شجرة المهراس

{title}
راصد الإخباري -


البلقاء 12 كانون الأول 2025
–عبَّر مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد الرواشدة، عن تقديره العميق للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الثقافة وشركاؤها الوطنيون، والتي أفضت إلى إدراج شجرة الزيتون "المهراس" على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو. وأكّد الرواشدة أن هذا الإنجاز يُعد حدثاً وطنياً بامتياز، يعزز من حضور الأردن على خريطة التراث الإنساني العالمي، ويسلط الضوء على عمق الارتباط بين الإنسان الأردني وأرضه وتراثه الزراعي العريق.

وأشاد الرواشدة بالدور المحوري لوزارة الثقافة في قيادة وإعداد ملف الترشيح، معرباً عن فخره بمساهمة المركز الوطني للبحوث الزراعية كشريك أساسي في هذا الإنجاز. كما وجّه بالشكر لجميع الشركاء الذين أسهموا في إنجاح هذا المسار الوطني، وهم: وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، والمندوبية الأردنية الدائمة لدى اليونسكو، واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، وجمعية مهراس التعاونية، والجمعية الأردنية لمصدري زيت الزيتون (جوبيا)، والجمعية الأردنية للتقييم الحسي للأغذية، ونقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردني، والشبكة النسائية الأردنية لزيت الزيتون، وجمعية صناع الحرف التقليدية، إلى جانب الخبراء والأكاديميين الذين قدموا الدعم العلمي والفني.

وأوضح الرواشدة أن المركز الوطني للبحوث الزراعية قام، عبر سنوات من العمل الدؤوب، بإجراء الدراسات الجينية والمسوحات الحقلية الشاملة التي كشفت عن العراقة والتفرد الوراثي لشجرة المهراس وتميّز ثمارها، مما شكل ركيزة علمية صلبة عززت من مصداقية وقوة الملف المقدم لليونسكو. وأضاف أن المركز حصل مؤخراً على العلامة التجارية لشجرة المهراس من وزارة الصناعة والتجارة، وهي خطوة بالغة الأهمية في حماية هذا المنتج الوطني الفريد والمحافظة على هويته الجينية والاقتصادية.

وقدّم مدير عام البحوث الزراعية شكره وتقديره للكفاءات العلمية والفنية في المركز الوطني للبحوث الزراعية على جهودهم المتواصلة في البحث والتوثيق والتسويق لهذا الإرث الزراعي، مما ساهم في وصوله إلى العالمية. مؤكداً أن إدراج شجرة المهراس ليس غاية في حد ذاته، بل هو محطة انطلاق لحماية هذا النوع الفريد وتوسيع نطاق زراعته، نظراً لقيمته الاقتصادية والثقافية الاستثنائية، ولما يتمتع به زيت المهراس من جودة عالية ونكهة مميزة ونسبة إنتاج زيت تفوق العديد من الأصناف الأخرى.

وأكّد الرواشدة في ختام تصريحه على عزم المركز الوطني للبحوث الزراعية مواصلة دوره الريادي في صون الموارد الوراثية النباتية الوطنية وتنميتها، والعمل بشكل وثيق مع جميع الشركاء والمزارعين لضمان استدامة شجرة المهراس، وتعزيز مكانتها كرمز من رموز الإرث الأردني الخالد، وكنموذج ناجح للربط بين التراث الثقافي والتنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة.