استذكر مسؤولون وتربويون ومثقفون وزير التربية والتعليم الأسبق ذوقان الهندواي في ندوة فكرية ضمن سلسلة رجالات وطن ينظمها المركز الثقافي الملكي، واحتفوا بإشهار كتاب "الأستاذ.. ذوقان الهنداوي" لمؤلفه الزميل الدكتور حسين العموش، مساء اليوم الثلاثاء في قاعة المؤتمرات بالمركز في عمان.
وقال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز في الندوة التي أدارتها الاعلامية أسيل الخريشا، "ونحن نلتقي اليوم، في هذه الندوة الفكرية الحوارية، للحديث حول المرحوم ذوقان الهنداوي، هذه القامة العلمية والتربوية والوطنية، ويتخللها توقيع كتاب " ذوقان الهنداوي تربويا ومعلما" فأننا بهذه المناسبة، نستذكر قامة وطنية كبيرة من قامات الوطن، وشخصية اردنية تركت بصماتها في مسيرة بناء بلدنا، وارثا كبيرا للأجيال بمختلف مجالات حياتنا، السياسية والاجتماعية والتعليمية والتربوية".
وأضاف الفايز "نتحدث عن شخصية فذة، يضيق الحديث حول مناقبها الحميدة ومسيرتها الخيرة، في بناء الوطن والدفاع عنه، فالمرحوم من ابرز رجالات الاردن، الذين طبعوا بصمات انتمائهم سجلات تاريخ الدولة الاردنية".
ونوه بأن الراحل الهنداوي عشق الوطن، وعاش أصيل الولاء والانتماء مدافعا عن ثرى الأردن، ساعيا لخدمته في مختلف الميادين والمجالات، وحمل رسالة الوطن، بكل اقتدار واخلاص، فكان من اصحاب المواقف الثابتة، والمنتمية للوطن وللعرش الهاشمي، وترك الاثر الطيب والسيرة العطرة في كل موقع عمل به، او تسلم قيادته.
واستعرض مسيرة الهنداوي الحافلة بالعطاء، والمبادئ الوطنية والقومية، والمواقف الانسانية، منوها بأنه نذر حياته للعمل من اجل وطنه. وعبر العين الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي في كلمة له عن شكره للمشاركين والحضور لإحياء إرث تربوي وعام لرجل افنى حياته خدمة وطنه بكل نزاهة وامانة واستقامة واخلاص وعلى مر سنين طويلة.
وعرض في الندوة التي حضرها عدد من رجالات الدولة، لمسيرة والده الراحل منذ نشأته في بلدة النعيمة والتحاقه بالدراسة الثانوية في القدس والجامعية في القاهرة وبداياته الأولى في العمل.
واعتبرت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في كلمتها أن الراحل ذوقان الهنداوي يمثل نموذجا متميزا، لافتة إلى أننا في الاردن محاطون بنماذج انسانية ومستنيرة كثيرة، وقامات تربوية لا يمكن لنا الا ان نبني على إنجازاتها. وقالت "نحن نجتمع اليوم في هذا الصرح الثقافي المتميز، في عمان التاريخ والحضارة، والأردن يحتفل بمئوية تأسيس الدولة على أركان راسخة من التطور في مختلف المجالات، ويتطلع بأمل وثقة إلى المزيد من التقدم والازدهار".
وقال الوزير السابق محمد داوودية "الذين عرفوا "الأستاذ" ذوقان الهنداوي، ينصفونه ويحفظون من سيرته، أنّه كان مثالا في الخلق والعطاء والنظافة بكل تفاصيلها، وإحدى العلامات الدالة على الثقة به، والاطمئنان إلى مناقبه وقدراته، أنّ أول منصب وزاري تسلّمه، كان حين اختاره وصفي التل، وزيرا للإعلام عام 1965. واستعرض مناقب الراحل منوها بأنه كان نموذجا وقدوة للمسؤول والقائد، الذي يترك أثرأ وبصمات في حياة أجيال الأردن، تظل علامة بارزة دالة عليه، لافتا إلى انه اشتهر بكونه وزير التربية والتعليم، أكثر مما أشتهر نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للإعلام، والمالية، والشؤون الاجتماعية، والعمل، والدولة لشؤون مجلس الوزراء، وأنه كان "مهندس الثورة التعليمية" التي شهدها الأردن، من منتصف ستينيات القرن الماضي، وطيلة 30 عاما.
وقال الوزير الاسبق حمدي الطباع إن الكتاب غني وثري جداً بالمعلومات التي استعرضت البعد التاريخي لتطور المسيرة التعليمية في الأردن، وكذلك مقتطفات لكلمات الهنداوي حول التعليم وأهميته.
وأشار إلى أن الكتاب تناول الإنجازات التي تحققت للمؤسسة التربوية منذ تولي الهنداوي لإدارتها وقيادتها، كما قدم الكتاب تصوراً للسياسات التربوية خلال أربعة عقود من تاريخ المؤسسة التربوية الى الآن.
بدوره، قال الدكتور العموش إن الكتاب قصة بحث علمي لرسالة ماجستير في جامعة عمان العربية، طورتها وجعلت منها كتابا لعل يقرأه الابناء والاحفاد، ليعرفوا ان سر حب الاردني للمسؤول ينبع من قاعدة واحدة، واضحة المعالم والدلالات؛ الحب الايمان، حب الوطن مرتبط بالإيمان به، لافتا إلى أن اللقب الاكثر الذي يحبه ذوقان الهنداوي كان "الاستاذ"، منوها بمناقب الراحل الهنداوي على امتداد مسيرته الشخصية والتربوية وفي موقع المسؤولية. وكان مدير المركز الدكتور سالم الدهام، قال في كلمة استهل بها الندوة إن هذا المركز الذي اخذ على عاتقه منذ تأسيسه أن يكون حاضنة للفعل الثقافي المستنير وفضاء رحبا يلتقي فيه الجميع تحت المظلة الهاشمية مؤمنين بالأردن وطنا يتسع لجميع القاطنين على ارضه من مواطنين وضيوف ومستجيرين.(بترا)