جلسة حوارية تنظمها "الأردنية" لمناقشة كتاب سمو الأميرة دانا فراس "فريدة ومتميزة: مواقع التراث العالمي في الأردن"
أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – نظم مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية اليوم جلسة حوارية لمناقشة كتاب سمو الأميرة دانا فراس المعنون بـ "فريدة ومتميزة: مواقع التراث العالمي في الأردن"، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات.
وأكدت سمو الأميرة دانا فراس، رئيسة إيكوموس–الأردن وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، أن العالم يولي التراث ومختلف القضايا المتعلقة بالإرث الإنساني وكيفية المحافظة عليه وتوثيقه اهتماما بالغا، ما يوجب علينا في الأردن العمل يدا بيد، خبراء وأكاديميين ومتخصصين، من أجل صياغة تاريخنا وقصة المكان الخاصة بالأردن، والسعي لتوثيق جميع المواقع الأثرية التي يزخر بها الأردن ضمن قائمة التراث العالمي.
وقالت سموها إن التراث، بعناصره ومكوناته كافة، عبارة عن مجموعة من القيم الإنسانية التي تُكوّن الهوية المرتبطة بالانتماء وبشعور الفرد بجذوره وأصوله المرتبطة بوطنه، وإن للتراث ارتباطا مباشرا بالنمو والتشغيل وتحقيق التنمية المستدامة، والتشجيع على الابتكار والإبداع، وبث الأمل والإيجابية والتضامن، الأمر الذي يوجب علينا الاهتمام به، وبناء السياسات والأنظمة اللازمة لتحقيق ذلك بشكل مدروس.
وتحدثت سموها خلال الحوارية عن رحلة كتابة وتأليف الكتاب، وحرصها على توثيق التراث من خلال التصوير وتقديم المعلومات حول المواقع الأثرية بصورة دقيقة باللغتين العربية والإنجليزية، ما يشكل حافزا لقراء الكتاب من مختلف الدول لزيارة هذه المواقع.
بدوره، ثمن عبيدات دور سمو الأميرة والقائمين على تجهيز هذا الكتاب الذي وصفه بالإبداعيّ والوطنيّ على حدٍّ سواء، بمكوناته ورسالته في حفظ التراث، منوها في هذا الصدد بأنه حين يكون الكاتب محبًّا للوطن بجباله وسهوله، محبًّا للأردن الأرض والإنسان والقيادة، فحتمًا سيخرج ما كُتب فريدًا رائعًا ومميّزًا.
وقال عبيدات إن دخول الإرث الأردني كتاب العالم ليس الخطوة المرجوّة الوحيدة، بل الأمر منوط بحماية هذا التّراث وتكريسه وجهًا حضاريًّا لبلد جذوره ضاربة في التّاريخ، لافتًا إلى أن الحماية كلمة ذات شعاب وطرق، فما تقوم به منظمة الأمم المتحدة للتّربية والعلم والثّقافة ليس منفصلًا عن هذا العمل الجليلِ الذي تنشر سموّ الأميرة نتاجه، معزَّزًا بصور خلّابة تعكس أصالة العين التي التقطتها، وعراقة المكان الثّابت في الأذهان والقلوب.
وأضاف أنّ الجامعة الأردنيّة، بوصفها جزءًا من المشهد الأردنيّ والعالميّ، لم ولن تُوفّر جهدًا للدّفع بعجلة الدّبلوماسيّة النّاعمة لإبراز دور الأردنّ قديمًا وحديثًا، ومكتبتها ومركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة زاخران بكلّ ما من شأنه تعزيز هذا المسعى، وأبوابها مفتوحة لكلّ الباحثين لكي ينهلوا من المعرفة المنثورة في ثناياها.
من جانبها، عرضت منسقة ومديرة مشاريع إيكوموس–الأردن المهندسة لينا أبو سليم، نشأة منظمة إيكوموس العالمية عام 1965 ومقرها باريس، والتي تهدف إلى حماية مواقع التراث الثقافي والمحافظة عليها، وتكرس جهودها لتعزيز تطبيق النظرية والمنهجية والتقنيات العلمية للحفاظ على التراث المعماري والأثري، مشيرة إلى أن اللجنة الوطنيّة الأردنيّة (إيكوموس-الأردن) تأسست عام 2018، وتتمثل رؤيتها بالترويج للحفاظ على التراث الثقافي الوطني الأردني عن طريق برامج التوعية ورفع قدرات الكوادر المتخصصة، والتنسيق والاستشارات، ودعم البحث العلمي في مجالات الحماية وإدارة واستمرارية التراث الثقافي.
من جانبها، استعرضت مديرة المركز الدكتورة ندى الروابدة دور الجامعة في زيادة وعي المجتمع بأهمية تراثه الحضاري، وتشجيع مشاركته في عملية تقدير هذا التراث والمحافظة عليه من خلال مركز المخطوطات الذي يُعدّ معلمًا علميًّا رائدًا من معالم الجامعة التي تؤدي دورها في تشجيع البحث العلمي والعناية بالتراث وتهيئة المناخ السليم للدارسين، مشيؤة إلى أن المركز يتولى مهمة جمع الوثائق والمخطوطات وسجلات المحاكم الشرعية والأوقاف الإسلامية في بلاد الشام والصحف، إضافة إلى جمع التقارير والخرائط والرحلات والروايات والملفات والمذكرات والصور وحفظها وتوثيقها حسب الأصول العلمية.
وقال رئيس جامعة اليرموك الأسبق الدكتور زيدان كفافي إن هذا الكتاب اجتمع فيه العلم والمعرفة مع المهارة، ويضم بين دفتيه معلومات وخرائط وصورًا لعشرين موقعا أثريا أردنيا مرتبة في قائمة تبدأ بأول موقع سُجّل على لائحة التراث العالمي عام 1985 وهو البتراء، وانتهاء بموقع مرشح للقائمة التمهيدية منذ عام 2019 وهو الحرة البازلتية، موضحًا أن القارئ يجد فيه قصة عربية أو إسلامية تقدمها سموها للقارئ بكل يسر وسهولة، وبلغة تصل إلى الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية، بخلاف الكتب والمؤلفات المختلفة حول تاريخ وآثار الأردن التي كانت تخاطب فئة المختصين من الناس فقط، كما لم تقدم معلومات موجزة ومبسطة مثلما يقدمها هذا الكتاب لكل من يقرأ العربية والإنجليزية.
كما تحدث مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي عن أهمية هذا الكتاب الذي يُعدّ إنتاجا زاخرا بكل ما فيه، مؤكدًا أن سمو الأميرة نجحت من خلاله في تقديم المعرفة، ومهدت الطريق لنا للاستمرار على هذا النهج في باقي مواقع المملكة التي تستحق أيضا أن يُسلّط الضوء عليها وحمايتها، لافتًا إلى أن التراث لا يمكن تجزئته والحديث عنه، إذ لا بد أن يكون شموليًّا، ولتحقيق ذلك ينبغي بناء سردية موحدة لكافة مواقعنا الأثرية.