شهدت قاعة دائرة المكتبة الوطنية في عمان، مساء السبت 7 ديسمبر 2024، حفل إشهار كتاب "تمكين أسر ذوي اضطراب التوحد"، للدكتورة سهام الخفش، وسط حضور لافت من شخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية. رعى الحفل وزير البلديات الأسبق والأمين العام لحزب الرسالة الدكتور حازم قشوع، بحضور رئيس جامعة الطفيلة التقنية الأستاذ الدكتور بسام المحاسنة، إلى جانب عدد من الوزراء السابقين والنواب والأكاديميين والإعلاميين.
لم يكن الحدث مجرد فعالية ثقافية، بل اتخذ طابعًا إنسانيًا ورسالة توعوية تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها الأسر التي لديها أطفال من ذوي اضطراب التوحد، وتوفير الدعم لها، وهو ما يعكس حجم الاهتمام المجتمعي بهذه القضية التي تمس شريحة كبيرة من الأسر الأردنية والعربية.
كلمات مؤثرة وتجارب ملهمة
افتتحت الكاتبة والأديبة سارة سهيل الحفل بكلمة مؤثرة، تحدثت فيها عن أهمية الكشف المبكر عن اضطراب التوحد لدى الأطفال، ودعت إلى مراعاة احتياجاتهم الخاصة. وشددت على أن التشخيص المبكر يسهم بشكل كبير في تحسين حياتهم، داعية إلى تعزيز الوعي المجتمعي بهذه القضية.
تبعها الأستاذ سعود البراري، الذي استعرض السيرة الذاتية للدكتورة سهام الخفش، مشيرًا إلى مسيرتها العلمية والمهنية التي أسهمت في تقديم هذا العمل المتميز الذي يلامس قضايا مجتمعية حساسة.
من جانبه، ألقى الأستاذ الدكتور بسام المحاسنة كلمة أعرب فيها عن فخره بانتماء الدكتورة سهام الخفش إلى الكادر التدريسي في جامعة الطفيلة التقنية، مؤكدًا أن هذا العمل يعزز من مكانة الجامعة كمنصة داعمة للأبحاث والدراسات التي تخدم المجتمع.
تجربة أم ملهمة ورسائل مجتمعية مؤثرة
من أبرز محطات الحفل، مشاركة السيدة منى قرنفلة، التي نقلت تجربتها الشخصية كأم لطفل من ذوي اضطراب التوحد. تحدثت قرنفلة بحس إنساني صادق عن التحديات التي تواجهها يوميًا، وأبرزت كيف يمكن لقوة الإرادة والدعم المجتمعي أن يُحدثا فارقًا كبيرًا في حياة الطفل والأسرة على حد سواء.
وفي كلمة ختامية، دعا الدكتور حازم قشوع إلى ضرورة وضع سياسات واستراتيجيات حكومية شاملة لدعم أسر ذوي اضطراب التوحد. وأكد على أهمية دور الحكومة والمجتمع في توفير بيئة شاملة وداعمة تضمن لهذه الأسر الحصول على الموارد والخدمات اللازمة، مشددًا على أن الدعم المجتمعي مسؤولية تقع على عاتق الجميع.
تكريم مميز ورسائل أمل
في ختام الحفل، تم تكريم السيدة منى قرنفلة تقديرًا لدورها الاستثنائي في دعم ابنها، حيث اعتُبر التكريم تقديرًا لكل أب وأم يواجهون التحديات اليومية بعزيمة وصبر.
كتاب "تمكين أسر ذوي اضطراب التوحد" ليس مجرد إصدار ثقافي، بل هو عمل إنساني توعوي يهدف إلى تعزيز الوعي العام بدور الأسرة في رعاية أطفالها من ذوي اضطراب التوحد، كما يقدم أدوات وآليات تمكينية تساعد الأهالي على التعامل مع التحديات المختلفة.
الحفل كان بمثابة دعوة مجتمعية لتضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع لدعم هذه الشريحة من الأسر، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين جودة حياة الأطفال وأسرهم، وهو ما يعكس التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا يعزز من التضامن المجتمعي تجاه القضايا ذات الطابع الإنساني.