ينفرد وصف سيدنا ابراهيم فوق غيره من الأنبياء بأنه كان أمة ليس بمعنى أن بقية الانبياء تناسلوا منه فقط وإنما بمعنى الأبوة والظل والحضن والجامع
وفي مدينة فلسطينية يرقد جثمانه فتتشرف بوصفه الخليل( خليل الله) وتحمله اسما لها فماذا عن سلوكه وصفته كأبي الضيفان؟ ومن أين جاء اللقب؟
لقد جاء سيدنا ابراهيم أضياف من الملائكة وهو لا يعرف أنهم ملائكة، فذهب إلى بيته وجاءهم بعجل حنيذ سمين، وكان الملائكة ثلاثة، وعلى قلة عددهم كان يكفيهم القليل من اللحم، إلا أن إبراهيم يذهب إلى بيته ويجيء بعجل حنيذ، ثم يقبل عليهم ويقول:{أَلا تَأْكُلُونَ}فكان في غاية الكرم، وغاية الأدب مع ضيوفه، فإنه لما أتاهم بهذا الطعام الطيب، جلس معهم وما قال لهم:كلوا، ولكن قال: {أَلا تَأْكُلُونَ} أي: ألا تتفضلون فتأكلون، وهذا غاية الأدب في الحوار
و كان إبراهيم الخليل عليه السلام إذا أراد الأكل خرج ميلا ، أو ميلين يلتمس من يأكل معه فبصدق نيته دامت ضيافته في مشهده إلى يومنا هذا ، وهو أول من بنى دار الضيافة ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن الله وسع على خليله في المال ، والخدم فاتخذ بيتا للضيافة له بابان ; يدخل الغريب من أحدهما ويخرج من الآخر وجعل في ذلك البيت كسوة الشتاء والصيف، ومائدة منصوبة عليها طعام فيأكل الضيف ويلبس إن كان عريانا
وقد أخذ أهل الخليل عن نبينا ابراهيم هذا الكرم فأنشأوا تكية ابراهيم الخليل عام١٢٧٩ في زمن السلطان قلاوون الصالحي
وما زالت تقدم الطعام للمتعففين وعابري السبيل ولكل من مر ببابها حتى يومنا هذا
وقد قامت مجموعة طيبة من أهل الأردن باحياء هذا الإرث النبوي العظيم بمبادرة تكية ابراهيم الخليل في الأردن، بلدنا الحبيب ، حيث تقدم الطعام للمحتاجين على امتداد الأرض الاردنية طوال أيام السنة بأفضل وأكرم وأشهى ما يكون معززة أخلاق العطاء والسند والتكاتف الاجتماعي والأجور والصدقات الجارية.
في رمضان العطاء بأجر الفرائض والله يضاعف لمن يشاء فأقبلوا فإن في الجنة غرفا خاصة لمن أطعم الطعام وتخلقوا بخلق أبي الأنبياء و أبي الضيفان سيدنا ابراهيم عليه السلام
سرني ان ابنتي رافقتني الى هذا المكان المبارك وهي دعوة ان نتذكر أن يكون اهلنا واولادنا شهودا لكل خير حتى نورثهم عمل الخير فهو خير ميراث واعظم اجرا
وسرني أن نكون برفقة ملتقى سيدات الخليل
هذا الملتقى المبارك الذي يحاول أن يكون له بصمات طيبة في كل ميدان
اللهم خلقا كخلق سيدنا ابراهيم وكرما ككرم سيدنا ابراهيم وأثرا كأثر سيدنا ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام وعلى أنبياءنا جميعا