آخر الأخبار

محاسبة العصابة عن جرائمها

راصد الإخباري :  







عمان – كتب : اشرف محمد حسن 
     رغم ما شاهده العالم من اجرام صهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة وارتكابه المجازر بحق الفلسطينيين المدنيين وارتفاع عدد الضحايا المدنيين الى اكثر من أربعة عشر الفا اغلبهم من النساء والأطفال امام العالم والمجتمع الدولي بكافة اطيافه وعلى مدار ثمانية واربعون يوما وفي بعض الأحيان تكون بشكل بث حي ومباشر لاعمال القصف الصهيوامريكي على القطاع الامر الذي كشف بعض الشيء من حقيقة الكيان الصهيوني الاجرامية حيث ان ما القي على قطاع غزة اكثر من ثلاثين الف طن من المتفجرات أي اكثر من قنبلتين ذريتين  حيث قدرت القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس/آب من عام  1945م  قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات ، اكتسبت القضية الفلسطينية بعض التعاطف الشعبي في مختلف دول العالم الا ان الكثير من الأوروبيين والامريكيين لا يزالوا يتعاطفون  مع الكيان الصهيوني ، حيث  أُصيب ثلاثة طلاب جامعيين فلسطينيين بالرصاص في هجوم بولاية فيرمونت الأميركية حيث وقع الحادث مساء السبت في بلدة بيرلينغتون وجميع الضحايا طلاب في جامعة فيرمونت، كانوا عائدين إلى منازلهم من حفلة عندما اقتربت منهم مجموعة من الرجال، وأطلقوا شتائم عنصرية على الطلاب ثم أطلقوا النار عليهم ما أدى إلى إصابة الثلاثة ، وسبق ذلك بحوالي أسبوعين ففي 14 تشرين الأول/أكتوبر، بان قام رجل مسن يبلغ 71 عاما بطعن الطفل وديع الفيوم البالغ ست سنوات وهو أمريكي من اصل فلسطيني طعنا حتى الموت  بالإضافة الى محاولته قتل والدته حنان شاهين (32 عاما)  وإصابتها بجروح خطير  وربطت الشرطة الجريمة بالحرب الدائرة بين الصهاينة وحماس ، 

بدأت يوم الجمعة الماضية هدنة إنسانية مؤقتة في غزة تمت بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر تستمر 4 أيام بين الكيان الصهيوني وحركة (حماس)، يتضمن تبادل الإفراج عن عشرات الأسرى المدنيين وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كافة مناطق القطاع الا ان الاحتلال لم تلتزم بالمعايير التي اتفق عليها لإطلاق الأسرى كما لم تلتزم بالبنود المتعلقة بإدخال الشاحنات إلى قطاع غزة ولا حتى وقف اطلاق النار .
ففي اليوم الأول للهدنة  لم يلتزم الاحتلال بإيصال المساعدات إلى شمال غزة مما هدد الاتفاق برمته كما قام بخرق الاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع بغزة مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين  .
واستمر الاحتلال بخروقاته للهدنة من خلال الاعمال العدائية في مناطق الضفة حيث قام بسلسلة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين وفي اليوم الثالث للهدنة أعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني» استشهاد مزارع برصاص الجيش الاحتلال الصهيوني ، شرق مخيم المغازي، وسط قطاع غزة،  وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، الجمعة والسبت، ما تسبّب باستشهاد شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ، وأيضا أصابة سبعة مواطنين برصاص قناصة الاحتلال يوم الاحد، فيما كانوا يتفقدون منازلهم في محيط مستشفيي «القدس» «والإندونيسي» شمال القطاع ، وفي خروقات إضافية جديدة للهدنة التي في اليوم الثالث أيضا أفادت بعض وسائل الإعلام بسقوط «سبعة شهداء»، في جنين من جهة، والبيرة من جهة أخرى، خلال احدى محاولات اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني  كما يواصل الكيان الصهيوني خروقاته للهدنة من خلال تحليق طائرات مقاتلة ومسيّرة إسرائيلية في وسط القطاع وجنوبه  حيث انه كان من اهم بنود الاتفاق نصت على توقف الطيران المُعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، كما يتوقف عن التحليق لمدة 6 ساعات، يومياً من الساعة الـ10 صباحاً حتى الــ4 مساء، في مدينة غزة والشمال  كما قامت قوات الاحتلال بمنع المواطنين الفلسطينيين من الذهاب الى مناطق شمال القطاع بالإضافة الى انقاص كميات المساعدات الطبية والوقود التي وصلت إلى قطاع غزة، وخاصة مناطق شمال القطاع حيث ان كميات قليلة للغاية وغير كافية نهائيا في ظل الوضع الصحي الكارثي للمستشفيات فهي بحاجة الى اضعاف الكميات الحالية كما ان الاحتلال لم يراعي مسألة الاقدمية في الاسر حسب الهدنة المتفق عليها وكأن الكيان الصهيوني يريد الغاء الهدنة في محاولة لاطالة امد الحرب بهدف الهروب من محاكمات الفساد التي تطارد قادته وما ستكشف عنه الأيام . 
ولاحظ الجميع لدى الافراج عن الاسرى كيف عاملت حركة حماس المحتجزين لديها والتي اشارت في بداية الحرب بانها تريد الافراج عنهم عندما نسمح الظروف الأمنية بذلك حفاظا على حياتهم بالدرجة الأولى بل ان بعض اسر المفرج عنهم قاموا برفع الاعلام الفلسطينية نتيجة ما وجدوا من حسن المعاملة لدى كتائب عز الدين القسام في حين رأينا الطرف الاخر عندما افرج عن الاسرى الفلسطينيين وسوء تعاملهم مع الاسرى حتى ان بعض الاسرى قضوا نتيجة التعذيب والعنف الجسدي الذي مورس بحقهم وشهادة الاسرى المحررين عن ظروف الاسرى في المعتقلات والسجون لدى الكيان الصهيوني الذي يتصرف كعصابة إجرامية خارجة عن كل القوانين والأنظمة الدولية والإنسانية واتفاقية جنيف بشأن معاملة اسرى الحرب . 
بما ان العالم باسره قد شاهد هذه المفارقات بعينه بسبب عدم استطاعت جهة معينة السيطرة على كافة وسائل الاعلام كما كان يحدث في السابق رغم الكثير من المحاولات الا ان حجم الدمار في قطاع غزة المحاصر من عشرين عاما والذي بات واضحا فيه أيضا حجم الاجرام الصهيوني المرتكب بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر على مدار اكثر من ثمانين عاما ، دون ان يدفع ثمن مجازره السابقة منذ تأسيسه وحتى اليوم ولذلك يجب معاملة هذا الكيان كعصابة إجرامية لا كدولة ومحاسبته وبشكل سريع وصارم كي يكون عبرة ولا تصبح الابادات الجماعية بحق الشعوب والمواطنين المدنيين نهجا معتمدا في الحروب والنزاعات في المستقبل .