آخر الأخبار

د. الشويري تثير جدلا على منصة السلع عن الإعجاز القرآني

راصد الإخباري :  


لبنان - راصد
من عبدالله الحميدي

انتقد اعضاء في ملتقى السلع الثقافي، ورقة عمل عن الإعجاز البياني للقرآن الكريم

وقال الشاعر والاديب والأكاديمي، د. صقر الصقور لولا اني خشيت ان تمر هذه الورقة بما فيها من ظلم و منافاة للعدل مرورا لا ارتضيه لهذا الملتقى و قاماته .. لاكتفيت بعبارات التقدير والثناء والتقريض. 

وكانت الورقة الاولى في الندوة الثانية عشرة للملتقى، التي خصصت لتقديم اوراق عمل عن الإعجاز القرآني، رعاها الوزير الاردني د. معن القطامين، قدمتها د. فيفيان شويري. 

وثاليا نص الورقة

الإعجاز القرآني بين المفهوم الشرقي والمفهوم الغربي

   وثمّة من يسأل: وهل للقرآن مفهومان؟  وهل يحتمل أن يؤوّل ويفسّر من خلال مفهومين أو على هوى المفسّر غربياً كان أم شرقياً، أو من أي طرف يكون؟ والجواب الذي نسوق فيه حجتنا هو نفسه سؤال إشكالي: هل اكتمل المفهوم الشرقي للإعجاز القرآني أم أن التفسير والتأويل ما زالا قيد الطرح والى آجل غير معروف؟
وهل إذا ما كان الطرح ما زال قائماً لدى الأصل بمعنى أن البيان والإظهار والإفصاح والإيضاح وغيره من معاني البيان التي تحمله اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، كتعريف، لم يأخذ بعد حدّه شرقياً، فهل اكتمل أو سيكتمل غربياً؟
   والمستغرب له أن المتسائل نفسه يتناول القرآن الكريم تفسيراً وتأويلاً معتمداً على الطرح الغربي وعلى أركان علمائه في الدراسات  الإسلامية، من أمثال (, 1883-1963 Louis Massignon ) ومساهماته في "الموسوعة الإسلامية" (3 vols, 1913-1938 Encyclopédie de L’Islam,)، ومثله ( Henry Corbin, 1903-1978 )؛ تماماً  كاعتماد دارس اللغة على ( Ferdinand De Saussure, 1857-1913) بدلاً من ابن جنيّ؛ وكاعتماد المؤرّخ  العربي على ( Arnold J.Toynbee, 1889-1975)  وما كتبه عن تاريخ العرب؛ وكاعتماد عالم الآثار على  العلماء الغربيين وهنا لا عدّ لهم ولا حصر باعتبارهم مؤسّسي هذا العلم الحضاري، والسلسلة تتطول مع باقي العلوم والمعارف؛ ونعرف الجدل الذي قام في بداية القرن العشرين المنصرم، ولمّا ينتهي الى الآن، بين  أنصار التقليد وأتباع الحداثة والصراع بين مؤيّد ومعارض.  
   والملفت أن الكلّ يعتمد على العلماء الغربيّين بغضّ النظر عن موقفه وأنه لمجرّد لبس الغربيّين الزيّ العربي او اعتناق بعضهم الدين الإسلامي، أصبحوا محلّ ثقة لدى الكثيرين وعمادة كلّ دراسة ليس فقط إسلامية وحتى عربية، ليس بالمقارنة، بل وركنها الأساس لدى الأغلبية حتى لا نعمّم.
   ثمّة من يقول ويعيد ويجيد إن فلاناً أو فلاناً من العلماء الغربيين اعتنق الإسلام، وهل هذا بكافِ أن يصبح  طرحه محطّ ثقة ؟ ها أن الغرب قد اعتنق المسيحية وبرمّتها ولكن أكثر ما تشوّه الفكر المسيحي وتقزّم وتأوطر  هو على يد "المسيحيين" الغربيين وعلى يدّ هذا الغرب نفسه. 
   وفي العنوان المطروح "الإعجاز القرآني إضاءات بيانيّة"، وما هو واضح أن الإشكالية قائمة فكلمة " البيان"، لغةً واصطلاحاً أ تستدعي أن يبيّن المعنى أي يظهر ويفصح عنه ويتضح، ولها معانٍ أخرى كثيرة في اللغة العربية. وتتضمن الظاهر أو الواضح وكذلك الباطن أو المستور؛  إضافة الى عدّة معانٍ أخرى وهي" الفصاحة" إبداء المقصود بلفظ حسن ومنطق فصيح معبّر.  وسوق الدليل والحجّة، والشرح " من ادعى شيئا فعليه البيان
يتقبل البيان عادة الرأي السابق أو الإجماع العام و/أو يدعم فكرة جديدة فيها مفاهيم مطروحة لتعطي تغييرًا يعتقد مصدر البيان بضرورتها، وعادة ما تكون هذه البيانات سياسية أو فنية ولكن قد تكون أحيانًا موقفا شخصيا.
البيان في القرآن".( ويكيبيديا، الموسوعة  الحرّة)
   فهل القرآن الكريم يحتمل البيان أم أنه بغنى عنه، أم أن المسألة واضحة: {هَذَا بَيَانٌ للنَّاسِ} (آلعمران،138)؛ 
 {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (يوسف، 2)
وإذا ما تناولنا رأي المفسّرين حول كلمتي "مبين" و"بيان"  التي تتكرّر في القرآن  كثيراً ومنها قوله تعالى  : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين   { (يوسف، 5) ومعناها أوضح من الوضوح، فنستغرب لمَ  اختلف العلماء في تفسير كلمة "مبين"، هنا، وما حاجة أن يقول الإمام الشعراوي أن معنى" مبين" في هذا الموضع هو "إحاطة الشيطان بالإنسان"، بينما نقرأ أن أبا جعفر  قد قال إن "الشيطان لآدم وبنيه عدو"، فقد أبان لهم عداوته وأظهرها،  قوله: {عَلَّمَهُ البَيَان {(الرحمن، 4)  ؛ لنجد  أن الكثير من  العلماء اختلفوا في تفسيرها أيضاً، مثلاً قتادة :  يقول: "علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه"، ليحتج بذلك على خلقه"؛ أما ابن زيد فقد قال: "البيان" الكلام" ( ويكيبيديا، الموسوعة  الحرّة، مادة "بيان").
   وما يصحّ بالنسبة للقرآن الكريم واللغة العربية المبينة، يصحّ بالنسبة لكلّ كتاب مقدّس آخر وكلّ لغة آخرى، لأنه وفي مفهوم أهل اللغة والفقه وعلم الكلام واللاهوت وأهل الجدل ثمّة ما يبقى مبهماً وبحاجة لتبيان وشرح ولمّا تنتهي الطروحات بعد، فكيف لغير أهل اللغة والكتاب ومهما بلغت درجة التمكن لديهم، لأن المسألة شائكة بعرفهم. 
   من ناحيتنا، نرى أن المسألة شائكة من حيث زاوية الطرح والتساؤل وليس من حيث نص الكتاب نفسه؛ بمعنى أن الاتجاه الى الجدل مقصود من أهل الجدل وليس حاجة، فلست أعرف ما الشائك بقوله تعالى }وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ (فصلت،34 ) وما لزوم البيان فيها؟ شأنها شأن "أحبّوا بعضكم بعضاً" في كلام السيد المسيح (ع)
فهل الطرح أخلاقي، أم هو طرح علمي موضوعي أم هو طرح إيماني تسليمي؟
ويبقى السؤال المهم: ما هامش الحرية المعطى لتبيان إعجاز القرآن من حيث:
اللغة في القرآن
العلوم في القرآن
التاريخ في القرآن 
العقل والمنطق في القرآن
وأخيراً وليس آخراً الفلسفة في القرآن.
   ولعلّ الفلسفة في القرآن هي المسألة  حساسية والأكثر جدلاً الى اليوم، ونضرب مثالاً حول الجدل  القائم حول مفهوم فخر الدين الرازي (ت 606/1210)  في العقل والوحي في الإسلام وتحديداً في طرق المعرفة في التفسير القرآني؛ وقد أخذ ما أخذ من دراسات لا مجال لذكرها هنا  حول الأفكار النفسية والمعرفية الكامنة وراء التفسير التأملي. وخير الدين الرازي الذي  يُعرف  بكونه أحد علماء الدين المسلمين القلائل الذين اقترحوا تفسيراً فلسفياً للقرآن ، ويظهر من خلال تعمقنّا في طرحه أنه مقتنع بشدة بضرورة الاعتماد على العلم والأساليب العقلانية لفهم الوحي. يبدو أن رفضه الرسمي للتفسير الحرفي والظاهري واستعاراته المتعددة من فلسفة ابن سينا هو نتيجة لمفهوم المعرفة الذي يلعب فيه العقل دوراً حاسماً. بناءً  على تعمق في تفسيرات كثيرة للقضايا الفلسفية واللاهوتية والتأويلية التي يستجيب لها فكر الرازي والتي لاقت القليل من القبول وربما النادر والكثير الكثير من الرفض، وقد استعرضها الباحث "لاغارد" في كتاب مهم بعنوان "الأخطاء اللغوية والعقدية عند الرازي"
 (  Michel Lagarde, « Erreur grammaticale et correction idéologique chez faḫr al-dīn al-rāzī », in Quaderni di Studi Arabi, Vol. 8 (1990), pp. 133-141Published By: Istituto per l'Oriente C. A.) Nallino
من هنا تبرز الإشكالية الكبرى والتي تنتفي معها كلّ التساؤلات ومن أي جهة صدرت: هل التفسير من منطلق إيماني يتوافق مع التفسير من منطلق علمي صرف؟
هنا لا شك المعضلة لا بل المشكلة قائمة وستطول، لذا برأينا البيان يبقى في إطار الذاتي والفقه وعلم الكلام أعجز من أن يجدا جواباً.
أما من ناحية شخصية، فنرى أن القرآن الكريم بيّن، واضح، وسلس المعاني وأن الشروحات حوله والتأويل هي المشكل لما تتضمّنه من إشكاليات في الطرح، فنحن ممن يذهب مباشرة الى المصدر ونهمل قدر الإمكان المراجع التفسيرية والمفسّرين، فالكلام مباشر ومعناه بيّن جليّ في القرآن الكريم، مريح ومتاح للفهم من المصدر أكثر من الكلام المتضمّن رأي شخص والذي يبقى في نهاية الأمر رأي شخص وليس حقيقة مطلقة.
ولأن إعجاز القرآن لا يحدّ برأي ولا ينتهي ولأن القرآن عظيم ولغته عربية مبينة، ويتضمّن ما يتضمّن من إعجاز عظيم يتجلّى بوضوحه.
الدكتورة فيفيان حنا الشويري- الجامعة اللبنانية

وفي النقاشات، والمداخلات، حيال الورقة لفت د. الصقور الى ان  التناقضات والحفر تحت مرتكزات الامة وثوابتها التي وردت في الورقة - ويقيني انها دون قصد - هي التي فرضت عليه  الاشارة الى بعض الجوانب .. والتي يحتاج تفصيلها الى صفحات:

وقال د. الصقور في تعليقه، ارجو الاشارة الى ان اعتناق الغرب للمسيحية كان اعتناق كيان ومنظومات كاملة التركيب و كاملة السيطرة والاستحكام .. اما من اعتنق الاسلام من الغربيين فهم افراد لم يستحكموا  ويتحكموا بل يتم ظلمهم والافتراء عليهم ..وفي مقارنة الوجهين ظلم وتشويه للحقيقة لا يقبله منصف ..
كما انني ارجو ان لا يكون في هذا اشارة مبطنة الى ان غالبية من اشتغلوا بعلم الحديث النبوي لم يكونوا عربا .. وعلى رأسهم البخاري ..
واما ما قررته الباحثة - نقلا او مصادفة ويقيني انه دون قصد - من ان ما يصح بالنسبة القران الكريم واللغة العربية المبينة يصح بالنسبة لكل كتاب مقدس آخر وكل لغة اخرى .. انتهى كلام الباحثة .. وهذا تقرير مجحف لا يستند الى اي دليل عقلي او نقلي .. الا ما ساد من فكر المقاربات الذي ساد في بداية القرن العشرين والذي حاول البعض من خلاله تقريب المفاهيم الفكرية لتمييع الفكر العربي الاسلامي .. وقد اثبت فكر المقاربات هذا فشله الذريع مما ادى الى تراجع غالبية منظريه عن تبنيهم له  ..

و بغض النظر عن الخلاف الفكري .. قال بان وضع القران الكريم - عقيدة وبيانا - في مستوى تعاليم بوذا او مذكرات كونفوشيوس او الانجيل المحرف امر يشمئز منه العاقل ولا يقره المنصف .. فضلا عن ان يقبله المسلم ..
واما الخاتمة التي حاولت فيها الباحثة ان تمحو ما سبق ذلك من ظلم  بقولها ان القران واضح بيّن سلس المعاني .. وانه جلي.. وان علينا قدر الامكان اهمال المراجع التفسيرية والمفسرين..  ففيه دعوة للانسلاخ من مرتكزات الامة الفكرية وارثها الحضاري .. اذ كيف يفهم المرء القران فلسفة وتعبيرا وفقها ولغة دون احاطة باللغة واطلاع على تفسير من احاطوا باللغة و مكنوناتها  ممن سبقونا ..

كل هذا الا اذا اريد للقران ان يصير الى ترنينمات وتراتيل لاهوتية يرددها المرء دون ان يعرف معناها ..

وكان من بين التعليقات ما كتبه الاديب احمد الحليسي ، اذ قال إن  هذه الورقة للدكتورة فيفيان شويري، تحدثت عن تأثر بعض الكتاب العرب بتفسيرات الغربيين للنصوص القرآنية، وهذا ليس غريبا فقد تأثر طه حسين بمارجليوث بنظرته للشعر الجاهلي، أحسنت دكتورة فيفيان، ورقة شاملة ومتميزة

وهي من وجهة نظر الشاعر خليل الخوالده. ورقة  بالاراء المتباينة... وتعريج جميل على طارئق التفسير... لكن مسألة: أيهما أولى بالقبول التفسير الايماني ام التفسير العلمي الصرف او حتى الفلسفي فانها مسألة طال فيها البحث... واختلف فيها العلماء وتلقفها المستشرقون لمحاولة التشكيك في القرآن وزعموا انه يتعارض مع العلم كما حصل ذات الشئ بالانجيل فيما بعد القرون الوسطى  حيث تعارض رأي رجال الدين مع بعض العلماء مثل (جاليلو) وغيره... وقد نجحوا في اقناع الناس بأن الدين أفيون الشعوب وانه يسبب لها حالة من اللاوعي تجعلهم خارج هذا العالم لتعارض النصوص الدينية (في الاناجيل المتعددة) مع العلم... والحقيقة ان كلام الله وكلام الرسل (ما لم ينالهما التحريف) لا يمكن أن يتعارضا مع العلم...
وهذا الأمر اعيى المستشرقين فيما يتعلق بالقرآن الكريم فحاولوا وحاولوا ولا يزال أعداء الدين الحنيف مستمرين في المحاولة...
غير أن القرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.... لا يوجد فيه ما يلمح بتعارضٍ مع العلم... بل ان الأبحاث اثبتت ان القرآن قد سبق العلم في ترسيخ قواعد علمية لم يتوصل لها العلم الا بعد أكثر من ألف سنة.. في حين ذكرها القرآن..منذ الف وأربعمائة سنة ومنها مثلا ما يتعلق بعلم الاجنة embryology
وكذلك في علم الفلك.... وغيرها من العلوم...... 
ان الإعجاز العلمي في القرآن معجز كاعجاز القرآن البياني او اللغوي.... 

والحقيقة ان ورقتك أيتها الدكتورة المبجلة فيفيان.. حملت بين طياتها مقارنة دقيقة بين التفسير الشرقي للاعجار القرآني بما يمتلك أهله من لغة وفصاحة وبين التفسير الغربي او الاستشراقي والذي يمتلك أهله نوايا وأهداف منها استعمارية ومنها الحقد على اي عامل يمكن أن يوحد الأمة..... وغيرها من الأهداف الاستشراقية المعروفة.. 
وتبقى الحقيقة ان هؤلاء الغربيون لا يملكون نواصي الكلمات العربية كما يفعل الشرقيون.. فاهل مكة ادرى بشعابها وأهل العربية ادرى بتأويلاتها واعجازها وفصاحتها وبلاغتها... 
اشكر لك هذا الأسلوب العلمي الموضوعي.. وسلمت على دقة النقل ولطف الأسلوب في إدخال الرأي الشخصي بأسلوب اكاديمي وموضوعي محض..

ورقة رآها الشاعر ايمن الرواشده، مكتنزة بما تحمله في ثناياها من بيان وتبيين وتفسير علمي منهجي منطقي شرعي لقوة مقاصد القرآن الكريم الذي أعجز البلغاء والشعراء والكتاب بمتانة رصفه وبلاغة وصفه..
فلك التحية ما بقيت في الروح نسمة ..
وفوق ذلك أجدني واقفاً بكل مظاهر الاحترام لرفيع ما تكتبين ولجميل ما تستوحين ولمتانة ما تختارين ..
حتى العنوان ملفت للنظر وبهي من الناحية البلاغية ..

وعدها التربوي محمد التميمي، ورقة تحوي التحليل البياني للتساؤل هل للقرآن الكريم مفهومان وهل يحتمل أن يؤول ويفسر من خلال مفهومين وكيف يكون ايضاح البيان والاظهار والافصاح والايضاح كمفهوم غربي وهي لم تنضج عند البعض شرقيا
ورقة  شرحت وأوردت 

وفي تعليقه قال د. كامل الطراونه. ابتداء اشكر الدكتورة على طرحها لاشكاليات في المفهوم التي من شانها تغني الفكر  او من اراد البحث في تلك الاشكاليات الصادمة حينا ، ولا ننسى تاثر بعض المفكرين بالفكر الفلسفي العربي المعاصر وبمجموعة من الاشكاليات والثنائيات ، والتي من اهمها : الاصالة والمعاصرة، والحداثة والتراث، النص القراني والمناهح المعاصرة، وهذه الثنائية الاخيرة اصبحت في الفترة المتاخرة اكثراشكالية الفكر العربي طرحا وتداولا، بعد المستجدات الطارئة على واقع العرب والمسلمين من جهة، والتطورات الحاصلة في مناهج فهم النصوص وادواتها من جهة اخرى، وهي ما ترتب عنها من دعوات مختلفة ومتنوعة الى قراءة جديدة للنص القراني. والتي ارى ان من حمل رايتها هم اقطاب الفكر العربي المعاصر، وعلى راسهم الجابري، الذين جعلوا محور اهتمامهم، التكلع الى تاسيس قراءة جديدة للقران الكريم، تستثمر فيها اليات الفهم المعاصر، ويتم من خلالها تجاوز القراءة الكلاسيكية، ونقله من الفهم الايدولوجي الى الدراسة العلمية الموضوعية.

والباحث محمد النعانعه يراى  ان الاعجاز في القرآن الكريم هو دليل على انه كلام الله الذي لا ياتيه الباطل من بين ولا من خلفه، وان خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وخير الكلام ما قل ودل

وقال ان القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ولا يدرك كنه اعجازه الا اصحاب العلم والمعرفة والمختصين في دراسة علوم القرآن والعقيدة الاسلامية الغراء، ومن اجتهد من غير هؤلاء فلن يكون محيطا بالمعرفة الدقيقة لبلاغة اللغة العربية وقواعدها ومعاني مفرداتها، 
فمن يقول ان الأشكال عند البسطاء العوام فهم لم يطلب منهم شرح وتفسير ما لا يدركه عقولهم حتى للأسف من يحمل شهادة في غير اختصاص المختصين فكلامه رد ويحتاج الى تمحيص

واشار الى ان موضوع الندوة موضوع حساس ودقيق وصعب على غير اولي العلم و يحتاج إلى اصحاب الرأي والاختصلص والباحثين في علوم الدين، فليس من السهل ان يدلي بدلوهه كل من هب ودب دون علم او انصاف المتعلمين او ممن يحبون الخوض في اي شيء والمجادلة فيه

الموضوع ليس اطراءات او مدح اواستحسان، 
كثير مما كتب لبعض المستشرقين الذي لم يتخلوا عن أصولهم الغربيه او معتقادتهم، ردت بحوثهم وطعن في صحتها لمواربتها عن الحقيقه ودس السم في الدسم
 
ان الدين والعلم لا يتعارضان وان العلماء يكتشفون كل يوم حقيقة ذكرة في القرآن قبل أكثر من 1400 عام واكتشفت حديثا

ان تفسير الاعجاز القرآني من قبل المسلمين ادركه الاءئمه الكرام وان اختلافهم في بعض الأمر رحمة للامة لكن لا يتعارض مع الدين الاسلامي

واشار  أ. هاني البداينة للتعليقات بالقول الدكتور أبو آدم الحبيب....أسعد الله صباحك....
أعرفك وسيع الصدر، دمثا ودود...
وإني أرى أنك حريص على أن الخلاف يجب أن يبقى في حدود الحوار، وأن مداخلتك على ورقة الدكتورة فيفيان،كانت في هذا الحد، وأن الدكتورة قد فهمت مراميك على غير ما قصدته أنت....
ارجوكما بعد إذن أبو أيمن، إنهاء النقاش وجعله في حدود الحوار لما ما كنتما عليه من خلق نبيل...
ومن لبنان بين د. محمد جبر، الشاعر اللبناني، حتى أنها برأيي تضمنت إعجازًا تاريخيًّا في مطلع الآية: {أولم يرَ الذين كفروا أنّ السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حيّ أفلا يؤمنون}
فإن الذين اكتشفوا هاتين الحقيقتين العلميتين لم يكونوا من المسلمين.

وفي ختام التعليقات، قالت د. بيتي السقرات. أن أجد على هذه الصفحة كلمات ، كسطحية قراءة، بعد عن الموضوعية، شتات في الفهم ، تعصب ، ولمن ؟؟ لقامة نجل و نحترم كالدكتور صقر ، أتوقع أن هذا غريب 
قرأت ما كتبتيه دكتورة و لي تحفظاتي عليه و لم أعلق خوفا من أن أقرأ مصطلحات يصعب علي تحملها أيضا ، كان بالإمكان الرد على الدكتور صقر بطريقة علمية و لم أجد في كلامه إلا دفاعا عن حقيقة و عقيدة مترسخة فينا ، وكان بين الحين والآخر يذكر أنك قد تكونين غير قاصدة لبعض ما ورد .