آخر الأخبار

دعمًا للقضية الفلسطينية

"لابا" تنظم مهرجان "لتحيا شجرة الزيتون" للسنة الثانية

راصد الإخباري :  




في إطار التزامها بموقفها الأخلاقي والقومي الداعم للقضية الفلسطينية، نظّمت أكاديمية لوياك للفنون "لابا" مهرجان "لتحيا شجرة الزيتون" للسنة الثانية على التوالي، بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. واستضاف متحف الكويت الوطني فعاليات المهرجان، بحضور سفير مملكة إسبانيا مانويل إرنانديث غمايو، إلى جانب شخصيات بارزة ومجموعة من أبناء الجالية الفلسطينية في الكويت.

ويهدف المهرجان إلى دعم المجتمع المدني والمنظمات في غزة، وتسليط الضوء على أهمية "المقاومة الناعمة" من خلال الثقافة والفنون، و"المقاومة الخضراء" التي تُعد إحدى أبرز أشكال النضال الفلسطيني، لا سيما من خلال زراعة شجر الزيتون، الذي يُعد رمزًا للصمود الفلسطيني.

استُهلت الفعالية بكلمة ترحيبية من مقدمة الحفل ميا مهدي، التي استعرضت إنجازات النسخة السابقة من المهرجان، مشيرة إلى أن الدعم الذي قُدّم العام الماضي أسهم في زراعة 4,285 شجرة زيتون في سبع قرى فلسطينية في محافظات غزة، القدس، جنين، بيت لحم، نابلس، والخليل، بهدف تعزيز الأمن الغذائي ودعم المجتمع الفلسطيني في مواجهة الحصار.

وتضمن المهرجان معرضًا فنيًا تحت عنوان "لكل شجرة حكاية"، حيث تم عرض أشجار زيتون تحمل أسماء مناطق فلسطينية، وروى أطفال مدرسة دسمان ثنائية اللغة قصص هذه المناطق، في محاكاة رمزية لمعاناة أهاليها. وعكست أحجام الشجرات ومدى تضررها حجم المجازر والدمار الذي طال هذه المناطق، من جباليا وبيت لاهيا إلى رفح وخان يونس وحي الزيتون.

كما شمل المهرجان معرضًا فنيًا تشكيليًا بعنوان "بحضور حنظلة" بإشراف رئيسة قسم الفنون التشكيلية زينة دبوس، حيث عُرضت لوحات أنجزها فنانو "لابا" وفنانون فلسطينيون، منهم هشام شمالي، إبراهيم العطية، عمر شاهين، ووليم أندرسون. ومن بين أبرز اللوحات، لوحة للفنان العطية بعنوان "حتى الرمق الأخير"، وأخرى بعنوان "نداء إلى العالم"، إلى جانب جدارية ضخمة نفذها الأطفال بمساعدة الفنانة زينة دبوس.

وعلى خشبة المسرح، قدمت فرقة "لابا" للفنون الاستعراضية عرضًا حركيًا بعنوان "حيث تموت الكلمات"، من تصميم رئيسة الفرقة الدكتورة تينا زابوفيتش، مسلطةً الضوء على استهداف الاحتلال للصحفيين في غزة ودور الإعلام الغربي في التغطية المنحازة للأحداث.

كما شهد المهرجان عروضًا غنائية، حيث أدى كورال "لابا" المكوّن من أطفال يرتدون الكوفية الفلسطينية، مجموعة من الأغاني الوطنية، من أبرزها "سلامٌ لغزة" و**"إني اخترتك يا وطني"**، تحت إشراف هشام الحلاق والمايسترو يوسف بارا.

وفي لفتة تضامنية، شاركت الشيف سوسن دعنا بإعداد مائدة فلسطينية تراثية، تضمنت مجموعة متنوعة من المأكولات الفلسطينية التي عكست التراث الغذائي للمطبخ الفلسطيني.

وفي بداية الحفل، قامت فارعة السقاف، رئيسة مجلس الإدارة والعضوة المنتدبة لمؤسسة "لوياك" وأكاديمية "لابا"، بتكريم سفير إسبانيا مانويل إرنانديث غمايو، تقديرًا لدعم بلاده المتواصل للقضية الفلسطينية.

يُذكر أن أكاديمية "لابا" رفعت شعار "لتحيا شجرة الزيتون" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وعملت على إدماجه في جميع أنشطتها، بدءًا من مخيمات الأطفال الصيفية، حيث تم تخصيص حصص تعليمية عن البيئة والتراث الفلسطيني، وصولًا إلى مشروع "قافلة الفن غزة" بالتعاون مع الفنان هشام شمالي.

كما تهدف "لابا" إلى دعم المشاريع الزراعية في الأراضي المحتلة بالتعاون مع منظمة العربية لحماية الطبيعة، مع التركيز هذا العام على إنشاء ودعم المحميات الزراعية في غزة، لمواجهة حرب الإبادة بالتجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي هذا المهرجان ضمن استراتيجية أكاديمية "لابا" لتعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية والقومية، بما يعكس رسالتها في دعم الفنون، وتنمية مواهب الشباب، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم، حيث استفاد أكثر من 7,000 شاب وشابة من برامجها في العام الماضي.