اجتمعت اليوم الحشود من مختلف الأطياف في مدرج الحسن بن طلال في الجامعة الأردنية، لتعيش لحظات وفاء وعرفان لذكرى الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، في فعالية وطنية حملت عنوان: "الأردن القوي: من إرث الحسين إلى جهود عبد الله الثاني". الفعالية جاءت لإحياء ذكرى ميلاد الملك الحسين وتكريم إرثه الكبير في بناء الأردن الحديث، تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وبحضور رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، وعدد من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والأساتذة.
كلمات ملهمة عن مسيرة الحسين وإرثه
في كلمته خلال الحفل، أشاد الدكتور نذير عبيدات بإنجازات الملك الحسين وقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في تعزيز مكانة الأردن وتثبيت دوره الإقليمي والدولي. وقال عبيدات:
"ما حققه الأردنيون وقيادتهم لم يكن سهلاً؛ بل جاء بتضحيات جسام ودماء زكية دفاعاً عن الأردن وفلسطين في محطات خالدة مثل القدس، اللطرون، والكرامة."
وأضاف: "نحن اليوم أحوج ما نكون إلى استلهام بصيرة الحسين وقيادته الحكيمة، والاستمرار على نهج الإبداع والتطوير ليبقى الأردن منارة للخير والمحبة." كما أثنى على جهود الملك عبد الله الثاني في دعم القضية الفلسطينية ونصرة أهالي غزة، مؤكداً على مواقف المملكة الثابتة في مواجهة الاحتلال ودعم القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
أبعاد إنسانية وتاريخية
من جهته، أكد عميد شؤون الطلبة الدكتور صفوان الشياب أن الملك الحسين كان رمزاً للرحمة والتواضع، وقائداً حكيماً قاد الأردن نحو الحداثة والاستقرار. ولفت إلى إنجازاته البارزة، مثل تعريب قيادة الجيش العربي، وتوسيع قاعدة التعليم، وازدهار القطاع الصناعي.
وأشار الشياب إلى أن الملك الحسين كان دائماً يقول: "شعب الأردن هو أعظم ما لدي"، ما يعكس علاقته الوثيقة مع الشعب وحرصه على رفاهه وتقدمه.
فقرات فنية وثقافية مميزة
تضمن الحفل عرض فيديو توثيقي عن حياة الملك الحسين، تناول أبرز محطاته الاجتماعية والسياسية والإنسانية، إلى جانب فقرة شعرية ألقاها الشاعر أنور الهقيش تغنت بمآثر الراحل. كما قدمت فرقة كورال الجامعة الأردنية فقرة فنية تغنت بالوطن وقيادته.
وعلى هامش الفعالية، تم افتتاح معرض فني تضمن لوحات إبداعية من إنتاج طلبة المرسم الطلابي، جسدت طبيعة الأردن ومعالمه ورموزه. كما تم عرض لوحات مصورة عن تاريخ الجامعة الأردنية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
ختام مميز بمعرض السيارات الملكية
اختتم الحفل بجولة لرئيس الجامعة والحضور في معرض مصغر للسيارات الملكية التي استخدمها جلالة الملك الحسين طيلة حياته، في لمسة وفاء لما تمثله تلك السيارات من رمزية تاريخية.
رسالة للعالم
أكد الحضور في الفعالية على ضرورة الاستمرار في تعزيز دور الأردن الإقليمي والدولي المستمد من إرث الحسين الخالد، وجهود الملك عبد الله الثاني التي جعلت من الأردن نموذجاً يحتذى به في التقدم والإصرار رغم التحديات.