عشقت الطبيعة، وسبرت اغوارها خلال فترات التعليم، لتعود في جامعات الاردن، تكتب للارض وللناس
انها الدكتورة بيتي السقرات، كتبت على منصة السلع همسا لتلك القباب في ضانا، وراودتها عن تاريخها، فكان هذا النص:
"ضانا" سيدة الدهشة الجبلية، كما تراها عين الجيولوجي،،،،
هذه الأرض، شرفة لا تنام، وكتاب أوراقه الأيام
قف عليها واستنطق الصخر فيها...وارو
عنها ما سطرته الأنام
وأنا أمارس مهنتي التي أهوى في تدريس علم الأرض و الصخور ، كانت ترافقني كلمة استنطاق الصخر واللافتة لانتباه طلابي مباشرة عند سماعهم لها و يستغربونها أحيانا فأبدأ بتوضيحها لهم وما تعني لي و علاقتها بالصخور و اختصاصي.
فأنا أخاطبها و أحدثها و هي تروي لي قصصا كثيرة ، فبعيدا عن التاريخ المليء بالأحداث التي مرت عليها فأنا أسألها عن ما يتعلق بعمرها ومكوناتها و البيئة التي تشكلت فيها بالإضافة للسؤال عن القوى الطبيعية التي تعرضت لها وأثرت في تشكيلها، فتجيبني لا بل وتروي لي القصص الكثيرة كتلك القصة التي أعيد سردها للآخرين عن سيدة الدهشة الجبلية "ضانا".
ضانا و صخورها تلك الصخور التي بمجرد اقترابي منها تعزف لي موسيقى الأرض ، الضوضاء التي تحدثها الطبيعة ، هذه الصخور التي هي في عيني ليست جمادات و لم تكن يوما كذلك هي في كل ذرة فيها تحمل قصة تشكّلها و تكونها قبل أن نتواجد نحن بملايين السنين ،
هي قصة تنتظرنا لنقرأها، تقف أمام أعيننا بعظمتها تخبرنا بأنها فريدة في تكشفها فعمرها الجيولوجي من حقبة الباليوزويك وهي الحقبة التي تمتاز برمالها والتي تتباهى بألوانها بين شقيقاتها من الصخور التي تحيط بها أو تليها في العمر ، فمع جمال الصخور الرملية ذات الترسيب النهري إلا أن للصخور الجيرية رونق آخر وهي التي تخبرك أن هذه المنطقة غمرت بمياه البحر لأعماق ضحلة في عصور جيولوجية هي الثلاثي و الكريتاسي الأعلى.
ضانا و أي قصة ترويها لي سيدتي الجميلة فنشاط البحر والنهر شكّلا فيك ما جعلك تفوقين الوصف ، ضانا المحاطة بالتصدعات المتميزة وانت تحملين بين جروفك في طرفك الغربي ذلك الخام الذي يتوهج بلونيه الأخضر والأزرق ، الخام الذي اكتشفه آدوم فطوعه واستخدمه و ننتظر نحن أن نستفيد منه أكثر وأكثر.
ضانا وما فيك من تراكيب جيولوجية معقدة هي نتاج ضغوط وحركات تكتونية أجهدت بها وما زادتك إلا ألقاً و بهاء و لم تزدني إلا حبّا بك ،كيف لا و أنا في كل زيارة أضع يدي على قلب أرضك و استشعر نبضك و في كل مرة لا أزال أجد نفسي عاجزة أمامك و كأنك و بعد كل ما عرفته و تعلمته و قرأته عنك أجدك ذلك اللغز الذي يشعل شغاف قلبي لتعقبه من قاع وديانه لأعالي جباله و أجدك كنت وما زلت وستبقين. سيدة الدهشة الجبلية
ذلك كان النص. رائعا روعة هذه البنت الطفيلية، وماتعا كبريق حروفها الجنوبية، فكانت هذه الحوارات التي بدأها رئيس جامعة الطفيلة التقنية فرصة لاستذكار الايام الأكاديمية، فقال الاخت و الزميلة الفاضلة و عالمة الجيولوجيا الجليلة الدكتورة بيتي : اجدت - في مقالتك الرائعة - وصف ضانا و ما يراه الباحث المتخصص في صخورها فهي تنقل له رواية تمتد الى آلاف السنين بل ملاين السنين عبر العصور الجيولوجية السحيقة.
قد يقف شخص أمام ضانا و يرى عظمة المكان من خلال ما يستذكره من الامم التي مرت عليه و كأن المكان شاهد الى العصر، شاهد صامت منصف تتغير الايام و لا يتغير.
و قد يقف شاعر امام روعة ضانا وقت الغروب فيكتب قصيدة عصماء من وحي المكان و الغروب و الأمم التي تعاقبت على المكان فيندب نفسه "انك ميت و انهم ميتون".
و اما اهل العلم فلهم وقفتهم الخاصة، انهم كقارئة الفنجان او تلك التي تخط بالرمال و لكنهم بمنهجية صادقة عميقة يقرأون الماضي و العصور السحيقة و الامم الغابرة و يقرأون المستقبل و ماذا يمكنهم من مساحة للمستقبل للتأثير فيه و توجيهه ان امكن.
و ما بين العلم و الادب تكتمل صورة الحياة و النفس لا تكتمل زينتها الا بجناحيها، العلم و الادب، فبارك الله هذا البوح العلمي الشفيف،،،، لضانا.
و ليعذرني اخواني و اخواتي على قلة اطلالاتي عليهم و ما ذلك و الله لسلوى و لكن لبلوى فالذي يحمل على كاهله مسؤولية تطوير جامعة و الارتقاء بها الى اعلى،....... كثير عليه ان يجد وقتا للنوم و دمتم بود يا اهل الملتقى و معالي مشرفه العام و سادنه الاشم.
وتخاطبت المغربية الاديبة امينة الجمجومي مع د. بيتي، وقالت
عالمة النص، وكاتبة الألوان، وباعثة النبض في المكان، اسعد الله ايامك،
فقد ازدان الموقع السياحي الجنوبي في الاردن "ضانا" بهمسات قلمك الذي زاد على التكوين الطبيعي رقة وجمالا.
والجيولوجيا هي ما تاتلف منه جغرافية المكان. اذ نشرت الخبرة والعلم على ارجاء هذه المحمية الطبيعية، التي حدثنا عنها اكثر من زميل على المنصة
لقد اجدت في تحريك الثوابت في المكان. بذات الرقة التي تكتبين، والعلم الذي تعرفين. فكان الحرف دالا على ما تخبئه ضانا، تلك المحمية ذات المحيط الحيوي، كما اطلعت.
سيدة الدهشة يا عزيزتي. ستظل لغزا. ما دام العشق قائما، وستبقى التكوينآت تضج بذاك النبض السيال في قلبك الرائع، حبا وعشقا وتلمسا لكل جديد،
وقال د. احمد القرارعة، الاذاعي في الطفيلة التقنية. ان د. بيتي
ابدعت وتالقت وجمعت بين علوم الارض والادب بكلمات مدهشة جميلة يستمتع القارئ حين يتناولها ، بوركت ، وزادك الله من فضله
ووجده الاديب د. احمد الحليسي، مقال متميز عن ضانا بكلمات شاعرية، استنطاق الحجر كما استنطق الشعراء الأطلال والدمن، وظفت التاريخ والجغرافيا في هذا المقال، حفظك الله ورعاك
ولأستاذ الادب العربي في جامعة مؤته. د. خليل الرفوع، ميزان، يرى فيه النص، قال فيه انه نص مفعم بالسرد والنجوى والأنسنة، صخور ضانا التي على شكل قباب مزركشة تحمل أسرار الخالق في الخلق .
وقال شاعر النوارس د. هشام القواسمه. أبدعت بلغتك الجميلة أحسست بوقع الحروف وهي تترنم ترانيم قداس مهيب...
****
لضانا التي أشرقت
رغم عتم المسافر ظلانِ
ظل يسير على حائط التينِ
يغسل خابيتي بنداهْ
وظلٌ يغيب كوجه الحبيبةِ
يوجعني في رؤاهْ
لضانا عتاب الغيومِ ..
الغريبِ على متن قافلة لا تعودُ
يسافر في سقفها
كلما جنّ ليلٌ تعلق غصنَ الغياب
كل الياسمين لك د. بيتي
مدير الثقافة د. سالم الفقير، قال انها
أنسنة جميلة للمكان، وتلك هي انعكاسات البيئة المكانية.
أتمنى لك التوفيق والسداد بعون الله تعالى، وشكرا لك على ما تفضلت
فيما المحافظ المثقف، د. حاكم المحاميد، يرى النص من شفافية الحروف التي تطل على بهاء المفردات اذ يقول، انه مقال رائع ومتميز عن ضانا ، دام بوحك دكتوره وأسعد الله ايامك
اما الناقد والاديب د. ابراهيم الياسين مشرف الملتقى، فيقول، انه نص وصفي للمكان وسحره وعظمة تشكله صيغ بلغة شعرية تبرز جمال المكان وروعة المتكن، وتظهر دقة صنع الله وبراعته. عندما يجتمع العلم واللغة في النص تتفجر الشعرية بكل تجالياتها وقد توحد المكان والإنسان، وصارا صديقين متحاورين يجمعها إحساس مشترك. أبدعت دكتورتنا الرائعة.
د. بيتي.. قالها الصحفي الثقافي، احمد الطراونه. الذي اضاف،
لا أحد يدرك كنه الصخور، ويعرف همسها، ووجعها، وضحكتها حين تغفو الشمس في حجرها، إلا امثالك ممن تربّت على أصابعهم مفاتن النصوص ورتلت على اسماعهم حروف القصائد، أو كانوا يسترقون السمع لصراخ الريح في جوف ضانا، ضانا الليل والنهار، ضانا الدهر الذي يختبئ في جوف الأسحار،...
كنت سيدة الدهشة حين فاضت دهشتك
اما العضو محمد النعانعه، فيراه نصا ادبيا وعلميا نابع من شغاف قلب احب وطنه وتستنطق كل حجر وشجر وواديا وجبلا
نسمع صدى اصوات أجدادنا تتلاطم عبر واديها السحيق تقول نحن هنا نحن من عمر هذه الأرض وبنا وعلا
واضيف...
ينبلج من ابط الجبل نبع ماء وهو دائم الجريان بارد صيفا ودافئا شتاء لذة للشاربين، وهو سر وجود عشائر العطاعطة في ضانا، التي بنيت على انقاض قلعة بيزنطية بني فيها مسجد في عهد السلطان عبد الحميد على انقاض مسجد إسلامي قديم
تسكنها عشائر العطاعطة(النعانعه، الخوالدة الخصبة)
لقد كانت ضانا كما هي القرى الاردنية الواقعة على الضفة الشرقية لحفرة الانهدام تحيط بها الجبال من جميع الجهات تكثر فيها ينابيع المياة وفيها غابات البرة الشهيرة التي اجتثها العثمانيين كوقود للقطار،
فيها الماء والخضراء والخلق الحسن
خضعت ضانا الى حكم الدول الكبيرة الأدوميين والانباط والرومان والغساسنةوالدولة الاسلامية والحكم العثماني،
تطورت كما هي قرى الاردن، وهجرها اهلها واصبحت من اكبر المحميات الطبيعية في المنطقة والتي تحتوي اكثر من٨٢٣ نوعا من النباتات ٣ منها لا توجد في مكان الا في ضانا وسجلت باسمها وفيها الكثير من الحيوانات والطيور النادرة مثل النار السوري والصقر المرقط والضباع والذءاب والبدن والغزلان وغيرها... رحل اهلها الى القادسية، وهاهي القادسية الشماء حلت بدل ضانا يسكنها العطاعطة، والتي ستبقى المجد والاصالة والتاريخ
ومتنفس لمن طلب الهدؤ والسكون والراحة والاستجمام...
بوركت دكتورة بتي السقرات وسلم يراعك وقلبك المحب للجنوب واهله الطيبون وسائر الاردن وامته العربية
وسلم معولك البناء والباحث عن المجد والخلود
متعكم الله بالصحه والعافيه وكافة الاخوة والاخوات الافاضل
ولا ترى التربوية د. لبنى الحجاج. مديرة التربية والتعليم في المحافظة، بدا من القول "العزيزة د. بتي.." ومن مثلك يطوع الصخر، ويرأب الصدع مهما امتد، أخالها تلك الصخور يفتتها قهر الكلمات وتعنت الذكريات، ومن مثلها ضانا سيدة الجبال ذات القناع الضبابي الذي تصدع له الروح، تآلف جميل بين أبجدية الصخر وبوح المكان، دمت سيدة للكلمات غاليتي
وليسمح لي أستاذنا علّامة الكيمياء ورئيس جامعتنا الرائدة أ. د محمد خير بسرقة علنية لما قال : بأن يعذرني الأدباء والشعراء والنقاد الكرام على قلة اطلالاتي والتعليق على جميل بوحهم وما ذلك لسلوى ولكن لبلوى المسؤولية وعبء المرحلة وإن كنت أستمتع بما يعرض وأجده كالواحة وسط البيداء، وأخط الكلمات في ذهني ويمنعها اتصال ولي أمر أو كتاب عاجل لا يحتمل التأجيل، دام هذا الملتقى بالكبار الكرام و ملاذا لكل مبدع، وبوركت جهود سادن الملتقى وناظم عقده ألاستاذ غازي.
وكالعادة، يرى الشاعر بكر المزايده. في الشعر انبل تعقيب، واروع اضافة اذ يقول. لا يسعني إلا أن أعقب على جميل ما تفضلت
به الدكتورة بيت بهذه القصيدة.
عروس الجنوب
وَقَفَ الجمالُ بصفحةِ الأزمانِ
مُتحيّراً من حسنها الفتَّانِ
ضانا العراقةُ والاصالةُ نبضها
فأنِخْ ركابَ البعدِ والهُجرانِ
فإذا أتيتَ إلى رُباها صادياً
فاشربْ مُدامَكَ من يَد الأشجانِ
و اركبْ على غيمِ الصبابة مُولعاً
وامْسَحْ غُبارَ الهمِّ والأحزانِ
وانفثْ بآهاتِ الأسى حتى ترى
من سَفحِ خدِّكَ موكبَ الأجفانِ
إن بُحتَ في تلك المشاعرِ مرةً
سترى صدى الآمال في الوجدانِ
ضانا الحياةُ و يا حُدودَ مواسمي
يا صيفيَ الأحلى و يا نيساني
مدتْ أناملها تجسُّ لواعجي
فَجَرتْ دماءُ العمرِ في الشريانِ
رُسمتْ على وجه الحضارةِ معلمًا
خُطَّتْ على الأيام والأزمانِ
و ملامحُ التاريخِ فوقَ أكفِّها
وَشَّتْ نواشرها بكل جُمانِ
فيها التلالُ مع الهضابِ تعاضدتْ
وتطرَّزتْ من رائِع الألوان
و الفجرُ يضحكُ للسهولِ بنشوةٍ
وطلائعُ الغيماتِ في الوديانِ
وتداعبُ الأطيافُ زهرَ مروجها
والصبحُ قبَّلَ وجنةَ الغزلانِ
وتناثرتْ كالعِقد حباتُ الندى
فغدتْ تزيِّن معصمَ الأفنانِ
والشمسَ أيقظها أغاريدُ الرُّبى
فتلألأت نوراً على الأغصانِ
وتُغرِّد الأنسامُ بين سفوحها
وتراً يدقُّ بأعذبِ الألحانِ
تتمايلُ الأشجارُ فوق تلالها
من كلِّ واحدة ٍ بها زوجانِ
تتوضأ الأشواقُ من أزهارها
والسحرُ يشربُ من فم الريحانِ
لبستْ عليها من السكينةِ حُلّةً
و تلحَّفتْ بسمائها بأمانِ
فيها المشاعِرُ تستوي حتى غدا
يلهو الحمامُ بها مع العقبانِ
و الشمسَ هدهدها الغروبُ بلهفة
كالأمّ تحضنُ طفلها بحنانِ
مثل العروسةِ إذْ تجرُّ ثيابها
خلفَ الغيابِ بدمعةِ الولهانِ
فيصافحُ الليلُ الحزينُ أكفَّها
حتى غَشتهُ حُمرة الخجلانِ
هي جنةٌ في الأرضِ صاغَ جمالَها
نورٌ تجلّى من يد الرحمنِ
هي نشوةٌ للعاشقين و رِعشة
وأثيرُ أطيافٍ من السلوانِ
فاشربْ كؤوسَ الشوقِ من وجَناتها
فمُدامُها يا سادتي ربّاني
إن تصلبوني في جُذوعِ غرامها
أو ترجموا الوجدانَ بالصوانِ
وتعزِّروا روحي بشمِّ نسيمها
فأموتُ فيها ميتةَ الولهانِ
قولوا لهم هذا شهيدَ صبابةٍ
وغرامُ ضانا كانَ سَهمُ الجاني
وحياها المشرف الاعلى للملتقى د. فيصل الرفوع. وقال سلم قلمك وفكرك دكتورة ب فيما د. حنان الخريسات، قالت تتحدثين عن جمال الطبيعة ضانا حيث يكون الجمال ،، كلما زرته يزداد جاذبية،،
لغة جميلة وهادئة وانت تصفين ضانا الجمال والتراث والحضارة لكن بعين علمية ...
والتربوي محمد التميمي، الذي تعجبه الكتابة والكاتب، قال الدكتورة *بتي السقرات* عالمة الجيولوجيا المتألقة في عملها تكاد تخاطب الصخور والمكان لما مر عليهم من تاريخ يعانق الجغرافيا .
رغم عملها أستاذة في الجامعة وانشغالها في نقابة الجيولجيين الا ان عشقها للطفيلة ومناطقها لايبعدها عنها.... مقال رائع مليئ بالصور والكلمات والأحداث
ولفيفيان شويري الدكتورة المنشغلة بالمجموعات، راي فيما كتبت د. بيتي. اذ تقول، لطالما تساءل الباحثون عن مصدر إلهام البشر، وتجادلوا وناقشوا وطولوا وعرضوا افتراضا وتنظيرا.
لو نظروا بعيون العلماء لفقهوا ان الام الطبيعة الملهمة هي المصدر ومنبع الجمال الذي لا ينضب،فما من عالم الا وكانت الطبيعة ملهمته ،فعشقها ومنها استمد علمه ونبضه،وعزمه، وجلده، وحتى راحته وإلهامه.
وبوح العالم له نكهته ورونقه وان لم يكن شعرا الا انه يلمع كالشعر سحرا وألقا.
شعورها مرهف،وكلماتها نسيم راح يتهادى بين سطور نقلتني على حين غفلة الى المكان، فاستحضرته صورا كانت ملأت نفسي حنينا الى يوم اجوب رحاب تلك الاعالي المتحجرة ولكن اراه بعيدا، فقربت الاديبة لي المسافة.
اسلوبك احيا الجماد، يا دكتورة بتي، فلم تعد الجيولوجيا صخرا اصم، وتحركت الاجسام ورقصت على انغام بوحك الساحر.
لقد حركت كلماتك الوجدان ولكأن قيثارة تلامسها أنامل حورية خرجت لتوها من عبقر ضائع بين صخور ضانا الأسطورية. وحل السحر وتحول المكان صاخبا،ضاجا موسيقى
وللشاعر خليل الخوالدة، رؤية اسهلها بالقول، مساءٌ رقيق كرقراق سيل ضانا العذب الفرات... لكِ مستنطقة الصخر دكتورة بيتي.... الكريمة..
لقد انطقت داخلنا الحنين... فضانا لنا ذكريات الصبا.. وانطلاقات الشباب... ضانا لنا سِحرٌ وسَحَرٌ... بعده انفلق فجرنا...
ضانا لنا وسادة نتكئ عليها فنفرغ كل التوتر والشوق والهيام..
ضانا أنيسة وادعة... ارخت جدائلها على قلة جبل العطاعطة تدللا...
ضانا مهوى قلوب العشاق.. عشاق البيئة والوطن والطبيعة والحبيبة أيضا...
ضانا صخرٌ يرقق قلوب البشر.. وهو تاريخ.....ناطق بليغ... لكنه يبدأ وينهي كلامه بالجمال.. سلمت أيتها الدكتورة الجميلة الاديبة...
لن اترك لنفسي الحديث عن ضانا.. لانه سيطول ويطول... لكن اذكر ان في ضانا منطقة تسمى شق الريش.. وهي شق بين جبلين وهو من الأمان بحيث تتخذه حمائم ضانا اعشاشا لها.. فتجد الشق بين الجبلين مليئا بريش الحمام والطيور.. ومن هنا جاء اسمه..
هذا الشق هو ما اسميه انا ببوابة البتراء.. لان فيه محاولات للانباط لحفر الصخر لكن يبدو أن قساوته حالت بينهم وبين بناء بتراء أخرى..
في هذا المكان حفرت الكثير من الابار على رأس جبل مرتفع يصله طريق ضيق جدا جدا جدا.. تتجمع مياه الأمطار من سطح هذا الجبل الصخري بقنوات لتذهب إلى تلك الابار التي حفرها الانباط... و بجانبها جبل ملئ بمحاولات الحفر فيه..
وإلى شرقه مقطع صخري عريض عظيم... حفرت قبور قديمة في الصخر....
ومدخل الجبل قوس صخري يمر الناس من تحته.....
وهناك العديد من المواقع التي سكنها القدامى في ضانا الحبيبة...
اخيرا
لا شئ أجمل للر على كلماتك وتقدي قلمك مما بعثته الدكتورة فيفيان من صور.. بكاميرا موظف محمية ضانا وهو بالمناسبة ابن اختي...
حفظك الله ورعاك دكتورة بيتي واجمل امنيات الخير والعافية والتوفيق.
ورآه شاعر الأرز. د. فايز زعرور نص جميل جداً، بلا شك، ويتحدث عن أنسنة المكان بأبلغ وأجمل صورة، لكني أضيف وجهة نظر في هذا السياق، قد تكون خاصة إلى حد ما، وهي أن الإنسان، ككائن حي، ما هو إلا نتاجُ البيئة المكانية التي ولد فيها، ونشأ، وترعرع؛ فمكوناته الروحية، والبيولوجية، باتت متماهيةً تماماً مع تلك البيئة، وذلك المحيط .. وهذا هو السرُّ وراء انجذاب المرء إلى بيئةٍ مكانيةٍ معينة، وشعوره الغامض بانتمائه إلى تلك البقعة المكانية بعينها، حتى ولو كانت صحراءَ
قاحلة:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل
اي مهما تنقل المرء في مجاهل هذه الأرض وأصقاعها، تبقى روحُهُ مشدودةً بقوة إلى حيث ولدت ونشأت، إلى البيئة التي استنشقت فيها رئتاه أول أنفاس الحياة واكتحلت عيناه بأولى مشاهدها .. حتى المكونات البيولوحية للنطفة الأمشاج التي خلق الله منها الإنسان بعد أن كان شيئاً غير مذكور، هي من هواء، وماء، وتراب، وثمار، ذلك المكان، لذلك لا عجب في أن تتضمخ تلك الروح التي سكنت ذلك الجسد بعبق ورونق تلك البيئة، وتهفو إليها كلما شط بها المزار عنا ونأت بها الديار :
إني وإن شطَّ المزارُ
ولم تكن داري أَمَم
أصبو إلى تلك الخلال
وأصطفي تلك الشيم
وألومُ عادية الفِرا
قِ وبين أحشائي ألم
ولو أمعنا النظر في الأبيات الوجدانية التالي، لوقفنا ربما على القصد:
لا الورد يرويني ولا الوعدُ
أنا عاشق عينيك يا نجدُ وأنا بحبك شاعرٌ كَلِفٌ أغرته منك فضائلٌ تشدو
وعلى لساني ألفُ أغنية في رملك الممتد تمتدُّ تغدو وفيها ما أودُّ لها من زائناتٍ زانها عقد فتطوف في أهليك هانئة
وتكاد من زهوٍ بهم تعدو
وتعود منهم والفخارُ بهم طوقٌ هو الرَّيحانُ والرَّندُ
فالفضل فيها منك إن رجعت
والفضل والعرفان إذ تغدو
يا نجدُ بي شوقٌ وبي ظمأ
ولديك أفضالٌ هي الشهد
والعهد أنك ديمةٌ غَدَقٌ في الناس مثل السيل تشتدُّ
تهمي عليهم والظماء يدٌ تمتد آونةً وترتدُّ
فتعود هانئةً وقد رَويت والشكرُ في العينين والسَّعدُ
فهبينيَ الحُلمُ الذي اكتحلت
عيني به والتَّوقُ والوعدُ
وللحديث تتمة .. بإذن الله، إن راقتكم مقدمته.
وفي إعجابه بما كتبت. قال الشاعر اللبناني محمد جبر، لم يسبق لي، وأنا المفتون بالطبيعة وخاصة الجبلية، أن زرت ضانا ولا رأيت صخورها.
إلى أن قرأت نص د. بيتي السقرات.
هذا النص المعرَّف عنه أنه نص علميّ، فاجأتنا فيه الدكتورة بيتي قال انه بأسلوب وصفي تصويري دقيق أضفى عليه روحًا أدبية غنية بتشابيهها وتصاويرها ممّا سهّل على القارئ الخوض بين تعابيره ومصطلحاته العلمية والجيولوجية الصرفة.
أتممت قراءتي فكنت كأني أقف أمام صخور ضانا وجهًا لوجهٍ أحدّثها وتحدّثني... كما أفعل عادة مع صخور قريتي الراقدة في أحضان جبال لبنان.
ولقد زادت من يقيني ودهشتي في آن، الصور التي أرسلتها د. فيفيان.
تحياتي لك د. بيتي، ولكل أفراد هذه المجموعة الراقية.
ملاحظة من خارج الإطار: لا ينبغي لحرف الواو (سواء أكان حرف عطف، أو قسم، أو معية... أن ينفصل عمّا بعده شأنه في ذلك شأن الأدوات ذات الحرف الواحد كالفاء مثلًا.)
واختتم د. غازي المرايات. تلك الحوارات بقوله. ضانا سيدة الدهشه الجبليه تربض على شفا
هضبة تطل من شرفتها
على فينان ( funon )
القديمه الضاربه في أعماق التاريخ والجاره
لضريح ابي ذر الغفاري
لها في الذاكره الجمعيه
قداسه تهوي إليها الأفئده
من كل فج عميق،.
نحن الذين درجنا ايام الصبا وفي الصباحات
الجميله على شرفاتها
وفي شعابها المطرزه بالاقحوان وشقائق النعمان، ما زلنا نرقب حمامها وغزلانها كلما
غدت في الصباح أو ابت
إلينا في المساء وهي جذلى بما جنت من خمائل الوديان...
ضانا يا سيدتي جميله
وجئت انت لتضفي على
جمالها جمالا برقة الكلمات وحنية اللمسات،
ضانا تأسرك بالسلام والبهاء وانت تغذين المسير ما بين الصخر