ابو رمان : هذا هو مستقبل الأسلام السياسي

{title}
راصد الإخباري -



عمان 

أقامت جمعية الشؤون الدولية يوم الثلاثاء الماضي الموافق 2025/5/6،  ندوة حوارية بعنوان "مستقبل الإسلام السياسي" ، شارك فيها الباحث والمفكر الأردني الدكتور محمد أبو رمان، المتخصص في الفكر الإسلامي وقضايا الإصلاح والديمقراطية، بحضور عدد من أصحاب الدولة والمعالي والمهتمين بالشأن العام.  

وفي مداخلته، استعرض الدكتور أبو رمان التحولات الكبرى التي شهدها الإسلام السياسي بعد  ثورات الربيع العربي، مشيراً إلى أن وصول حركات مثل الإخوان المسلمين في مصر إلى السلطة عبر الانتخابات لم يكن سوى "ذروة مؤقتة"، تلتها انتكاسات حادة كالانقلاب العسكري في مصر والحظر في دول عربية أخرى. واعتبر أن سبب التراجع يعود إلى  "ضعف النموذج الحوكمي" وغياب التوافق مع القوى السياسية الأخرى، فضلاً عن صدامها مع مؤسسات الدولة العميقة.  

وشدد أبو رمان على ضرورة  "فصل النسبي بين الدعوي والسياسي" ، داعياً الحركات الإسلامية إلى تبني مراجعات جذرية تنتقل بها من منطق  "التمكين"  إلى "المشاركة الديمقراطية"، مع احترام التعددية وحقوق الإنسان. وأوضح أن المستقبل ليس مع الإسلام السياسي التقليدي، بل مع تحوّله إلى "قوى مدنية ديمقراطية"  تندمج في العملية السياسية دون إقصاء.  

كما تناول الوضع في سوريا وغزة ، واصفاً إياهما بـ "النموذجين الأكثر تعقيداً". ففي سوريا، رأى أن انهيار الدولة كشف أزمة الاستبداد وتفكك الهوية الوطنية، بينما تواجه حماس في غزة "مأزقاً وجودياً" بين مقاومة الاحتلال وعبء الحكم تحت الحصار، ما يغذي التطرف ويغلق الأفق السياسي.  

أما في الأردن، فأكد أن حظر جماعة الإخوان لا يعني نهاية الإسلام السياسي، بل بداية "مرحلة تحوّل" نحو أحزاب مدنية تلتزم بالديمقراطية. وختم بأن بقاء هذه الحركات مرهون بقدرتها على "التجديد العميق"، ومدى انفتاح الأنظمة على مشاركتها.  


و اختتمت الندوة بتساؤل حول إمكانية "ولادة جديدة" للإسلام السياسي بصيغة ديمقراطية، أم أن المنطقة مقبلة على مرحلة ما بعد الإسلام السياسي؟ الإجابة – بحسب أبو رمان – ستتحدد بمدى جذرية المراجعات واستعداد النخب الحاكمة لتعزيز المشاركة السياسية الحقيقية.  

يذكر أن الندوة شهدت تفاعلاً واسعاً من الحضور، الذين ناقشوا دور الدين في المجال العام وتحديات الانتقال الديمقراطي في العالم العربي.