أكد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن الأولويات الاقتصادية التي تعمل الحكومة على تنفيذها في الوقت الحالي تركز على مساعدة القطاعات الاكثر تضررا بتداعيات وباء كورونا لتحمل هذه المرحلة الانتقالية ووضع خطة للتأقلم والتعافي والمنعة .
ولفت رئيس الوزراء، خلال فعالية إعلامية عقدت في دار رئاسة الوزراء اليوم الاثنين، للإعلان عن اجراءات دعم ومساندة القطاع السياحي، إلى أن الاولويات والإجراءات الحكومية اليوم تأتي استكمالا للإجراءات السابقة لتخفيض الكلف الجارية وتوفير السيولة اللازمة لهذه القطاعات.
وأكد الرزاز، خلال الفعالية التي حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي القطاع السياحي والصحي والقطاع الخاص والمصرفي، أن قطاع السياحة وهو الأكثر تأثرا في الأردن والعالم، احتل مكانا متقدما في الأولويات نظرا لأهميته الكبيرة في الأردن والنمو الهائل، الذي شهده في السنوات الاخيرة.
وأشار الرزاز إلى أن قطاع السياحة كان أول قطاع تضرر على مستوى العالم، مؤكدا أن تضرره لم يكن مرتبطا بشكل مباشر بالإجراءات الداخلية بل نتيجة لتوقف السياحة على مستوى العالم، وأن المؤشرات تدل على انه حتى مع إعادة فتح القطاعات فإن تعافيه لن يكون بالسرعة، التي تتعافى فيها الكثير من القطاعات الأخرى التجارية والصناعية .
وأعرب عن قناعته بأن القطاع السياحي وبعض القطاعات الأخرى وحتى مع فتح الاقتصاد، لن تتعافى بشكل سريع وهناك حاجة لبعض القطاعات بأن تستمر أشكال الدعم التي بدأها الضمان الاجتماعي خلال شهري نيسان وأيار الماضيين وحتى يبدأ القطاع بالتعافي بسياحته الداخلية وتتويجها بسياحته الخارجية.
وأعلن رئيس الوزراء اصدار أمري الدفاع 13 و 14 لمساعدة القطاع السياحي، حيث يتعلق أمر الدفاع 13 بالكفالات البنكية، التي قدمتها مكاتب السياحة والحج والعمرة وإمكانية استعادتها في هذه المرحلة التي تواجه فيها مشكلات بالسيولة المالية، حيث تتجاوز قيمة هذه الكفالات 30 مليون دينار، في حين يشمل أمر الدفاع 14 برامج من الضمان الاجتماعي لحماية العاملين في القطاع السياحي .
وأكد الرزاز ثقته بأن تعافي قطاع السياحة قادم إن شاء الله وبقوة، لافتا إلى أن رئيس هيئة الاستثمار أبلغه اليوم "باهتمام وإصرار مستثمرين خارجيين بتنفيذ مجموعة من المشاريع التي طرحت قبل وباء كورونا في السياحة وقطاعات أخرى وهي استثمارات سياحية في البحر الميت ومواقع أخرى وهذا يؤكد أن المستثمرين لا زالوا ينظرون للأردن بكل ثقة" .
كما أكد قناعته بأن القطاع سيتعافى وسيستعيد ألقه بتوجيهات جلالة الملك المستمرة ومتابعته لتفاصيل السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة والإبداع الحقيقي الذي شاهدناه في هذا القطاع قبل الوباء ونراه اليوم في قدرة القطاع على التأقلم والتعافي، لافتا إلى أن وضعنا في هذه المرحلة المعتدلة من الوباء تفتح لنا فرصا بأن نكون من أوائل الدول التي تفتح أولا السياحة الداخلية .
وتحدث رئيس الوزراء حول حجم الأثر المالي والسياسات الاقتصادية للقطاع السياحي، مشيرا إلى أن إجراءات الحكومة وبالتعاون مع البنك المركزي والقطاع الخاص لن تستطيع تعويض هذا القطاع بالكامل عن جميع خساراته السابقة والقادمة، مضيفا "لا تستطيع دولة في العالم بعد وباء كورونا أن تعوض قطاعاتها بالكامل عما جرى، وندرك بأن ما جرى ليس ذنب صاحب المصلحة أو الفندق أو المكتب السياحي ولكن يجب أن نحمل معا ونحاول تجاوز هذه المرحلة".
ولفت رئيس الوزراء إلى أن جهود القطاع السياحي من فنادق ومطاعم ومكاتب سياحة ونقل سياحي ومحلات بيع التحف والأدلاء السياحيين وايصال صوتهم بشكل واضح، وقيادة وزارة السياحة لهذا الملف ومتابعته بشكل يومي، ساعدنا على أن نكون حاضرين بهذه الحزمة بشكل مبكر.
وأشار إلى أن المجلس الاستشاري للسياسات الاقتصادية، الذي جرى تشكيله بتوجيه من جلالة الملك يعكس الأولويات الاقتصادية على المدى القصير والمتوسط والبعيد للانتقال من مرحلة الإجراءات الأولية للتأقلم مع الواقع نحو التعافي والمنعة بإذن الله .
وأكد أن جزءا أساسيا من الحوار الذي جرى، كان برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي جمع وجهات النظر، وجرى وضع مصفوفات مختلفة بالتعاون مع المعنيين في القطاع الخاص والغرف والجمعيات والمراكز البحثية وشركائنا في القطاعات المختلفة، معلنا عن حزم قطاعية ستأتي بشكل متدرج وبعض الإجراءات، التي ستكون عابرة للقطاعات خلال الايام القليلة المقبلة.
وفي رده على سؤال حول موعد فتح المطارات والمعابر الحدودية، قال رئيس الوزراء: حذرنا من الاستعجال في فتحها يكمن في المحافظة على وضعنا الوبائي المطمئن "مرحلة معتدل الخطورة" الذي تحقق بجهود الجميع وإصرار جلالة الملك عبدالله الثاني على أن صحة المواطن هي الأولوية ، مضيفا "رب ضارة نافعة".
وأكد الرزاز أهمية الحذر من الانفتاح على جميع الدول، مشيرا إلى أن بعض الدول، التي فتحت مطاراتها تشهد مستوى وبائيا خطرا، مجددا التأكيد على استثمار ما وصلت إليه المملكة من مستوى صحي خصوصا عند فتح مطاراتنا أمام دول مشابهة لوضعنا الوبائي.
وأشار إلى أن الأردن سيكون من كبار المستفيدين من عودة الحركة للمطارات، لافتا إلى أنه اطلع على تقارير من وزارتي السياحة والنقل حول موعد فتح المطارات وكيفية التعامل معها، وذلك من خلال حملات إعلامية موجهة في هذا الموضوع.
وحول السياحة العلاجية، أشار الرزاز إلى أن فرصها بعد أزمة كورونا ستكون مختلفة عن السابق، آملا أن يكون الأردن وبجهود الجميع وجهة للمنطقة والعالم في السياحة العلاجية.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن جميع القطاعات الاقتصادية والحيوية مشمولة بتسهيلات البنك المركزي، "ولا يوجد قطاع أو شركة مستثناة من هذه التسهيلات"، مشيرا إلى أن الحكومة تغطي فوائد بعض قروض الشركات الخاصة التي تدفع كأجور للعاملين لديها.