السياسي الدكتور حميد البطاينه

{title}
راصد الإخباري -


مسارات القرار السياسي وتتداخل خيوطه المعقدة، يقف الدكتور حميد البطاينه كشخصية فريدة،، لكنها تُستدعي في كل لحظة مفصلية. ليس لأنه يحمل منصبًا، بل لأن عقله يُعدّ مخزونًا استراتيجيًا من الرؤى التي تُعيد تشكيل المشهد السياسي بسلاسة وذكاء.

حميد البطاينه، أكاديمي بتكوينه، مُحلل بفطرته، ومُبتكر بنهجه. لم يسعَ يومًا إلى الصدارة، لكن قبوله الواسع بين الأحزاب المختلفة جعله نقطة تقاطع نادرة في فضاء سياسي غالباً ما يكون متشظّيًا. لا يُنظر إليه كطرف في الصراع، بل كجسر يُمكن عبوره نحو التفاهم. يُستشار في صياغة المواقف، ويُستدعى عند تعثّر الحوارات، ليس لأنه يملك الحلول الجاهزة، بل لأنه يفهم جذور الأسئلة.

ما يميّز البطاينه هو قدرته على تفكيك السياسات المحلية بمنهجية علمية، مع الحفاظ على الحسّ الوطني والانتماء للواقع الأردني. لا يُقدم وصفات مستوردة، بل يُحلّل البيئة المحلية بدقة، ويُصمّم سياسات تنموية وحزبية قابلة للتطبيق. عمله في مجال "السياسات المحلية" لم يكن نظريًا، بل ترجم إلى مبادرات حقيقية ساهمت في تعزيز المشاركة الحزبية، وتحسين آليات صنع القرار على مستوى البلديات والأقاليم.

رجالات الأحزاب، من مختلف الاتجاهات، يحيطون به ليس تملقًا، بل اعترافًا برصانته. يُدركون أن البطانة لا يبيع رأيه، ولا يُسخّر معرفته لخدمة طرف على حساب آخر. في لقاءاته، لا تُسمع شعارات، بل تُطرح تساؤلات جوهرية: كيف نُعيد بناء الثقة بين المواطن والأحزاب؟ كيف نُفعّل الدور الحزبي في التنمية المحلية؟ وكيف نُصيغ سياسات تُراعي التنوّع الأردني دون أن تُفرّق؟

في زمن يُنظر فيه إلى السياسة كمجال للصراع والمناورة، يُقدّم الدكتور حميد البطاينه نموذجًا مختلفًا: سياسة العقل، والحوار، والبناء. ليس بطلًا، لكنه ضميرٌ واعٍ يُذكّر الجميع بأن التغيير لا يأتي من الصخب، بل من التفكير العميق، والرؤية الواضحة.

يوسف العامري