آخر الأخبار

لا عهد لهم .. التقارير الاستخباراتية حول 7/أكتوبر

راصد الإخباري :  


 


عمان –  كتب اشرف محمد حسن 

     تتردد انباء مؤخرا عن تقارير استخباراتية قدمت من الأجهزة الأمنية الصهيونية قبل تنكيسة 7/أكتوبر تم رفعها سابقا لقيادة الجيش تحذر من اماكنية قيام حماس بعملية عسكرية لم نسمع بها سابقا .. حيث نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن ضابط أمن إسرائيلي، اليوم الأربعاء، تصريحات يقول فيها إن الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الصهيوني جمعت أدلة على هجوم واسع النطاق تستعد له حماس منذ عام وأكد المسؤول الأمني أنهم تلقوا معلومات استخباراتية في أغسطس الماضي بشأن هجوم وشيك لحماس، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقد أنه أوقف خطط حماس لكن تبين أن ما حدث كان خداعا وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، إن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي أجروا مشاورات عاجلة في الليلة السابقة ليوم 7 أكتوبر ولم يقم أحد بإبلاغ منظمي مهرجان نوفا أو رواد الحفل وأكدت الصحيفة العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يقم بإخلاء المهرجان الموسيقي في السابع من أكتوبر رغم تحذيرات المخابرات الإسرائيلية بشأن هجوم محتمل لحماس . 

كما ذكر تقرير سابق بثته وسائل اعلام صهيونية ومفاده أن ضابطة نقلت للمسؤولين عنها عن كبار مسؤولي حماس ترديدهم هتافات وصفها التقرير بـ"صيحات المعركة. وأكدت: إنهم يتدربون، بقوات كبيرة، لحدث كبير... هذا تحضير للشيء الحقيقي .  وعمد ضابط برتبة مقدّم في شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيليّ إلى تقليص فريق عناصر المخابرات، المكلَّف بجمع معلومات استخباراتية عن أنشطة لحركة حماس، بما يجعل الفريق لا يعمل ليلا، ولا في عطلات نهاية الأسبوع كذلك، بحسب ما كشفت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة ( كان )، في تقرير أوردته الإثنين وأشار التقرير إلى أن الضابط المذكور، كان قد قال في محاضرة مغلقة قبل نحو عامين، إن "الإنذار في ساحة غزة، لن يأتي من المصادر الكلاسيكيةّ"، مشيرا إلى أن المعلومات الاستخباراتية عمّا تخطِّط له حماس، "ستأتي إما من مصدر خاصّ، أو عبر السايبر، وليس على أساس تنصّت تكتيكيّ ونقلت هيئة البثّ عن مصدر استخباراتيّ، قالت إنه مطّلع على تفاصيل ذلك، أن تواجد فريق استخباراتي كالفريق المذكور في الساعات التي سبقت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لا يمكن بالضرورة أن يعني أنه باستطاعته إطلاق إنذار مسبق بشأن الهجوم المباغت الذي نفّذته حماس، غير أنه أشار إلى أنه سيتمّ فحص ذلك في التحقيقات التي ستُجرى لاحقا وبالرغم من عدم تأكيده أن عمل الفريق الاستخباراتيّ كان سيمنع هجوم حماس بالضرورة، شدّد المصدر ذاته على أنه كان "من الممكن أن يساعد في تقديم صورة آنية للوضع، وسط فوضى الساعات الأولى من الهجوم، مثل الأماكن التي كان يختبئ فيها (مقاتلو) قوات النخبة (لحركة حماس) ، والذين تواجدوا في مستوطنات غلاف غزة خلال الهجوم وذكرت هيئة البثّ أن تقليص عدد الموظفين وساعات العمل، يشير إلى فشل في ترتيب الأولويات داخل جهاز الاستخبارات . 
ووفق تقرير أوردته القناة 12 الصهيونية ، فإن الضابطة قد بعثت في السادس من تموز/ يوليو من العام الجاري، برسالة لقادتها بالبريد الإلكتروني، بعنوان: الموت في الكيبوتس، بأيّ ثمن وبحسب التقرير، فإن الضابطة قد ذكرت في الرسالة نفسها أنه "في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي، كانت هناك دورة تدريبية ’مجنونة’ لسريتين من ’النخبة’، بحضور عدد من كبار مسؤولي حماس كان التدريب، بحسب الرسالة ذاتها، طويلا ومرهقا، وقد استمرّ من ساعات الصباح، حتى الساعة الثامنة والنصف مساء ، وشمل قيادة عناصر القسام لسيارات دفع رباعيّ ودرّاجات ناريّة؛ كما شمل التدرّب على سيناريو إسقاط طائرات صهيونية  مقاتِلة ومسيّرة 
وبحسب الضابطة فإن التدريب الرئيسيّ لعناصر حماس، كان يركّز على "السيطرة على كيبوتس، أطلقوا عليه اسمًا مخترعًا ، وفق التقرير .
ولاحقا، وفي 12 تموز/ يوليو، ولأوّل مرّة، ردّ ضابط استخبارات رفيع في المنطقة على هذه المراسلات المكثفة عبر البريد الإلكتروني، بحسب التقرير الذي أشار إلى أنه بينما أثنى الضابط على الضابطة لعملها، وموافقته على أن "التمرين يبدو مجنونًا"، لكنه كتب. "لكن سيناريو التمرين الموصوف بحسب ما كتبته (الضابطة) في البداية، هو خيالي تماما... ونحن بحاجة إلى أن نرى ما هو واقعي . 
كما كشفت القناة 13 الصهيونية ، أن حارسة أمن في مكتب رئيس حكومة الاحتلال النتن ياهو طلبت من رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي فحص ما إذا كان يحمل جهاز تسجيل، وذلك لدى وصوله للمشاركة في جلسة مجلس الحرب (كابنيت الحرب) التي عُقدت مساء الثلاثاء حيث في طريقه إلى قاعة الجلسة في المجمّع الحكومي في تل ابيب حين فوجئ بقيام إحدى عناصر الأمن من مكتب نتنياهو بطلب تفتيش أغراضه لكي تتأكد من أنه لا يُدخل جهازاً إلكترونياً أو جهاز تسجيل إلى القاعة الامر الذي اثار جدلا واسعا في كافة الأوساط داخل الصهيوني .
اما حول العملية العسكرية في قطاع غزة فكافة التقارير التي ترد تؤكد على تكبد جيش الاحتلال الصهيوني لخسائر فادحة وبشكل يومي ودون انجاز عسكري يمكن ان يقدم على انه نصرا امام المجتمع الصهيوني والدول الغربية بما فيها أمريكا التي والتي هي شريكته في عدوانه على قطاع غزة والضفة الغربية  بكل اشكال الدعم وبكافة أنواع الأسلحة رغم ما يقوم به من عمليات إجرامية ضد النساء والأطفال والمدنيين العزل في قطاع غزة ، امام هذا الواقع لابد من إيجاد مخرج يحفظ للكيان الصهيوني واجهزته الاستخبارية هيبتهم فلعل السيناريو الأنسب بالنسبة للصهاينة إيجاد حامل لمسؤولية الفشل . 
وبنظرة بسيطة في تاريخ الصراع وبالعودة الى نكسة حزيران من عام 1967م  وما نتج عنها ، حيث توقفت الحرب مساء يوم العاشر من يونيو/حزيران، وصدر قرار من مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو/حزيران ينص على إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 يونيو/حزيران وبانتهاء الحرب حققت إسرائيل نصرا كبيرا كانت له نتائج مهمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وخسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل، أما الخسائر البشرية والعسكرية للحرب فغالب بياناتها قد تضاربت لكونها معلومات سرية حيث أعلن الرئيس عبد الناصر في أعقاب هذه الخسارة تنحيه عن السلطة وعلى اثر ذلك استقال المشير عبد الحكيم عامر ووزير الحربية شمس بدران، وخرجت مظاهرات شعبية ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته، فوافق عبد الناصر على ذلك وعاد إلى الحكم .
ولكن .. الوضع العام في الشارع العربي كان في حالة غليان وكان لابد من إيجاد المسؤول عما جرى فتم اعتقال المشير عامر ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته . 
حتى الان القيادة الصهيونية ترفض الاعتراف بفشلها الاستخباراتي والعسكري وشهدنا الكثير من الخلافات بين قيادات مجلس الحرب في الكيان الصهيوني وعمليات القاء اللوم بين هذه القيادات فمن جهة تنتظرها محاكمات بقضايا الفساد الامر الذي يجعلها تحاول إطالة عمر العمليات العسكرية بحثا عن شيء يشبه النصر في محاولات لاسترضاء الشارع الصهيوني وشركاء الكيان من الدول الغربية رغم فداحة الخسائر في صفوف جيش الاحتلال ولعل التركيز في الآونة الأخيرة على التقارير الاستخباراتية وبعد اكثر من شهرين هي محاولات لاعادة بناء الثقة في الأجهزة الاستخباراتية  من قبل المواطنين الصهاينة وقيادات الدول الشريكة في العدوان لان ها الأجهزة هي من سيقود المجتمع الصهيوني خلال الفترة القادمة بالرغم من فشلها السابق لمحاولة ترميم صورة وهيبة الكيان الصهيوني وجيشه وفق ما يخدم الحركة الصهيونية وأهدافها الاستعمارية الامبريالية ولذلك .. احد اهم السيناريوهات المحتملة والاقل كلفة بالنسبة للكيان وشركائه إيجاد شخص لتحميله مسؤولية ذلك الفشل وفق صفقة ما او عملية اغتيال لاحد هؤلاء القادة ليصار بعد ذلك الى تحميله المسؤولية ؟!؟ .