آخر الأخبار

انطلاق فعاليات ندوة هبة القدس دروس واستخلاصات (صور)

راصد الإخباري :  
 



في مستهل الجلسة الأولى قال الباحث الدكتور سمير قطامي الذي ترأس الجلسة في كلمة له، لقد اثبتت معركة سيف القدس في شهر أيار من هذا العام وانتفاضة الشعب الفلسطيني في اراضي 1967 و1948 المواكب لها أن الشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمته وهذا ما دفع بعدد من المؤرخين اليهود الموضوعيين إلى التنبؤ بأن دولة إسرائيل الحالية لن تبلغ المئة عام وان انهيارها وشيك.
وفي ورقته بعنوان " قراءة في تطورات المشهد المقدسي" لفت الباحث نواف الزرو، إلى أنه من ابرز نتائج وتداعيات الهبة- الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي انها أحيت القضية الفلسطينية واعادتها إلى قمة الاجندات السياسية والاعلامية والشعبية العربية والدولة.
وقال إن الصراع على القدس والمقدسات واضح تمام.. إنه صراع على الرواية والهوية والسيرة والمستقبل في ظل مواجهات ملاحقة من الهجمات الاحتلالية التهويدية التزيفية التي تهدف إلى تغيير معالم القدس التاريخية والحضارية والدينية والتراثية وغيرها. والقى الدكتور قطامي ورقة المؤرخ الفلسطيني الدكتور جوني منصور، الذي تعذر حضوره والتي حملت عنوان "هبة القدس والاقصى نقطة تحول في مشهد الصراع مع المشروع الصهيوني"، قال" إن هبة أيار او هبة القدس والاقصى كما تعرف بلسان الشعب الفلسطيني لم تكن المرة الأولى التي تحصل فيها سلسلة من المواجهات بين المشروع الصهيوني ممثلا بإسرائيل واحتلالها لمناطق فلسطينية بل هي تأتي ضمن سلسلة من ردود الفعل الفلسطينية تجاه هذا المشروع واداته الاحتلالية. ولفت إلى أن أزمة إسرائيل مع فلسطيني الداخل متمركز في بقائهم على أرضهم عام 1948 بعد ترحيل وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، وأن هذه الأزمة متلازمة ومترافقة لكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. وأكد تمسك فلسطيني عام 1948 في الداخل بفلسطينيتهم وتعميق روابطهم مع شعبهم الواقع تحت احتلال مباشر وغاشم وظالم، مبينا أن هذا التماس والتفاعل الفلسطيني بين الداخل في إسرائيل وبين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو تأكيد على أن تداعيات النكبة والنكسة موجودة وتفاعل وتحرك الفلسطينيين إلى العمل لمواجهتها. وقالت الباحث والكاتبة الصحفية لميس اندوني في ورقة بعنوان "انتفاضة القدس ووسائل الاتصال الجماهيري الجديدة ودور الإعلام"، إن وسائل الاتصال الجماهيري تركت أثرها على الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالنضال اليومي الفلسطيني. وحول استخدام الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لوسائل التواصل الجماهيري بينت انه تم تصوير كل مرحلة مواجهة صغيرة او كبيرة تجسد تحديا للجندي الاسرائيلي وشاهدها كل العالم ومثيل ذلك المواجهات التي حدثت في حي الشيخ جراح بحيث أن وسائل الإعلام الغربية لم تستطع تجاهلها خصوصا بما اتسمت به من بلاغة في قصص تلك المواجهات. ولفتت إلى أن هذه الوسائل أظهرت مواهب لدى الفلسطينيين في تقديم قصصهم اليومية في ظل الاحتلال بصورة بليغة ومؤثرة بحيث أن كل وسائل الإعلام في العالم تأثرت بما قدمه ويقدمه المواطن الصحفي الفلسطيني من مادة مسلحة بالمعلومات والتفاصيل الدقيقة ما أحدث تغيرات لدى الرأي العام العالمي، وخصوصا الغربي فيما يتعلق بمن يروي القصة والتي كانت محصورة فقط بالرواية الإسرائيلية.

ولفت الباحث الفلسطيني عصام مخول في مشاركته عبر تطبيق "زووم" من مدينة حيفا، بورقة حملت عنوان "دور فلسطينيي 48"؛ الى ان هذه المرحلة هي مرحلة لتصفية القضية الفلسطينية وتمر من خلال القدس.
وقال، هناك تركيز منذ 2017 لحسم المعركة على القدس من اجل حسم المعركة على فلسطين، مشيرا الى العديد من الاحداث في السنوات الاخيرة والتي تصب في هذا السياق منها قرار الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب نقل سفارة بلاده الى القدس، وقانون القومية الذي اقره الكنيسيت الاسرائيلي وهرولة البعض نحو التطبيع وغيرها.
وعن دور فلسطينيي 1948 اكد انه لا توجد قوة عسكرية او دبلوماسية يمكن ان تعطي قوة مثل وزن الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية ووحدة الجماهير بثقلها الشعبي، فهي التي تربك الاحتلال وتحيد اسلحته المختلفة وتجبره على التراجع عن سياساته الاحتلالية، مشيرا الى ان هبة أيار (انتفاضة القدس والاقصى) وما حدث في حي الشيخ جراح خلال هذا العام نموذج على ذلك.
وأشار مخول الى الوثيقة التي اقرها مؤتمر سابق عقده فلسطينيو 1948 ونظمه إميل توما والتي اكدت أن فلسطينيي الداخل (1948) هم اهل الوطن الفلسطيني والسكان الاصليون وان الباقي حددت مواطنتهم في اسرائيل القوانين الاسرائيلية، وانهم جزء من الشعب الفلسطيني ونضالاته كما انهم جزء من الامة العربية.
وقال، إن اللحظة الحاسمة لفلسطينيي 1948 كانت في 29 تشرين الاول 1957 في الذكرى السنوية الاولى لمذبحة كفر قاسم والتي قاموا فيها بالاضراب الشامل والصدام الجماهيري مع القوات الاسرائيلية، ومنذ تلك اللحظة التاريخية حسم فلسطينيو 1948 امرهم بالاستمرار في النضال من الداخل والمحافظة على وجودهم في اراضي فلسطين، لافتا الى أن هناك مخطوطات اسرائيلية جاهزة تستهدف القدس اعدتها مراكز الدراسات الاسرائيلية الرئيسة.
وفي الجلسة الثانية والختامية التي ترأسها احمد العرموطي، تحدث الباحث إبراهيم المصري في ورقته التي حملت عنوان "الرابط بين غزة والقدس" قائلا، إن العلاقة بين القدس وقطاع غزة متجذرة عبر الزمان وعبر المكان، مشيرا الى ان المسافة بينهما لا تتجاوز 86 كيلومترا وتجمعهما آمال واحدة واهداف مشتركة، فهما مرتبطان بأصل واحد ولا ينفصلان رغم ما يحاك لهما ورغم كل المؤامرات التي مرت بها بلاد الشام وفلسطين من غزوات وحروب.
وأشار الى ثلاث علاقات ارتباطية بين القدس وغزة هي؛ العلاقة الروحية والدينية، والوطنية، والعلاقة الانسانية، مستعرضا تلك العلاقات بمختلف تفاصيلها وسياقاتها.
كما تحدث في الجلسة كل من الباحث احمد سعيد نوفل في ورقة حملت عنوان "الدور العربي والاممي فيما جرى في القدس"، والباحث عزام ابو السعود في ورقة بعنوان "هبة القدس .. دروس واستخلاصات"، والباحثة منى الكرد بورقة حملت عنوان "دور جيل القدس الجديد.(بترا)