حتى بعد انقضاء ساعات الدوام المدرسي ، ويقول " كنا نخاف الاستاذ فكان الضرب مسموحا حتى على مرأى أهالينا" ، ويستذكر ابو النور عددا من الذين كانت لهم صنائع خير ومعروف عليه من مدرسيه آنذاك ومنهم الاستاذ محمد صالح الخصاونه " زراعه " ، الاستاذ الياس سويدان " جغرافيا " الاستاذ سليمان الريحاني " رياضيات " ، الاستاذ مطر شوتر " لغة عربيه " ، وفي ثانوية اربد يذكر كلا من الاستاذ عادل عواوده " رياضيات " الاستاذ محمد البطاينه " كيمياء "،والاستاذ حسام اللحام " أحياء " وكان مدير المدرسة آنذاك الاستاذ واصف الصليبي ومن ثم إبراهيم جلاجل . في حين يستذكر من زملائه على مقاعد الدراسة ، عبد العزيز فضل الخصاونه ، خطاب احمد الناصر ، شمسي الحمود ، عبد الله حمدان الخصاونه ، عارف حداد.
كان راجي حداد من الطلبة المتفوقين في المدرسة وفي جميع مراحل حياته الدراسية خاصة في المرحلة الثانوية حيث كان من اول عشرة في محافظة اربد ، وحصل في الرياضيات على معدل 400/400 ، ويقول " كانت الرياضيات ليست كما هي الآن وكانت عبارة عن هندسة فراغية وجبر وتفاضل وتكامل ، ولدى سؤاله لماذا لم يدرس الرياضيات ، يجيب بأنه كان قد حصل على بعثة لدراسة الرياضيات بعد الثانوية العامة في فلسطين في الجامعة الامريكية ، وانه ذهب هناك الى جامعة بيرزيت فتقدم لامتحان مستوى في اللغة الانجليزية ونجح فيه الا ان الواسطة والمحسوبية قد فعلت فعلها وتم استبعاده من البعثة التي ذهبت لشخص آخر، وبالتالي ولما لم يكن يملك الإمكانيات المادية للدراسة على نفقته الخاصة كان لا بد من البحث والانطلاق نحو مرحلة جديدة في حياته ، فهو من المؤمنين بأن أبواب وطرق ووسائل النجاح في الحياة العملية لا تتوقف ان لم يحصل الواحد منا على شهادة جامعيه ما يحتم ضرورة البحث عن أفق آخر شريطة ان يكون لدى الشخص رغبة في ولوجه إذا ما أراد ان يحقق الانتصار والتفوق والنجاح.
في ايدون حيث مسقط رأسه ، نشأ راجي حداد وعاش في ظل أسرة أردنية متواضعة وبسيطة وتعلم من والده القيم والأخلاق والمعاني السامية والمثل العليا اللازمة للتربية الصحيحة التي امتدت معه حتى بعدما كبر وأصبح شابا ثم
ربّ أسرة.
اما والده فهو المرحوم نور سعد عبد الله حداد من مواليد ايدون في العام 1902، وهو من عائلة أردنية محافظة ، هي عائلة " آل حداد " التي تمتد بأصولها العريقة الى قبيلة الغساسنة في الكرك ، وقبل المجيء الى ايدون سكن جده في قرية تبنه في دير أبي سعيد في لواء الكورة ثم انتقل الى قرية عنبه في لواء المزار الشمالي قبل ان يستقر به المقام في ايدون ، وأنجب أربعة ابناء ذكور هم انور ، نجيب " الصغير" يعقوب ، نجيب الذي اسماه تيمنا بأخيه المرحوم نجيب الصغير.
عمل والده في مهنة الزراعة وهي المهنة التي كانت رائجة في ذلك الحين ومنها كان يؤمن لقمة العيش لابناءه ، اما
والدته فهي تمام سليم شحاده سهاونه من مواليد العام 1903 في ايدون .
التحق راجي حداد في صفوف القوات المسلحة الاردنية بتاريخ 2-11-1963 ، وذلك في دورة الضباط الرابعة في الكلية العسكرية الملكية وتخرج منها في 2-11-1965 ، وكان الفائز الاول في الدورة وحصل على ميدالية المغفور له الحسين بن طلال للتفوق العلمي.
بعد ذلك التحق بسلاح الهندسة الملكي وكانت رتبته حينها ملازم ثاني ، وفي حزيران – 1966 غادر الى الولايات المتحدة الامريكية لأخذ دورة الحرب الكيماوية وعاد الى الاردن في نهاية العام 1966 ، وأصبح مدرب حرب كيماوية في القوات المسلحة وكان موقع عمله في مدرسة الشهيد عبد الله بن الحسين للمشاة.
تدرج راجي باشا حداد في عدد من المواقع الإدارية في القوات المسلحة في عدد من التشكيلات ،
وكانت مواقع بالاضافة لما ذكر ، على النحو التالي:
- قائد سرية ميدان – كتيبة الهندسة
- مدرب- مدرسة سلاح الهندسة الملكية.
- قائد مفرزة الحرب الكيماوية.
- مساعد قائد مجموعات الهندسة المركزية.
- ركن اول إمداد – مديرية سلاح الهندسة الملكي.
- قائد كتيبة هندسه.
- رئيس شعبة الإمداد والقوى البشرية.
- معلم –كلية القيادة والأركان الاردنية.
- قائد مجموعة هندسة الإسناد العام.
- آمر كلية العلوم العسكرية – جامعة مؤتة.
- آمر مدرسة ضباط الصف الملكي.
- قائد الشرطة العسكرية الملكية.
- ملحق عسكري – دائرة الملحق العسكري والجوي- واشنطن.
في 15-7-1994 ، تسلم راجي باشا حداد موقع المفتش العام للقوات المسلحة الاردنية وذلك بعد عودته من عمله في واشنطن بوظيفة ملحق عسكري ، وكان رئيس هيئة الاركان المشتركة حينها المشير الركن عبد الحافظ مرعي الكعابنه ، الذي كان يثق بقدرات واحترافية أبي النور ، ليعين بعدها في موقع اكثر حساسية في القوات المسلحة حيث أصبح مساعدا لرئيس هيئة الاركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والحرب الالكترونية ، وبقي في هذا الموقع الى ان أحيل على التقاعد في العام 1996 ميلادية.
لقد اثبت راجي باشا حداد كفاءة عالية وكان طيلة سنوات عمله في القوات المسلحة الاردنية موضع تقدير ومكان إجماع الجميع ، ولم يعرف عنه انه تجنى او بطش او الحق ظلما او أذى ماديا او معنويا بأحد حتى وهو في أعلى مراتب ومناصب القوات المسلحة ، ولقد كانت مسيرته حافلة بالأوسمة والدروع الشارات التي منحت له تقديرا على جهوده الكبيرة وعطاءه المتواصل بكل ثقة وإخلاص وأمانة واقتدار ، ومن هذه الأوسمة :-
- ميدالية جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال للتفوق العلمي
- وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.
- وسام الاستقلال من الدرجة الثانية.
- وسام اليوبيل الفضي.
- شارة تقدير الخدمة المخلصة.
- وسام الكفاءة الادارية والفنية.
- وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الأولى.
- وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثانية.
- وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الثالثة.
- وسام الكوكب من الدرجة الثانية.
- ميدالية معركة الكرامة.
- شارة الخدمة المخلصة 67-71.
- وسام الذكرى الأربعين للجلوس الملكي.
- شارة الكفاءة التدريبية.
- شارة الكفاءة القيادية.
- كما منح الباشا راجي حداد ، وسام الاستحقاق العسكري الأمريكي.
وفي مجال الدورات العسكرية فقد اخذ ابو النور عدة دورات منها :
- دورة المظليين.
- دورة الهندسة التأسيسية.
- دورة الحرب الكيماوية التأسيسية – امريكا.
- دورة تصحيح مهمات.
- دورة التعبئة التأسيسية.
- دورة قاذف اللهب الخفيف –امريكا.
- دورة التعبئة المتقدمة.
- دورة مدربي هندسة تأسيسية –امريكا.
- دورة القيادة والأركان الاردنية.
- دورة القيادة والأركان البريطانية – كامبرلي – بريطانيا.
- دورة الحرب الملكية.
وما يلاحظ من علامات فارقة في جميع هذه الدورات التي اجتازها ابو النور، هو ان ترتيبه كان الاول فيها ، وهي إضاءة لافتة تضاف الى سجله الناصع.
وعن تطور القوات المسلحة الاردنية في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يتحدث الباشا راجي حداد ويقول: " منذ ان تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية مضى يرسم معالم الطريق بخبرة القائد ودراية الحكماء وقد تتلمذ هاشميا عربيا في بيت قيادة الشرعية التاريخية ، لما كانت القوات المسلحة هي قرة عينه – حفظه الله – فقد أولاها عناية فائقة واهتماما كبيرا ، فأعد الجيش إعداداً شاملا بحيث استوعب كل ما هو جديد ومتطور يعتمد العلم والتكنولوجيا الحديثة كي يساير بذلك أحدث الجيوش في العالم وكي تكون القوات المسلحة الأردنية غاية في الاحتراف والتميز.
ويضيف ابو النور " لقد استطاعت القوات المسلحة الأردنية وبحكمة وقيادة قائدها الأعلى أن تخطو خطوات واسعة نحو التقدم والتطوير والتحديث والتدريب والتسليح حيث شهدت تطورا ملموسا شمل كافة صنوف وأسلحة الجيش وما مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير – مثلا - إلا واحد من هذه الإنجازات التي تمثل البنية التحتية
لصناعات عسكرية متقدمة تماثل أحدث الصناعات الدفاعية في العالم وبأيد أردنية.
ويقول ابو النور " ان الجيش العربي يوفر للمجتمع المحلي الاردني الكفاءات المدربة في كل المهن ويحفظ للأردن أمنه واستقراره فهو السياج المنيع الذي يحمي الاستقلال ويسعى لامتلاك تكنولوجيا العصر يطورها ويبني عليها ويسخرها لخدمته حيث جعل العلم والعمل أساساً لحياته وجعل الوفاء والإخلاص شعارا يزين هاماته وعنوانا يدخل فيه كل بقاع الدنيا رسولا للسلام والمحبة والأمن وتعاظم دوره وحضوره في مجال التنمية الوطنية الشاملة في مختلف مجالاتها وتوسعت أدواره وتعاظمت مسؤولياته في التصدي للتحديات التي تواجه المجتمع في توسيع مظلة التأمين الصحي والتصدي لمشاكل الفقر والبطالة والإسهام في دفع عجلة التنمية.
وينهي ابو النور حديثه عن القوات المسلحة بالقول " انها تعد من أقوى واحدث الجيوش العالمية إعدادا وعتادا وتدريبا ، وهذا هو رأيي ورأي جميع دول العالم بالقوات المسلحة الاردنية وكان لهذا النجاح ان حظيت قواتنا الاردنية بالمشاركة في معظم المهمات الخارجية وما كان هذا ليكون لولا عناية ورعاية قائدها الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
لم تحل سنوات رحلته الطويلة في القوات المسلحة الاردنية دون ان يواصل راجي باشا تحصيله العلمي ، فمن الجامعة الاردنية حصل على بكالوريوس إدارة أعمال في العام 1972 وبكالوريوس علوم عسكرية من جامعة مؤتة. كما حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعه الاردنية عام 1982 ، وماجستير علوم عسكرية من جامعة مؤتة. علما انه كان يحمل درجة الماجستير في الاقتصاد من بريطانيا في العام 1981.
لم تتوقف مسيرة حياته العملية بعد تقاعده فأتجه ابو النور صوب معترك السياسة ، فترشح لانتخابات مجلس النواب الثالث عشر وحقق فيها فوزا كبيرا وأصبح عضوا في مجلس النواب للمرة الأولى وخلال الفترة الواقعة بين 1997-2001 وكانت تلك المرة عن محافظة اربد ، اما فوزه في عضوية المجلسين الرابع عشر 2003-2007 ، والخامس عشر 2007-2009 ، فكان عن لواء بني عبيد ، ولم يكن هذا النجاح المتتالي الذي حققه ابو النور إلا اعترافا من الناس لجميل صنائعه وأياديه البيضاء التي لم يبخل بها على كل طالب حاجة أو صاحب قضية.
وعن تجربته في مجلس النواب الاردني يتحدث راجي حداد ويقول " كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس ، وكنت رئيسا للجنة التوجيه الوطني ، ومقررا للجنة القانونية ، وعضو في لجنة التربية والتعليم ، حيث تولت لجنة التوجيه الوطني الإشراف على قانون المطبوعات والنشر الذي تم إقراره من مجلس الأمة وذلك في المجلس النيابي الثالث عشر ، كما أنني مثلت الاردن في العديد من الوفود البرلمانية التي قامت بزيارات الى عدد من الدول العربية والشقيقة والصديقة والتي لعبت دورا كبيرا في تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية مع تلك الدول ، ويضيف ابو النور ان تجربتي في مجلس النواب قد قربتني من الناس وكنت أحاول حلّ قضايا الناس والمواطنين التي تعرض عليّ ما استطعت الى ذلك سبيلا سواء مع المسؤولين أو مع مختلف الأطياف الوطنية والشعبية ، الى ان تمكنت من مساعده قسما كبيرا منها وهذا ما يجعلني أنام وأنا مرتاح الضمير لشعوري أنني كنت على قدر المسؤولية وأديت الواجبات التي أوكلها إلي الشعب بأمانة ، كما أنني وبكل فخر واعتزاز كنت اعتبر نفسي ممثلا لكافة ابناء الاردن ولم أتردد من استقبال المراجعين في بيتي وفي مكتبي ليلا ونهارا.
السيدة فوزيه سهاونه " زوجه راجي حداد " التي رافقته في رحلة حياة مضى عليها اكثر من خمسة وثلاثين عاما تقول " كان زواجي بأبي نور في ربيع العام 1973 ، وكنت أعيش مع والدي وسبعة من الاخوه الشباب وأنا الابنة الوحيدة لهذه العائلة المتعاونة والمتحابة فيما بينها وهي الصفات التي عرفها عنا كل من جاورنا في مدينة الزرقاء التي كنا نسكن فيها بحكم عمل والدي في القوات المسلحة الاردنية ، قبل ان انتقل الى العيش في ايدون مع زوجي " راجي " وكنا نعيش مع اسرة مكونة من أم راجي "حماتي " وأختين ، وكان بيتنا من الطين وكانت فترة من أجمل أيام العمر وكان عليّ ان اذهب يوميا من ايدون الى اربد للدراسة اذ كنت في تلك السنة في الثانوية العامة في مدرسة ثانوية بنات اربد".
وتضيف أم نور " شعرت مع زوجي بالحب الحقيقي ضمن أسرتي الجديدة وكنت البنت المدللة لهم ، ثم انتقلنا الى العيش في بيتنا الجديد ، ثم التحق زوجي بدورة عسكرية في بريطانيا لمدة عام رافقناه خلالها ثم عين مدربا في كلية القيادة والأركان ثم أصبح قائدا لمجموعات هندسة الإسناد العام ثم آمرا لجامعة مؤته " الجناح العسكري " ثم تدرج في مواقع عديدة كما هو مبين في موضع سابق من هذه الصفحات ، وكان انضمامه للقوات المسلحة مبعث
وفخر واعتزاز لنا جميعا"
وتقول " بعد إحالته الى التقاعد كان إجماع العشيرة ان يترشح للانتخابات النيابية ، فهو الذي لم يتوانى عن تقديم كل الدعم والمؤازرة والمجاملة في كل المناسبات لجميع عشائر الشمال خصوصا عشيرة آل حداد ، كما لم يفرق ابو النور بين طالبي الحاجة غريبا كان أم قريبا ، ولم اذكر ان مرّ علينا يوم دون ان يكون في بيتنا عدد كبير من طالبي المساعدة ولم يرد أحدا خائباً قدر الممكن والمستطاع ، ولذلك تنادى الجميع لمؤازرته في انتخابات مجلس
النواب التي فاز فيها لثلاث دورات متتالية".
وتمضي قائلة " وتجسيدا للدور الذي أنعمت به القيادة الهاشمية على المرأة الاردنية في الانتخاب والترشيح ، فقد عملت مع زوجي في كل دوراته الانتخابية وكان يشرفني بأن يهديني نجاحه في كل دورة أمام العشيرة وكان لا ينكر فضل أي واحد من أصدقائه وأقاربه ، وإذا كان زوجي قد تبوأ مناصب كثيرة فان ذلك يعود لفضل اله عليه ومن ثم لاجتهاده واخلاصه ومثابرته التي يشهد له فيها القاصي والداني".
وتنهي أم نور حديثها وتقول " كثيرا ما تبحر بي الذاكرة لسنوات خلت مع هذه الاسرة المتحابة قبل ان يعرف كل منهم طريقه ، وما زال صدى صوت ابو النور لابناءه يتردد في مسمعي وهو يقول لهم " قل تفضل قبل ان تقول من بالباب " كما لا ننسى قوله الدائم " ما اجاك إلا من رجاك " وهو ما غرسناه بأولادنا وبناتنا الذين لم نسمع منهم شكوى او تذمر حتى وان طرق الناس باب بيتنا في السادسة صباحا ، وهو ما نعتز وسنبقى نعتز به طيلة أيام حياتنا".
السيد راجي باشا حداد ، يكن الاحترام والتقدير لكافة رجالات هذا الوطن الذين ساهموا في اعماره وتطويره خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ، ويتحدث عن عدد منهم ويقول :
توفيق كريشان ، من الوزراء النشيطين المحبوبين الذي يقدم النصيحة الصادقة بدون تردد ، وارى ان اكثر مكان مناسب له كان وزارة الشؤون البلدية والبيئة حيث كانت له بصمات خالدة في تاريخ الاردن خلال إجراء اول انتخابات بلدية في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حيث كان وزيرا في حكومة عبد الرؤوف الروابده ، وعكس ابو عبد الله ما يتمتع به من خبرة متكاملة في ادارة ملف العمل البلدي بكل نجاح واقتدار وحرفية.
عبد الهادي المجالي ، كان قائدي في سلاح الهندسة الملكي في السبعينات من القرن الماضي ، وله عليّ فضل كبير حيث منحني إجازة مفتوحة لإكمال دراستي في الجامعة الاردنية ، وأنا اعتبره إنساناً جريئاً وذا شخصية وطنية أردنية محبوبة ومحل تقدير واحترام الجميع ، ويتمتع ببعد نظر وله رؤية في مجمل القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.
سعد هايل السرور ، إنسان متواضع وأردني غيور على مصلحة الوطن ، مخلص في عمله في جميع المواقع التي تسند إليه ، ويقضي جلّ وقته في مكان عمله ، ومن مزاياه انه يحل قضايا الناس ويمشي في إصلاح ذات البين فهو يعيش في وسط عشائري لم يتبدل ولم يتغير وهو صاحب كلمة قوية وجريئة ، واعتبره أردنياً أصيلاً ، وإنسان ودوداً لطيفاً ، مثابراً.
ومن الذين تزامل معهم في الخدمة العسكرية يذكر ابو النور رفقاء دربه ومنهم ، اللواء سعيد صالح قطيشات ، اللواء محمود فهاد العبادي ، اللواء قاسم مصطفى الطوباسي ، اللواء محمد عيد الزيود.
عائليا فان السيد راجي حداد المتزوج من السيدة فوزيه ساير عوض سهاونه منذ العام 1973 ، قد أنجب منها ولدين هما نور ويعمل ضابطا مهندسا برتبة رائد في القوات المسلحة الاردنية ، وعيسى وهو طالب في كلية القانون في جامعة سوسكس – برايتون بريطانيا وهو في مستوى السنة الأخيرة.
كما أنجب من الإناث خمسا هن ،
أريج ، وتعمل معلمة في المدرسة الانجليزية في عمان ومتزوجة من الدكتور جهاد حداد ويعمل في الطاقة النووية لكونه يحمل شهادة الدكتوراه في بناء المفاعلات النووية ، ولها ولدان هما راكان وأديب.
اورجينا ، وتعمل في رئاسة الوزراء.
ايفا ، صيدلانية برتبة نقيب في الجيش العربي وزوجها الدكتور حسان قطامي ولها ولدان هما رمزي وزيد.
اوليفيا ، وتعمل في الملكية الاردنية وزوجها الدكتور فرح زوايده وهو استاذ في جامعة اربد الأهلية ولها ولد هو حنا وبنت اسمها مايا.
آن ، وزوجها السيد وائل سهاونه ولها ولد واحد اسمه " نشمي ".
ويحدثني السيد حنا زوايده ويقول في أبي النور " ان الباشا راجي حداد هو خال زوجتي ومعرفتي به معرفة تمتد لسنوات طويلة حتى قبل المصاهرة فيما بيننا ، وعندما كان يأتي الى عنجرة كان يجتمع حوله جميع الناس لدرجة انه بات إنسانا أمثاله قليلة فيما يتمتع به من شهامة ونخوة عربية وصدق وأمانة ، كما انه رجل يسبق الحدث دائما ولا يتوانى عن مساعدة كل من يطلب منه المساعدة بغض النظر مسلما كان أو مسيحيا فهو ينظر الى ان الناس جميعا في هذا الوطن هم إخوة لا فرق بينهم.
ان الحديث عن السيد راجي نور حداد ، هو حديث عن واحد عرف باتصاله الكبير مع الهم الشعبي من خلال عضويته في مجلس النواب لاكثر من مرة ، كما انه حديث عن واحد من المع كبار ضباط جيشنا العربي الاردني الذي خدم في صفوفه جنديا وضابطا ومدربا وملحقا ومفتشا عاما ومساعدا لرئيس هيئة الاركان حيث كان عبر جميع تلك المحطات الرجل الذي يعرف كيف يستثمر الموقع في إسناد ودفع جهود التنمية والبناء والاعمار في وطن أردني عربي هاشمي بقيادته الحكيمة وزعيمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.