آخر الأخبار

جلالة الملك في معان وحديث من القلب

راصد الإخباري :  



بقلم : سحر هارون النعيمات
 جدد أهالي محافظة معان وباديتها بيعتهم وولاءهم لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم أثناء الزيارة الملكية السامية  لمدينة معان أمس الخميس مثمنين المواقف الملكية المشرفة تجاه قضايا الأمة و القضية الفلسطينية وأبناء غزة، وهم يؤكدون دائما وأبدا على التفافهم خلف القيادة الهاشمية الحكيمة ويستذكرون إنجازاتها الرائدة خلال مسيرة ربع قرن، فقد حظيت الزيارة الملكية بتفاعل كبير عكس التحام القائد مع شعبه الوفي، وكان اللقاء في المحطة الأولى لتأسيس الدولة الأردنية وهو قصر الملك المؤسس الذي كان نواة لتجمع أحرار العرب سيرا نحو إحراز الاستقلال الوطني وبناء الدولة، واستذكر الجميع عهد الآباء والأجداد، وفي كل محطات الزيارة الملكية لمعان؛ ارتسمت مشاعر البهجة وأجواء الفرح على وجوه الأطفال والنساء والشباب مرحبين بقدوم جلالته، هاتفين بطول العمر للقائد وولي عهده الأمين. 
لقد استهل جلالته منذ تسلمه سلطاته الدستورية عام 1999؛ وزيارته الأولى لمعان في ذات العام بهدية ملكية سامية لأبناء معان؛ فكان تأسيس جامعة الحسين أولى الهدايا السنية التي أنعم بها جلالته على معان، مؤكدا حينها على مكانة معان وأهلها في قلوب ووجدان الهاشميين، فمعان هي النقطة الأولى لاستكمال مسيرة الثورة العربية الكبرى، وحجر التأسيس في بناء الدولة الأردنية الحديثة، وكانت رؤية جلالته تتسم بالبعد الاستراتيجي الشمولي لتحقيق نهضة واسعة في محافظة معان، وحققت الجامعة منذ ذلك الوقت نهضة شاملة في جميع المجالات وشكلت نقطة تحول واعدة في العملية التنموية، وقد استذكر جلالته أمس هذه الخطوة وأهميتها في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات المحلية وتطويرها وتحسين نوعية حياة سكانها، وأكد على استمرار مسيرة التحديث والإصلاح والتطوير الشامل ليكون الوطن كله بخير.
الهاشميون هكذا دأبهم، حيثما حلوا يحل الخير والعطاء والنماء، وبفضل السياسة الحكيمة لجلالته ومتابعته الحثيثة لكافة التفاصيل، أمكن تحقيق النجاحات المتتالية، فقد غدت معان واحة استقرار وازدهار ، تضاعف عدد سكانها، وامتد٨ عمرانها، ونشطت تجارتها، وتشكلت فيها المؤسسات الرائدة والمشاريع الكبرى، وجاءت الهدية الثانية بإنشاء منطقة معان التنموية التي ضمت أربعة محاور اقتصادية أسهمت في توفير مئات فرص العمل واستقطاب الاستثمار ورفد الاقتصاد الوطني، وتطوير البنية التحتية، وجاء مشروع المجمع الشمسي الأول ومشاريع الطاقة المتجددة وغيرها كأبرز مشروع وطني حقق الميزات التنافسية على مستوى المنطقة العربية، كما ركز جلالته ومن خلال توجيهاته على النهوض بالقطاع السياحي وتعزيز إمكاناته، ودخلت البترا حيز العالمية، وبمليون سائح سنويا، واستفادت المجتمعات المحلية من واردات السياحة ويظهر ذلك من خلال المؤشرات المتعددة، جميع ذلك تحقق بسبب عمق الرؤية الملكية تجاه العملية التنموية القائمة على مشاركة الجميع وفق أعلى المعايير الدولية، وبفضل حرصه على تحقيق العيش الكريم لأبناء شعبه.
إن النهضة الشاملة التي تحققت في محافظة معان تعكس اهتمام جلالة الملك يعضده سمو ولي العهد؛ وهي نهضة قامت على مبدأ تحقيق العيش الكريم للمواطن الأردني، والحفاظ على موارد البيئة واستثمارها بطريقة مستدامة، وبناء قدرات الكوادر البشرية، وتعزيز البناء الثقافي للمجتمع، ودعم القطاعين الصحي والتعليمي، ففي قطاع الصحة تم إنشاء العشرات من المراكز الصحية الأولية والشاملة في المحافظة وبتغطية كاملة لجميع المناطق، وتم تحديث مستشفى معان ورفع كفاءته إلى جانب إنشاء مستشفى الملكة رانيا في البترا والمستشفى العسكري في معان، وعدد من المراكز الصحية العسكرية في معان وألويتها، وفي القطاع التعليمي تم التوسع في إنشاء المدارس الحديثة التابعة لوزارة التربية وتمكينها من الأدوات والمستلزمات وتوفير البيئات التعليمية ذات المواصفات، ما أسهم في تطوير الحياة العامة لسكان المحافظة، والإنجازات كثيرة يصعب حصرها، لكننا نلمس وبشكل دائم أثرها على نوعية حياة الناس.
لقد عبر جلالته عن اعتزازه وفخره بأبناء معان بشكل خاص وللأردنيين بشكل عام، كما تحدث مع أبنائه بقلب ملؤه الصراحة والثقة، وهو يؤكد على مواقف الأردن الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، والإجراءات التي اتخذها في سبيل إيصال المساعدات إلى أبناء غزة رغم الصعوبات والتحديات، ومساعيه الحثيثة بالتعاون مع الأشقاء العرب لتأمين أكبر قدر من تلك المساعدات بكافة السبل المتاحة.
لقد تزينت معان أمس، لاستقبال القائد الهاشمي، واحتشد أبناؤها لتقديم رسائل الشكر والعرفان، وسط أجواء احتفالية نظمها أبناء العشائر وطلبة المدارس والجامعات وأبناء المجتمعات المحلية من مختلف مناطق المحافظة، معبرين عن ولائهم المطلق للقيادة الهاشمية، وداعمين لمواقفها السياسية المشرفة، ومثمنين اهتمامها الموصول لإنجاز العملية التنموية وتحقيق النهضة الشاملة في معان، فمعان كان ولا زالت ذراعا هاشمية ناجزة، ولاؤها المطلق لله والوطن والملك.