سواء اتفقنا أو اختلفنا مع إيران وسياستها، فليلة السبت الماضي سيكون لها ما بعدها، فالجميع يعلم أن الأمور عند حافة الهاوية، فهذه أول مواجهة ذات طابع إقليمي منذ عام 1973 ما حدث ليلة السبت الماضي هو كسر حاجز مهم يحدث لأول مرة، وهو رسالة ايرانية مهمة للاحتلال الصهيوني وذلك للتأكيد على أن معادلات جديدة تترسخ في المنطقة بعد انطلاق معركة طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالرغم مما احدثه جيش الاحتلال الصهيوامريكي من اعمال اجرامية اقل ما توصف به بالابادة الجماعية بحق ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وهذا تطور مهم جدا .
وكانت بعثة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الامم المتحدة قد ابلغت وفودا دولية عن انتهاء الرد الايراني العسكري على الكيان الصهيوني قبل وصول الطائرات المسيرة والصواريخ التي اطلقتها الى اهدافعا وكانت إيران اعلنت رسميا يوم السبت الماضي ، البدء في الهجوم على الكيان الصهيوني ، ردا على القصف الاسرائيلي الذي نسف السفارة الإيرانية في دمشق رمضان الفائت و قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران أبلغت جيرانها بالهجمات قبل 72 ساعة من شنها على الكيان الصهيوني وكانت القوات الجوية لكل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا قد تصدت للهجوم الايراني (المعلن) ومع ذلك تمكنت بعض الصواريخ الى اهدافها رغم الحماية المستميتة التي قامت بها الدول الراعية للكيان الصهيوني .
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان إن طهران حذرت واشنطن من أنه (إذا أقدم الكيان الإسرائيلي على أي مغامرة فسيكون ردنا أسرع وأقوى وأوسع) وشدد عبد اللهيان على أن إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، مضيفا "حذرنا البيت الأبيض بوضوح من أن رد طهران والإجراء التالي سيكون حاسما وسريعا وشاملا إذا حاول النظام الصهيوني تكرار الهجمات الإرهابية على مصالح إيران وأمنها ومن جانب آخر فقد قال علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي، إن بلاده سترد خلال ثوانٍ على أي هجوم صهيوني محتمل وأضاف "على النظام الصهيوني أن يعرف أنه إذا ارتكب خطأ آخر، فلن يتأخر الرد 12 يوما وليس أياما أو ساعات بل في غضون ثوانٍ .
وفي المقابل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو يؤيد شن هجوم ردا على الهجوم الايراني الذي استهدف الكيان الصهيوني وأنهى مجلس الحرب الصهيوني اجتماعا يوم الاثنين امتد 3 ساعات، ولم يصدر بيانٌ رسمي عقب الاجتماع، ولكن شبكة "سي إن إن" نقلت عن مسؤول في الكيان الصهيوني قوله إن المجلس راجع خططا عسكرية لرد محتمل على إيران و بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن أحد المصادر المطلعة على مناقشات المجلس أكد وجود ضغوط دولية شديدة على الكيان الصهيوني تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرار بشأن الرد المحتمل وذكر المصدر أن نتنياهو يميل إلى دعم الهجمات على إيران، كما أن المؤسسة الأمنية تضغط من أجل تنفيذ هذه الهجمات ونقلت هيئة البث في الكيان الصهيوني عن مصادر قولها إن رئيس الوزراء رفض تلقي اتصالات من قادة أجانب بعد الهجوم الإيراني خشية تعرضه لضغوط تمنعه من الرد على الهجوم ومن ناحية اخرى اشارت وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن لا تسعى للتصعيد، لكنها تتخذ الإجراءات الضرورية لحماية إسرائيل، وأضافت أن "إسرائيل ستقرر إن كانت سترد على الهجوم الإيراني، لكننا لا نسعى للتصعيد وقد قال مسؤول أميركي لوسائل اعلام إن واشنطن تواصل مساعيها للحؤول دون مزيد من التصعيد، لكنه أكد أن القرار يعود للكيان الصهيوني .
والمتتبع للاحداث يجد ان ايران في ردها لم ترغب في اي تصعيد او الحاق الاذى بالكيان الصهيوني فلو ارادت الحاق الاذى لشنت هجومها هذا دون اعلام احد تماما كما فعلت المقاومة الفلسطينية يوم السابع من اكتوبر حتى لا يتمكن حماتها من اتصدي للهجوم (المعلن) عنه وانها فقط ارادت ارسال رسالة مفادها بانه (طفح الكيل) وان على حماة الكيان الصهيوني لجمه ومنعه من استهداف المصالح الايرانية والذي منذ بداية حربه وهو يحاول جر ايران الى حرب شاملة معتمداً على رعاته من امريكا وخرافها بهدف اطالة امد الحرب التي يحاول رئيس وزرائه النتن ياهو اطالتها وتوريط غيره من الدول الحليفة للكيان الصهيوني لاعادة ابتزازها خاصة بعد ان فقد الكثير من التعاطف معه بعد اكتشاف حقيقته الاجرامية فهم .. من لا عهد لهم ..