نشر الوزير السابق د. بسام العموش عبر صفحته على التواصل الاجتماعي، تاليا نص ما كتبه:
اليوم 552023م الذكرى الثالثة لرحيل والدتي التي كانت أما" قوية جاهدت في حياتها الفقر والمرض والعائلة الكبيرة " تسع بنات وأربعة أولاد ذكور " . حتى البيت كانت تنقل الماء على رأسها وتسير مسافات ليتم خلطه بالتراب ليُبنى منه بيت الطين . كانت مثقفة رغم أنها لا تقرأ ولا تكتب ، تتحدث في السياسة أكثر من حديث النساء في القيل والقال . وكانت تجهر بينهن أنني احب مجالس الرجال ، كيف لا وهي ابنة
" سحوم " الشيخ المضياف الذي تزوج خمسا" من النساء وكانت تفخر بأنها تسقي فرس أبيها حيث يطير بها لخفة وزنها .
لا تعرف الخوف وتكره الجبناء والأنذال والسّقط من الرجال والثرثارة من النساء .
تحفظ الأمثال وتحب الشّعر المقفى والبدوي وتحفظه وتستدل به . ذهبتُ بها إلى العراق للعلاج فقالت للسائق بصوت عال : خذني إلى قصر صدام !! فخاف السائق وقال بصوت مختنق : ياحجية انا لا استطيع الاقتراب من ذلك المكان ، فرفعت صوتها وقالت : انا لا أريد منه شيئا" بل أريد السلام عليه .
ورثت الكرم عن أبيها فلا يدخل بيتنا قريب ولا غريب إلا ووجهها بشوش وتقدم له القِرى " طعام الضيف " المتيسر .
حفظتني أمثله :
اللي يقدم الرجال يؤخروه
الكف للي ضاربه
أكل الرجال على الرجال دينة وعلى الأنذال حسنة .
كانت تعاني من الدسك فلما ذهبنا للحج كانت تركض ركضا" وكأنها صبية شابة من شدة فرحها ببيت الله الحرام .
رحمك اللهُ أمي فقد فرحتِ بي بعد خمس بنات فأرجو أن اكون قد أديت شيئا" من حقك وحق والدي لأنني لا أطمع أن اوفيكما ما قدمتما لأنني لا أنسى حبات العرق في جبينيكما من أجلي وأجل إخواني وأخواتي .
اللهم اغفر لها وارحمها وسامحها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم إن كانت محسنة فزد في إحسانها وان كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها . اللهم إنك ارحم من الأم بطفلها فارحم غربتها وآنس وحشتها واجعل مرضها كفارة لها واجعل محمدا" صلى الله عليه وسلم شفيعا" لها واجمعنا بها في جنات النعيم .