آخر الأخبار

الامير الحسن : المآسي لن تضعفنا

راصد الإخباري :  


رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، اليوم الأربعاء، افتتاح الندوة الدولية السابعة للمعهد تحت عنوان "الإنسانية في زمن السلم وفي زمن الحرب". نظم المعهد الملكي للدراسات الدينية الندوة بالتعاون مع دائرة الحوار بين الأديان في حاضرة الفاتيكان والسفارة البابوية في الأردن، تزامناً مع مرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان وتأسيس المعهد.

أكد سموه في كلمته خلال الافتتاح أن المعنى الحقيقي للحوار بين أتباع الأديان يتمثل في تحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم، موضحاً أنه لا يمكن للعقائد أن تتوافق وأتباعها يستغلونها لإدامة الظلم والاحتلال وفرض الأمر الواقع. 

أشار سموه إلى أن المشكلة ليست في بعض المعتقدات الدينية، بل في الصراعات السياسية والمصالح المادية. وأوضح أهمية الفكر التحليلي وتبني ثقافة الودية بين الناس وبناء الثقة كأساس مشترك في الحوار.

أكد سموه على أهمية النظر إلى المشرق بعين الإنسانية والحديث عن الثقافات المشرقية كحاضنة للحضارات تختزن في مضامينها روح الإشراق ووحدة الضمير الإنساني والقيم البشرية الجامعة. ولفت إلى ضرورة أن تصبح الكرامة الإنسانية مرشداً للسياسات، والانتقال للحديث عن النحنوية والاستقلال المتكافل، واحترام هوية الآخر لتحقيق المساواة كدرجة مساوية للكرامة.

شدد سموه على أن المآسي التي نراها يجب أن لا تضعف أو توهن من عقيدتنا وإيماننا، مذكراً بمبدأ حب الناس واستعمال الأشياء بدلاً من استعمال الناس وحب الأشياء.

من جانبه، أكد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الكاردينال لويس رافائيل ساكو أنه لا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام موت آلاف الأبرياء وملايين المهجرين، كما هو الحال في الأراضي المقدسة وبلدان أخرى. أشار إلى ضرورة إيجاد توازن دولي لتسهيل ودعم فرصة السلام والأمان في العالم. وأضاف أن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى قياديين يعملون بجد من أجل السلام وإخماد كل أشكال الصراع والحرب، وإشاعة مفاهيم المحبة والأخوة والتسامح.

أكد الكاردينال على ضرورة تنشئة الأفراد على الرسالة السامية من خلال التعليم والجوامع والكنائس وورشات العمل والإعلام، واعتماد التفسير السليم للنصوص المقدسة في سياقاتها التاريخية والثقافية والاجتماعية، وإغلاق الباب في وجه من يفسرها خارج إطارها.

من جانبه، أكد السفير البابوي في الأردن المطران جوفاني دال توزو أهمية الدبلوماسية متعددة الأطراف في بناء السلام وتحقيق التنمية في العالم. أشار إلى ضرورة إشراك المجتمعات في الحوار بين أتباع الأديان من أجل تطوير مفهوم الثقافة المشتركة، وتعزيز احترام القانون الدولي والإنساني، والدفاع عن كرامة الإنسان وحرية المعتقد.

بين المطران أهمية العلاقات الأردنية مع الكرسي الرسولي في الفاتيكان في تعزيز السلم والوئام في الشرق الأوسط والعالم.