قال مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة: "إن الدراسات المبكرة والأدلة تشير إلى أن الاوميكرون أكثر قابلية للانتقال، إلا أنه يسبب عدوى أقل حدة ويصيب المجاري التنفسية العليا اكثر من الرئة نفسها حتى الان، وفي تضارب التصريحات عن فعالية اللقاح المتوفر الآن ضد دلتا فإنه ما زال ذو فعالية تصل إلى 70% ضد الاستشفاء (دخول المستشفى والوفاة) و33% ضد الإصابة بالعدوى وبشكل أقل يصل إلى 45-50 بالمائة ضد اوميكرون مع الإبقاء على أنه في حال استبداله لفيروس دلتا لا يوجد دلائل، وسيكون أكثر فتكاً ذلك لكونه يصيب المجاري التنفسية العليا أكثر من الرئة نفسها".
وأكد الوهادنة أن الجرعة المعززة لمن أتم الجرعتان من المطعوم ستزيد من المناعة 25 مرة من (34.2 بالمائة إلى 75.5 بالمائة) دون الخوض بالتفاصيل، لذلك فأن القلق والرعب الذي تم نشره سيكون بالتوجه إلى المطاعيم والجرعة المعززة بغض النظر عن مضي 3 أو6 شهور، الكفيلة باحتواء مثل هذا الوباء في حين سيكون هناك ضغط أكبر على القطاع الصحي ولكن السعة المتوفرة وعدم شدة الوباء سيكون لها أثر كبير بالخروج من الأزمة بشكل أكثر سلاسة من غيرها.
وبين مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية أن الواقع الوبائي في الأردن ما زال على ارتفاع مستقر وإن كانت معدلات الإصابة للفئات العمرية أقل في الفترة الأخيرة بشكل أوضح تتراوح بين 5.67% (لمن هم فوق الـ 75 عاماً) إلى 54% (لمن هم 5-9 أعواما)، آخذين بعين الاعتبار بأن هذه النسبة تعكس فقط من تم فحصهم في الفئة ذاتها وليس الوضع الوبائي العام، والدليل هو وجود انخفاض بمعدل 8.47% في الفئة العمرية 10-+17 عاماً قد يعود ذلك لنقص الفحوصات لهذه الفئة بسبب العطلة المدرسية ويدعم التحسن في الوضع الوبائي في الفترة الأخيرة (10 أيام) بعد الارتفاع الذي شهدناه، مشيراً إلى أن النسبة الايجابية لكل فئة عمرية قد انخفضت أيضاً فهي بين 4% لمن هم فوق الـ 65 من العمر إلى 29% ممن هم بين الـ (دون التاسعة من العمر) وانخفاض مقبول في الفئة الاكثر تواجداً في المدارس وصلت إلى 13% وهذا أيضاً قد يعزى لقلة الفحوصات المدرسية التي انخفضت من 72800 الى 59325.
وأوضح الوهادنة أن هناك ارتفاع ثابت بعدد المرقدين في المستشفيات يصل إلى 1300 بالمعدل اليومي وهو لا يشكل أكثر من 30% من الطاقة الاستيعابية، وعادت الوفيات للظهور بشكل ثابت بعد ارتفاع حاد لتبقى دون 40 في حين أنها في الموجات السابقة وصلت إلى 100 وفاة يومياً مع نسب إدخال وخروج متوازنة، وأنه عند السؤال الملح ماذا ومتى يحتاج الأردن للجرعة المعززة أو بطريقة أخرى أين هي أولويات القطاع الصحي للمساعدة في اعادة الأردن إلى وضع أكثر استقراراً ومواجهة جائحة اوميكرون بشكل أكثر دقة.
وأشار مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية إلى أن ما زال عدد غير المطعمين بشكل كامل يصل إلى 41% وهذا يحتاج إلى استراتيجية تظهر للمواطن الفرق الواضح بين من أكمل المطعوم ودعمه بالمعززة وبين من امتنع في حال حدوث الإصابة، وخصوصاً لدى الأشخاص أصحاب المرض المزمن وعدم الالتفات إلى الشائعات التي تضع المواطن في حيرة عند الحديث عن مأمونية وفعالية المطعوم، فباللحظة التي بدأنا نرى تفاوتاً من الأهل في قبول المطعوم في الفئة العمرية 12-18 عاماً، مبيناً أن هناك تمنعاً واضحاً لقبول تطعيم من هم بين الـ 5-12 عاماً على الرغم من زيادة عدد المصابين وأنهم سيكونون ناقلين ناشطين للمرض، وذلك لعدم وجود آلية مخاطبة صحية - إعلامية قادرة على تطمينهم لوجود عدد كبير من المتناقضات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن من الجدير بالذكر أن قراءة كل مفردة لوحدها قد يعطي انطباعاً سيئاً عن الوضع الوبائي في الأردن.
وختم الوهادنة أن قراءة معدل الانتشار يدلك بوضوح على الاستقرار، والارتفاع لن يساهم بتخفيفه ونقل الأردن إلى ترتيب أعلى في قائمة الدول الأكثر أمناً وبالتالي المساهمة في إنعاش الاقتصاد إلا بالتوجه للتطعيم، مشيراً إلى أن اخر تحديث للدراسة المشتركة بين القوات المسلحة الأردنية – الجيش الأردني ووزارة الاقتصاد الرقمي أشارت بان نسبة العدوى بعد اكتمال المطعوم ما زالت دون الـ 8 لكل ألف تناول مطعوماً مكتملاً وان 87% من حالات الوفاة حدثت فيمن لم يتطعم إطلاقاً أو لم يكمل المطعوم ولم يحافظ على الحد الأدنى من إجراءات الوقاية، وبالتطعيم وبالالتزام فقط ستعود الحياة إلى طبيعتها دون توتر وسيعود الأردن في صدارة الدول الأكثر أمناً وغير ذلك سنخسر جميعاً.