آخر الأخبار

لا عهد لهم.. استهبال سياسي وقصف بالمساعدات

راصد الإخباري :  




عمان – كتب : اشرف محمد حسن 
      هناك مقولة شعبية وهي الاستهبال ونستخدم هذا المصطلح في بلادنا العربية وان اختلفت طريقة اللفظ ففي مصر تقال بلفظ ( اعمل عبيط ) وفي سوريا ولبنان تقال ( اسلبها جدبه او اجدبها ) وفي بلادنا تقال بطريقة ( سوق الهبل او استهبل او تتخوث ) وكل هذه المصطلحات تعني ان تدعي الغباء او عدم المعرفة بشكل نهائي حول موضوع ما بهدف خداع من هم حولك او من تتحدث معهم اما  لتبرئة نفسك او للحصول على مكاسب او موقف محدد حول امر ما دون ان تبذل أي مجهود لذلك وبلا تكلفة فهي باختصار تقوم  بطريقة ان تدعي الغباء بهدف خداع و( استغباء ) الاخرين وهذا تمامً ما تفعله السياسات الامريكية مع المجتمع الدولي بشكل عام والدول العربية بشكل خاص وغالبا ما تنجح في ابتزاز هذه الدول وتسوق ما تريد من أكاذيب ومؤخراً وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى ابتداءً من يوم 7/أكتوبر الماضي وحتى اليوم ظهرت هذه السياسات وبشكل فجٍ ومكثف بعد اكتشاف العالم والمجتمع الدولي الكذب وتزوير الحقائق وزيف الادعاءات الصهيونية والذي تروجه امريكا وبريطانيا . 
يفاجئ الرئيس الأمريكي جو بايدن العالم والمجتمع الدولي بالكثير من التصريحات الغبية والمتناقضة مع كل ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وخرافها المنقادين ورائها خاصة من الدول الأوروبية التي تصف نفسها بالدول الديمقراطية والتي تسيرها أموال اليهود والحركة الصهيونية العالمية فمن ناحية منعت أمريكا ولعدة مرات اصدار قرار من مجلس الامن لوقف اطلاق النار على قطاع غزة ووقف قتل المواطنين الفلسطينيين من المدنيين والأطفال والنساء الا انها تقدمت بمشروع قرار لفرض هدنة من مجلس الامن بصيغة تفقد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وتفقد المقاومة الفلسطينية كامل أوراق الضغط التي في حوزتها و مؤخراً ودون اية ضمانات، ومن ناحية أخرى اعلن الرئيس بايدن  عن إسقاط إمدادات الإغاثة جواً على سكان غزة، مما تسبب بانقسامات داخلية أمريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فضلاً عن الانتقادات، بما فيها من مؤسسات إغاثة وهيئات دولية واثار جدلاً واسعاً في المحافل الدولية فهي من تمنع عملية إيقاف قتل الشعب الفلسطيني وتقوم بحماية الكيان الصهيوني وقد قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها : انها نفذت مع سلاح الجو الأردني عملية إنزال مساعدات إنسانية على قطاع غزة، موضحة أن الإنزال الجوي للمساعدات جزءٌ من جهد متواصل لإيصال المزيد منها إلى غزة حتى انها في بعض الأحيان تسببت في حوادث أدت الى سقوط المزيد من الضحايا حيث ذكرت تقارير نقلتها وسائل إعلام صهيونية أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا بالقرب من مدينة غزة عندما أصابتهم مساعدات ألقتها طائرات أمريكية بشكل مباشر، بينما أصيب عدد أكبر وقد اشارت مصادر ان الطائرات الأردنية الأربعة التي نفذت عملية الإنزال بالاشتراك مع 5 دول قد تمت دون أي خلل مما يثير الشبهة بشأن تلك المساعدات الامريكية وقد يكون هذا ( الخلل ) هو امر متعمد حيث ان التاريخ الأمريكي الاجرامي حافلا بالخداع وبحسب تاريخهم فقد قاموا وبمساعدة بريطانيا آنذاك باهداء البطانيات المليئة بالجراثيم للهنود الحمر وهم أصحاب ارض أمريكا الأصليين خلال حربهم مع الامريكان المستعمرين ومن اهم الطرق التي استخدموها إهداؤهم بطانيات ملوثة بالجدرى، الذى يتسبب في ندبات مشوهة وعمى وموت وشكل هذا التكتيك شكلاً فجًا من اشكال الحرب البيولوجية وقد تمت الإشارة عن هذا الفعل لأول مرة من قبل مؤرخ القرن التاسع عشر فرانسيس باركمان، وفقا لما ذكره موقع هيستورى وبحسب ما ذكرته ايضاً الباحثة والمؤرخة الأمريكية إليزابيث فين من جامعة كولورادو بولدر رؤيتها حول ما حدث فى مقالها عام 2000 فى مجلة التاريخ الأمريكي فامريكا ان ارادت وقف قتل الشعب الفلسطيني هي الجهة الدولية الوحيدة التي تستطيع ذلك .
 وبالرغم من كشف الأكاذيب الصهيونية الامريكية الا ان الكثير من إدارات هذه الدول تعتمد وتسوق هذه الأكاذيب كحقائق رغم معرفتهم زيفها حتى وان غالبية المواطنين في بلدانهم تعارض حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والرواية الصهيونية وتعبر عن موقفها منها من خلال التظاهرات والاحتجاجات المستمرة الا ان حكوماتهم الا انها لا تأخذ بعين الاعتبار رأي مواطنيها خاصة فيما يتعارض مع مصالح الكيان الصهيوني فهو الشريك الاستراتيجي لها حتى في جرائمه ولهذا تلجأ الى السياسة الامريكية ( الاستهبال ) حتى مع شعوبها .. فهم ممن لا عهد لهم ..