التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في قصر الحسينية اليوم الأربعاء، ممثلين عن أبناء المخيمات في الأردن، في إطار تواصل جلالته المستمر مع المواطنين.
ورحب جلالته، خلال اللقاء، بالحضور في الديوان الملكي الهاشمي، بيت الأردنيين، محملهم تحياته "لإخوانه وأخواته في جميع المخيمات".
وتناول اللقاء قضايا الشأن المحلي، والتطورات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس، فضلا عن التحديات التي تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأكد جلالة الملك مواصلة الإصلاح في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، ما يتطلب تعاون الجميع للوصول إلى الهدف المنشود، لافتا إلى أهمية الإصلاح الإداري لانعكاسه مباشرة على الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
وأشار جلالته إلى جائحة كورونا وتداعياتها على الوضع الاقتصادي، ما يتطلب العمل من أجل تخفيف العبء على المواطنين والحد من الفقر والبطالة، مؤكدا ضرورة إقامة المشاريع في مختلف مناطق المملكة، والتي تساهم في توفير فرص العمل.
وفيما يتعلق بالزيارة الملكية الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، أكد جلالة الملك أن الإدارة الأمريكية مدركة لأهمية العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادتهم إلى طاولة الحوار، لافتا جلالته إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم بحل الدولتين.
وبين جلالته أن الزيارة إلى واشنطن تضمنت الحديث عن تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، وكذلك التحديات التي تواجه الأونروا، مشيرا إلى مؤتمر السويد الذي سيعقد خلال الفترة المقبلة، وسيناقش سبل إعادة المساعدات للوكالة.
وجدد جلالة الملك التأكيد على الدعم المطلق من المملكة الأردنية الهاشمية وجميع مؤسساتها للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، مبينا أن هناك تعاونا وتنسيقا مع عدد من الدول العربية للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، وهناك تقدير منهم لموقف الأردن بهذا الخصوص.
وأكد جلالته أن العالم يقدر الشعب الفلسطيني، ودور الأردن بالوقوف إلى جانبه في نيل حقوقه المشروعة.
من جهتهم، ثمن الحضور مواقف جلالة الملك الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وجهوده في الدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأكدوا أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة المقدسة، التي تحمل صفة الثبات والدوام والاستمرارية، وهي حق ثابت وتاريخي وقانوني.
وأشادوا بنتائج الزيارة الملكية إلى واشنطن، وما حملته من رسائل مهمة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، ودعم الأونروا سياسيا وماليا.
وشددوا على أن المخيمات جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الأردني، وأنهم يقفون صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية في الدفاع عن الأردن ودعم مسيرة البناء والتقدم فيه.
وأعربوا عن تقديرهم لجلالة الملك على نهج التواصل مع مختلف أبناء الوطن وبناته، لافتين إلى أهمية مشاريع المبادرات الملكية في المخيمات.
واستذكر رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء محمد محارب ما قدمه الهاشميون في سبيل رفعة الأمة وصناعة التاريخ، لافتا إلى المبادئ السامية للثورة العربية الكبرى.
ولفت إلى حديث جلالة الملك عندما قال إنه كهاشمي لن يتنازل عن القدس، وهو ما يؤكد مواصلة دفاع الهاشميين عن القدس ومقدساتها.
وقدر رئيس لجنة خدمات مخيم الوحدات عبدالفتاح الكوز عاليا ما يقدمه جلالة الملك للقضية الفلسطينية، ودعمه الكامل لنيل حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن من ينكر ما قام به الهاشميون في إعمار المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية جاحد، مضيفا "أننا وبلسان واحد نقولها لن نقبل بغير الهاشميين أوصياء على القدس والمقدسات".
وبين رئيس لجنة خدمات مخيم البقعة الدكتور حسن مرشود أن أبناء المخيمات يقفون صفا واحدا خلف قيادة جلالة الملك في الدفاع عن الوطن.
وثمن الدعم الملكي للمخيمات من خلال إنشاء مراكز تنموية شاملة، وأندية رياضية وشبابية، وإنشاء المشاريع الاستثمارية، وتوفير المطاعيم ضد فيروس كورونا.
وعبر رئيس الهيئة الاستشارية في مخيم إربد حسين الهواري عن تقديره لدور جلالة الملك ومساعيه في تأمين الدعم للأونروا.
ولفت إلى جهود جلالة الملك المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني، والمطالبة بحقوقه في المحافل كافة، وهو ما يؤكد مكانة جلالته على مستوى العالم.
وفي مداخلة لرئيس لجنة خدمات مخيم الطالبية ناصر البنا لفت إلى أهمية مواصلة دعم الشباب، وتأمين فرص العمل لهم.
وأعرب رئيس الهيئة الاستشارية في مخيم مأدبا شفيق عوض عن أسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة ذكرى مئوية تأسيس الدولة.
وأشار إلى ما قدمه الأردن للاجئين من خلال استضافتهم وتوفير الخدمات لهم وسبل الحياة الكريمة، مضيفا أن المملكة كانت على الدوام موئلا لجميع العرب.
وشكر رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عبدالكريم عابد جلالة الملك على المساعدات التي قدمها الأردن للأهل في غزة.
ولفتت رئيسة الهيئة الاستشارية في مخيم حطين أسمهان سرحان إلى المكانة التي تبوأتها المرأة الأردنية في جميع المجالات، مشيرة إلى عدد من المشاريع التي أنشئت لتمكين قطاعي الشباب والمرأة في المخيمات.
وثمن رئيس لجنة خدمات مخيم الحسين عدنان النمروطي مسيرة الإصلاح الشامل في الأردن، وترسيخ الديمقراطية، وسيادة القانون ودولة المؤسسات.
وأشار إلى أهمية الأوراق النقاشية لجلالة الملك في تحفيز الحوار الوطني، والوصول إلى حكومات برلمانية وأحزاب برامجية.
وعرض متحدثون جملة من المطالب الخدمية والتنموية لأبناء المخيمات، ومن أبرزها زيادة المخصصات السنوية للجان تحسين الخدمات وللأندية الرياضية.
من جهته، أشار رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إلى تنفيذ العديد من المبادرات الملكية في المخيمات خلال الأعوام الماضية، بناء على التوجيهات الملكية، لافتاً إلى أن فريقا من الديوان الملكي قام بزيارة جميع المخيمات والالتقاء بممثليهم.
وبين أن هذه المبادرات شملت مجالات التنمية والتمكين الاقتصادي، والرعاية الاجتماعية ودعم مؤسسات المجتمع المدني والأندية الرياضية والشباب وتمكين المرأة، كما شملت هذه المبادرات إنشاء العديد من الأبنية والحدائق والوحدات السكنية لخدمة أهالي المخيمات.
وأكد العيسوي أنه وبتوجيهات من جلالة الملك ستركز المبادرات الملكية في الفترة المقبلة على المشاريع الإنتاجية التي ستوفر فرص عمل للشباب.
ولفت العيسوي إلى أنه سيتم عقد اجتماع مع لجان الخدمات والهيئات الاستشارية في المخيمات لمتابعة المطالب والمقترحات والتنسيق بشأنها مع الحكومة.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر.