آخر الأخبار

الخصاونة : نعمل بجد لتحول شامل في زراعتنا وغذائنا

راصد الإخباري :  


رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اليوم الاثنين انطلاق اعمال ِ الدَّورةِ السَّابعةِ والثَّلاثينَ للمؤتمرِ الإقليمي لمنظَّمةِ الأغذيةِ والزِّراعةِ للشَّرقِ الأدنى، والتي تنعقدُ تحتَ عنوان "تسريعُ تحوُّلِ نُظمِ الأغذيةِ الزِّراعيَّةِ الإقليميَّةِ لتحقيقِ الزِّراعةِ المستدامةِ والأمنِ الغذائيِ في خِضمِّ الأزماتِ المتعدِّدةِ التي تواجِهُ المنطقة" .
واكد رئيس الوزراء  في كلمة افتتح بها اعمال الدورة أهميَّة هذا الاجتماع الوزاري ، الذي يأتي في ظلِّ ظروفٍ وتحدِّياتٍ إقليميَّةٍ كبيرة، وفي أعقاب أزماتٍ عالميَّةٍ جعلت الحاجةَ ملحَّةً لتطويرِ آليَّاتٍ من شأنها تعزيزُ الاعتمادِ على الذَّات، وتحقيقُ التَّكامُلِ بين الدُّول من أجل تحقيق الأمن الغذائي، كجائحة كورونا، وتداعيات الأزمة الرُّوسيَّة - الأوكرانيَّة.
كما اكد الخصاونة أنَّ التحوُّلَ إلى نظمٍ غذائيَّةٍ أكثرَ فاعليَّةٍ وشمولاً في الشَّرقِ الأدنى وشمال أفريقيا بات أمراً مُلحَّاً؛ لضمانِ توفيرِ غذاءٍ صحِّيٍ وآمنٍ، وسطَ تزايُدِ أعداد السُّكَّان في المنطقة بشكلٍ كبيرٍ، ونُدرَةِ المياهِ والتغيُّرِ المناخيِ، وذلك عبرَ معالجةِ تحدِّياتِ توافرِ الأغذيةِ، وتسهيلِ الوصولِ إليها، وثباتِها، واستخدامها بطرقٍ توفِّرُ للمنتجينَ من أصحابِ الحيازاتِ الصَّغيرةِ والمجتمعاتِ الرِّيفيَّةِ فُرصاً لزيادةِ الدَّخلِ والتَّوظيفِ وإنتاجِ الأغذيةِ.
   ولفت رئيس الوزراء الى ان  استخدامَ الابتكارِ والرَّقمنةِ ما زال محدوداً في هذا المجال، وسيكونُ لاستخدامهما على نطاقٍ واسعٍ دورٌ قويٌّ وفعَّالٌ في تعزيز تحوُّل النُّظُمِ الغذائيَّةِ لتحقيقِ التَّنميةِ المستدامة.
وقال " في ظل هذهِ المعطيات، نتطلَّعُ لأن يُسهم هذا المؤتمر، الذي يضمُّ خبراتٍ وكفاءاتٍ إقليميَّة كبيرة في مناقشة القضايا المُلحَّة التي تواجه أنظمتنا الغذائيَّة والزِّراعيَّة، والتَّركيز على الإطارِ العالمي والإقليمي لمنظَّمةِ الأغذيةِ والزِّراعةِ للأممِ المتَّحِدةِ وبرامجِها وأولوياتِها لتحقيقِ هذهِ الغاية ". 
واكد اننا في  الأردن،  نعملُ بجدٍّ لتحقيقِ تحوُّلٍ شاملٍ في قطاعِنا الزِّراعي ونُظُمنا الغذائيَّةِ، آخذين بعينِ الاعتبارِ جميعَ العواملِ والخدماتِ خلالَ سلسلةِ القيمةِ كالصِّناعاتِ الغذائيَّةِ، والنَّقلِ وسلاسلِ التَّوريدِ، والعَمالةِ، والطَّاقةِ والمياهِ، وتمكينِ المرأةِ، وتعزيزِ المساواةِ بينَ الجنسينِ وتوفيرِ فرصِ العملِ، ورفعِ سويَّةِ المُنتجاتِ الرِّيفيَّةِ، والتي نعتبرها أساساً لتحقيقِ النموِّ الشَّاملِ ، كما نسعى لتطويرِ الأسواقِ المستدامةِ، وتعزيزِ سُبُلِ العيشِ الرِّيفيَّةِ، بما يعزِّزُ من سعينا نحو تحقيق الأمن الغذائي والتَّنمية الاقتصاديَّة المستدامة.
ولفت الى ان الأردن سعى مبكِّراً لإطلاقِ المرصَدِ الإقليمي للأمنِ الغذائيِ لدولِ المنطقةِ، حيث بدأنا التَّحضيرَ لهذا المرصَدِ بناءً على لقاء جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثَّاني ومديرِ عامِ منظَّمةِ الأغذيةِ والزِّراعةِ للأممِ المتَّحدةِ  شو دنيو، خلالَ زيارتِهِ الرَّسميَّةِ للمملكةِ عام 2022م.
واكد انه أمامَ التَّحدياتِ العالميَّةِ التي نشهدُها اليوم، وفي مقدِّمتها أزماتُ اللُّجوءِ، والحروبِ والتغيُّرِ المناخي، يعدُّ الأردنُ من أكثرِ البُلدانِ تاثُّراً بهذهِ الأزمات؛ إذ تُشكِّلُ نسبةُ اللَّاجئينَ الذينَ نستضيفهم ثاني أعلى نسبةٍ في العالمِ نسبةً إلى عددِ السُّكَّان، ويعيشُ قُرابةً 81% منهم في المجتمعاتِ المضيفةِ لهم خارجَ مخيَّماتِ اللُّجوءِ، لافتا الى ان هذا يشكِّلُ عبئاً وضغطاً كبيراً  على موارِدِنا الأرضيَّةِ والمائيَّة والغذائيَّةِ وخدماتِ الصحَّةِ والتَّعليمِ وفرصِ العمل.  
وقال انه ورغمَ ذلكَ، فإنَّنا نعملُ على بناءِ استراتيجيَّاتٍ وخططٍ مرنةٍ ومبتكرةٍ لتعزيزِ قدراتنا على التكيُّفِ والصُّمودِ وذلك من خلالِ الاستثمارِ الأمثلِ للمواردِ الطبيعيَّةِ والبشريَّةِ وتطويرها، وتبنِّي التقنيَّاتِ الحديثةِ في الزِّراعةِ، واستخدام الأدوات المناسبةِ التي تؤدِّي إلى تخفيفِ وطأةِ تلكَ التحديات.
ولفت الى ان من أهمِّ التَّحدِّيات التي تواجهنا جميعاً هي الكميَّةُ الكبيرةُ لهدرِ الطَّعامِ وتقليلِ الفاقِدِ، الذي يمثل تحدِّياً لإدارة الموارد والتزاماً أخلاقيَّاً بمكافحة الجوع ودعمِ الاستدامةِ البيئيَّةِ والمساهمةِ في تحقيقِ الأمنِ الغذائي، إذ أنَّ 28% من الأراضي الصَّالِحةِ للزِّراعةِ في العالمِ تنتجُ الغذاءَ الذي يتمُّ هدرُهُ بدلاً من إطعامِهِ للمحتاجين، مؤكدا ان  الإدارةَ الحصيفة للفاقدِ والهدرِ ستُسهمُ في سدِّ جوع ملايين البشر الذين يعانونَ من نقصِ الطَّعام.
وقال رئيس الوزراء " من المؤكَّد أنَّ الحديث سيكون منقوصاً إذا لم يتناول العدوان الإسرائيلي الغاشم والمُدان والهمجي على أهلنا الفلسطينيينَ في قطاع غزَّةَ، حيث أزهقت آلةُ القتلِ الإسرائيليَّةُ أرواحَ عشراتِ الآلافِ منَ الشُّهداءِ والمصابينَ، وتدميرٍ كاملٍ للبُنيةِ التَّحتيَّةِ، وقطعِ سُبُلِ العيشِ؛ وأخذت القطاع وأهله إلى حافَّة المجاعة، ما أدَّى إلى نزوحِ أكثرِ من مليونيّ شخصٍ ينامون في العَرَاءِ وسطَ ظروفٍ جويَّةٍ قاسيةٍ، لا يستطيعونَ الوصولَ إلى مصادرِ مياه الشُّربِ ويعانون جوعاً مدقعاً وغياباً لأدنى مقوِّماتِ الأمن الغذائي، عداك عن تدميرٍ واسعٍ للأراضي الزِّراعيَّة تُقدَّر بأكثر من 40% من الأراضي القابلةِ للزِّراعة بحسب صورِ الأقمار الصِّناعيَّةِ، وتدمير قُرابةِ 70% من البنيةِ التحتيَّةِ في القطاعِ بشكلٍ عام " . 
واكد الخصاونة اننا في المملكةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّةِ، بقيادة جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثَّاني يعضده سموُّ الأمير الحسين بن عبدالله الثَّاني وليُّ العهد، نفخر بانَنا نجحنا في القيام بالإنزالات الجويَّةِ المتكرِّرةِ التي نفَّذناها بشكل منفردٍ بدايةً، ثمَّ مع بعض الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة، وشارك جلالة الملك شخصيَّاً في اثنين منها، والتي ساهمتْ في توليدِ ثقافةٍ عالميَّةٍ جديدةٍ في كيفيَّةِ إسنادِ المنكوبينَ والانتصارِ للإنسانِ في ظلِّ ظروفٍ استثنائيَّةٍ صعبة.
  كما اكد اننا سنستمرُّ بهذه الإنزالات الجويَّة بالتَّزامنِ مع الجهودِ السِّياسيَّةِ والدبلوماسيَّةِ الحثيثةِ التي يقودها جلالةُ الملك بالتنسيق مع أشقَّائه القادة العرب من أجل وقف العدوان الغاشم فوراً، وإيقاف عنف المستوطينينَ في الضفَّة الغربيَّة، وضمان إمداد الأشقَّاءِ الفلسطينيين بالمساعداتِ الإنسانيَّةِ بشكلٍ كافٍ ومستدامٍ، وإيجاد الأفق السياسي غير القابل للعكس، الذي يضمن العودة إلى مسار السَّلام وفق حلِّ الدَّولتينِ، الذي يضمنُ إقامة الدَّولة الفلسطينيَّةِ المستقلَّةِ، ذاتِ السِّيادةِ الكاملةِ والنَّاجزةِ، على خطوطِ الرَّابع من حزيران لعامِ 1967م، وعاصمتها القدس الشَّرقيَّة؛ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دول وشعوب المنطقة بما فيها إسرائيل.
ورحب رئيس الوزراء بالمشاركين في اعمال المؤتمر  الذي تستضيفه المملكة ونحن نحتفل باليوبيل الفضِّي لتولِّي جلالة الملك عبدالله الثَّاني مقاليد الحكم متطلعين إلى اتِّخاذِ قراراتٍ تكامليَّةٍ تؤثرُ إيجاباً في مستقبل الزِّراعةِ، وتحقيق أمننا الغذائي، واستدامتنا البيئيَّة، ومرونتنا الاقتصادية. 
على صعيد متَّصل، استقبل رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مدير عام منظَّمة الأغذية والزِّراعة للأُمم المتَّحِدة شو دنيو، ووزراء الزِّراعة لعدد من الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة المشاركين في أعمال الدَّورة السَّابعة والثَّلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظَّمة الأغذية والزِّراعة للشَّرقِ الأدنى.

ورحَّب رئيس الوزراء خلال اللِّقاء الذي حضره وزير الزِّراعة المهندس خالد الحنيفات بضيوف الأردن المشاركين في المؤتمر، مؤكِّداً أهميَّة انعقاده لغايات تطوير آليَّات التَّعاون والتَّكامل وتبادل الخبرات بين الدُّول في المجال الزِّراعي، ووضع حلول للتحِّديات والمخاطر التي يواجهها، في سبيل تحقيق الأمن الغذائي.

كما وضع الخصاونة المشاركين في المؤتمر بصورة الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثَّاني لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزَّة، والذي راح ضحيَّته عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، وتسبَّب بدمار للبنية التَّحتيَّة بما في ذلك الأراضي الزِّراعيَّة، مجدِّداً التَّأكيد على موقف الأردن بقيادة جلالته الذي يدعو إلى وقف العدوان فوراً، وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانيَّة بشكل مستدام وكافٍ، وإيجاد أفق سياسي يضمن تحقيق السَّلام عبر حلِّ الدَّولتين، الذي تقوم بمقتضاه الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة، ذات السِّيادة الكاملة والنَّاجزة على خطوط الرَّابع من حزيران لعام 1967م، وعاصمتها القدس الشَّرقيَّة.
بدوره، أشاد مدير عام منظَّمة الأغذية والزِّراعة للأُمم المتَّحِدة باستضافة المملكة لأعمال الدَّورة السَّابعة والثَّلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظَّمة الأغذية والزِّراعة للشَّرقِ الأدنى، وبجهود المملكة في مجالات الزِّراعة والأمن الغذائي، مؤكِّداً أنَّ المؤتمر يمثِّل فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والتَّجارب وتعزيز التَّعاون لتحقيق هذه المتطلَّبات.
وكان مديرَ عامِ منظَّمةِ الأغذيةِ والزِّراعةِ للأُممِ المتَّحِدةِ شو دنيو رحب في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر بالمشاركين في اعمال الدَّورةِ السَّابعةِ والثَّلاثينَ للمؤتمرِ الإقليمي لمنظَّمةِ الأغذيةِ والزِّراعةِ للشَّرقِ الأدنى معربا عن الشكر والتقدير للاردن على استضافة هذا الاجتماع المهم .
ولفت الى ان العالم ومنطقة الشرق الاوسط يتابعان الاوضاع والتحديات التي تشهدها غزة والسودان والعديد من الدول في المنطقة وبشكل خاص المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة معربا عن الامل بالخروج من هذه الازمة .
 واكد ان منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة كان لها دور وبالشراكة مع المنظمات المعنية ومنذ بدايات الاوضاع في غزة في التخفيف من المعاناة الانسانية التي يعيشها سكان القطاع .
واعرب عن الامل بان تسهم مناقشات المؤتمر بالخروج في حلول لمواجهة التحديات التي تمر بها العديد من دول وشعوب العالم .