في هذه الندوة الثانية عشرة، تتوالى اوراق العمل، برعاية معالي د. معن القطامين، حول إعجاز القرآن البياني
وتحمل الورقة الثالثة للشاعر ايمن الرواشده، بعنوان "الإعجاز العددي في القرآن الكريم بين الحقيقة والوهم" جمله افكار، وتاليا نص الورقة
شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم ، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها ، أو تساوَى عددها مع ما يضادها ، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " ( 365 ) مرة ، ولفظ " شهر " ( 12 ) مرة ، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ ...
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن ، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز " ، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ ، فأين الإعجاز في هذا ؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف ، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير ، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة ، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه .
▪️ولم يكتفِ البعض بهذا بل راحوا إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات ، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة " ، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك " ! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها ، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى ، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى .
وبالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجِد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها ، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى .
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ، ومن ذلك قوله : إن لفظ اليوم ورد في القرآن ( 365 ) مرة بعدد أيام السنة ، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم " ، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ " ؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه ! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر ( 11 ) مرة ، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله " .
وأما الحساب الذي يذكره الله تعالى في كتابه الكريم فهو الحساب الدقيق الذي لا يختلف على مدى السنوات ، وهو الحساب القمري .
وفي قوله تعالى : ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) الكهف/25 ذكر بعض العلماء أن عدد ( 300 ) هو للحساب الشمسي ، وأن عدد ( 309 ) هو للحساب القمري ! وقد ردَّ على هذا القول الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وبيَّن في ردِّه أن الحساب عند الله تعالى هو الحساب القمري لا الشمسي .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" ( وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين ، فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين ، قد يقول قائل : " لماذا لم يقل مائة وتسع سنين ؟ "
فالجواب : هذا بمعنى هذا ، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب ، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال : ( ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ) ، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية ، وازدادوا تسعاً بالقمرية ؛ فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا ، فمَن الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى ؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا ؛ لأن الحساب عند الله تعالى واحد .
وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله ؟
الجواب : هي الأهِلَّة ، ولهذا نقول : إن القول بأن " ثلاث مائة سنين " شمسية ، ( وازدادوا تسعاً ) قمرية قول ضعيف .
أولاً : لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا .
▪️ثانياً : أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة ، قال تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) يونس/5 ،
وقال تعالى : ( يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) البقرة/189 " .
والحساب بالقمر والأهلة هو المعروف عند الأنبياء وأقوامهم ، ولم يُعرف الحساب بالشمس إلا عند جهلة أتباع الديانات ، وللأسف وافقهم كثير من المسلمين اليوم .
قال الدكتور خالد السبت – في معرض رده على من استدل بآية ( لا يزال بنيانهم الذي بنَوا .. ) في سورة التوبة على تفجيرات أمريكا - :
" أن مبنى هذه الارتباطات على الحساب الشمسي ، وهو حساب متوارث عن أُمم وثنية ، ولم يكن معتبراً لدى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإنما الحساب المعتبر في الشرع هو الحساب بالقمر والأهلة ، وهو الأدق والأضبط ، ومما يدل على أن المعروف في شرائع الأنبياء هو الحساب بالقمر والأهلة حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ) أخرجه أحمد (4/107) ، والبيهقي في " السنن " (9/188) ، وسنده حسن ، وذكره الألباني في " الصحيحة " (1575 ) .
وهذا لا يُعرف إلا إذا كان الحساب بالقمر والأهلة ، ويدل عليه أيضا الحديث المخرج في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ... الحديث , أخرجه البخاري ( 2004 ) ومسلم ( 1130 ) ، وقد صرَّح الحافظ رحمه الله أنهم كانوا لا يعتبرون الحساب بالشمس - انظر : " الفتح " (4/291) ، وانظر ( 7/323 ) - .
وقال ابن القيم رحمه الله - تعليقا على قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) يونس/5 ، وقوله تعالى : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يس/38 ، 39 :
" ولذلك كان الحساب القمري أشهر وأعرف عند الأمم وأبعد من الغلط ، وأصح للضبط من الحساب الشمسي ، ويشترك فيه الناس دون الحساب ، ولهذا قال تعالى : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ) يونس/5 ، ولم يقل ذلك في الشمس ، ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره حكمةً من الله ورحمة وحفظا لدينه لاشتراك الناس في هذا الحساب ، وتعذر الغلط والخطأ فيه "
وفي فوائد قوله تعالى : ( يسئلونك عن الأهِلّة ... ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ومنها : أن ميقات الأمم كلها الميقات الذي وضعه الله لهم - وهو الأهلة - فهو الميقات العالمي ؛ لقوله تعالى : ( مواقيت للناس ) ؛ وأما ما حدث أخيراً من التوقيت بالأشهر الإفرنجية : فلا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ ولهذا تجد بعض الشهور ثمانية وعشرين يوماً ، وبعضها ثلاثين يوماً ، وبعضها واحداً وثلاثين يوماً ، من غير أن يكون سبب معلوم أوجب هذا الفرق ؛ ثم إنه ليس لهذه الأشهر علامة حسيَّة يرجع الناس إليها في تحديد أوقاتهم ، بخلاف الأشهر الهلاليَّة فإن لها علامة حسيَّة يعرفها كل أحدٍ " .
لذا فيجب الحذر من أولئك الذين يدلّسون عل كتاب الله تعالى وينزلون معانيه وألفاظه ومقاصده غير ما أراد الله تعالى وارتضى .. وهم بذلك يريدون أن يصرفوا المسلمين عن تدبر آياته .
ثم إنه لم يتحدث عن الإعجاز هذا أفقه الخلق وأعظمهم وأتقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعده ولا التابعون .
فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عند استلام الحجر الأسود : " أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ،ولولا أني رأيت رسولَ الله يقبّلك ما قبّلتك ".
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :" لول كان الدين بالمنطق لكان المسح على باطن القدم أولى من ظهرها ".
ثم إن (العبادات لا تُعلَّل ).
شاكراً لكم سعة صدركم
ولرئيس الملتقى الأستاذ غازي العمريين كل الحب والتقدير ..
ودمتم بعافيةٍ وسلام
ولفتت الورقة انتباه الاعضاء، فكتبوا تعليقاتهم، التي ثمن الجميع فيها ما جاء في الورقة، وقدم بعضهم تصويبات للفكرة
وبداها الاديب د. احمد الحليسي اذ قال، حسنت والله استاذ أيمن، اقحام الحساب والاعداد على كتاب الله الذي هو نظام حياة عبادات و معاملات وليس كتابا للرياضيات، والاقحام العلمي للقرآن الكريم فيه تجني على كتاب الله، النظريات العلمية متغيرة وكلام الله ثابت لا يتغير، اشكرك أستاذ أيمن وجزاك الله خيرا.
وتكتب د. حنان خريسات، الاديبة والشاعر، نصا قالت فيه مقال جميل ومؤكدة على ان سماع بعض اصوات القراء للقرآن الكريم يظهر الاعجاز في اصواتهم بين الترهيب والترغيب مما يزيد السور جمالا حتى تشعر ان هذه السورة فيها شيء من الخوف او الرهبة .
وفي مداخلتها قالت الباحث فيفيان شويري، "نوستراداموس" ما زال يوسّوس...الى متى؟
"نوستراداموس" (1503-1566 Nostradamus )، عُرف بالطب وبالتنجيم الفلكي، وكونه طُرد من كلية الطب في جامعة "مونبيليه" بفرنسا، فهذا يدلّ أن هذين المجالين لا يجتمعان ولا يلتقيان. من هنا بدأ تهميشه وربطه بكلّ ما هو من عالم السحر والشعوذة والتنبؤ. ورغم التشكيك في علومه وعدم تصنيفها في العلوم الصحيحة، نجد أنه الى اليوم تُقرأ كتبه على أساس أن كلّ توقعاته صحيحة بدليل أنها تحدث كما تنبأ من أكثر من 500 سنة. ويقوم المفسّرون لكتابه "التنبؤات" بتفسير الكتب الدينية "التوراة" و"التلمود" و"المدراس" وهي كلها تنسب الى اليهود، على أساس الأعداد، في عمليات حسابية معقدة ومن بينها الأشهر إطلاقاً، التنبؤ بنهاية العالم (Apocalypse) والتي حُدّد موعدها سنة 2012، ولم تحدث! لذا تعمل أدوات التخريب على إحداثها بشتى الوسائل والطرق التخريبية، وقد كثرت في الآونة حديثاً الروايات والأفلام الهوليوودية المروّجة لها.
وقد تداعى ذكر هذا الرجل الشهير جداً في فكري وأنا أقرأ ورقة الأستاذ الشاعر أيمن الرواشدة حول "الإعجاز العددي في القرآن الكريم بين الحقيقة والوهم"، لأقع على حقيقة واقعة وهو أن "نوستراداموس" ما زال يوسّوس وبدل أن ينسحب ويتلاشى من الوجود بفضل العقلانية التي يدّعي عصرنا التقني التحلي بها، إذ بنا نرى أن عقليته هي بالأحرى التي انسحبت على كلّ ما هو كتب دينية وطالت حتى القرآن الكريم والتراث الأدبي العربي، فانتهجت فئة طريقة في التفسير العددي الحسابي فيها من العجيب الغريب ما يجعل المرء وحتى المفكر العقلاني في حالة اندهاش وفي حيرة من أمره.
وقد وضع الأستاذ أيمن في بحثه الدقيق المستفيض النقاط على الحروف مفنّداً ومحققاً، ليفصل الغثّ عن السمين وأجاد حين أعلمنا أن المدقّق في تلك العمليات الحسابية المعقدة يجد فيها أخطاء وهفوات ومعادلات لا تستقيم، بالإضافة الى التعارض بين القياس الذي تقوم عليه ومبدأ القرآن الكريم الإعجازي الطابع، كمثال التقويم الشمسي والتقويم القمري الذي ساقه الباحث.
والسؤال الذي يفرض نفسه: ما الغاية من هكذا فذلكات عددية لا تمتّ لجوهر الكتاب بصلة بل تبقى سطحية ولا فائدة ترجى منها؟ والمشكلة أنها مثيرة وتستقطب الاهتمام الواسع، من هنا يدرجها الكثيرون في سياق المعجزة، وهذا يعكس تعلق الناس بالقشور وبعدهم كل البعد عن الجوهر، ولكأن لعبة الحزازير تبقى الأكثر تشويقاً في كل زمان ومكان؛ فإلى متى يبقى التنجيم والكهانة مسيطرين ويبقى العقل مغيّباً والإيمان منتقصاً؟
نشكر شاعرنا الفذّ الأستاذ أيمن على الجهد الذي بذله في هذا البحث وعلى حسّه الموضوعي والملتزم في آن. ونكرّر شكرنا لسادن المنبر الأستاذ غازي العمريين المحترم على كلّ جهوده في رعاية الثقافة والمثقفين
ونفى استاذ الادب العربي في مؤته، د. خليل الرفوع، وجود إعجاز عددي بل هي حسابات مستنبطة من القرآن لا يبنى عليها علم ، وهي أشبه بأنها المنجمين، ولم نعهد الصحابة أو التابعين أو العلماء الكبار بحثوا في ذلك أو خلصوا ما خلص إليه المحدثون ، فإن كتاب الله أجل من أن يقال إن فيه أرقاما أو أمورا غيبية ثم يتبين خطأ من استنتج ذلك .
سلمت ونمت ونفع الله بك.
وعلق الشاعر بكر المزايده فقال، سلم قلمك ونبضك وأنت الذي يتوسّدُ الكلمات ويطوي على معصمه المعاني والعبارات. لكم خالص الود وأطيب التحايا.
وفي توصيف الحال قال الاديب هاني البداينه، نوافذ جديدة يفتحها هذا البحث المحكم، ودعوات مباشرة الإتجاه نحو البحث في معجزات الكتاب المبين، ونحو أن نربأ بالقرآن الكريم وبالدين من تغليفه بالأساطير والسذاجات....
أسعدت مساء أبا البراء
وكتب الشاعر والأكاديمي، د. صقر الصقور "الاديب والشاعر ايمن ... حفظه الله" ..
جهد بحثي طيب ..وجميل انك فنّدت الاراء لتي تتبنى هذا واوردت اراء المتحمسين ثم ردود المعارضين ..
وتعلم كما نعلم ان الذين تحمسوا لما يسمى بالاعجاز العددي اضطروا عند الحديث عن كثير من الارقام الي ليّ اعناق النصوص او تجاهل بعض الكلمات او جذورها لتتناسب مع افتراضاتهم ..
"وقد نوهت مشكورا الى ذلك عندما اودت الذين استثنوا جذور الكلمات و مشتقاتها كما يحلو لهم .. .
ومن وجهة نظر المشرف العام د. ابراهيم الياسين، فهي ورقة علمية رصينة محكمة بعناية فائقة وبلغة دقيقة وفكر صائب. سلمت أخي الحبيب على هذا التوضيح المهم في مسألة التفسيرات العددية، التي أرى فيها ليّا لاعناق النصوص، مبالغا فيها خصوصا في ربط الأحداث المستجدة، التي تقع بين الحين والآخر في عالمنا ويجد لها أولئك الحسابيون تخريجات فيه تمحل وتحميل للنص فوق طاقته.... لكن أوضح أن ثمة تفسيرات عددية اعتمدها بعض المفسرين الكبار في بيان بعض الأمور كما في سورة القدر وتحديد ليلة القدر وفق اللطائف الحسابية المفيدة وربنا المقنعة، بعكس تلك التخريجات الحسابية لوقائع عصرية كتفجيرات البيت الأبيض
ورآها الاديب التربوي محمد التميمي، ورقة عن الإعجاز العددي في القرآن الكريم بين الحقيقة والوهم.
نقل فيها بما يقوله أصحاب الإعجاز العددي في حديثهم واورد أمثلة كلفظة يوم كم مرة وشهر وهكذا وهناك من يقر ليلة القدر بليلة السابع والعشرين من رمضان من حساب عددي معين وانا اتفق مع الأستاذ أيمن بأن القرآن الكريم بحروفه وكلماته ومعانيه أعمق من ان نحصره بأرقام ربما يستجد تفنيدها مستقبل.
ورقة شاملة وفيها جهد كبير
ويطالع المشرف الاعلى للملتقى، معالي د. فيصل الرفوع، ما ينشر من نصوص، في كتب رأيه، الذي يحفز الجميع. اذ قال هنا "سلم قلمك وفكرك استاذ أيمن"
ويؤكد الشاعر خليل الخوالده ان العبادات لا تعلل.....
وقال انها قاعدة جميلة تسلك بارواحنا وانفسنا إلى الروحانيات اكثر من التركيز على الاعداد ومحاولة تاويلها...
ولطيف انك اوردت ان الاعداد ليست من الإعجاز... القرآني...
إذ ان وجوه الإعجاز فيه متعددة وليس من بينها الإعجاز العددي (وان كان بعض الكتاب يدرجونه تحت الإعجاز البياني او العلمي حسب ما سيقحم به النص فإن دل الرقم على فلك او علم قيل ان الإعجاز العددي تابع للإعجاز العلمي وان كان متعلقا باللغة الحقوه بالاعجاز البياني)..
لكن المحصلة النهائية اننا لسنا بحاجة للبحث والتنقيب في بئر التأويل ما دام زيت الإعجاز البياني _الذي تحدى به الله العرب وغيرهم _قد طفا على وجه الحقائق.. وأشعل بزيته ذاته عقول العارفين والعلماء....
هذه الاعداد(في معظمها) من اللطائف ولا داعي لاعتبارها من الإعجاز القرآني..
فما حاجتنا للقناديل والشمس ساطعة تنير كل زوايا النصوص في كتاب الله العظيم..
اخي ايمن الشاعر الفحل...
بحثتَ طويلا فكانت كلماتك سنابل في كل سنبلة مئة حبة... و اجتهدت في هذه الورقة... فكان أصلها ثابت وفرعها في سماء القرآن الكريم.. ينتفع به الناس..
وابدكتورة بيتي السقرات لها رؤيتها، اذ قالت بارك الله فيما كتبت ، كلام عميق و مفيد ، و يجب دوما التنويه لهذا الموضوع المهم لما نجده في الكثير من المواقع من محاولات مبالغ فيها أحيانا لربط أي عدد بحادثة أو ظرفية و إن وجد في بعض الآيات القرآنية ، لكن أن يصبح هذا الأمر هدفا فهذا فعليا يبعدنا عن بيان القرآن و عن الهدف الرئيسي الذي نريد. جهد رائع
اما ختام التعليقات، فكانت للدكتور غازي المرايات. اذ قال شاعرنا المبجل الأستاذ أيمن.. صباح الخير