أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد الفناطسة، أن النقابات العمالية تلعب دورًا مهما في الحفاظ على الأمن المجتمعي، إذ أنها منظمات مجتمعية تمثل شريحة واسعة من أبناء المجتمع، وتعبر عن مصالح سواعد البناء والنهضة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف الفناطسة، أن النقابات العمالية ومن خلال رسالتها التي تؤديها في المجتمع، والأهداف التي تسعى لتحقيقها؛ تقوم بدور محوري في تعزيز الأمن الاجتماعي، واستقرار علاقات العمل بين شركاء الانتاج ضمن العقد الاجتماعي التي يحتكم إليه المجتمع، وينظم العلاقات بين جميع الأطراف، ويرسم حدود المسؤولية بينهم.
وحسب بيان صحافي صادر عن الاتحاد اليوم الخميس، جاء ذلك، ضمن كلمة الفناطسة في مؤتمر العمل الدولي، خلال الجلسة العامة الذي تناقش تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونجبو، بعنوان : "عقدٌ اجتماعي متجدد" والذي يركز على التحديات التي تواجه سوق العمل، والمتغيرات التي حدثت بفعل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وأثرها على البطالة والمهن المستقبلية.
وأوضح الفناطسة، أن النقابات العمالية تسعى إلى تحسين ظروف العمل وشروطه، وتوفير معايير العمل اللائق، وزيادة الأجور، وضمان العدالة والمساواة بين العمال، ومكافحة كافة أشكال التمييز؛ الأمر الذي يسهم في صنع حالة من الاستقرار الاجتماعي وتحقيق الأمن المجتمعي.
وأشار الفناطسة، إلى أن إحدى المهام الأساسية للنقابات العمالية هو تحقيق التوازن بين أصحاب العمل والعمال، وحلّ النزاعات العمالية بالطرق الودية والمفاوضة الجماعية استنادا إلى التشريعات الناظمة للعمل النقابي، والأدوات التي كفلها القانون، ما يحافظ على استقرار العلاقات في سوق العمل، ويعزز العدالة الاجتماعية في المجتمع، ويرتقي بمنظومة الاقتصاد الوطني، ويحمي المجتمع من آفات ومخاطر تؤثر على أمنه واستقراره.
ولفت الفناطسة، إلى أن بعض البلدان العربية، تواجه النقابات العمالية فيها، تحديات في التنظيم النقابي والتمثيل بسبب قيود قانونية وضعف الثقافة العمالية والنقابية، مؤكدا ضرورة تعزيز حرية العمل النقابي وتمكين النقابات لتحقيق أهدافها وأداء دورها في المجتمع، وحتى تتمتع بالشراكة الفاعلة مع شتى الأطراف من أجل تحقيق السلم المجتمعي وتعزيز حقوق العمال، والتأثير الإيجابي في بناء المجتمعات.
واستعرض الفناطسة، مفهوم العقد الاجتماعي من منظور نقابي، وكيف تنظر إليه النقابات العمالية، موضحا، أنه يمكن أن يكون مرتبطا بالتكنولوجيا والتواصل والقيم والمسؤوليات. بحيث يعكس التحديات والفرص التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.
وأشار الفناطسة، إلى أن العقد الاجتماعي يتطلب منا أن نفكر في كيفية تعزيز التعاون والتفاهم والعدالة في المجتمع، كما أن للتعليم والتوعية دورًا مهما في تحقيق هذا الهدف، محذرا في الوقت ذاته، من مخاطر التكنولوجيا على مصلحة المجتمع والافراد معا.
يشار إلى أن، الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن يشارك في مؤتمر العمل الدولي، الذي يستمر حتى 14 من الشهر الحالي في جنيف، ضمن وفد رسمي يمثل الأردن، يضم في عضويته وزارة العمل، ورؤساء نقابات عمالية، وممثلين عن أصحاب العمل ومجلس الأعيان.