آخر الأخبار

ملحمة شعرية كتبها الطبيب الصقور لأهل فلسطين

راصد الإخباري :  
 


عمان - راصد
كتب عبدالله الحميدي

نشر الشاعر د. محمود صقر الصقور قصيدته الجديده "بدرالاخرى" 

وحشد الشاعر فيها مفردات تتحدث عن حراحات الامة. وتكتب املا طالعا، ان العزة للاسلام وللمسلمين، وتاليا النص:

يا ويحَ جفنٍ ناعسٍ مكحولِ .. أودى بناظره إلى المجهولِ
أودى به حدَّ الثمالة إنما .. بالكُحْلِ أسكرَهُ بغيرِ كُحولِ
عينانِ ساحرتانِ لا مِن طَلْسمٍ .. حتى يحافَ به عن المدلولِ
في شَعرِه المُنسابِ حتى صَدرِه .. المكنوزِ حتى خصرِه المَنحولِ
غُصنٌ يَميل هواي حيث يُميله .. يا حُسنَنا من مائلٍ ومُميلِ
أقعى على أغصانِ رمّانٍ على .. رَدفٍ كثيبٍ كالجبالِ مَهيلِ
فكأنه بدرُ الزمان بجسمِهِ  .. مُقْعٍ على عَرْضِ السَّما والطولِ 
جمعَ التناقضَ في أجلِّ صفاته .. بمجون مغناجٍ ودلِّ خجولِ
جسمٌ تتاريّ بخَطْوِ فرنجةٍ  .. وحشا المغولِ بسُحنةِ اسطنبولِي
وأنا من اليمَن العتيق رثاثةً .. ومن الحجاز بقلبيَ المتبول
أقفو خُطى إيلافِ رحلة هاشم .. تحتَ الشموسِ الميلَ بعد الميلِ 
حتى استويتُ فتًى بإربدَ يافعًا .. رجلًا حَميديَّ الأصولِ طفيلي
عاطيتُهُ وقد استجدّ بخاطري .. أحداثُ تاريخٍ حواهُ أصيلِ
صهباءَ تنسيه الحياة ورجسَها .. وتقيه مِن شرٍّ عليهِ وبيلِ
ما زال ينسى لي الجميلَ وإنّني .. ما زلتُ أذكرُه بكلِّ جميلِ
لا تعجَبوا من جودِ صَبٍّ واعجبوا .. من جودِ حِبٍّ بالوصالِ بخيلِ
ما قال لي إلا "أحبّكَ" مرّةً .. في أولِ الأيام مِن إبريلِ
ما بالُ نيسانٍ ورمضانٍ معًا .. جاءَا بشهرٍ كاذبٍ وفضيلِ؟
إلّمْ تجُدْ بالكتْب ويحكَ واصلا.. فاقطع ولكن جُدْ لنا برسولِ 
حمقٌ يسائلني وقد عُلّقتُهُ .. إن الذي عُلّقتَ شرُّ سَؤولِ
من أنت؟ قلت أنا المتيمُ بالهوى..  مذ كَمْ هويتَ؟ فقلتُ: منذُ قليلِ !
من أي أرضٍ أنت؟ يسألني .. فقلتُ: أنا الذي من ولْدِ كلّ قبيلِ
من كلّ صِدّيقٍ عفيفِ الكفّ أو .. من كلِّ طاهرة الجنانِ بتولِ
من أمّة  لا ترتضي بالذلّ بل .. من ثلةٍ عفّوا عن التخذيلِ
لو قيل للحُكَماء ما بين النجومِ وبينَهم؟ عجزوا عن التفضيلِ
وكما يسير القلبُ صوبَ حبيبةٍ .. من دون تفسيرٍ ولا تعليلِ ...
...
 ساروا إلى الأحلام دونَ دليلِ = مستلهمين طبيعةَ القنديلِ
مستعظمين ضياءهم وجلالهم = مستصغرين فداحة المجهولِ
مَن ذا سيرشدُهم؟ وطيفُ رؤاهمُ = وحيٌ بلا لبس ولا تأويلِ
أنّى تناديهِمْ ملذاتُ الحياةِ = وصخْبُها.. فزعوا إلى التأجيلِ
شقوا طريقا موجزًا لهروبهِم = ومضوا لدربٍ في النجاة طويلِ
نزلوا إلى الساحات ليس يهمّهم= إعلامُ تكذيبٍ ولا تضليلِ
يمحو التعاويذَ القديمةَ سجعُهم = ما لاح في الآفاقِ.. كالترتيلِ
كالموتِ يسمعه الجناةُ كأنما = نفخوا الفسادَ بصُورِ إسرافيلِ
حملوا الديارَ على الرقابِ وما رُؤوا = عن دينهم نزلوا لرأي عميلِ
وخفيفةٌ أرواحُهم لكنّ ما = حملوا على الأعناقِ جِدُّ ثقيلِ
مستوثقين بنصرهمْ وكأنّهم = جيش الملائك تحتَ جبرائيلِ
متراتبون تراتبَ الأبياتِ بل = متتابعونَ تتابُعَ التنزيلِ
بشميلة القرآنِ .. ثم عزيمةِ  التوراةِ .. ثم سماحةِ الإنجيلِ
من بأس هاروتٍ وماروتٍ أتَوا = لكنّهم من نسلِ إسماعيلِ
الحرْب أمّهُمُ فما انتسبوا سوى = لأبٍ قتيلٍ ثائرٍ لقتيلِ
ثاراتِهم ورثوا من الآباءِ حتّى = لم يزلْ إرثًا أخو قابيلِ
في كل حُزنِ جنازةٍ لهمُ شجًى = ولهمْ صدًى فيها بكلّ عويلِ
عفّوا فما سرقوا ولا نهبوا ولا = ماتوا على الدولار والبترولِ
لمّا دروا أن العدوّ خلالَهم  = لفسادِهم يسعى بكلّ سبيلِ
وبأنّ فرعونًا وزمرتَهُ هُمُ = أصلُ الفسادِ لشعب إسرائيلِ
وضعوا النفوسَ على الأكفّ وما ونوا = عن رجم كذابٍ وصفعِ رذيلِ
أخذوا بألبابِ الطغاةِ مهابةً = وكأنهم أعوانُ عزرائيلِ
قالوا لرأس الفاسدينَ وطالما = بالرأسِ يختبئونَ تحتَ ذيولِ :
 ما عاد يا هذا الظلامُ يخيفنا = وكلامُنا ما عاد بالتأويلِ
هيهات ترهبنا بعامِ رمادةٍ = نحن الألى وُلِدوا بعام الفيلِ
نحن الأبابيلُ الرماةُ عُداتَنا = وغُزاةَ بيت الله بالسجّيلِ
نحن الألى لا يسمعون حسيسَها = في الأسْر أو في القتلِ والتنكيلِ
مثل الفراتِ قلوبُنا.. وكدجلةٍ = أحزانُنا.. ودموعُنا كالنيلِ
نحن الذين على السّويسِ جراحُنا = نزفت معَ التحميلِ والتنزيلِ
كَم سُخّرتْ أوطاننا.. ودماؤُنا = سُفِكتْ لفرعونٍ وكلِّ دَخيلِ
نحن الأباة الغالبون برغمكم = شروى بني الخطاب وابنِ نفِيلِ
نحن الصلاحُ الدين رغم فسادنا = رغم الهوان وكلّ عصرِ ذليلِ
سأعود من أرض الخليلِ مدافعًا  = ويؤوب من سفر الشتاتِ خليلي
وتعيدُ أمةُ أحمدٍ فُرسانَها = ويبيدُ جيلٌ أخْتَ هذا الجيلِ
وسترفع الرايات لا متشرذماتٍ = بل لربّ ناصرٍ ووكيلِ
ستصول خيل الله في ساحاتهم = وتجول في الأقصى جميع خيولي
وتقال أشعاري هناك نبوءةً = أو تُنتضى كالصارم المسلولِ
سأكون عظمًا قد أرمّ وحينها = ستكون يا هذا الصديقُ زميلي
سيزور أقبرَنا الذراري بعدَنا = يدعون بالإكرام والتبجيلِ
وسيذكرون مقالتي كوني الذي = لمن استدلَّ عليهمُ بدليلِ 

 وكانت القراءات للنص تتحدث عن قصيدة، كالصاروخ الموجه للاعداء، تستنهض همة الامة، وتشخص ما اعتراها من رزايا. وتجد ان الصبح هو للرسالة المحمدية، فقال الشاعر خليل الخوالده 

مثل الفرات قلوبنا.. وكدجلةٍ..
    أحزاننا ودموعنا كالنيل...
قلوبنا دجلة والفرات... قلوبنا شموس طالعات... وصواريخ على الشر هابطات...
قرأت القصيدة وكأنني استمع لاجمل الألحان والاغنيات.. ووجدت دماء الشهداء... فيها معظما كقدسي الآيات...
لله درك يا حميدي الهوى.. كما طويت على هذه المعاني فنشرت لها أعذب الكلمات... ولا اخفيك فقد استهواني جميل الوصف في البدايات... فامعنت النظر وانعمته في مطلع القصيدة.. فوجدت فيه وصفا متقنا ينساب عذبا فراتا...
وهزتني الاغصان المائلات والدل الغناج.. والكثيب.. وخصائل الشعرات..
ثم قفزت من حيث كل هذا وفزت بوصل اسمى معاني الجهاد والوفاء والوطنيات.. وانتهيت _شعرا_ إلى القبر وزياراته والجلال من فيه وسكب العبرات..
نقلك الله إلى فردوس الجنات.. واسبغ عليك نعمه باطنات وظاهرات.. ومتعك بالصحة والعافية ووالدك الكريم الأديب.. (د صقر الحبيب)

وفي تعزيزه لما كتب الشاعر د. الصقور قال الاديب د. احمد الحليسي "صح لسانك الشاعر دكتور محمود، قصيدة جميلة ورائعة تخاطب العقل بشاعرية جميلة ورائعة، حفظك الله ورعاك" 

وكتبت الاديبة امينة الجمجومي من المغرب تعليقا قالت فيه، ان ما قراته للشاعر  د. محمود في كتابة هذه الملحمة الشعرية، يدلل على أفق  واسع. وثقافة موزونة

وقد شخصت القصيدة كثيرا من علل الامة. وأسباب شتاتها. ومعاول الهدم فيها، وفق ما كتبت

وقالت "شكرا ثانية لانك ترى ان العودة إلى رحاب الله، لالتقاط حبله المتين، هو النجاة والنجاح
وتقبل الله الطاعات" 

 حماك الله ...
قصيدة نشرتها في 
الخامس من أيلول  ٢٠١٤
تتجدد من جديد 
وفق ما قال الشاعر مشهور المزايدة
حَمـــــــاكِ اللهُ يا غَزَّهْ /// مِنَ الطَّاووسِ والوزَّهْ
ومنْ ذئــبٍ ومنْ ضبعٍ /// إذا هَجَما على العَنْزهْ
فَكلٌّ فاغـــــــــــرٌ فاهُ /// ويُرسِلُ للمها غَمْزهْ
وليْثُ الغابِ سانَدَهمْ /// وحَقَّقَ في المدى قَفْزهْ 
وأهْدى القُبَّةَ الْكُبــرى /// صواريخا لها هَزَّهْ 
وذاكَ قريبُنا الْقاصـــي /// يُقدِّمُ للعِدى كَنْزهْ
يُكافئُ ذِئْبَـــــهُ يَرمي /// لهُ عظــــــما وما دزَّهْ
وأمَّا الْغَــــــزَّةُ الثَّكْلى /// فكانتْ مَوطِنَ الْعِزَّهْ
فَصَوْلَةُ خالــــــدٍ فيها /// وفيها جُرْأَةُ الْحمزهْ
أبادتْ ثعلـــبَ الدّفلى /// بُعَيْدَ دُخولِهِ حِرْزَهْ 
أزالــــــتْ عَنْ عُروبتِنا /// بقايا قَسْوةِ الْهمْزهْ
وقالتْ: طِبْتَ يا أردنُّ /// يا رِئَتانِ للغـــــــــزّهْ
فشَعْبُكَ مصْدرُ الإحسا /// نِ كمْ شاطَرْتَنا خُبْزَهْ
وعبدُ اللهِ قائــــــــــدُنا /// لهُ الأشواقُ مُنْدَزَّهْ
نؤَيِّدُهُ ونَعْشَقُــــــــــهُ /// وكلٌّ عاشق رمزه

وللادب الفاحص لما يقرأ، يقول أ. محمد التميمي، ان الشاب الدكتور الشاعر والأديب محمود صقر الصقور... 
وابداعاته وخاصة *بدر الاخرى* في هذه الايام تناسب كلماتها ومعانيها ما تمر بها الأمة التي نرجو الله ان يعيد لها هيبتها. بوركت دكتور والتحية لوالدك المبجل الدكتور صقر الصقور الأكرم

وفي استنتاجاته يقول الشاعر د. محمد جبر، ان الشاعر الدكتور محمود الصقور استطاع  أن يحمل قارئ أبياته بسلاسة ويسر من المطلع الغزلي الوصفي الرقيق إلى بحرٍ ملحميٍّ ثائر دون أن تترك هذه النقلة أدنى صدمة ودون أن يشعر بأيّ تناقض في جو القصيدة العامّ.
ولعل اختيار الشاعر تفاعيل "الكامل" بقوة وقعها وجمال إيقاعها مع انسياب تراكيب الجمل بأريحية واضحة ودون تكلف ساهما في هذه النقلة السلسة.
من ناحية المضمون جاء المطلع كلاسيكيًّا عربيًّا أصيلًا في الوصف والتصوير، ثم تجلّى الموروث الثقافي الديني والتاريخيّ في ثنايا الأبيات مع مفرداتٍ منتقاةٍ بعناية.
إنها قصيدة ملحمية مكتملة.
تحياتي لك د. محمود الصقور ولكل أعضاء المجموعة الأفاضل.

ويضع الشاعر د. فايز زعرور النص تحت المجهر ويخلص للقول ان قصيدة الأخ الزميل محمود صقور تؤكد أن الشعر بخير، فهذه الفصاحة والبلاغة لا يمكن أن تتأتى إلا عن شاعر مفوه طويل النجاد قي عالم القريض ونظمه، فهو أمه وأبوه، ولا شك بأنه قد رضع القريض مع لبان الأم ..

 لكني - يكمل الشاعر زعرور، بخبرتي المتواضعة - وقفت على طلول بعض المسائل التي لا قدرة لي على البت فيها دون الرجوع إلى من هم أكثر مني خبرة وممارسة في هذا الميدان:
١- هل يمكن استخدام الصفة (المنحول) لوصف الجسم، ام هي تعني (المقتبس بغير حق، والأجدى استخدام النحيل)؟
٢- هل يمكن استخدام الاسم (صهباءَ) بالفتح كمبتدأ، ام الأصوب (صهباءُ) بالضم؟
٣- هل يجوز استخدام أسماء الأنبياء جبرائيل - اسرائيل - اسرافيل) وهي ممنوعة من الصرف، كالأسماء العادية، باستثناء ستة أسماء هي: محمد - صالح - شعيب - هود - نوح - لوط؟
٤- هل تفعيلة البحر الكامل دقيقة في الابيات التالية: 
- ثاراتهم ورثوا من الآباء 
حتى لم يزل إرثاً أخو قابيل 
- وسترفع الرايات لا متشرذماتٍ
بل لرب ناصر ووكيل

مع عاطر تحياتي لأخي الزميل الشاعر محمود وكامل باقة الزملاء الكرام الأفاضل ..

وللشاعر مشهور المزايدة تجليات في قراءة النص اذ قال ان القضايا العروضية كما أشار  إليها أحد الزملاء لم تكن أخطاء بل هي أبيات مدورة والتدوير نادرا ما يكون في الكامل وكثيرا ما يكون في الخفيف. لكن الشاعر أحسن استخدام العروض مع اضطراره أحيانا لتغيير ضبط بنية الكلمةكي يستقيم الوزن كما في قوله ( كتْب) بتسكين التاء للضرورة الشعرية..  بالنسبة لكلمة نحيل فهي صفة مشبهة وكلمة منحول اسم مفعول وهنا كان استخدامها صحيحا.  أما الألفاظ الأعجمية التي تساءلتم حولها فهي ممنوعة من الصرف ولكن الشاعر استخدمها هنا وصرفها وهذا جائز في الشعر لكنه يعد من عيوب الشعر البسيطة..... أما كلمة صهباءَ بالفتح فالشاعر هو المعني بالمراد فإذا كان يقصد بها وصفا لكلمة أحداث في البيت السابق فهي صهباء بالفتح كونها صفة لاسم مجرور وكلمة صهباء ممنوعة من الصرف فجرها بالفتحة نيابة عن الكسرة. لكن إذا لم تكن الكلمة وصفا لكلمة أحداث فهي هنا مبتدأ وحقها الرفع. مع اعتذاري لتدخلي هذا...