في ظل التشرذم العربي والفرقة التي تعصف بالأمة، يتساءل البعض: لماذا لا يتحرك الأردن أكثر لنصرة فلسطين؟ ولماذا لا يكون هو القائد في مجابهة المحتل؟ لكن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح هو: أين العرب من فلسطين؟ ولماذا تُترك الأردن وحدها في ساحة المواجهة، فيما البقية يكتفون بالمراقبة أو السكون، وبعضهم وللأسف يهرول نحو التطبيع؟
الأردن، كما يعرف القاصي والداني، لم يتخلَّ يومًا عن فلسطين، ولم يساوم على قدسيتها، بل ظل حاضرًا سياسيًا وإنسانيًا وعسكريًا، رغم موارده المحدودة وضغوطه الداخلية والخارجية. فمنذ النكبة وحتى اليوم، كان الأردن ملاذًا للفلسطينيين، وراعيًا للمقدسات، ومدافعًا عن الحق في كل المحافل.
لكن الحقيقة المُرّة أن الأردن، كغيره من الدول العربية، لا يستطيع وحده أن يواجه آلة الاحتلال المدعومة من قوى عظمى. فكيف يمكن أن يُلام بلد لم يخذل قضيته، في وقت انشغلت فيه أنظمة أخرى بمصالحها الضيقة، وابتعدت عن روح العروبة الجامعة؟
على المحتجين والغاضبين أن يرفعوا أصواتهم لا ضد الأردن، بل من أجل الوحدة العربية، من أجل عودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأولويات، من أجل مشروع عربي مقاوم يساند لا يزايد، ينهض لا يخذل.
إن النصر لا يتحقق من بوابة واحدة، بل من وحدة الصف والموقف. فالأردن وحده لا يكفي، ولا يلام، بل يُشكر ويُساند.