شهدت العاصمة الأردنية عمّان تظاهرة ثقافية مميزة تمثلت في إقامة مهرجان بكين السينمائي الدولي يومي 17 و18 نوفمبر في سينما تاج مول، بتنظيم مشترك بين السفارة الصينية والهيئة الملكية الأردنية للأفلام. جذب المهرجان إقبالًا واسعًا من الجمهور الأردني الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالاطلاع على الثقافة والحياة الصينية من خلال عروض سينمائية متميزة.
افتتاح رسمي بحضور رفيع المستوى
رعى السفير الصيني في عمّان، تشن تشوان دونغ، فعاليات المهرجان التي حضرها شخصيات بارزة، من بينهم أمين عام وزارة الثقافة الدكتور ماهر نفش، ومدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري، ومدير تلفزيون بكين تشانغ دونغ لين، إلى جانب وفد من صناع الأفلام الصينيين والمستشار الثقافي بالسفارة الصينية ومديرة المركز الثقافي الصيني شي وي. كما حضر المهرجان أكثر من 500 ضيف يمثلون مختلف الأوساط الثقافية الأردنية.
برنامج غني بأفلام مميزة
قدم المهرجان لجمهوره أربع أفلام صينية هي: "الجبهة الجمركية"، "فقدت في السماء"، "الإصبع الذهبي"، و"الاجتماعات السنوية لا يمكن توقفها". عكست الأفلام تنوع الثقافة الصينية وعمقها، حيث استمتع الحضور بجودة الإنتاج السينمائي والموضوعات الإنسانية التي تناولتها.
رسائل التعاون الثقافي عبر السينما
خلال كلمته في حفل الافتتاح، أكد السفير تشن تشوان دونغ على الروابط التاريخية والثقافية بين الصين والأردن، مشيرًا إلى التطور السريع الذي شهدته صناعة السينما في كلا البلدين. ووصف السينما بأنها وسيلة تتخطى الحدود واللغات لتعزيز التفاهم الثقافي. وأضاف أن المهرجان يسهم في تعريف الجمهور الأردني بالمجتمع الصيني الحديث وقيمه، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز الشراكة السينمائية بين البلدين في المستقبل.
من جانبه، أكد مهند البكري، مدير الهيئة الملكية للأفلام، أن المهرجان يمثل فرصة فريدة لاستكشاف عمق الثقافة الصينية من خلال السينما، التي وصفها بأنها وسيلة قوية لبناء جسور التواصل بين الشعوب. كما أشار إلى أن مشاركة الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد" في مهرجان بكين السينمائي تبرز الروابط الثقافية العميقة بين البلدين.
تعاون مستقبلي واعد
أسفر المهرجان عن توقيع مذكرة تفاهم بين مهرجان بكين السينمائي والهيئة الملكية الأردنية للأفلام بهدف تعزيز التعاون في صناعة السينما. كما ناقش وفد صناع الأفلام الصينيين مع شركات الإنتاج الأردنية إمكانية تطوير مشاريع مشتركة.
تحدث مدير تلفزيون بكين تشانغ دونغ لين عن أهمية المهرجان كمنصة لتعريف العالم بالسينما الصينية وتعزيز التبادل الثقافي، مشيرًا إلى أن الأردن، بتاريخها العريق ومواقعها السينمائية المميزة، تعد شريكًا مهمًا في هذا السياق.
تفاعل جماهيري وإشادة واسعة
عبر الجمهور الأردني عن إعجابه بالأفلام المعروضة، مؤكدين استمتاعهم بتجربة سينمائية غنية أتاحت لهم التعرف على جوانب جديدة من الثقافة الصينية. كما أبدوا تطلعهم لمزيد من الفعاليات المشابهة التي تعزز التفاهم الثقافي بين الشعوب.
بهذا، اختتم مهرجان بكين السينمائي الدولي في عمّان فعالياته وسط أجواء من التفاعل الإيجابي، مؤكدًا دوره في تعزيز الشراكة الثقافية بين الصين والأردن، وفتح آفاق جديدة للتعاون السينمائي مستقبلاً.