سطرت الشاعرة ريما البرغوثي ورقة عمل عن المرأة، في الندوة الثالثة عشرة(١٣) التي تحمل العنوان المرأة في ظلال القوافي..
وكتبت تقصيا في ورقتها للمراة في العصور القديمة والحديثة حتى ذكرها لنفسها في قصائدها، وتاليا النص
معالي الدكتور الفاضل فيصل الرفوع مشرف عام ملتقى السلع المحترم
سعادة الإعلامي المتميز الأستاذ الفاضل غازي العمريين قائد الملتقى المحترم
الزميلات والزملاء من رفاق الحرف وسدنة الكلمة أعضاء الملتقى الكرام ... كلا باسمه وصفته ولقبه
السلام عليكم جميعا ورحمة الله
وبركاته
ظللتني السعادة ورافقتني البسمة وغمرني الحبور وأنا أقف على أعتاب موضوع له في الأدب المكانة المرموقة والمنزلة الرفيعة التي لا يختلف فيها اثنان
إنه موضوع
*** المرأة في ظل القوافي ***
وهو موضوع لا شك قريب من نفس أي امرأة حين تجد أنها محور هام تدور حوله الحروف والقوافي منذ خط الإنسان الأول في كهوفه عبارات تبين قيمتها واهتمام المجتمع بها بشكل عام والنصف الآخر منها (الرجل)بشكل خاص حتى مرت العصور وصارت لغة الإنسان مفهومة لها حروف ُتنطق وتعابير ُتطلق كاشفة عما يدور في الخلَد وما يستقر في الوجدان وبكل ما أوتي من وسائل لترجمة هذه التعابير المملوءة بمشاعر متباينة بين حب وشوق وإعجاب وعلى اختلاف درجة العلاقة التي تربط الرجل بها بين أم وأخت وزوجة وحبيبة وإن كانت الأم والحبيبة قد حظيتا بنصيب الأسد في هذا المضمار والحبيبة الأكثر على الإطلاق
وعلى مدى العصور وجدنا أن الشعراء تغنوا بالمرأة وصفا وخطابا واتجه هذا الوصف والخطاب في مسارين :
** الوصف الحسي وهو الذي يهتم بجمال المرأة الخارجي حيث يصف جمال العينين والقامة والشَّعر وما شابه
واتفق على تسميته بالغزل الصريح
**الوصف المعنوي وهو ما تغنى فيه الشعراء بجمال نفس المرأة وروحها وطيب أخلاقها وذوب قلبه بها وإن وردت فيه بعض الصفات الجسدية كالعينين والقامة وغيرها ولكنه لم يكن المحور المهم عند الشاعر لأنه إنما يصف عذابه في حبها وشوقه لها وحرمانه منها
ونحن الآن أمام عصور متعددة مرت بها القصيدة العربية وتجارب مختلفة في ظل عادات وتقاليد وأعراف وعقائد وأديان متباينة
فنجد الشعراء في العصر الجاهلي يتغنون بجمال المرأة وقد أتيتكم بجزء من دراسة للدكتور فالح الكيلاني تحت عنوان
مواطن جمال المرأة في الشعر الجاهلي حيث يقول :
(إن الجوانب الخلُقیة والجمال النفسي للمرأة، لا یقل أثراً في نفس الرجل، عن جمال الجسد، بل لعلّه أعمق منه وأقوی اجتذاباً فالمرأة العفیفة والمتمنعة هي اسمى وأکثر تفضیلاً في نظر الرجل، وأن القلب عادة یعاف المرأة المبتذلة، فالمرأة المصونة تحمي نفسها وذویها من العار ومن أعين الرقباء..
اقتصرت أغلب القصائد الغزلية في الشعرالجاهلي على وصف الجمال الخارجي للمرأة كجمال الوجه والجسم والمظهر الخارجي وكان الشعراء يتفننون بوصف هذا الجمال , لكنهم قلما تطرقوا إلى وصف ما ترك هذا الجمال من اثر في عواطفهم ونفوسهم .فقد أحب العرب في المرأة بعض الصفات التي توجد فيها من خلال ما ذكر في قصائد الغزل في الشعر الجاهلي .ونمثل على بعض هذه الصفات مما قاله الشاعر النابغة الذبياني :
بَیِضاءُ کالشّمْسِ وافَتْ یَومَ أسْعَدها
لَمْ تُؤذِ أهلاً ولم تُفحش علی جار
أَلَمْحَةٌ مِنْ سَنا بَرْقٍ رَأی بَصَري
أمْ وَجْهُ نعمٍ بَدا لِي، أمْ سَنَا ناَرِ؟
بَلْ وَجهُ نُعمٍ بَدا، وَالَّلیْلُ مُعْتَکرٌ
فَلاحَ مِنْ بَیْنِ أَثْوابٍ وَأَسْتارِ )
فقد جمع بين وصف الخلق الرفيع والجمال المعنوي من جهة والجمال الحسي في جمال الوجه من جهة أخرى
وقال عنترة متغنيا بجمال مشيتها:
تَمْشي وَتَرْفُلُ في الثِّيابِ كأنَّها
غُصْنٌ تَرَنَّحَ في نقــــــا رَجْراجِ
وقال امرؤ القيس متغنيا بجمال الثغر والأسنان :
بثغر كمثل الاقحوان منورّ
نقي الثنايا أشنب غير أثعل
وبالانتقال إلى العصر الإسلامي فلا شك أن الأعمال الأدبية تعد انعكاسًا حقيقيًا للقيم والمبادئ التي تؤمن بها المجتمعات، ومن التاريخ الأدبي للشعر الإسلامي يمكن التعرف على صورة المرأة ومكانتها في هذا العصر الذي غير من صورتها العامة وأضاف إليها تصوراته المحافظة، وابتعد عن المبالغة ووازن بين العقل والعاطفة في غالبية منتجاته الشعرية احترامًا لتعليمات الشريعة الإسلامية وتماشيًا مع دور المرأة في المجتمع الإسلامي.
وبحسب كتاب "الإسلام والشعر" للباحث العراقي سامي مكي العاني، فإن أبرز الأغراض الشعرية التي ابتعد عنها الشعراء المسلمون في كتاباتهم هي الغزل المتهتك والخمريات والهجاء الفاحش، وعند الحديث عن المرأة التزم الشعراء بـ"الشعر العذري" الذي هذب مشاعر أتباعه وصقل أحاسيسهم ونزه ألسنتهم عن فحش القول، حيث ظهر هذا النوع من الشعر في العصر الأموي في بلاد الحجاز ونجد التي تفنن شعراؤها في التعبير عن تجاربهم العاطفية في إطار الألفاظ والخيالات المحافظة على عباءة العفة والبراءة
ومن ذلك ما جاء في موضوع :
الشكوى من حب المرأة إلى الله
إذ نجد التعاليم الإسلامية هذبت ألفاظ الشعراء مما أوجد الالتزام بهذه التعاليم في الألفاظ والأوصاف، لذلك ظهرت الروح الدينية في معظم كتاباتهم وهذه بعض الأمثلة التي تجلت فيها المرأة على صورة الحبيبة.
كتب قيس بن ذريح قصيدة يشكو فيها إلى الله فراقه حبيبته وهجرانها له، ويدعوها فيها إلى تقوى الله في معاملته كما في قوله:
إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها ...
ولا بد من شكوى حبيب يروع
ألا تتقين الله فيمن قتلته؟ ...
فأمسى إليكم خاشعًا يتضرع
فيارب حببني إليها وأعطني ال ...
مودة منها، أنت تعطي وتمنع
وفي غزل ابن الطثرية، حيث يقول:
وإني لداعي الله في ساعة الضحى ... عليك وداع جنح كل أصيل
ومحتضن ركن اليماني ومشتك ...
إلى الجانب الغربي صعد عويلي
واتضح في الأبيات تأثر الشعراء بشعائر الإسلام وشروطها وخوفهم من العقاب الديني وحرصهم على احترام الحدود الشرعية، من خلال استخدامهم لكلمات الصلاة والجنة والنار وتكرارها في أشعارهم، مثل قول جميل بثينة :
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها ...
لي الويل مما يكتب الملكان
كما جاءت المرأة في صورة المخاطبة المعاتَبة على عدم اكتراثها بما يعانيه الحبيب بسبب فراقها وتصوير دفاعها عن نفسها كما جاء في أبيات (قيس بن الملوح ) مجنون ليلى حين قال :
ولما تلاقينا على سفح رامة
وجدتُ بنان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا؟
فقالت معاذ الله ذلك جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً
بكيت دماً حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصار خضاباً بالأكف كما ترى
ورغم تعفف الشعراء بعد الإسلام إلا أننا نجد للغزل الصريح مكانا عند بعض الشعراء ونخص بالقول عمر بن أبي ربيعة الذي سجن بسبب غزله الفاحش زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز
وحتما لا نستطيع فصل الشعر في العصر الأندلسي عن الشعر الإسلامي فقد أخذ المنحى نفسه مع إضافة الحديث عن القيان والمغنيات وبالطبع اختلفت نظرة الشاعر للمرأة بحكم طبقتها فقد تكون جارية أو سيدة مجتمع أو أميرة وأكثر الأمثلة تداولا قصة ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي التي أحبها بجنون فهجرته بسبب غيرة نسائية وكتب لها الكثير أشهره قصيدته النونية في العتاب والاسترحام التي مطلعها :
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ومنها :
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا
بأن نغص فقال الدهر آمينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إذ طالما غير النأي المحبينا
حالت بفقدكم أيامنا فغدت
سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
ونرى بوضوح ونلمس بشكل بيّن أن القصيدة تعبر عن عاطفة صادقة توحي بحجم الألم الذي يقاسيه الشاعر في غياب الحبيبة وتنكرها لحبه
وأما صورة المراة في شعر العصر الحديث
ومع بداية الخمسينات من القرن الماضي بدأتْ حركة التحرر العربية تـشق طريقها بخطواتٍ متسارعة محققةً الانتصار تلو الآخر ، ترافق ذلك مع تغيرات كبيرة في مجمل الوعي العام العربي و الإيديولوجيات السائدة تمثلتْ في الدرجة الأولى بوعي ضرورة التغيير الاجتماعي و
بدأتْ المرأة في هذه المرحلة الشعرية تدخل بحلّة جديدة مختلفة عن الصورة التقليدية التي أخذتها في الشعر العربي ، كان العنوان العريض لهذه الصورة :
(( حرية المرأة ))
فهل كان المضمون مماثلاً للعنوان ؟!
لعلّ الشاعر نزار قباني يمثِّـل أول من كسر الطوق المفروض على المرأة و حالة الحصار المجتمعي على رغبات الإنسان العربي و مشاعره من خلال ديوانه قالت لي السمراء ، هذا الديوان كان الخطوة الأولى في مشوار قباني الطويل في دروب المرأة ، قدّم الشاعر في قصائده إدانة لذكورية المجتمع العربي و دفاعاً عن حق المرأة في التعبير عن مشاعرها و حاجاتها ، لكنّ الإشكالية تكمن في أن نزاراً كان يدعو لهدم الحواجز في العلاقة بين المرأة و الرجل ، أما التأسيس لعلاقة متكافئة صحية بين الرجل و المرأة فقد كان غائباً عن شعره
ومفتقدا في مجمل طرحه الشعري
و لا يغيب عن بالنا أن نقف قليلاً مع شعر الأرض المحتلة الذي بدأ يحتل موقعاً مهماً في الخارطة الشعرية العربية من حيث تجديده شكلاً و مضموناً للشعر العربي و لعل ذلك يعود إلى موقع المقاومة كرافعة للوضع السياسي العربي المتردّي .
تقتصر صورة المرأة في قصائد شعراء المقاومة على صورة أم الشهيد أو أخت الشهيد أو في الصورة المثالية التي استخدمها شعراء المقاومة كثيراً و هي صورة المرأة / الوطن ، و على الرغم مما حفِلتْ به هذه الاستخدامات من جماليات لا متـناهية لكن أخذ على
شعراء المقاومة عزوفهم عن تـناول المرأة كمرأة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر ككائن له مقوماته الإنسانية و خصوصيته الأنثوية ، و كأن ردّ الاعتبار إلى المرأة و منحها موقعها الصحيح يتطلّب الانتظار ريثما تُحرَّر الأرض المحتلة
كما نرى في قصيدة سميح القاسم (ليلى العدنية)
يقول فيها :
شاءها الله .. فكانتْ .. كبلادي العربيه !
شعرها ليلة صيفٍ بين كثبان تُهامهْ
مقلتاها ... من مُهاةٍ يمنيه
فمها ... من رطب الواحة في البيد العصيّه
عنقها زوبعة بين رمالي الذهبيه
صدرها نجد السلامه
يحمل البشرى إلى نوحٍ ،
فعودي يا حمامه !
و لدى خاصرتيها بعض شطآني القصيه
شاءها الله فكانت كبلادي العربية !
نكهة الغوطة و الموصل فيها .
و من الأوراس .. عنف و وسامهْ
و أبوها شاءها أحلى صبيهْ
شاءها اسماً و شكلا
فدعاها الوالد المُعجَبُ ليلى
و إليكم أيها الإخوان ... ليلى العدنيه ! ))
و على الرغم مما ذكرناه آنفاً فلا يفوتـنا أن نشير إلى شاعرنا الكبير محمود درويش الذي استطاع أن يفلت – ربما لعوامل ذاتية تعود لطبيعة الأحداث التي تعرض لها و مشاهداته الكثيرة و زخم تجربته الحياتية – من إسار الهدف النضالي بمعناه المفروض فرضاً على القصيدة و بمعناه الإيديولوجي لتصبح قصيدته قصيدة الإنسان بالدرجة الأولى ، و لنجد أن صورة المرأة تطورتْ تدريجياً لدى درويش منذ بداياته التي كان تناوله فيها للمرأة لا يختلف كثيراً مع النمط السائد ، ثم بدأ هذا التناول يظهر بشكل متميز تدريجياً لا سيما من خلال ريتا التي كانتْ أشبه بلعنة ملازمة للشاعر ، صحيح أن هناك تداخلات سياسية عديدة في رسمه لريتا لكنها تأتي في سياق العلاقة المنطقي و محيطها الاجتماعي و شروطها ، حتى وصل الشاعر أخيراً إلى تقديم ديوان كامل عن علاقته بالجنس الآخر من خلال عمله الشعري (( سرير الغريبة )) الذي هو محاولة لاكتـشاف عوالم المرأة و أسرارها كمرآة لذاته كرجل ، و محاولة لاختراق المساحة الفاصلة بينه و بين نصفه الآخر :
في قصيدة شتاء ريتا
(( ريتا تحتسي شاي الصباحٍ
و تقشّر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ،
و تقول لي :
لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبولُ
و الحرب ليستْ مهنتي . و أنا أنا . هل أنتَ أنتَ ؟
أنا هوَ،
هو من رآك غزالةً ترمي لآلئها عليه
أتأخذني معكْ ؟
فأكون خاتم قلبك الحافي ، أتأخذني معكْ
فأكون ثوبك في بلادٍ أنجبتكَ ... لتصرعكْ
و أكون تابوتاً من النعناع يحملُ مصرعكْ
و تكون لي حياً و ميتاً ،
ضاع يا ريتا الدليلُ
و الحبُّ مثل الموت وعْدٌ لا يُردُّ ... و لا يزولُ ))
وهو كآلاف الأسرى والمبعدين يشتاق لأمه خبزها وقهوتها ولمستها ويخاف من دموعها إذا مات حيث يقول :
أحن
إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يومي
وأعشق عمري لأني
إذا مت أخجل
من دمع أمي
وكانت المرأة هي الأخت وشقيقة النضال ورفيقة الحرف عند محمود درويش ونرى هذا في أبيات وجهها لفدوى طوقان يقول فيها :
لم نكن قبل حزيران
كأفراخ الحمام
ولذا لم يتفتت حبنا
بين السلاسل
نحن يا أختاه
من عشرين عاما
نحن لا نكتب أشعارا
ولكنا نقاتل
و تحوّلتْ المرأة لدى الكثير من المثـقفين والشعراء إلى شيء من أشيائهم يحملونه من مكان إلى آخر كما يحملون أمتعتهم ، فالمرأة ترد لدى مظفر النواب في الغالب كلحظة تسلية تـنسيه متاعب طريق النضال الوعر إلى جانب السيكارة، والأرض، والوطن، والرحيل ...
و كثيراً ما كان مظفر يقدم من خلال صورة المرأة المومس صورة مصغرة للمجتمع ( مثل قصيدة في الحانة القديمة )
وهناك صورة للمرأة في شعر المرأة نفسها وقد كتبت في هذا المجال قصائد عديدة كان أشهرها قصيدة
امرأة في قصيدة
مطلعها :
تهتزُّ أرضي في العلا فخرا
حسبي أطرّزُ للدّجى فجرا
ومنها :
فأنا المُحال إذا اشتكى حلمي
قيدًا أجيدُ لقيديَ الكسرا
لا أرتضي الإذلالَ يجلدُني
كلا ولا أتقبّلُ القهرا
وإذا سقاني البغضُ كأسَ جوًى
جرّعتُهُ من كأسيَ المُرّا
إنّي الحياةُ وللحياةِ أنا
كنزٌ تراءى للورى ذُخْرا
إن ضاقت الدنيا أنا فرجٌ
فالعسرُ يغدو في يدي يُسرا
وأخرى بعنوان(كل لا نصف)
من أبياتها :
لا لستِ نصفَ القومِ أنت جميعُهم
فبغيرِ فجرِكِ لا يطيبُ المشرقُ
رفقًا بها قارورةً رقراقةً
فبها رسولُ الحقِّ قالَ ترفّقوا
المؤنساتُ الغالياتُ شعارُها
من لا يرقُّ لها فجلفٌ أحمقُ
لا تخدشوا تلك القواريرَ التي
تشدو الحياةُ بلحنهنَّ وتورقُ
الأمُّ والأختُ الحنونُ فلُذْ بها
تلقَ اللطافةَ والرهافةَ تنطقُ
و على كلٍّ يبدو أن الحداثة الشعرية التي عمّتْ الشكل الشعري في تقديمها للمرأة لم تستطع سوى تلميع صورة المرأة و إعادة تقديمها بصيغ جديدة
وتظل النكهة التقليدية للمرأة في الشعر لها جمالياتها ومذاقها الذي لا يضاهيه مذاق
وبعد قراءة النص كتبت الاديبة المغربية امينة الجمجومي، "ما اروع ما كتبت، وانت تختالين في رياض الزمن، تراقبين المراة في ظلال القوافي"
وتتعقبين لفتات الشعراء. حين شدتهم المراة، ولا تزال، كرقم صعب في حياة البشرية، لا يتجاوزها الا الاعمى
فالشاعر كما قالت، قال اصلي، فابكي
في الصلاة لذكرها
لي الويل مما
يكتب الملكان،
هي فعلا دراسة في العمق، من شاعرة تملكت الرؤى ونواصي القوافي. فابدعت اذ قدمت بحثا يليق بدارسي العلاقة بين الشعر والنراة
سلم الله الايادي
وسلم الفكر الحصيف
وهي ورقة شاملة ومتدرجة، في ظن الاديب د. احمد الحليسي، ولغة متميزة من اديبة شاعرة ومتميزة، أحسنت بهذه الإحاطة الشاملة، حفظك الله ورعاك،
وقالت د. فيفيان شويري. المؤرخة. والباحثة في الجامعة اللبنانية، "والحسن يظهر حسنه الحسن" ...
وأضافت، احسنت ايتها الريم الفياضة، وما سيلان قلمك وانسيابه رغم تعرجات التاريخ ومطباته بحثا عن المرأة في ظل قوافي الشعراء العرب، منذ قيل الشعر العربي الى اليوم، الا خلجات روح الشاعرة المتدفقة مع كل كلمة بيانية تقرأها وكل بيت شعر بديع تستثيغه، فتتحفنا بسعة اطلاعها وثقافتها الادبية الرحبة، ما يجعل من ورقتها مرجعا لكل باحث ومهتم بتقفي اثر اجمل ما قيل في المرأة وأرق وأرقى ما غناه الشعراء في جميع صفاتها ، وانبل ما ابرزوا من حسنها وجمالها وقيمتها ، لتبقى مربعة على عرش البوح ابدا.
كل الشكر والتقدير لك، شاعرتنا الكبيرة، السيدة ريما البرغوتي وقد ابدعت نثرا، كابداعاتك شعرا.
وللاديب محمد التميمي ما يقول اذ رأى بعد اطلاعه على الورقة في ظلال القوافي ... انها جاءت شاملة تحوي تحليلا كاملا لواقع المرأة والافتتان بها قديما وحديثا ...
وعدها الشاعر ايمن الرواشده ورقة بحثية متراكبة المعاني مترابطة الصور ..يجمع بين حروفها أُلفةٌ شذية .. ويؤلّف بين كلماتها نسمةٌ عذية ..
ولا تزال خيول الشعراء تجري في ميادين المرأة فخراً وغزلاً ونسيباً وتشبيباً ..
ولا تزال الحروف ليّنةَ الأعطاف حين يكون الحديث.عن المرأة ..
تحية فخر سيدتي الشاعرة
وتحية اقتدار أستاذة ريما..
وبعد معاينته للورقة قال المشرف الاعلى للملتقى د. فيصل الرفوع حماك الله ورعاك ايتها الأديبة والشاعرة المبدعة، جناب الأستاذة ريما البرغوثي.
مع التحية والتقدير،
وأياً كان غرض غزل الشعراء في المرأة، الجسد أو الروح أو كلاهما، قال الاديب هاني البداينه. فقد ضاجت به القصائد واستباح أبياتها.
ولقد استعرضت شاعرتنا البرغوثي، أغراض الشعراء على اختلاف العصور، وعززت ما قالته أوراق هذه الندوة، من أن المرأة ركن هام في القصيدة، بل هي درتها وأيقونتها الخالدة.
غير أن ما سرني هو استعراض السيدة البرغوثي، لصورة المرأة في شعر المقاومة، وهو عنوان عريض كبير أجادت في مجمل الشواهد التي ذكرتها خصوصا في شعر سميح القاسم ومحمود درويش..
مع المودة والاحترام لك سيدتي
وقالت كاتبة الورقة في ثنائها على ما كتب مدير المنبر الصحفي غازي العمريين، يا لروعة هذا التقديم ميف لا والحروف تسيل من قلم ديدنه الصحافة والإعلام وله من الذوق والتذوق في جماليات الأدب ما له
كل الاحترام والتقدير عميد المنتدى الرائع الأستاذ غازي العمريين أبا أيمن على هذا التقديم الذي أتمنى أن يكون إنجازي بمستواه
كما ثمنت الشاعرة للصحفي العمريين اهتمامه بالورقة وقالت، أستاذنا الكبير وقائد الملتقى الرائع أبا أيمن عاجزة حروفي وكلماتي عن الشكر إزاء اهتمامكم الكبير بورقتي هذه وإن الإنسان يزداد توقدا وإبداعا حين يلمس صدى جميلا وتقديرا لما ينجز
كل الاحترام والتقدير وجزيل الشكر والعرفان
وفي قراءتها للورقة كتبت القاصة مريم العنانزة، مساء مفعم بالمحبة لحروف تدرجت وتميزت بلغة أدبية فياضة منسابة، إن دل ذلك دل سعة الثقافة...
تحليل لواقع ما قيل في المرأة ووصفها فخرا وغزلا...الخ بمختلف العصور، تقديم عطر ندي نشر من الجمال مانشر، ليترك فرحا لا ينطفئ...
كل التقدير لحرفك اللامع في فضاء الحرف والكلمة...
اما الاذاعي. د. احمد القرارعه، فقال ماذا عساني ان اقول عن هذه الورقة الرأئعة -فمي يفتش عن فمي- تحليل دقيق واستعراض ممتع ، فوائد جمة ومعرفة ثرية، زادك الله علما وفضلا .
ويراها من لبنان الشاعر د. فواز زعرور النجمة الساطعة والوردة الفواحة، الأستاذة الشاعرة ريما البرغوثي، وقال كل الإعجاب والتقدير بما خطه يراعك المعطاء وقريحتك المرهفة، مقروناً بكل التمنيات الطيبة بموفور العطاء، ودوام التقدم والنجاح ..
د. فواز زعرور
ولأول مرة ما تعلق الاديبة إبتسام الزلابيه، بنت رم، على ما قرأت. فتقول رائعة الشاعرة ريما البرغوثي
سددتي سهامك نحو قضية مهمة لم تحظى باهتمام اكثر الشعراء والادبا مر العصور
فجمال الروح والاخلاق يطغى على الجمال الظاهر .. بل انه يزيده جمالا
كما ان الدين الاسلامي له اثر واضح على شعر الغزل ووصف المرأة لما تم الالتزام به من مبادئ و قيم .
كل الشكر والاحترام لك شاعرتنا المتألقة
وتوسعت مديرة الثقافة في محافظة الكرك عروبه الشمايله في التعليق وقالت أبدعت وأوجزتِ أستاذة ريما،
وصارت لغة الإنسان مفهومة لها حروف تنطق وتعابير وكانت المرأة حاضرة في الوصف والإبداع
ف كانت المرأة حاضرة منذ الأزل ولها دور مهم في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات،
فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها له دليل على كونها عنصرًا في إحداث عملية التغيير.. وقد احدثته في القصيدة أيضا..
وراى الشاعر د. هشام القواسمه جمال هذا الاستعراض لمسارات وصف المرأة. عبر حقب زمنية كانت فيها المرأة حافز الشعر ومحركه.. دمت مبدعتنا بروعتك
وأعجب الشاعر الفياض بالحكمة محمد الشروش بالنص وقال هذا الإبداع والتألق والتسلسل التاريخي الرائع في موضوع الورقة التي ترتقي في عالم الدراسات الأدبية والأبحاث المحكّمة جهد رائدٌ ورائعٌ يستحق القراءة والمتابعة والتأمل .
سلمتِ شاعرتنا على كلّ حرف وإطلالة جميلة .
وفي تعليقه قال د. محمد المعايعه، اديب الكلمات ورفيق المفردات، ما أجمل اطلالتك الثقافية التي تنثر بها الورود بعطرها لتجمل مكانة المرأة... المرأة الأم والأخت والأبنه والمعلمه... لقد أفاض مقالكم الرائع كلمات معبرة وماطره فكراً وثقافة وادباً وأنتي تحيكين ثوباً جميلاً بحق المرأة في ظلال القوافي والتي كانت ملهمه ومحفزه للشعراء لنظم الأشعار وأصبحنا نتذوق ما يُكتب ويقال عن المرأة سواءً بالشعر أو بالنثر... نعم أنتي ثروة ونعمة في نشر ثقافة التميز والإبداع....
أبدعيتي في الوصف والتصوير... وسلم قلمك وفكرك وعظم شأنك كرافعه ثقافية سامقة لها حضورها بين الأدباء والكتاب أمثالكم في القدر والمكانة الرفيعة.
وينظر الاديب والشاعر الاردني د. محمد ناجي عمايرة للنص، فيقول
فقد قرأت بشغف بحثك العميق في الشعر العربي قديمه والحديث لاستقراء صورة المرأة فيه..وهو بغير شك بحث محكم من باحثة تملك ادواتها وتستخدمها جيدا. ورغم اتساع المدة الزمنية فقد كان الانتقاء يغطي جيدا المساحة المكانية والمراحل المتتالية ، ويعطي فكرة جيدة عن تناول الشعراء موضوع المراة حسيا ومعنويا ..خلقا " بفتح الخاء وبسكون اللام " وخلقا"بضم الخاء واللام جميعا ".
وقد احسنت الإشارة إلى بعض المراجع التي اسعفتك في هذا البحث المتميز ..على انه خاطف وسريع التناول ورائع اللمحات.
لم اشعر انك أطلت في هذه المساحة التي أخذها البحث فسلاسة اللغة ووضوح المفردات وجمال الأسلوب جعل القارئ يمضي الى الغاية بلا ملل، ويصل الى النهاية بارتياح.
اشكرك كثيرا..
كل الاحترام والتقدير لجهدك الكبير المستوفي لمتطلبات البحث العلمي الجيد البعيد عن السفسطة و القوالب الجاهزة والإنشاء غير المسوغ.
دمت بخير..
وكعادته في كثير من الأحيان، يكتب الشاعر بكر المزايده، تعليقه شعرا فيقول، فارجعْ نسيما زائراً فوق الرُّبى
أو غيمةً تطفي لظى من ودّعكْ
او عُدْ كأطيافٍ تؤرِّقُ هاجسي
او خذ فتاتَ القلبِ يا عمري معكْ
إبداع وجمال، وحروف تكتب لماء الورد
سلمت وابدعت .
وحين يكتب الاديب د. ابراهيم الياسين، تحس انه ما غاب، اذ يقول مساء الإبداع المتوقد والإحساس العميق أيتها الشفافة المرهفة،
الوداع بحد ذاته أنين ووجع وألم فكيف إن تعددت أطيافه وتنوعت؟ حاولت أن أجمع إحساسي في النص كي أفهمك، وتأملت تلك الأسطر الحمراء لأسبر عالمك، وجمعت الحروف النازفة لأكشف أغورارك... فعرفت أن القلب مازال ينبض حبا دافقا لامعا رغم ما ران فيه من غبار الفراق الكثيف، وأن النفس زكية وفية، وأن الروح عذبة نقية (فرقت أنفاسي كي أجمعك، وصيرت منديلا لأمسح أدمعك، ألق الفؤاد بنبضه قد لمعك، فجوارحي من لوعة ألمت معك، أطوف حولك لأودعك، ساصير طيفا لن يفارق أربعك، صيرت اضلاعي الطريق لارجعك) .
أنه العشق الصوفي والتماهي في الآخر ومعه. وما عليك إلا أن تجددي الحلم وتنفضي غبار اليأس، وتحلقي في الفضاء الفسيح حيث الحرية والأمل والرجوع والقرب... بإذن الله سيتحقق الحلم ويقترب ولا يبتعد، ويصير حقيقة لا سرابا خادعا، وغيثا هطالا لا برق خلب كاذب.
إنه نص الوفاء ونص العشق المفعم بالأحاسيس والمشاعر المشتعلة التي تورارت خلف المفردات والصور والتراكيب والإيقاع الصعب المبني على الكاف الساكنة، التي تشير إلى العناء والتعب في لملمة الآخر والوصول إليه بجهد واندفاع بلا ملل او كلل. سلم البوح الشفاف
وتعجب د. كامل الطراونه مما كتبت، في ورقتها وقال، يا لهذا الابداع ! ويا لجرس الكلمات الصاعد طهرا في محراب الحس باريج ازاهيره وبشرفات قصوره . حقا ما اجمل الحس الذي يتصاعد من وهج الكلمات.. فنصوص شعرك ثرة ببديع الصور ورشاقة الكلمات والعبارات الفاتنة .. يا ما ارتشفنا من رحيق شعرك النازف حلاوة .. طابت اناملك المبدعة ووهج حسك الوقاد، نعم ونحن نقرا شعرك شاعرتنا المبدعة فكاننا نتنقل في حدائق غناء لونت بخيال يخترق الاعجاب ويذيبه برذاذه الطاهر .فشاعرتنا تسافر بخيالها عبر الازمنة وترتشف الجمال في مشاهد عاشقة للجمال والوجد..دمت شاعرتنا ودام مخزونك الابداعي اللامحدود المنتظم تناسقا بملامح شخصيتك الملهمة.
وختمت الاديبة نجلاء حسون. هذه الورقة بالقول شاعرتنا ريما البرغوثي.. دراستك قيمة تناولت المرأة في ظلال القوافي في مختلف العصور بطريقة تعطي القاريء صورة مختصرة ولكنها تفي بحاجته للمعرفة حول هذا الموضوع
كتبتِ كلماتك بمداد ثقافتك الشعرية والإنسانية فوصلتني كما اردتِ لها أن تصل...
استمتعت جدا بقرائتها واستفدت من المعلومات التي احتوتها.. سلم نبض قلمك عزيزتي