شارك الناقد والاديب د. ابراهيم الياسين، المحاضر في الطفيلة التقنية في الندوة (١٢) لملتقى السلع
وكتب بحثا بعنوان "البَيَانُ بِغَيْرِ اللِّسَانِ فِي بَعْضِ حِوَارَاتِ القُرْآنِ" في الورقة الثانية عشرة والاخيرة، لندوة الإعجاز البياني للقرآن الكريم التي رعاها الوزير الاردني، د. معن القطامين، وتاليا نص المادة
الملخص
تهدفُ هذه الدّراسةُ إلى الوقوفِ على بعضِ الحواراتِ القرآنية، التي تعتمدُ على لغةِ التوصيلِ بغيرِ النطقِ، أو اللسانِ كحركاتِ الجسدِ، التي تُعبّرُ عن معانٍ عميقة، وأفكارٍ واسعةٍ يعجزُ اللسانُ عن التعبيرِ عنها، أو تأديتِها بالطريقةِ التي تُؤدّيها الحركاتُ والإشاراتُ والإيماءاتُ الجسديةُ: كحركةِ الوجه، واليدِ، والعينِ، والأصابع...؛ فاللفظةُ القرآنيةُ المعتمدةُ على الحركةِ والفعلِ لا القولِ تجسّدُ هيئةً خاصةً، ودلالةً محدّدةً لا تسدُّ مسدَّها لفظةٌ أخرى في الاستعمالِ وإبرازِ المعنى الدقيقِ والعميق منها، وهذه واحدةٌ من الوجوهِ الإعجازيةِ في القرآنِ الكريم.
وجاءتِ الدّراسةُ في مقدّمةٍ ومحورين هما:
- المحورُ النظري: يتناولُ مفهومَ التواصلِ بغيرِ اللسان، وأهميتَه من وجهةِ نظرِ عددٍ من الدارسين الغربيين والعرب.
- المحورُ التطبيقي: يتوقّفُ على صورٍ من التعبيرِ بغيرِ اللسانِ في بعضِ الحواراتِ القرآنِية، التي كانَ لها بالغُ الأثرِ في توسيعِ الدِّلالة، والتعبيرِ عن المعانى بصورةٍ أبينَ وأكملَ.
المقدّمة
مما لا شكَّ فيه أنَّ الكلامَ ليس وسيلةَ الاتصالِ الوحيدة؛ بل هناك وسائلُ اتصالٍ أخرى، وقد جمعَها الجاحظُ في خمسةِ أشياءَ لا تنقصُ ولا تزيدُ وهي: اللفظُ، ثمَّ الإشارةُ، ثم العقدُ، ثم الخطُّ، ثم الحالُ وتُسمّى النصبةَ، وهي الحالُ الدالةُ التي تقومُ مقامَ تلك الأصنافِ ولا تقصرُ عن تلك الدلالات(). وقد أشارتِ الآياتُ القرآنيةُ إلى بعضِ هذهِ الوسائلِ الاتصالية، ومنها قولُه تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾()، رمزاً أي "إشارة بيدٍ، أو رأسٍ، أو عينٍ، أو حاجبٍ، أو غيرها وأصله التحرك"()، وقولُه:﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾(). فأشارت: أي أومأت إليه وطلبت منهم أن يكلّموه()؛ لأنّه جاءَها الأمرُ من اللهِ بألاّ تُكلّم الناسَ إلاّ رمزًا؛ وهذا يؤكّدُ أنّ لغةَ الإشارةِ موجودةٌ في القرآنِ الكريم.
لقد استخدمَ القرآنُ الاتصالَ غيرَ اللفظي في نقلِ الأفكارِ، وتوصيلِ المعاني من خلالِ الإشاراتِ، والحركاتِ، والإيحاءاتِ لتكونَ أكثرَ وقعاً. فالجسدُ وسيلةُ نقلٍ صادقةٌ لحركاتِه وسكناتِه. وقد وردَ في القرآنِ ما يُعزِّزُ ذلك؛ فالآياتُ السابقةُ تدلُّ على الدعوةِ إلى استخدامِ لغةِ الجسدِ باعتبارها وسائلَ تسدُّ مسدَّ النطقِ، وتُفصحُ عن المعنى بصورةٍ أكملَ وأعمقَ.
إنَّ لغةَ الحوارِ تختلفُ عن أيّةِ لغةٍ يمكنُ أن يستخدمَها المرءُ؛ لأنّه في أثناءِ التحاورِ يكونُ محتاجاً لأكثرِ من وسيلةٍ تعبيريةٍ يوصلُ بها رسالَته، ويحاججُ بها خصمَه، أو من يحاوره، وكثيراً ما يلجأُ إلى غيرِ اللغةِ من خلالِ حركاتِ الجسدِ المختلفة؛ بوصفِها حركاتٍ معبِّرةً عن القولِ أكثرَ من اللفظةِ وقديمًا قالتِ العربُ "ربَّ إشارةٍ أبلغُ من عبارةٍ"
وإنّ الحركةَ الجسديةَ الواحدةَ تختزلُ كثيراً من الكلام، وتختصرُ عدداً من المفرداتِ والجمل، وتعبّرُ عن المعنى بصورةٍ أدقَ وأشمل؛ وقد أكّدَ الجاحظ ذلك بقوله: "كثيرًا ما تُغني الإشارةُ عن الخط... وهي أبعدُ من الصوت"()، كما أكدَّ ذلك ابنُ أبي الأصبع بقوله: " وهو أن يكونَ اللفظُ القليلُ دالاً على المعنى الكثير، حتى تكونَ دلالةُ اللفظِ كالإشارةِ باليد، فإنّها تُشيرُ بحركةٍ واحدةٍ إلى أشياءَ كثيرةٍ لو عُبّر عنها بأسمائِها لاحتاجت إلى عبارةٍ طويلةٍ، وألفاظٍ كثيرة"(). كما أنّ الحركةَ الجسديةَ لغةٌ صامتةٌ تكادُ تحاكي اللغةَ الصائتةَ في التعبيرِ والتواصلِ والبيانِ، بل إنّها تبقى مهيمنةً على التواصلِ الإنساني سواء في التواصلِ اللفظي المنطوق، الذي يتمُّ وجهاً لوجه، أو التواصلِ غيرِ المنطوق الذي يتمُّ عبرَ الوسائط"().
أولاً: المحور النظري
البيانُ بغيرِ اللسانِ هو "نوعٌ من التواصلِ غيرِ الشفهي، وهو إشاراتٌ جسديةٌ تُرسِلُ رسالاتٍ محدّدةً في مواقفَ وظروفٍ مختلفةٍ تُظِهرُ لك المشاعرَ الدفينةَ، وتُخرجُها للسطحِ، فتصلُ من خلالِها معلوماتٌ وأفكارٌ عن الشخصِ الآخرِ بحيثُ لا يستطيعُ إخفاءَ الأفكارِ، التي تدورُ في ذهنه"()، وهو لغةٌ غيرُ كلاميةٍ تشملُ أساليبَ التواصلِ البشري من خلالِ الإيماءاتِ الجسديةِ كتعابيرِ الوجه، ووضعياتِ الجسم (الثابتةِ منها والمتغيرةِ)، إضافةً إلى التلامسِ والاتصالِ الجسدي()، وهو عبارةٌ عن "وسائلَ شعوريةٍ ولا شعوريةٍ تنطلقُ من جسدِ الإنسانِ للإيصالِ مفاهيمَ أو رسائلٍ معينةٍ للآخر"().
فالاتصالُ غيرُ اللفظي إذاً "اتصالٌ سُلبت منه اللغةُ".()، وصارَ يعتمدُ على ما يُعرفُ بلغةِ الجسدِ، التي تُوصف بأنّها "دراسةٌ شاملةٌ للتعاطي والاتصالِ غيرِ الشفهي بينَ الأشخاص، والتي تَحْدُثُ أو تُترجمُ باستخدامِ الحركاتِ والوضعياتِ والمسافات"()، وأنّها "أبلغُ وأقوى من كلِّ اللغاتِ الشفهيةِ، وقد تكونُ ذاتَ تأثيرٍ فعّالٍ عندما نلمّحُ إلى شيءٍ نودُّه أو نرغبُ بهِ كثيرا"()، فهي لغةٌ مثيرةٌ؛ لأنّها "تسمحُ لنا بقراءةِ أفكارِ من يبادلُنا الحديث"()، ولأنّها "المؤشرُ الأكثرُ ثقةً لحملِ المشاعرِ والسلوكِ والعواطف"(). وقد أسماها ابنُ منظور بـ "الحوارِ النفسي"()، كما أسماها عبد الله عودة بـ "الاتصالِ الصامت"().
فالاتصالُ الصامتُ هو "الرسائلُ التواصليةُ الموجودةُ في الكونِ الذي نعيشُه، ونتلقاها عبرَ حواسِنا الخمس، ويتمُّ تداولُها عبرَ قنواتٍ متعدّدةٍ، وتشملُ كلَّ الرسائلِ التواصليةِ حتى تلك التي تتداخلُ مع اللغةِ اللفظية، والتي تعتبرُ ضمنَ بنيتِها"(). وإنّ هذا النوعَ من التواصلِ يكونُ في الغالبِ من "طابعِ المشاعرِ والأحاسيسِ والعواطفِ"()، ومن "الكواشفِ عن حالاتٍ نفسيةٍ ما كانَ أكثرُها في حياتِنا اليوميةِ، ومن الدَّوالِ البرانيةِ على أحوالِ أصحابِها الجوانيةِ المكنونةِ، التي يمكن أن يُفصحَ المرءُ عنها إفصاحَ نطقٍ، وهذا هو مضمارُ اللغةِ الاتصاليةِ والكلاميات، وإفصاحَ حركةٍ، وهذا هو مضمارُ الصمتياتِ والحركيات"().
وإنّ هذا الأسلوبَ التواصلي يُحقّق الكثيرَ من التجاوبِ بينَ الناس؛ إذ إنّ الحركةَ الجسديةَ "من الروافدِ التي تُغذّي المعنى، وتُعزّزُ فكرتَه ودلالتَه الكليةَ، وبذا تتضافرُ الحركيّاتُ والكلاميّاتُ في الإبانةِ وأداءِ المرادات، وقد تكونُ نائباً أميناً يقومُ مقامَه، فيُؤدّي غرضَه من وجهةٍ لفظيةٍ، فقد تغدو الحركةُ الجسديةُ ممّا يسدُّ مسدَّ الكلامِ، فيكونُ الوصفُ الحركيُّ في سياقِه قائماً على ملحظِ الاعتياض، وتكونُ تلك الحركةُ من البدائلِ التي تقومُ مقامَ سياقٍ لفظي، إنْ كلمةً، وإن جملةً، وإن كلاماً"().
كما أنّ هذا النوعَ من التواصلِ يعدّ شكلاً من أشكالِ الإعجازِ في القرآنِ الكريم، وهي من الناحيةِ البلاغيةِ الجماليةِ "ذاتُ ألقٍ مشعٍّ يبعثُ في نفسِ المتلقّي إعجاباً واستحساناً".
ثانياً: المحور التطبيقي
لقد حفلَ القرآنُ الكريمُ بالصورِ الحركيةِ المعتمدةِ على البيانِ بغيرِ اللسانِ من خلالِ أعضاءِ الجسدِ: كالوجهِ، أو اليدِ، أو الأصابعِ، أو العينِ، وكلُّ حركةٍ لها دلالاتُها البلاغيةُ المتعدّدةُ، التي قصدَ القرآنُ إليها قصداً؛ للتأثيرِ في نفوسِ المتلقين، والتعبيرِ عن المرادِ بصورةٍ أعمقَ وأكملَ وأدقَ؛ لأنَّ تصويرَ الحركةِ أبلغُ أثرا،ً وأبعدُ مدىً من تعبيرِ اللسان. وسوف نحاولُ في هذا المحورِ الإجرائي أن نتوقفَ على بعضِ تلك الصورِ، ومنها قولُه تعالى في محكمِ التنزيل:﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29 (قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)﴾()
فالآيةُ الكريمةُ تتحّدثُ عن زوج إبراهيم ـ عليه السلام ـ عندما جاءَتها البُشرى من الملائكة؛ إذ تعجّبَتْ تعجبًا شديدًا من بُشرى الولدِ، وهي "عَجُوزٌ عَقِيمٌ" وزوجُها شيخٌ كبير، وقد عبّرت عن هذا الانفعالِ بإخراجِ صوتٍ شديدٍ، تبعَهُ مباشرةً سلوكٌ حركيٌ دالٌ ومعبِّرٌ أكثرَ من اللفظِ؛ وذلك كما وردَ في الآيةِ " فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا" فالصَرَّةُ: هي الصيحةُ الحزينة ()، وأمّا الصكّ فهو "الضربُ باليدِ مبسوطةً. وقيل: بل ضربُ الوجهِ بأطرافِ الأصابعِ فعلُ المتعجِّب، وهو عادةُ النساءِ إذا أنكرنَ شيئاً. وأصلُ الصكّ: ضربُ الشيءِ بالشيءِ العريض"().
إنَّ الفعلَ الحركي في الآيةِ الكريمةِ يُجسّدُ "دلالةَ التعجّبِ والاستنكارِ على شيءٍ لم يسبقْ له مثيلٌ، فكيفَ يكونُ من امرأةٍ جمعت بينَ العقمِ وكبرِ السّنِ أن تنجبَ طفلاً؟ فما كانَ منها إلاّ أنّ ظهرت علينا بحركةٍ جسديةٍ مرافقةٍ للاستنكارِ والتعجّبِ والدّهشةِ من هذا الأمرِ الجللِّ العظيمِ بأن لطمت خدَّها، فيا لها من بلاغةٍ عظيمةٍ وتأثيرٍ عميقٍ بكلِّ من يسمع، وكأنّه يحيا مع الحدثِ، ويعايشُهُ رغمَ اختلافِ الزمانِ وبعدِ المكان"().
ولم يكتفِ القرآنُ العظيمُ بنقلِ السلوكِ اللفظي، الذي دلّت بهِ المرأةُ على تعجُّبِها من البشرى، وهو قولها "عجوزٌ عقيم"، وإنّما نقلَ أيضاً السياقَ غيرَ اللفظي، الذي اكتنفَ الموقفَ، والمتمثّلَ في الصيحةِ المصحوبةِ بالتأوّة (الصَرَّة)، والسلوكِ الحركي في "صكّ الوجه"(). فالآياتُ الكريمةُ ترسمُ صورةً حركيةً سمعيةً وبصريةً تُجسّدُ المشهدَ، وتُظهرُ حالةَ هلعِ زوجِ إبراهيمَ عليه السلام، وحالةَ استغرَابِها ودهشتِها مما سمعت من كلامِ الملائكة.
يتناولُ الحوارُ في هذه الآياتِ الكريمةِ قصّةَ صاحبِ الجنَّتين، الذي اغترّ بماله، وتكبّرَ على صاحبهِ، وتفاخرَ بما تحويهِ جنتاه من زروعٍ وأعنابٍ ونخلٍ وثمارٍ وماءٍ وكأنَّها من صنعه، ومن عملِ يده، ومن مهارتهِ في الزراعةِ غيرُ مدركٍ بأنَّها من صنعِ الله، ومن فضلِ نعمتهِ عليه، فكانَ الجزاءُ من جنسِ عملهِ؛ فإذا به يتفاجأُ في صبيحةِ يومٍ من الأيامِ أنّ الجنةَ وما فيها قد أصبحت خاويةً على عروشِها، ومحاطةً بالهلاكِ والبوارِ من كلِّ جانبٍ بقدرتهِ جلَّ وعلا؛ فتكونُ ردهُ فعلهِ الأولى مباشرةً على ما رآه أن راحَ يقلّبُ كفيه، ويضربُ باليدِ اليمنى على اليدِ اليسرى متحسراً، ونادماً، "فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ"، ويصيحُ بأعلى صوتِه متألماً متأوهاً "يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا"، وهو الذي كانُ يردّدُ قبلاً بثقةٍ مطلقةٍ "ما أظن أن تبيد هذه أبدا".
إنّ تقليبَ الكفين، أو ضربَ اليدِ على اليدِ هي "هيئةُ النفسِ المتلهفةِ على فائتٍ قريب"()، وهي حركةٌ تحملُ دلالاتٍ متعدّدةً، وتُؤدّي معانيَ معبّرةً عن الندمِ والحسرةِ() أكثرَ ممّا تؤديهِ الألفاظُ؛ إذ إنّ "مبلغَ الإشارةِ أبلغُ من الصوت"(). وعندما يأتي هذا الفعلُ الحركي الجسدي مصحوباً بعباراتِ الندمِ والتحسّر"يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا"، فإنّ ذلك يعضدُ المعنى، ويكشفهُ بصورةٍ أبينَ وأكمل.
وقد رسمَ القرآنُ الكريم بلغتهِ القويةِ المحمّلةِ بدلالاتٍ معبرةٍ الصورةَ المزريةَ والنهايةَ الأليمةَ لهذا الظالمِ لنفسه؛ فالفعلُ المضارعُ المضعّفُ (يُقَلِّبُ) يفيدُ الاستمرارَ معَ الشدّةِ، والفعلُ (فأصبح) يُوحي بأنّ الهلاكَ حدثَ ليلاً، ولكنّ صاحبَ الجنتين فوجئَ به صباحاً، وهذه الكلمةُ في أصلِها تدلُّ على الإشراقِ والتفاؤلِ، لكنّها في الآيةِ الكريمةِ لم تكن كذلك؛ فقد كانَ الصباحُ على صاحبِ الجنتين صباحاً مظلماً صعباً وشديداً، وسيستمرُ حتى موتِه فيشقى. والفاءُ (فأصبح) تفيدُ الترتيبَ والتعقيب، فبعد أن رآى ذلك المغترُ بمالِه وجنته ما حلّ بها من دمارٍ وبوارٍ جاءَ الشقاءُ والعقاب. كما أنَّ دلالةَ (وأحيط) على الشمولِ من كلِّ جانبٍ تجعلُ الندمَ مضاعفاً، والألمَ عظيماً، والعقابَ شديداً.
فالآيةُ الكريمةُ "تحملُ دلالةَ الندمِ والتحسّرِ من قبلِ الإنسانِ، الذي يقدّمُ شيئاً معيناً، أو يبذلُ جَهداً أو يُنفقُ مالاً من أجلِ الوصولِ إلى نتيجةٍ ما، فيخيبُ ظنُّه، وتكونُ النتيجةُ عكسَ ما أراد، فيقومُ بحركةٍ جسديةٍ متعارفٍ عليها بينَ الناس، بأن يَصفِقَ بيديهِ على بعضهِما للدلالةِ على النَّدمِ والحسرةِ على ما قدّم، وعلى ذهابِ جهدهِ سدىً بلا نتيجة، فبمجردِ قيامةِ بهذه الحركةِ يفهمُ كلُّ من يراه أنّ هذا الشخصَ نادمٌ متأسفٌ من غيرِ أن ينطقَ بكلمةٍ واحدة"().
وقولُه تعالى في حوارِ نوحٍ ـ عليه السلام ـ :﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)﴾()
"إنّ حركةَ وضعِ الأصابعِ في الآذان – كي لا يسمعوا إلى دعوةِ الحق - تساعدُ في رسمِ صورةٍ بليغةٍ لشدّةِ الإعراض، فمحاولةُ إدخالِ الأصابعِ كلِّها ( وهي مجازٌ مرسلٌ علاقتُه الكليةُ وقرينتُه الاستحالة) أبلغُ دليلٍ على شدةِ كراهيتِهم لتلكَ الدعوةِ، كما تعكسُ صورةً مزريةً ومثيرةً للضحكِ لهؤلاءِ الحمقى المعاندين، الذين يصدّونَ أنفسَهم عمّا ينفعُهم رغمَ وضوحِ الحق. ويساعدُ التعليلُ في قوله: "لتغفرَ لهم" على قبحِ صنيعهم؛ إذ رأوا المغفرةَ ماثلةً أمامَهم ومعَ ذلك أعرضوا هذا الإعراضَ العنيف. وتكتملُ صورةُ هذا النفورِ بحركةٍ أخرى مصاحبةٍ لوضعِ الأصابعِ في الآذانِ، وهي استغشاءُ الثيابِ يغطونَ بها رؤوسَهم ووجوهَهم كراهةَ النظرِ إلى نبيِّ اللهِ نوحٍ ـ عليه السلام ـ"().
وإنّ ما يقومُ به أولئكَ المعرضونَ من حركاتٍ جسديةٍ للتعبيرِ عن صدودِهم ونفورِهم من الدعوةِ أبلغُ من أيِّ عبارةٍ لفظية، وأقوى من أيِّ كلامٍ يمكنُ أن يقولوه في هذا المقام؛ لإكمال المعنى، وتعميقِ الدلالة؛ لأنّ "حسنَ الإشارةِ باليدِ والرأسِ من تمامِ المعنى"() كما يقول الجاحظ. فبهذا السلوكِ الجسدي الحركي يكونُ تعطيلُ القناةِ السمعيةِ - ولو مؤقتاً - بجعلِ الأصابعِ في الآذانِ في خطابِ المواجهةِ مانعاً بلوغَ أصواتِ الكلام إلى السامع، فضلاً عن تعطيلِ القناةِ البصريةِ - مؤقتاً أيضاً - والمتمثلةِ في استغشاءِ الثياب. مما يُعلِم المتكلمَ بعدمِ رغبةِ المخاطَبِ في التّلقّي والسّماعِ كما هو الحالُ مع نوحٍ ـ عليه السلامُ ـ وقومِه؛ ذلك لأنَّ الإصغاءَ والرؤيةَ عنصران أساسيان في الخطابِ المباشر().
ويقولُ سيد قطب: "فإذا لم يستطيعوا الفرارَ؛ لأنّ الداعيَ واجهَهم مواجهةً، وتحيّنَ الفرصةَ ليصلَ إلى أسماعِهم بدعوته، كرهوا أن يصلَ صوتُه إلى أسماعِهم، وكرهوا أن تقعَ عليهِ أنظارُهم، وأصروا على الضلال، واستكبروا عن الاستجابةِ لصوتِ الحقِ والهدى، وهي صورةٌ لإصرارِ الدَّاعيةِ على الدعوة، وتحيّنِ الفرصةِ ليُبلغَهم إياها، وإصرارِهم على الضلال، تبرزُ من ثناياها ملامحُ الطفولةِ البشريةِ العنيدة، وتبرزُ في وضعِ الأصابعِ في الآذان، وسترِ الرؤوسِ والوجوهِ بالثياب، والتعبيرُ يرسمُ بكلماتهِ صورةَ العنادِ الطفولي الكامل، وهو يقول: إنّهم "جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ"، وآذانُهم لا تسعُ أصابعَهم كاملةً، وإنّما هم يسدونَها بأطرافِ الأصابع، ولكنّهم يسدونَها في عنفٍ بالغ، وكأنّما يحاولونَ أن يجعلوا أصابعَهم كلَّها في آذانِهم، ضماناً لعدمِ تسرّبِّ الصوتِ إليها بتاتاً! وهي صورةٌ غليظةٌ للإصرارِ والعنادِ كما أنَّها صورةٌ بدائيةٌ لأطفالِ البشريةِ الكبار"().
"إنَّ هذه الحركةَ لسدِّ مسامعِهم إنّما تدلُّ على معنى العنادِ والرفضِ لما جاءَ به نبيُّ اللهِ نوحٌ ـ عليه السلام ـ من الحق، فهم مع هذهِ الحركةِ يأتونَ أيضاً بحركةٍ أخرى وهي أن يلفوا رؤوسَهم بثيابِهم مبالغةً في رفضِهم وعنادِهم، لكي لا يروه أو لا يراهم، وذلك من بابِ المماحكةِ والمعاندةِ والإنكارِ. وهنا تكمنُ البلاغةُ والعمقُ في التأثير، فكلُّ سامعٍ لهذا الوصفِ يستفزُّ في نفسِه ما يحملُ من الدلالة، ويَفهمُ الحالَ الذي كانَ عليهِ هؤلاءِ بصورةٍ أوضحٍ وأبلغٍ عن الوصف بكلمةِ الصدِّ أو الرفض"().
إنَّ الآيةَ الكريمةَ ترسمُ صورةً تعبيريةً حركيةً بواسطةِ العين، تُبرزُ حالةَ الذينَ لم يرسخِ الإيمانُ في قلوبِهم عندَ حثِّهم على القتالِ في سبيل الله؛ إذ "يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ". فهذا السلوكُ البصري وسيلةٌ من وسائلِ البيانِ بغيرِ اللسانِ؛ للتعبيرٍ عن الأغراضِ والمعاني. و"المغشيُّ هو الذي يزيغُ بصرُه زاويةً عندَ احتضارِه الموت، فيكونُ المعنى تشخصُ أبصارُهم جبناً وهلعاً وغيظاً كما ينظرُ من أصابتهُ الغشيةُ عندَ الموت"(). فالصورةُ ترسمُ حالةً فريدةً من الذهولِ والخوفِ والتوترِ والقلقِ الذي يصيب أولئك النفر الذين لا يحبون القتال في سبيل الله.
ويقولُ سيد قطب: "وهو تعبيرٌ لا يمكنُ محاكاتُه، ولا ترجمتُه إلى أيِّ عبارةٍ أخرى، وهو يرسمُ الخوفَ إلى حدِّ الهلعِ، والضعفَ إلى حدِّ الرعشة، والتخاذلَ إلى حدِّ الغشية! ويبقى بعدَ ذلك منفرداً حافلاً بالظلالِ والحركةِ التي تشغفُ الخيالَ! وهي صورةٌ خالدةٌ لكلِّ نفسٍ خوَّارةٍ لا تعتصمُ بإيمانٍ، ولا بفطرةٍ صادقة، ولا بحياءٍ تتجمَّلُ بهِ أمامَ الخطر. وهي طبيعةُ المرضِ والنفاق"
إنّ بسطَ اليدِ في الآيةِ يدلُّ على القتلِ والموتِ والبطش، وهذا من بابِ الكناية وليس من بابِ الحقيقة. وجاءَ استخدامُ اليدِ بالتحديد؛ لأنه بها يكونُ البطشُ والقتلُ على الحقيقة. وحركةُ اليدِ التي استخدمت في الآية تحملُ من عمقِ التأثيرِ في السامعِ ما يفوقُ ما قد يحملُه الوصفُ المعنوي لذلك.
ويعلّقُ سيد ُقطب على هذه الآيةِ بقوله: "إنّ صورةَ وحركةَ بسطِ الأيدي وكفِّها أكثرُ حيويةً من ذلك التعبيرِ المعنوي. والتعبيرُ القرآني يتبعُ طريقةَ الصورةِ والحركة؛ لأنّ هذه الطريقةَ تطلقُ الشحنةَ الكاملةَ في التعبير؛ كما لو كانَ هذا التعبيرُ يطلقُ للمرةِ الأولى؛ مصاحباً للواقعةِ الحسيةِ، التي تعبِّر عنها، مبرزاً لها في صورتِها الحيةِ المتحركة، وتلك طريقةُ القرآن".
وبعد التحايا قالت الشاعرة د. حنان الخريسات اسعد الله صباح الجميع
وشكر لراعي الندوة معالي الدكتور معن القطامين ، والشكر موصول لجهود الاستاذ غازي العمريين للوصول الى هذا المستوى المميز للملتقى بأقلام ضيوفه الأفاضل.
بدأت صباحي اليوم بقراءة دقيقة لورقة الاستاذ الدكتور ابراهيم الياسين وحقيقة تحتاج الى القراءة اكثر من مرة ، ،، ورقة كاملة ، شاملة ، تضمنت التحليل للنصوص بأسلوب اكاديمي جميل للوصول الى الالفاظ التي تميز الاعجاز في القرآن الكريم بأنواعه .
تمنياتي بالتوفيق والتميز دكتور ابراهيم
واسعد الله صباحكم بكل خير .
وراى الشاعر ايمن الرواشده ان النص كان قطيفة غنية بالمعاني والأمارات الدالة على عظمة المقاصد وما تشتمل عليه من لغة تعبيرٍ تتجاوز الكلام لتقع في عين الشاهد موقع الخبر المُفصّل المُبين ..
وقد استطرد الباحث في نقل تفاصيل التعابير الجسدية سواءً أكانت باليد أو العين أو الملامح لتستقر المعاني جليّةً وتكتمل الصورة ويستوي المشهد..
أبدعتَ دكتور ابراهيم الياسين أيّما إبداع وأوفيتَ البحثَ وأزلتَ غيايةَ الغُمّة عن بهاء الغُرّة .. ولا زال كتاب الله تعالى يعُجُّ بألوان الإعجاز والبلاغة والبيان ليُثبتَ على مرِّ الدهور وكرِّ العصور أنه لا ريبَ فيه .
و للشاعر خليل الخوالده، رؤية مطوله، بداها بالقول أحسنت دكتور إبراهيم، الحقيقة هذا بحث في الدلالات غير اللفظية، اجدت في تناول الموضوع واضفت شيئا يستفيد منه القارئ، اللغة العربية من أفضل اللغات في فن التواصل بالإشارة او بحركة الجسد او بتعابير الوجه وقد برز هذا في الشعر. يقول الشاعر، أشارت بطرف العين خشية أهلها إشارة محزون ولم تتكلم، فايقنت ان الطرف قد قال مرحبا واهلا وسهلا بالحبيب المتيم، أحسنت دكتور وجزاك الله خيرا.
[14/7 12:39 م] Khwalsi Ibr: يا لروعة وعظمة القرآن الكريم... يعتقد الغربيون انهم ابتكروا وابتدعوا واكتشفوا حينما صنفوا مهارات الإتصال communications
Skills
إلى صنفين
الأول لفظي verbal
والثاني غير لفظي non verbal
وصنفوا تحت غير اللفظي
لغة الجسد body language
ومنها
الايحاءاتgesture
S
وما عرفوا ان القران قد سبقهم بمئات السنين.. بل ان المفسرين القدامى كان أسبق واعرف بهذه التصنيفات...
من هنا اقول ما قاله عمر بن الخطاب نحن أمة أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله..
ان التقدم نحو ما سبق به القرآن الكريم كل العلوم أولوية يجب احترامها من كل السياسيين والاكاديمين والمربين.. لتعود الأمة لسالف المجد والعزة والتقدم...
دكتور إبراهيم لقد افصحت وابنت (وان كان اسمك اعجميا) ولعلني صككت وجهي حينما وجدت كل هذه الروعة والجمال فيما نقلت لنا من علم المفسرين ودرايتهم في مجال الاتصال غير اللفظي ودلالاته..
وما كنت لاصك وجهي دهشة مما ابدعته انت ومما نشرت من عابق أدبك الجم إذ ان ذلك ليس بغريب عليك وقد اعتدنا على قوة طرحك وذكاء اسلوبك واتقاد فكرك.. كما اعتدنا على لطيف وقوي نقدك...
حفظكم الله علماء اللغة العربية وحفظ المفسرين.. (إذ ان اللغة العربية من شعائر الإسلام... لذلك من يخدمها فإنه يخدم الأمة الإسلامية والعقيدة والقيم كلها ويخدم بالتالي كل الإنسانية..
لا أجد كلمات تفيك حقك ولا أجد حروفا تعبر عن قفزة قلبي حينما أجد كل هذه الحقائق القرآنية النبيلة تصاغ بلغة العصر فتتفوق عليها...
كل التقدير والاكبار لك على هذا البحث القيم.
وفي قراءته للنص قال الشاعر. والاديب د. كامل الطراونه، دكتورنا ابراهيم الياسين منارة معرفية شامخة. لقد فاضت ورقتك بالجميل الجميل.. لقد اصبت في تناولك موضوعا مهما يخص علم الاتصال. وكان اختيارك الراقي حين توجهت الى القران الكريم باعتباره اعظم رسالة تواصلية تلقاها بنو البشر ،والقران افضل مصدر لتلقي المعرفة، وهو ايضا افضل المصادر لمساعدة من يتدبر اياته على فهم طبيعة الانسان، وفهم الحياة بعامة، وفهم الاشياء التي لا يمكن ادراكها بالحواس، كالموت والحياة والروح. وعلم الاتصال غير اللفظي له من الاهمية في ابراز الجوانب الخفية التي تكمل صورة الاتصال البشري، والناس يمارسون الاتصال اللفظي كما يقول البعض : كما يمارسون عملية التنفس، ومن المالوف للناس توظيفهم للقنوات الاتصالية غير اللفظية، من نظرات العين وتعبيرات الوجه والايماءات يمارسونها دون دراية علمية، وتمكنهم من تفادي الوقوع في الاخطاء، وتجنب سوء الفهم خاصة عند الاحتكاك بافراد من ثقافات ومجتمعات متباينة. كل الشكر والتقدير والاحترام دكتورنا المبدع.
وفي رؤيته للنص قال الشاعر بكر المزايده، دكتور إبراهيم الياسين المكرم ، لقد اطنبت فأجدت. وصدق المثل أَعْطِ القَوْسَ بارِيْها.حفظكم الله أبا ليث حماة للغة والادب
وثمن المشرف الاعلى للملتقى د. فيصل الرفوع للباحث والاديب د. الياسين، هذا التميز في تناول الإعجاز القرآني من جهة الاتصال غير اللفظي ودلالاته، فجزاك الله الخير كله عاجله وآجله اخي الأديب الدكتور ابراهيم الياسين
وكتب الاديب والتربوي محمد التميمي، خطابا، نقله هنا قال فيه الأستاذ الدكتور ابراهيم الياسين التربوي والأديب والأكاديمي ورقة بعنوان *البيان بغير اللسان في بعض حوارات القرآن* وهي ورقة متفردة في الطرح إذ تعتمد على الوقوف على بعض الحوارات القرآنية التي تعتمد على لغة التواصل بغير النطق واللسان كلغة الجسد
وقد أورد الدكتور بعضا من المشاهد.....الا تكلم الناس ثلاثة أيام الا رمزا..... وموضع آخر....فأشارت اليه...
ذكر الأستاذ المكرم...أن الحركة الجسدية الواحدة تختزل الكثير من الكلام....
الورقة تعد بحثا أكاديميا متكاملا أتمنى أن تطبع في دفتي كتاب لينعم من علمه الكثير.. يظهر فيها الجهد والوقت والحكمة
بوركت دكتور لك تقديري واحترامي
وللاديب والخطيب والاذاعي د. احمد القرارعه، راي اذ قال كما عهدناك بطرح المواضيع بجدية ودقة وعلمية ، وقد سبق لي شرف محاورتكم من خلال برنامج فضاءات الذي اقدمه على اثير اذاعة الجامعة ، وتناولت موضوع التواصل غبر اللفظي، وكانت ردود الفعل رائعة وقد وصلتنا تغذية راجعة مستحسنة للموصوع ولصاحب الطرح، بارك الله بك وبعلمك، ودمنم بخير
وحيا استاذ الادب العربي في مؤته د. خليل الرفوع كاتب الورقة وقال تحية للأخ العزيز د.إبراهيم الياسين بحث علمي قيم لك الاحترام والتقدير
ويقول الاكاديمي الشاعر د. صقر الصقور، عندما يجتمع فن صياغة الكلمات .. و القدرة على ايصال المعلومة .. مع الامانة العلمية .. يكون الناتج هذه الورقة
ولعل الاديبة والقاصة مريم العنانزة،، نظرت في النص الطويل، فرات فيه ابهى صور الإعجاز، فقالت كتبت فأجدت وأفضت بهذه الإضافة الغنية الفياضة بالوقوف على بعض الحوارات القرآنية، متضمنة تحليلا للنصوص للدلالة على عظمة المقصد وما اشتملت عليه، من نقل التعابير باليد كانت أم بالعين لإكمال المشهد... أدب وعقل جم ليس بجديد عليك، منارة الأدب الفياضة علما ونورا... ورقة مكثفة حافلة بنتائج مهمة مترابطة بلغة واضحة جذابة وشواهد دالة على تكامل الرؤى للوصول لمزيد من التوجيهات والآداب... بورك فيكم أيها المثقف الواعي الزاخر بكل لفظ يصوغ من الحروف بحثا وافيا مميزا دالا عليكم...
وفي نص يفيض عذوبة أضافت الاديبة العنانزه، الزملاء الأفاضل... كل التقدير والفخر لكل من قدم حرفا في هذه الندوة الفياضة ألقا ونورا وزهوا، برعاية د.معن القطامين، بإشراف رئيسها الذي لا يتوانى عن تقديم المزيد والأفضل لإنجاح وإعلاء راية الملتقى أ.غازي العمريين، كل التقدير لجهودكم المجبولة على العلم والمنفعة بصدق محتواها الباحثة عن الجوهر أينما كان... بارك الله فيكم يا من تبتهج النفس لحروفهم...
وحيا د. الياسين في ختام الندوة، اهل الملتقى وقال، معالي الأستاذ الدكتور معن القطامين راعي الندوة الأكرم
معالي الأستاذ الدكتور فيصل الرفوع المشرف الأعلى للملتقى الأكرم
الاخ الحبيب عميد الصحافة الأستاذ غازي العمريين رىيس الملتقى الأجل
الأخوات والأخوة أعضاء الملتقى المكرمين كل بلقبه ومكانته وقدره ومنزله الرفيعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فإنني أقدم لكم جميعآ عظيم الشكر وخالص المودة وحليل التقدير لما قدمتموه من عطاء مثمر في هذه الندوة المتميزة في عنوانها وموضوعاتها ومشاركاتها وتعليقاتها وملخصاتها الإلكترونية ، والشكر والتقدير موصلان لكم جميعا على ملاحظاتكم القيمة وتعليقاتكم المفيدة على ورقتي البحثية، سائلا المولى عز وجل أن ينفعنا بعلمكم الغزير، وأدبكم الجم، مؤكدا حرصنا الشديد على الاستمرار في الحراك الثقافي المتميز النابض بالإبداع والأدب والنقد في هذا الملتقى الطيب أهله، المثقف جمهوره، المبدع ربعه. متمنيا لكم إجازة طيبة في هذه الأيام المباركة وكل أضحى وأنتم بخير وصحة وسلامة.