عمان 29 أيار(بترا)- تصوير اشرف محمد حسن و راشد النسور
افتتحت وزيرة الثقافة هيفاء النجار بحضور سفيرة الجمهورية التونسية بعمان مفيدة الزريبي فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي الأردني، مساء اليوم الأربعاء في المركز الثقافي الملكي .
وفي مستهل حفل الافتتاح لذي حضرته وزيرة الدولة للشؤون القانونية نانسي نمروقة، طلبت النجار من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أروح الشهداء الفلسطينيين في غزة.
ولفتت النجار في كلمة ألقتها في الحفل؛ الى الدور الذي ينهض به جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مساعيه الدؤوبة بالعمل على وقف العدوان على غزة وأهلها.
وفي الحفل الذي حضره نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي وعضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين القاصة سامية العطعوط وتشكيليون أردنيون ومثقفون أردنيون وعرب وعدد من سفراء ورؤساء وأعضاء البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية، قالت وزيرة الثقافة أنه من دواعي البهجة الغامرة أن هذه المشاركة الرفيعة تأتي ضمن احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، كما تتواكب مع مباهج عيد الاستقلال.
ورحبت النجار بالوفد التونسي من مبدعين وكتاب وفنانين قائلة "هم حفدة الشاعر أبو القاسم الشابي قمر الشعر العربي وأبناء فرسان قرطاج وانجال جامعة القرويين، إنهم سفراء مخلصون لجغرافية المجد والرفعة والسمو التي ازدهرت على أرض تونس، وبقيت عباءة موشاة تزهو بها الإنسانية في ميادين الفن والجمال والأدب وستبقى تونس عاصمة متميزة من عواصم العالم الثقافية ومنارة من منارات المجد والمعرفة".
وأكدت اعتزازها بحضور المثقف الأردني في المشهد الإنساني العربي وتماسه مع قضايا أمته العربية متحصنا بإرث إبداعي يمتد الى 17 ألف عام كان فيها الأردن ركيزة أساسية من الفعل الحضاري تاريخيا، منوهة بدور الرواد من الفنانين والمبدعين الأردنيين في المئوية الأولي من تأسيس الدولة الأردنية بمختلف صنوف الثقافة من أدب وفكر وفنون.
من جهتها القت رئيسة الوفد التونسي المديرة العامة للمركز الوطني لفن العرائس منية المسعدي كلمة وزير الشؤون الثقافية التونسي منصف بوكثير وقالت؛ "إن الايام الثقافية التونسية بالاردن التي أردناها موعدا متجددا لتبادل إبداعي وتنافذ فني فكري يجمع بلدينا الشقيقين لبناء سردية فنية وإبداعية مشتركة تسلط الضوء على المنجز الفكري والجمالي لفنانينا ومثقفينا ومفكرينا، وتحقق جانبا من رغبتنا بأن يكون الابداع قاطرة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ورافعة للانسان والانسانية فضلا عن دوره الرئيسي في الارتقاء بالاذواق وبناء العقول السليمة وتأكيد تجذرنا الحضاري وقيمنا المشتركة".
وأكد الوزير التونسي في الكلمة بأن هذه التظاهرة الثقافية ستكون محفلا ثقافيا وفرصة لتبادل الافكار والمشاريع المبتكرة والمجددة، وللتعرف على الممارسات الجمالية وكذلك مجالا لشراكات ثقافية مثمرة بين البلدين الشقيقين، وشراكة تضامنية قوامها الابعاد الانسانية ومشاعر الاخوة المتينة وفيها من الاستحقاقات الاقتصادية والالتزام بالقضايا العالمية والعربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ما لا حياد عنه.
وأشارت الكلمة إلى ما تحقق بين البلدين الشقيقين على إمتداد 60 عاما من وضع اللبنة الاولى للعلاقات الدبلوماسية التونسية الأردنية، والتي تحقق فيها الكثير من الاتفاقيات والبرامج التنفيذية في مجالات حيوية ومن بينها المجال الثقافي.
ونوهت الكلمة بأن الاسبوع الثقافي التونسي الاردني يأتي تتويجا للزخم الكبير الذي يشهده التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات الثقافية وسعيا الى شراكة أكثر تنوعا تستفيد من الموجود لتتجاوزه الى المنشود وتستجيب الى تطلعات الشعبين في البلدين في مستقبل واعد يسنده العلم والمعرفة ويشد بنيانه الابداع والفن.
واشتمل حفل الافتتاح على معرض للخط العربي والفنون التشكيلية لتشكيليين وخطاطين اردنيين وتونسيين في قاعة فخر النساء زيد بالمركز اشتمل على 41 عملا فنيا تنوعت فيه الاساليب والتقنيات والمدارس، حيث جالت النجار ونمروقة والسفيرة الزريبي والمسعدي على الأعمال المعروضة، كما اشتمل على عرض لمنتوجات الصناعات الغذائية التونسية ومنتوجات غذائية شعبية في بهو المركز.
وعلى المسرح الرئيس بالمركز استهلت الفقرات بعرض فيلم عن تونس عكس العمق التاريخي والحضاري لها، كما قدمت فرقتا الفنانة أمينة الصرارفي النسائية التونسية ونايا النسائية الاردنية حفلا غنائيا مشتركا شارك فيه 8 عازفات و4 مغنيات من الفرقتين، غنوا فيه عددا من الاغاني التونسية والاردنية التي تنهل من الموروث الغنائي والتقليدي في كلا البلدين وسط حضور وتفاعل جماهيري كبير.
وسيشتمل الاسبوع الثقافي التونسي على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والعروض المسرحية والافلام والورشات التي تقام في عمان ومحافظات اربد والزرقاء والكرك والعقبة.