القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن في كلمته، جلالة الملك بمناسبة تزامن شهر رمضان المبارك مع عيد الفصح المجيد، وقال إنهما مناسبتان لتجديد الإيمان بالله والالتزام بالقيم الروحانية.
وحذر من أن الوجود المسيحي في الأراضي الفلسطينية يتعرض "لهجمات غير مسبوقة من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة، إلا أن رؤساء الكنائس يقفون متحدين ضد العنف بجميع أشكاله".
وأشاد بدعم جلالة الملك للوجود المسيحي في الأراضي المقدسة انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تمتد تاريخيا للعهدة العمرية، التي حظيت بأهمية متزايدة على مدار 14 قرناً من الزمان، مثمناً دور جلالته المستمر بحماية المقدسات.
ولفت مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد عزام الخطيب إلى أنه وبرغم كل الصعاب والانتهاكات ومحاولات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والتحريض على موظفيه وتقسيمه وتغيير صفته الإسلامية، فإن سجل جلالة الملك يحفل هذا العام كما هو دوما بالمكارم والمآثر التي يزهو بها المسجد الأقصى.
وعدّد الخطيب أعمال الترميم والصيانة التي جرى إنجازها أخيرا، لافتاً إلى أن جلالته يكرس طاقاته للحفاظ على هذه الحضارة عربية إسلامية.
وختم الخطيب كلمته بالقول "سنبقى جنودكم الأوفياء حراسا للمقدسات نستمد من توجيهاتكم قوة وعزيمة نحمي القدس ومقدساتها، ونستظل بوصايتكم عليها".
من جهته، أكد المطران وليم شوملي النائب البطريركي العام لبطريركية اللاتين في القدس، ممثلا ومتحدثا باسم غبطة البطريرك بيرباتيستا بتسابلا، بطريرك اللاتين بالقدس، أن دعوة جلالة الملك للرموز الدينية الإسلامية والمسيحية بالقدس على الإفطار الرمضاني، إحدى التعابير الجلية للروابط المتينة دينيا وقوميا وتاريخيا للهاشميين بهذه المدينة المقدسة كابرا عن كابر.
وأشار إلى أن المدينة الفريدة ما زالت تعاني من الاحتلال والعنف وعدم الاستقرار، ومن محاولات التهويد على مختلف الصعد ديمغرافيا وسكنيا ودينيا، وحتى على صعيد المناهج المدرسية التي ينوي الاحتلال تغييرها في القدس الشرقية لتضعف الرواية العربية الفلسطينية المتعلقة بالقدس وتاريخها وجغرافيتها ومكانتها.
واستذكر المطران شوملي خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة أيلول الماضي، الذي أكد فيه أهمية الحفاظ على الوضع القائم بالقدس، ودافع فيه عن الحقوق والتراث الأصيل للمسيحيين في الشرق ولا سيما بالقدس، معربا عن شكره لجلالته على مواقفه الإنسانية والسياسية الحكيمة والشجاعة.
من ناحيته، ثمن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك سماحة الشيخ محمد حسين الدعوة الملكية للشخصيات المقدسية، مؤكداً أهمية الوصاية الهاشمية بخاصة في هذه الظروف الصعبة.
ولفت إلى أن الشعبين الفلسطيني والأردني اليوم ممثلين بهذه الأخوة سيبقون إن شاء الله السدنة والحراس الأوفياء على المقدسات بالقدس الشريف.
وحضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين، والوفد المرافق للرئيس الفلسطيني.