الى وزير الزراعة رسالة من مهندس

{title}
راصد الإخباري - (خاص)


في مشهد يعكس تطلعات المزارعين واهتماماتهم، وجّه المهندس الزراعي ماجد عبندة رسالة مباشرة إلى معالي وزير الزراعة، وذلك في توقيت حاسم قبل أيام قليلة من افتتاح مهرجان الزيتون الوطني السنوي في معارض مكة مول، والذي من المتوقع أن يحظى برعاية رسمية من الوزارة. وجاءت الرسالة كنداء يلخص تطلعات قطاع زراعي ظل لسنوات يحلم بمنصة تسويقية مستقرة ومحمية.

وأكد عبندة في رسالته أن هذا المهرجان يمثل الحلم الذي طالما انتظره المزارعون طوال الخمسة وعشرين عاماً الماضية، كونه أصبح المنفذ الرئيسي لتسويق زيت الزيتون والزيتون، في ظل الحماية التي توفرها الوزارة للمستهلك من خلال توفير مختبرات فحص الغش. 

وأشار إلى أن هذه الحماية أسهمت في توليد ثقة كبيرة لدى المواطنين، الذين أقبلوا على الشراء من المهرجان نتيجة اقتناعهم بأن الزيت المعروض يتم فحصه بدقة قبل عرضه، مع إمكانية إعادة الفحص عند الشراء كضمان إضافي للجودة.

وفي اقتراح يهدف إلى حماية المزارعين وأصحاب المعاصر، دعا عبندة الوزارة إلى عدم فتح باب استيراد زيت الزيتون إلا بعد انتهاء فعاليات المهرجان، مبرراً ذلك بسببين رئيسيين. السبب الأول يتمثل في تمكين المزارعين وأصحاب المعاصر من بيع الكميات المتوفرة لديهم بأسعار مناسبة لهم وللمستهلك، دون منافسة غير عادلة. 

أما السبب الثاني فهو منع أي احتمالية لتسلل الزيت المستورد إلى المهرجان، مما قد يؤثر سلباً على تنافسية الزيت المحلي، مؤكداً أن المستفيد الوحيد من فتح باب الاستيراد في هذا التوقيت هم التجار وليس المزارعين.

وختم رسالته بتوجيه سؤال مباشر إلى معالي الوزير، قائلاً: "ماذا ستقول للمزارع الذي جاء ليعرض إنتاجه الذي تعب فيه في ظل إغراق السوق بالزيت المستورد؟" في تعبير صريح عن مخاوف المزارعين من تأثير الاستيراد على جهودهم ومصادر رزقهم، خاصة في ظل المناسبة التي يفترض أن تكون احتفاءً بمنتجاتهم الوطنية.

يأتي هذا النداء في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي تحولات كبيرة، حيث يسعى المزارعون إلى تعزيز مكانتهم في السوق المحلية، بينما تبرز تحديات المنافسة مع المنتجات المستوردة. وتُظهر الرسالة مدى أهمية التوقيت والسياسات المرافقة في دعم المنتج المحلي، كما تثير تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين حماية المزارعين وتلبية احتياجات السوق، في ظل سياسات تستهدف تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.