في حضرة الاستقلال: تأملات في مسيرة الأردن على مدى 78 عاماً
عندما نتحدث عن الأردن، فإننا نتحدث عن قصة وطن نسجت خيوطها من حب وانتماء، تحمل في طياتها عبق التاريخ وتطلعات المستقبل، على مدى 78 عاماً، كان الأردن شاهداً على تحولات عميقة، خاض غمارها بشجاعة وحكمة، مستنداً إلى إرث غني وقيم راسخة.
منذ اللحظة الأولى للاستقلال، كان الأردن يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. فقد نهض الملك المؤسس عبد الله الأول بطموح لا يعرف الحدود، واضعاً اللبنات الأولى لدولة حديثة، تحمل في قلبها طموحات شعب تواق إلى الحرية والكرامة. تلك السنوات الأولى لم تكن مجرد فترة تأسيس، بل كانت بداية لرحلة من البناء والتطوير، رسمت معالمها بسواعد أبنائها الأوفياء.
على مدار العقود، شهد الأردن تحولات اقتصادية واجتماعية واسعة. من بناء البنية التحتية وتطوير الاقتصاد، إلى تعزيز قطاعي التعليم والصحة، حيث أصبح الأردن نموذجاً يحتذى به في المنطقة. كان الاستثمار في الإنسان الأردني هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة، فالجامعات والمراكز البحثية لم تكن مجرد مؤسسات تعليمية، بل كانت مصانع للكوادر القادرة على قيادة المستقبل.
في السياسة الخارجية، تبنى الأردن موقفاً حكيماً ومتوازناً. لم يكن مجرد مراقب للأحداث، بل كان فاعلاً مؤثراً يسعى إلى إحلال السلام وتعزيز الاستقرار. دوره في حل النزاعات الإقليمية، واستقباله للاجئين، يعكس روح الكرم والإنسانية المتأصلة في وجدان الشعب الأردني.
أما اليوم، وفي ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، يستمر الأردن في مسيرته نحو المستقبل. التحديات كثيرة، ولكن العزم على مواجهتها أكبر. من هنا، تبدو الرؤية واضحة: بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتعزيز دولة القانون والمؤسسات، والاستثمار في الشباب الذين هم عماد الأمة ومستقبلها.
يا أردن العز والفخر هو إن نظرتنا إلى السنوات الثامنة والسبعين الماضية ليست مجرد تأمل في الماضي، بل هي استشراف للمستقبل. نحن نؤمن بأن ما تحقق من إنجازات هو الأساس الذي سنبني عليه مزيداً من التقدم والازدهار. بروح الانتماء والولاء، وبتكاتفنا ووحدتنا، سنواصل هذه المسيرة بثقة وأمل، حاملين راية الأردن عالياً، فخورين بما أنجزناه، ومتحمسين لما سنحققه.
إن رحلة الأردن على مدار 78 عاماً من الاستقلال ليست مجرد قصة نجاح وطنية، بل هي ملحمة من العطاء والتضحية والبناء. بفضل رؤية القيادة الحكيمة، وإرادة الشعب الصلبة، يسير الأردن بثبات نحو مستقبل زاهر، مستنداً إلى إرث عريق وقيم راسخة تجسد معاني الوحدة والتكاتف والعمل الجاد.
مجدداً، يجدد الأردنيون العهد على مواصلة هذه المسيرة، حاملين شعلة الإنجاز والتقدم، ليظل الأردن نبراساً للنهضة والتنمية، ومنارة تضيء دروب الأجيال القادمة نحو مستقبل أفضل.
ختاماً،يا أردن الحب والفخار، نهنئك ببثمانية وسبعين عاماً من الاستقلال والعزة. ستبقى في قلوبنا نجماً لا يخبو، وكما قال شاعرنا:
*"يا أردن الأحرار، يا وطن الأبرار، بك نفخر ونمضي، للأمجاد سراً وجهار."*