ضمن فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الـ23، ألقت الكاتبة والأديبة سارة السهيل مساء أمس الأحد، الموافق 13 أكتوبر 2024، محاضرة بعنوان "أدب الطفل وقضايا الأمة". أدار المحاضرة الكاتب والصحفي محمود الداوود، بحضور مدير المعرض ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر أو فارس، وعدد من أصحاب ومديري دور النشر الأردنية والعربية، إضافة إلى نخبة من الكتاب والأدباء والمهتمين.
في بداية المحاضرة، عرّفت السهيل أدب الطفل، مشيرة إلى أن كل ما يُكتب للطفل، سواء كان قصصاً أو مناهج دراسية، يدخل ضمن هذا الأدب الذي يواكب كافة المراحل العمرية، منذ اللحظات الأولى التي تهدهد فيها الأم طفلها وتحكي له الحكايات.
وتطرقت السهيل إلى قضايا الأمة التي يجب تعريف الطفل بها، مشيرة إلى أهمية توعية الأطفال منذ الصغر بالقضايا المجتمعية والوطنية، حيث يكون الطفل في هذه المرحلة مثل الإسفنجة التي تمتص كل ما حولها. كما شددت على أن الطفل قادر على استيعاب هذه القضايا، بعكس ما يُقال في كثير من الأحيان عن عدم قدرته على فهم بعض المواضيع بسبب صغر سنه.
وأضافت السهيل أن على الأهل ترسيخ قيم حب الوطن والانتماء، بالإضافة إلى التوعية بقضايا مثل المخدرات، العنف، والحفاظ على الهوية العربية. وأشارت إلى أن أدب الطفل قد تناول بالفعل العديد من قضايا الأمة العربية، مثل اللغة، الهوية، التراث، والانتماء، لكنه لا يزال يُنظر إلى الطفل العربي على أنه صغير وغير مؤهل لفهم تجارب الأمة القاسية التي يتعرض لها من خلال وسائل الإعلام.
وفي ختام المحاضرة، أوصت السهيل بضرورة توسيع نطاق الأعمال الأدبية للأطفال لتعزيز أهمية اللغة والهوية العربية، مؤكدة على دور الأدب في مواجهة الأفكار الهدامة. كما دعت وزارات الثقافة والمؤسسات الثقافية إلى تشجيع الكتاب على إنتاج أعمال أدبية موجهة للأطفال تسهم في مواجهة التطرف الفكري ومحاربة الإرهاب.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت السهيل على ضرورة تعزيز الوعي البيئي من خلال الأدب، مشددة على أهمية القراءة في بناء العقول وتطوير الذات. ودعت إلى تشجيع الطلبة على الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها، مؤكدة على دور الأدب في تثقيف الأطفال حول أهمية البيئة وتأثيرها على الإنسان.
الجدير بالذكر أن سارة السهيل تعد من أبرز الكاتبات العربيات في مجال أدب الطفل، وقد نالت العديد من الجوائز والتكريمات في عدة دول عربية. ترجمت أعمالها إلى لغات متعددة، وصنفت كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم العربي. حملت السهيل عدة ألقاب، منها "سندريلا أدب الطفل العربي" و"سفيرة النوايا الحسنة" من جمهورية ألبانيا، و"سفيرة أدب الطفل" من الأمم المتحدة للفنون.
تتنوع أعمالها بين الشعر والرواية وقصص الأطفال، وصدر لها العديد من الدواوين الشعرية باللهجات الخليجية والعربية الفصحى.