مأدبا تُشفى… وأملٌ جديد يولد على أطراف المدينة
راصد الإخباري -
بقلم المهندس خالد بدوان السماعنة
في صباحٍ هادئ من صباحات آب، وعلى تراب مادبا التي طالما اختزلت وجع الجنوب وانتظاراته، وقف دولة رئيس الوزراء ليضع بيديه حجرًا ليس كأي حجر… بل حجرٌ يُبنى عليه أملُ المرضى، وطمأنينة الأمهات، وكرامة المسنّين.
حجرٌ سيعلو ليصير مستشفى، وتُصبح مادبا ـ بعد طول صبر ـ مدينة فيها "باب نجاة" يُفتَح أمام كل من ضاقت به أسِرّة المستشفيات وازدحام المواعيد.
إنه مستشفى مادبا الجديد… مشروع لا يشبه غيره، لا في شكله، ولا في روحه.
صبرٌ تجمّع… فتحوّل إلى حق ،،،
سنواتٌ مرّت وأصوات الناس في مادبا تُناشد، تسأل، تشتكي، دون صخب… فقط بصبر وكرامة.
كانوا يقولون: "نريد مستشفى، لا معجزة"، واليوم جاءهم الرد. لا بوعد عابر، بل بإرادة دولة، وخطة محكمة، وميزانية مرصودة.
من الاستثمار يُبنى الشفاء ،،،
بكلفة تُقدّر بـ 88 مليون دينار أردني، يُنفّذ المشروع من خلال صندوق الاستثمار الأردني، في صورة ناصعة عن الشراكة بين المال العام والخاص من أجل خدمة الإنسان، لا السوق فقط.
وستقوم شركة خالد بن الوليد (KBW) ببناء المستشفى على مساحة 54 ألف متر مربع، ممتدًا على 13 طابقًا، وفق نموذج "البناء والتأجير ونقل الملكية"؛ وهو ما يضمن الإنجاز بجودة عالية، دون أن تُثقل كاهل الدولة منذ اللحظة الأولى.
تفاصيلٌ ليست أرقامًا… بل حياة ،،،
260 سريرًا قابلة للزيادة إلى 360
60 عيادة خارجية لخدمة التخصصات كافة
18 وحدة غسيل كلى، لأن المريض لا يجب أن يسافر ليُنقذ كليته
8 غرف عمليات رئيسية و21 غرفة عمليات مساندة
830 موقفًا للسيارات… لأن كرامة الزائر تبدأ من لحظة وصوله.
وستتولى وزارة الصحة تشغيل المشروع، بكوادر وطنية، وأجهزة حديثة، ورؤية صحية واضحة، لتتحول مادبا من منطقة انتظار طويلة، إلى محطة علاج متكاملة.
عام 2028… الحلم يصبح واقعًا ،،،
ثلاث سنوات فقط، ويُفترض أن يُفتح الباب الأول، ويُضاء السرير الأول، ويُسمع أول صدى لضحكة طفل خرج للتو من عملية ناجحة.
هذا ما وعدت به الحكومة، وما ينتظره الناس.
وطنٌ يعرف أن الجنوب يستحق ،،،
هذا ليس مشروعًا في دفتر وزارة… هذا عهد. وهذا ليس مبنى من الإسمنت… بل ضمير دولة.
ولأن الأردن لا يليق به إلا الوفاء، جاءت هذه الخطوة لتقول لكل أردني في مادبا وما حولها: أنت لست بعيدًا عن الدولة… بل في قلبها.
دمت يا أردن بخير







