نقل ادباء وشعراء من عدة دزل عربية. انطباعاتهم عن منصات التواصل الاجتناعي
وشاركت امينه الجمجومي، الاديبة المغربية، ونجيب الكيالي، الشاعر السوري، اضافة الى د. محمود كفارنه من الاردن، في إنتاج مادة مثمرة. تتحدث عن اكثر من دولة. جامعهم اهمية تلك المنصات. فيما مخاوف تنتابهم على الثقافة والجيل واللغة
وكتبت الاديبة المغربية الجمجومي ورقة عمل جاء فيها
لعلها فرصة ثمينة ان نكتب ما لمنصات التواصل الاجتماعي وما عليها، في بلداننا
اذ يشير مصطلح منصات التواصل الاجتماعية إلى استخدام تكنولوجيات الإنترنت والتقنيات المتنقلة (الهاتف) لتحويل الاتصالات إلى حوار تفاعلي.
وعرف بعضهم منصات التواصل الاجتماعية بأنها "مجموعة من تطبيقات الإنترنت التي تبني على أسس أيديولوجية والتكنولوجية من الويب والتي تسمح بإنشاء وتبادل المحتوى الذي ينشئها المستخدمون." وسائل الإعلام الاجتماعية هي وسائل إعلام للتواصل الاجتماعي كمجموعة شاملة وراء التواصل الاجتماعي. غيّرت وسائل الإعلام الاجتماعية طريقة هذا التواصل
تتعدد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من المجالات وذلك إن أحسن الفرد استخدامها، وفيما يأتي تفصيل لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي:
توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية من فوائد مواقع التواصل الاجتماعي أنها أداةً مفيدةً وفعّالةً في تشكيل أصدقاء جُدد، وتسهيل التواصل مع الأصدقاء الذين انقطع الاتصال بهم، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصياً، ممّا يوفر عناء الوصول إليهم.
تقليل الحواجز التي تعيق الاتصال يُمكن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقةٍ سهلة، وذلك من أيّ مكان، وفي أيّ وقت، كما تساعد خاصية مشاركة الرأي المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي على فتح الأبواب لتبادل الآراء وتوسيع فرص المشاركة في التعبير عن الرأي.
وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال تُعد مواقع التواصل الاجتماعي بما تؤمنه من تفاعل واسع بين المجموعات وسيلة لتشكيل رأي عام مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة.
وسيلة فعالة للترويج تستخدم الشركات التجارية الشبكات الاجتماعية كأداة جيّدة من أجل الترويج لسلعها، حيث يوجد العديد من التطبيقات المُختصة بالترويج لخدمة أو سلعة معينة وبتكلفة أقل، ممّا يؤدي إلى زيادة الأرباح وبأقل التكاليف.
متابعة أخبار العالم أدّى تطور شبكات التواصل الاجتماعي إلى عدم انتظار الشخص أخبار السّاعة السادسة على شاشة التلفاز، أو انتظار وصول الجريدة، بحيث يمكن معرفة آخر الأخبار والمعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
مساعدة رجال الأعمال والشركات تُمكّن شبكات التواصل الاجتماعي رجال الأعمال والمنظمّات المختلفة من التواصل مع العملاء، وبيع منتجاتهم، وتوسيع نطاق خدماتهم؛ فهناك الكثير من رجال الأعمال والشركات التي تزدهر بشكل كامل على الشبكات الاجتماعية، ولا تكون قادرة على العمل بدونها.
تتعدد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرزها؛ توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، وتقليل الحواجز التي تعيق الاتصال، وتعد وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال، كما أنها وسيلة فعالة للترويج، وتساعد على متابعة أخبار العالم، بالإضافة إلى أنها تساعد رجال الأعمال والشركات في متابعة أعمالهم والترويج لها.
سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي
لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات عديدة إن أساء الفرد استخدامها، حيث سيكون منها ما يأتي: مخاطر الاحتيال أو سرقة الهوية يمكن الوصول إلى المعلومات الخاصة التي تُنشر على الإنترنت من أيّ شخص، حيث يكون كلّ ما يحتاج إليه حينها عدد قليل من المعلومات للتأثير على حياة الشخص، فمثلاً يمكن لسرقة هوية الشخص الخاصة أن يُلحق ضرراً كبيراً به، كما يتضمن هذا الخطر اختراق المعلومات الشخصية والتطفل عليها.
إضاعة وقت الأفراد تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً الفيسبوك وغيره من المواقع التي انتشرت بشكل واسع، أكثر ما يتمّ استخدامه على الإنترنت، ممّا سيؤدي بدوره إلى زيادة عدد الساعات التي يقضيها الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتعارض ذلك مع مسؤولياته في العمل، وغيرها.
اختراق خصوصية الأفراد تُمكّن شبكات التواصل الاجتماعية الشركات الكبرى التي تستهدف الأشخاص بالإعلانات من البحث عن الكلمات المفتاحية التي يستخدمها الشخص أثناء التصفح، بالإضافة إلى بيانات أخرى، من أجل تزويده بالإعلانات التي تستهدف حاجاته.
ارتكاب الجرائم ضد المستخدمين يمكن أن يؤدي استخدام الشبكات الاجتماعية إلى تعرض الأشخاص للمضايقات بكافة أشكالها، وقد يكون هذا شائعاً خاصةً لدى المراهقين والأطفال الأصغر سناً بشكل خاص، لذا ينبغي على الوالدين الانتباه لمحتوى الويب الخاص بهم، حتّى لا يتعرض الأطفال لأيّ محتوى غير مناسب.
التأثير على العلاقات الأسرية تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً سلبياً في نوعية العلاقات الأسرية وقوتها، حيث يؤدي ما يقضيه الفرد من ساعات طويلة في تصفح هذه المواقع، وانشغاله بعلاقاته الافتراضية فيها إلى البعد عن أفراد أسرته وفتور العلاقات التي تربطه بهم.
مخالفة منظومة العادات والتقاليد تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على منظومة العادات الذي يؤثر بدوره على المجتمع ككلّ، فقد يؤدي الانفتاح الزائد الذي تؤمنه هذه المواقع إلى نشر قيم جديدة مخالفة لما اعتاد عليه المجتمع من عادات وتقاليد تشكّل هويته.
العزلة أصبح استخدام مواقع التواصل بديلاً للتفاعل الاجتماعي الحقيقي بين الأفراد والمتمثل بالزيارات العائلية وحضور المناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى ما يقضيه الأفراد من ساعات طويلة على هذه المواقع مما أدى إلى إصابتهم بالعزلة والانطواء على الذات.
تدنّي التحصيل الدراسي عند بعض الطلاب يميل الطلاب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير إلى الحصول على علامات أقلّ.
بالرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن لها بعض السلبيات، ومن أبرزها؛
مخاطر الاحتيال أو سرقة الهوية ، وإضاعة الوقت واختراق الخصوصية، وتعد وسيلة لارتكاب الجرائم ضد المستخدمين،
كما أنها تؤثر على العلاقات الأسرية، وفيها بعض المخالفات للعادات والتقاليد وتؤدي إلى العزلة وتدني التحصيل الدراسي للطلاب.
ومن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال انها قد تشكّل خطورة على الأفراد بشكل عام، إلّا أنّ هذه الخطورة تتضاعف عندما يتعلق الأمر بالأطفال نظراً لقلة خبراتهم وتمييزهم الخطأ من الصواب، ومن أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال ما يلي:
تعرضهم للإساءة والمضايقات والتنمّر، فيما يُعدُّ الأمر أكثر خطورة من تعرضهم لما سبق في حياتهم الواقعية نظراً لعدم وجود من يصد عنهم ما يتعرضون له من إساءة كالأهل والمعلمين.
وصولهم إلى المحتويات المسيئة مثل المواد الإباحية وغيرها عن طريق الصدفة أو القصد.
نشر فيديوهات وتسجيلات غير مناسبة من قِبل الأطفال نتيجة لقلة وعيهم، وهو الأمر الذي قد يعود عليهم بالسوء. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعية أن تتسبب بتعرّض الأطفال لمشاكل عديدة مثل تدني احترام الذات والقلق المستمر.
من جانبه قال الشاعر السوري نجيب الكيالي في ورقة العمل
سأختار الحديث في هذا النوع من المنصَّات، لأنني أعرفه، ولن أطيل.
في دنيا العالم الرقمي
تشكَّلت في العشرين سنة الأخيرة في عالمنا العربي ظاهرةٌ قوية لافتة، أخذت تنمو وتنمو من سنة لأخرى، بل ربما من شهر لآخر، وهي منصَّاتُ تواصل اجتماعي، اهتمامُها منصبٌّ على الثقافة والأدب، وتعتمد النشر الألكتروني بما فيه من ليونة وسرعة ويسر.
استقبل بعضُ المثقفين هذه الظاهرة بحذر، وبعضُهم بفرح، وربما فرحٍ غامر. أنا كنتُ من النوع الثاني، فقد وجدتُ أنَّ هذه المنصَّات أو الجيد منها يشبه روضةً غنَّاء تجمع ثمرَ العقول والقرائح، فإذا كان اتحاد الكتَّاب في مصر أو سوريا أو الأردن بمسمياته المختلفة هو غالباً لكتَّاب البلد نفسه، فهذه المنصات صارت كأنها اتحاداتُ كتَّاب تتعدَّى الحدود الإقليمية، وتضع القلمَ العربي بجوار أخيه القلم العربي الآخر بعد حواجزَ من الغربة فرضتها ظروفُ السياسة في منطقتنا، وأصبح للأقلام الحبيسة فرصة لكي تخرج من الأسوار المفروضة عليها إلى رحاب التواصل والعطاء، وهكذا.. فكأننا على باب عصر جديد، بل هو عصرٌ جديد حقاً.
الإيجابيات:
لم تكن قليلة، وقد بدت كموسم خيرٍ مكتنزٍ بالعطايا، فيه الجميل والأجمل، ومنها:
* تسهيل الحركة أمام الفكر والمُنتَج الأدبي من خلال السياق الرقمي: وهو ما أشرتُ إليه فيما سبق، وأضيف: كنا في سوريا مثلاً قلَّما تصلنا كُتبٌ من المغرب العربي، وقلَّما تصلهم كتبُنا، أي أن هناك ما يشبه الاغتراب الثقافي بين الأشقاء العرب، وانخفاضاً في مستويات التفاعل في هذه الناحية، وبات شاعرٌ كبير أو قاص عظيم متقزِّماً من طرف الانتشار والجماهيرية بسبب الحالة المومأ إليها إذ لا يعرفه سوى أبناءِ بلده، فهو شاعر لبناني فقط إذا كان من لبنان، ويمني إذا كان من اليمن، وليس شاعراً عربياً يصل صوته إلى الجمهور العربي الكبير الواسع.
* تحفيز على الإنتاج والكتابة: فالكاتب بات يشعر وكأنَّ هناك جمهوراً يومياً ينتظره، ولا سيما من خلال منصة الفيس حيث صار لكل أديب صفحة أو أكثر، وعليه أن يضخَّ إنتاجاً متواصلاً في ذلك المكان، وأنا- شخصياً- امتلأتُ حماسةً في البداية لهذا الأمر، وسجَّل انتاجي زيادةً ملحوظة، وحتى حين أضع رأسي على الوسادة يأتيني شيطانُ الكتابة ويسألني عما سأقدِّمه غداً، كذلك باتت الجماعات الأدبية التي ينتمي إليها الكاتب على الوتس أو غيره تغريه بأن يدفع إلى بياض صفحاتها إنتاجاً جديداً، وأن يَظهر خِصَباً معطاءً إلى جوار أقرانه.
* تحفيز على التفاعل: فالمواد الأدبية التي تُنشَر على هذه المنصة أو تلك لا تحتاج لوقت طويل لكي يراها الناقد، ويعطي رأيه فيها- كما كان سابقاً- بل أصبح التفاعل مع ما يُنشَر سريعاً، وشبه فوري، فيستطيع الكاتب أن يعرف قيمة إنتاجه جودةً أو رداءة دون إبطاء، ومن خلال أراء عديدة وتعليقات متنوعة لا من خلال صوت واحد.
* الجرأة والحرية: أصبح هذان الأمران المهمان للكتابة متاحينِ للكتَّاب، بعد حرمانٍ طويل منهما، ولا سيما في عالَمنا العربي الماهر جداً في كبتِ الأنفاس والتضيقِ على حركة الفكر، وصرنا نتخيَّل الرقيب أحياناً محسوراً مهموماً لا يدري ماذا يفعل! فمقصه العتيد الذي كان يطارد به الكلماتِ الجريئةَ النقية طار من يده أو تخطَّاه العصر بتقنيته المتقدمة، وفضائِهِ الرحب المفتوح.
* تواصل اجتماعي إنساني بين الكتَّاب والكاتبات: ففضلاً عن التواصل الأدبي صار في وسع طائفة من هؤلاء منتمين إلى منصة معينة أن يعرفوا أحوالَ بعضهم من صحة ومرض وسفر، وفي وسع القادر منهم أن يُقدِّمَ العون لمن يحتاجه، وأنا- على سبيل التنويه- أعتزُّ بالمنصات الجيدة التي أنتمي إليها، وأُطلق عليها اسم: أُسرة روح وعقل.
* وعد بولادة شيءٍ كبير جديد: بدا هذا الأمر لبعض الوقت، فقد شعرَنا مع موجة التفاؤل الأول بأن الحواجز السياسية بين بلداننا العربية ستنهار لاحقةً بالحواجز التي تهشَّمت في ميدان الثقافة والفكر، وأنَّ وطننا العربي سيلد نفسَهُ ولادةً ثانية لائقة من رَحِم عصر العولمة الثقافية والانفتاح، ومادام رأسُ الأمة يتجدد، فستتبع الرأسَ بقيةُ الأعضاء، وبهذا كان يتداول الأدباءُ والمثقفون فيما بينهم، وبعضهم حلَّقَ بعيداً مع طير الأحلام.
السلبيات:
بدأت تتغير الصورة البهيَّة المنتظَرة، وأخذت تذبل زهرةُ التفاؤل نتيجة انتشار سوء الاستخدام لهذه المنصَّات، ويبدو أن يد التخلف حين تمتدُّ لأي شيء فهي تفسده جزئياً إن لم يكن بصورة كُلِّية، ومن السلبيات:
* غزو شبه كاسح لمنصَّات يقوم عليها أدعياء ثقافة: وخطورتها جاءت من كثرتها وتزايدها العجيب، فهي تتوالد بطريقة الأرانب! ثم من المواد التي تُعرَض فيها، فأكثرها بين الضعيف والبالغِ الرداءة، بل إن بعض هذه المواقع والمنصات كأنه أخذ على عاتقه نشرَ المفاهيم المغلوطة، وكلَّ ما يفسد الذوق والعقل، ويزيد الخرابَ خراباً، وهنا أتذكَّر بيت نزار قباني:
ذروةُ الذل أن تموتَ المروءاتُ/ ويمشي إلى الوراء الوراءُ
ثم ازداد الانحدار حتى صرنا نرى مقابلَ كل منصة جيدة عشرَ منصات فاسدة أو عشرين! وفي هذه المنصات أو المستنقعات صار مَنْ لم يمسك قلماً في حياته- بقدرة قادر- شاعراً أو روائياً يقارع الفحول!
* الشللية والعنصرية أحياناً: فالمنصات- في معظمها- قائمة على تنوع بلدان العرب المنتمين إليها، يكتب فيها القطري والسعودي والسوداني والمصري والجزائري، وقد لاحظتُ مراراً في هذه المنصة أو تلك تحالفاتٍ غيرَ معلنة قائمة على مبدأ: (مع وضد)، فإذا نشر القطري مقالاً أو قصيدة انهمرت عليه لايكاتُ القطريين، وتعليقاتُهم واستحساناتُهم، وانحجبت عنه لايكات الآخرين! وإذا كان وحيداً في المنصة لا يوجد شخص آخر من بلده لم يلتفت إلى منشوره أحد! وهكذا.. فبدلاً من الانفتاح الثقافي جاء انغلاق بغيض مؤسف في بعض الأحيان! وبدلاً من الوكف كما يقول المثل الشعبي وجدنا أنفسَنا تحت المزراب! لعل هذه الحالة تسللت لمواقع الثقافة من ملاعب كرة القدم وأجوائها التي تغلغلت فيها الانحيازات الضيقة والعنصرية، والعدوانية!
* منصَّات هدفُها تلميع اسم معين أو أسماء: صاحب الاسم هو نفسه مؤسس المنصة أو الموقع غالباً، يقوم المذكور- لغاية في نفس يعقوب- بإنشاء موقع ثقافي ويُطبِّل ويُزمِّر بشعارات براقة، لكنه في الحقيقة مصابٌ بالنرجسية، ويسعى كقياصرة السياسة أن يكون قيصراً أدبياً! هذه الحالة باتت موجودة بوضوح في عدد من منصات أدب الأطفال، وقد غزتها أسماء كتَّاب وكاتبات نزلوا على أدب الطفل بالمظلة حاملين نصوصاً متواضعة، وبسماتٍ دبلوماسية ولوازمَ الشهرة!
* هيمنة كبيرة لمواقع دينية لا تتسم بالوعي الكافي: هذه المواقع- بدلَ التنوير الحقيقي- تسعى لنشر ثقافة بمفهوم متشدد أو أحادي النظرة، وهؤلاء غالباً ما يرفضون الفنون والآداب، ويهاجمون أصحابَها ومنصاتِها، وأصبح لهم- للأسف- سيطرةٌ كبيرة وجماهيريةٌ واسعة في الأوساط الشعبية بسبب ضآلة الوعي لدى كثيرٍ من الشرائح الاجتماعية، ورأينا ظواهرَ قديمة مندثرة أو شبه مندثرة تخرج من القبور، وتعود لتطلَّ برأسها، وتذيقنا الويلات، وتنشر التشزرم والولاءات المقيتة كالطائفية والمذهبية واتجاهاتٍ عفنة شديدةِ الضيق حتى ضمن المذهب الواحد متناسين سماحةَ الإسلام وما فيه من رحمة ووداد واحتضان للخَلْق كلِّهم.
اقتراحات:
نحن إذن.. في ميدان معركة ثقافية، ولا بد من التسلح بالوعي، والصبر ووضعِ الخطط الملائمة العملية للمواجهة، فالتحسر على ما يجري لا يعود بأية جدوى، ومجرد النقد والنوايا الحسنة لا يكفيان. يقول امبرتو إيكو في روايته مقبرة براغ: (إلى الجحيم .. تقود النوايا الحسنة عندما لا تأخذ بعين الاعتبار واقعَ الأشياء وتدرس جيداً).
ولا شك في أن لهذه الندوة التي دعا إليها ملتقى السلع الكريم، وما سيُطرَح فيها من أفكار أهميةً كبيرة أو كبرى في هذا الشأن.
لديَّ اقتراحات مرتجلة أو مطبوخة على نار عاجلة:
١- أن يتمسك الجيد بجودته كما تتمسك الشمس بضوئها والوردة الجورية بجمالها.
٢- أن يكون هناك مستشارية تخطيط لهذه المنصات تقترح مايشبه دستوراً للعمل، أو خطوطاً عريضة يُستأنَس بهديها وأدبياتها في هذا التيه الألكتروني الواسع.
٣- أن تُجرَى ندوات في الفضائيات يشترك فيها الجمهور لتسليط الضوء على الجيد والفاسد من المنصات والمواقع.
٤- أن تسهم الصحافة في الموضوع السابق ليتم فرز الزبد عن الماء الفرات السلسبيل.
أخيراً.. إنه موضوع واسع أو شديد الاتساع، وهو ينتظر رؤى أخرى، واقتراحاتٍ أهمَّ وأعمق.
وفي الختام، نعرض لورقة من الاردن عن تلك المنصات. للاديب د. محمود كفارنه
بسم اللة الرحمن الرحيم ونحن نعيش عالم التكنولوجيا ونتعامل معها بشكل يومي والتي أصبحت السوشيال ميديا لها قوة سلطة الإعلام والإعلان والتأثر والتأثير في بحر تنوع مواقع التواصل الاجتماعي تحت مظلة تسارع تطور علوم التقنيات التكنولوجية .
ومن هنا لابد لنا أن نعرف مواقع التواصل الاجتماعي قبل الخوض في الإيجابيات والسلبيات للتواصل الاجتماعي وللفائدة العامة يمكن تعريف مواقع التواصل الاجتماعي: على إنها وسائل،تواصل من خلالها ينشئ المستخدم حساب يمكنه من التواصل عبر شبكة الإنترنت مع غيره من الأشخاص الكترونيا، لمشاركة المعلومات والأفكار والآراء والرسائل وغيرها من المحتوى المكتوب والمرئي والصوتي والملفات. وهنا نشير إلى معظم وسائل التواصل الاجتماعي :
- فيسبوك Face book
- مسنجر Messenger
- واتس اب WhatsApp
- وي شات we chat
- تويتر Twitter
- لينكد ان Linked in
- يوتيوب You Tube
- انستغرام Instagram
- ميديوم Medium
- تيك توك TikTok
- فايبر Viber
- سناب شات Snap chat
- بنترست Pinterest
- تلغرام Telegram
- ريديت Reddit
والآن ننطلق ونتعرج ونتعرف على بعض الجوانب الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي مؤكدين ان طريقة استخدامنا وهدف الغرض هي من تحدد الإيجابية والسلبية.
وهنا نشير إلى أهم إيجابيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي :
1- تساعد على التعلم الذاتي من خلال ما ينشر بها من فيديوهات ومقالات ومعلومات وأبحاث.
2- توفير فرصة ملائمة للناس للتعبير عن الرأي بكل حرية ،في القضايا والمشكلات العامة سواء اقتصادية ،سياسية أو اجتماعية .
3- التقليل من شعور الاغتراب من خلال إتاحة للأفراد المغتربين التواصل مع الأهل والأصدقاء في اي وقت .
4 - تساعد الناس على التعرف على الآخرين، وتكوين أصدقاء جدد من كل دول العالم ،الأمر الذي يساعد على التقارب بين الناس،والشعوب بعض النظر عن عن الديانة أو العرق أو القومية مما يضعف من اتجاهات التعصب ويختزل الزمان والمكان.
5- وسيلة جيدة لتحسين التقدم في المجال المهني،والوظيفي، حيث يتم عرض،وظائف وفرص عمل تتناسب مع المؤهلات والخبرات ممايحفز الحصول على وظائف مناسبة.
6- تعقب العدو والتنصت على مكالماته مما يسعف في حماية الدولة وقوتها.
7- تسمح للناس بعرض مشكلاتهم وطرح مطالبهم للمسؤولين في بعض الجهات المعنية.
8- وسيلة غنية للترفيه والتخلص،من ضغوط الحياة الكثيرة من خلال المشاهدة او ممارسة بعض الألعاب أو حتى التواصل الاجتماعي.
9- فرصة جيدة لأصحاب المواهب
10- تساعد في تطور التعليم وتبادل المعارف.
١١. اصبحت وسيلة تعليم عن بعد معتمدة سواء في المدارس او الكليات او الجامعات ثبت جدواها سيما في كارثة مرض كورونا.
12-لها دور بارز كمنصات جامعة ضمن المسار العلمي او الأكاديمي او المهني او الفني او الثقافي او التجاري ...الخ .
خير دليل وحجة كبيرة دامغة منصة ملتقى السلع الثقافي حاضنة الإبداع وملتقى منارة العرب من الكتاب والأدباء والشعراء والإعلاميين والمفكرين والنقاد المتخصصين والأكاديميين من أهل الثقافة والقلم ،ولانجافي الحقيقة بأن ملتقى السلع اصبح ذائع الشهرة والصيت محليا وعربيا واقليميا .
كما يوجد إيجابيات للتواصل الاجتماعي يوجد بعض السلبيات ومعظمنا يدركها،ونتفهم خطورتها من المستخدم.
وهنا نشير إلى بعض الجوانب السلبية من استخدام وسائل التواصل الإجتماعي والتي منها :
- تضخم المعلومات
نلاحظ وجود كم كبير وهائل من نشر الصور والفيديوهات والمعلومات وقد تكون بعضها مهم وبعضها الآخر غير مهم.
- يدفع إلى مضيعةواستنزاف الوقت.
- خلق نمط حياة غير صحي من زيادة الكسل ، والخمول، ومشاكل صحية في العمود الفقري والرقبة ،وضعف البصر مع الزمن .
- يساعد على التفكك الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا مانلاحظه انشغال كل فرد بهاتفه المحمول ويندمج مع العالم الافتراضي.
- انتشار الشائعات حيث جزء كبير من هذه الأخبار المنشورة عبر هذه الوسائل كاذبة وغير حقيقية للأسف.
- اختراق الخصوصية والتهديدات الأمنية بدليل كثرة القضايا لدى أمن الجرائم الإلكترونية.
- قلة النوم والأرق .
- قلة الإنتاجية والعمل .
- المشكلات النفسية : قضاء الوقت الطويل للمستخدم هو إدمان يؤثر على الحالة المزاجية والنفسية وقد تدفع به إلى العزلة والضجر ، والتنمر ، والاكتئاب والشعور بالقلق والوسواس القهري .
للأسف تأثير السوشيال ميديا في حياتنا اصبحت متشعبة لأنها تدخل في معظم تفاصيل حياتنا اليومية ونخشى الخوف الكبير على الأطفال والمراهقين والشباب من سوء استخدامها ،ولذلك وجب علينا تعظيم الإيجابيات حتى تؤتي ثمار تغييرها.