اختار لنا الاذاعي د. احمد القرارعه بعض ما كتب في الأيام الاخيرة على منصة السلع
وللقراء خارج المنصة، يسعدنا مثل هذه الاطلالة على حراك الادباء والشعراء قبيل الندوة القادمة في ٢٥ من أيار الجاري
ونستهل هذه المختارآت. بما كتبه استاذ الادب العربي في جامعة مؤته الشاعر والناقد د. خليل الرفوع اذ قال، فإن الأدب يطيب ، وما زلنا نطلب العلم ونبحث عن الحقيقة ، والحق أقول إن القرآن ثم الأدب بضروبه قد شكلا تأسيسا في بنية العقل ، وما زالا كذلك ، وأما شعر الأخ محمد الشروش فقد كان طليعيا في قرية بصيرا مع الشاعر محمد الرفوع ( أبو الرفوع) ، وقد سعدت حينما كنت رئيسا لقسم اللغة العربية باستضافة الشروش مع الشعراء عارف المرايات رحمه الله، ويوسف أبوهلالة قبل ثلاث عشرة سنة في جامعة مؤتة ، كما شاركت بوضع كتاب معجم شعراء الجنوب الذي طبعته وزارة الثقافة ، وكان عملا ببلوغرافيًّا توثيقيا .وأعلم أن النقد في وطننا يقوم على المعرفة والشللية للأسف ، وأن تيارا حزبيا كان يسيطر على المشهد الثقافي، لذا قدموا من يدندنون على وترهم ، فكان أن أُبعِد ثلة من الشعراء الكبار خاصة في الأطراف وكانوا يستحقون النقد والتقديم .
أكرر احترامي لك ولمعالي أ.د.فيصل الرفوع المشرف على الملتقى، ولجميع الإخوة في الملتقى .
وما يكتبه أو يختاره المرء قطعة من عقله ، نسأل الله الإخلاص في القول والعمل ،والتحية مضمخة بحناء القلب للشاعر الحبيب أبي أحمد ولكل من عقب ويعقب ، فالتقدير لهم جميعا من قبل ومن بعد ، وما زال في القلب شيء من حتى بالنسبة للنقد في دراساتنا الأكاديمية والثقافية .
وكتب د. فوزي الخطبا، قبل خروجه من الملتقى" ان الدكتور علي منصور كيالي الباحث والفيزيائي السوري .. اكد
- أن أبواب السماء ذات حراسة مشددة لا يستطيع مردة الجن والشياطين المرور من خلالها، بينما يستطيع رواد الفضاء الولوج من خلالها تسهيلا من الحق سبحانه لعالم الأنس حتى يريهم آياته العظيمة في الآفاق كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة، وأوضح أن السماء ليست فضاء مفتوحا كما يعتقد بعضهم وإنما هي عبارة عن أبواب لا يمكن العروج الا من خلالها.
و يقول الدكتور الكيالي
ولذلك أنا حاليا اعد برنامجا تلفزيونيا سوف يكون الأول من نوعه في العالم اقوم من خلاله بدعوة الجانب الآخر بالحوار العلمي لأن الجانب الآخر يحتاج الى حجة علمية وليس الى نصح وارشاد وسوف اخاطب مباشرة روسيا ..؟
وهي دولة عظمى وأقول لهم: ان بلادكم دولة عظمى ولكنها عندما تريد الذهاب الى الفضاء لماذا تذهب الى جمهورية كازاخستان الى مركز بايكانور بكازاخستان وهي قادرة على بناء قاعدة جوية فلماذا لم تطلع من الاراضي الروسية مباشرة والسماء مفتوحة امامها وفي كل رحلة عليها ان تأخذ اذنآ من دولة اخرى وتدفع مائة مليون دولار عن كل رحلة فسوف يكون الرد:
" ان فوق روسيا لا يوجد باب الى السماء. مضيفا:
ان من الامور التي هيأها الحق سبحانه لي حتى اتثبت من هذه المعلومة.... انه عندنا من الجنسية العربية رائدا فضاء احدهما سعودي الجنسية والآخر سوري من حلب وهو اللواء الطيار محمد فارس وهو صديقي الشخصي فعندما سألته:
لماذا ذهبتم الى كازاخستان فقال: ان الروس قالوا لنا لا يوجد فوق اراضيهم باب الى السماء رغم المساحة الكبيرة لدولتهم.
وأضاف:
واذا ما انتقلنا إلى أوروبا سنخاطب برنامج الفضاء الأوروبي اما عن طريق الأقمار الصناعية أو بزيارتهم ونسألهم لماذا تذهبون إلى الأرجنتين إلى جوينا الفرنسية لكي تصعد إلى الفضاء؟
سوف يكون الرد:
أن اوروبا كاملة لا يوجد فيها باب إلى السماء ..؟!
فهو يضطر إلى ان يحمل صاروخه في البحر بحراسة مشددة وبتكاليف باهظة لكي يذهب الى جوينا الفرنسية عند الارجنتين.
ويتابع حديثه قائلا:
واذا ما انتقلنا إلى أمريكا وهي دولة عظمى نلاحظ ان مركز اطلاق السفن الفضائية بجزيرة ميريت بالمحيط الاطلسي وغالبا ما يتأخر اطلاق المكوك لوجود العواصف الرعدية وتأخير الرحلة كما هو معلوم له تبعات مالية واعادة حسابات فنقول لهم: عندكم صحراء نيفادا وهي صحراء تندر فيها الامطار ولا يوجد فيها غيوم اطلاقا فسوف يكون الجواب:
" انه لا يوجد هناك باب إلى السماء وهنا سأقدم قرآني الذي يقول: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) بهذا العلم وبهذا الحوار العادي والمنطقي فأقول له: هناك آية في القرآن الكريم نزلت منذ اكثر من (١٤٠٠) عام تقول:
" ان السماء ليست فضاء مفتوحآ، ففي سورة النبأ (وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا) فالمنطق انه لا يوجد احد يفتح باب داخل الفراغ فالسماء بالنسبة لنا هي فراغ، مشيرا الى ان أول من اكتشف هذه الحقيقة هم الجن، حيث يقول الحق سبحانه: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا).. فالحرس يكون على الابواب فهناك ما يسمى المطر الشهبي يضرب الارض بحوالي عشرة آلاف نيزك في الساعة لكن بعض الامور ليس فيها مطر شهبي وهذه تسمى ابوابآ لكن عليها حرس حتى لا يمر من خلالها الجن ومردة الشياطين، فعلى ارتفاع (٨٠) كيلومترا من الأرض يبدأ المطر الشهبي.
واضاف قائلا: بناء على ما سبق فقد علقت على «قفزة فيلكس» والتي شاع انه قفزها من على ارتفاع (٨٠) كيلومترا وذلك عبر لقاء معي من تلفزيون دبي فأكدت لهم ان ذلك ليس ممكنا ابدا حيث ان طبقات غلافنا الجوي (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) يصل الى ارتفاع اربعمائة كيلومتر وعلى ارتفاع ثمانين كيلومتر يبدأ الرجم الشهبي فهذا الرجل اذا وصل الى هناك لن يعود، فلما قابلته في دبي قال لي: ان القفزة كانت من ارتفاع اربعين كيلومترا وليس من ارتفاع ثمانين كيلومترا وقد اعترف بهذه الحقيقة، وقد صححنا هذه المعلومة التي كان فيها شيء من المغالطة.
حراسة مشددة
وأوضح ان من خلال تلك الابواب هناك شهب تقوم بعملية الرصد وليس الرجم العشوائي وقد جاء القرآن الكريم بهذه الدقة العلمية: (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) فإذن الشهاب يقوم بعملية الرصد، ويقول الحق سبحانه:
فلماذا تمت عملية المعراج من فوق القدس ولم تتم من مكة مباشرة مشيرا الى أن هناك ابوابآ الى السماء من فوق القدس ولم تكن تلك الأبواب موجودة في سماء مكة، وأشار الى أن هناك سورة تسمى سورة الإسراء فالإسراء كما هو معلوم ..
هي الحركة الأفقية والمعراج هي الحركة العمودية (اليه تعرج).. موضحا ان الله سبحانه وتعالى رفع أثنين من أنبيائه من القدس وهما *سيدنا عيسى*
*وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام*
وحتى اثناء عودة سيدنا محمد كانت أيضا الى القدس ولم تكن الى مكة المكرمة وهذا لكونه بشر: *(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)*.
وأوضح أنه ثبت علميا ان السماء هي عبارة عن أبواب ..
ولايمكن العروج إلا من هذه الأبواب التي اذن الله سبحانه للعروج من خلالها.. فمن خلال هذه الأدلة العليا سوف نقوم بزيارة الى موسكو وسوف نتحاور معهم بهذه الشفافية وسوف نقدم ديننا الحق..
(مقال يستحق النشر) ؟؟؟
ومن مختارات النقابي المهندس علي المصري، تحت عنوان رفقاً بالقوارير... كانت هذه القصيدة
جلسا سويا ، والليالي .. مقمرة
يتغازلان ويأكلان {محمرة}
قال الحبيب ممازحآ يا زوجتي
إني .. أراكِ فقيهة .. متنورة
إن العنوسة في البلاد كثيرة
وكبيرة ، و خطيرة و مدمرة
و لقد وجدت اليوم حلا رائعا
لوتسمحين حبيبتي أن أذكره
قالت: تفضل يا حياتي ..إنني
ممنونة لمشورتي ومقدرة
فأنا لمشكلة العنوسة عندنا
محزونة ، و كئيبة ، ومكدرة
قال الحبيب أيا ربيعة عمرنا
هذا كلام حكيمة ما أكبره
لو أن كل رجالنا قد عددوا
لم يبقَ من جنس النساء معمرة
فإذا قبلت بأن أكون ضحية
ونكون للأجيال شمسا نيرة
فإن رضيت يكون أجرك طيب
وجزاء من ترضى بذاك المغفرة
ضحكت وقالت يارفيقي إنه
رأي جميل كيف لي أن أنكره
عندي عروس "لقطة" ترجو لها
رجلا ليسترها الحياة وتستره
فإذا قبلت بها سأخطبها غدا
قبل الفوات ؛ فإنني متأخرة
هي لاتريد من النقود مقدما
للمهر أيضا ... لا تريد مؤخرة
فتنهد .. الزوج المغفل قائلا :
هذي الصفات الرائعات الخيرة
قالت و لكن العروس قعيدة
سوداء عمشى والعيون محبرة
وضعيفة في السمع درداء لها
طقم من الأسنان مثل المسطرة
والأنف..قال مقاطعآ ويلي كفى
هذي عروس زوجتي أم مقبرة
فتخاصم الزوجان حتى قبعت
ما بينهم نار الحروب مسعرة
واستيقظ الجيران ليلا هزهم
صوت الصراخ كأنها متفجرة
ورأوا أثاثا قد تطاير في السما
صحنا و مقلاة ، كذلك طنجرة
كأسا و إبريقا و مكنسة .. كذا
سمعوا استغاثة صارخ متجبرة
ذهب الزعيم إلى الدوام صبيحة
و كأنه ... بطل المعارك .. عنترة
ما فيه إلا ... كدمة في .. رأسه
يده إلى الكتف اليمين مجبرة
وبعينه اليسرى ملامح كدمة
كحلية ، وكذا .. الخدود مهبرة
وبه رضوض في مفاصل جسمه
لكأنما ... مرت عليه مجنزرة
ومضى يقص على الرفاق بأنه
قد حطم الوحش الكبير وكسره
عادالسقيم لزوجه مستسلما
و معاهدا ....ألا يعيد .. الثرثرة
قالت : لعلك قد رأيت بأنني
لخلاف ... آراء الحياة .. مقدرة
لكن ،.. لئن كررت رأيك مرة
فلأجعلن .. حياة أهلك مرمرة
وتحت عنوان الكلام المتين، كتب المحافظ حاكم المحاميد، ان
بعض الخلفاء استدعى شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة
قال: من أنت؟ وما حاجتك؟
فأنشد الرجل:
ولما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم
إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
فقال الخليفة :
املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.
فحسده بعض الحاضرين وقال :
هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.
فقال الخليفة:
هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء،
وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه
وسأله على ذلك
فقال:
يجود علينا الخيّرون بمالهم *
ونحن بمال الخيّرين نجود
فأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات،
وقال :
الحسنة بعشر أمثالها
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية
التي يتم تداولها عبر مئات السنين :
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ..
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ
تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣــﺪ ..
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍلأﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ ..
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ
ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ..
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أموات.
وللشاعر هشام القواسمه، رسالة للقدس قال فيها
صباحُ المسجد المكلومِ
مئذنة تبوح بحزنها من ألف عامٍ
والنوايا ﻻ تعيدُ الفرح للمسجدْ
صباحُ كنيسة لا تقرع الأجراسَ
أثكلَها مغولُ اليومِ
ما عادتْ لهم تنشدْ
صباحُ العاشقِ الموجوعِ يحملها
برغم تلوّنِ الأشياءِ والأشياءُ موجعةٌ
وأنتِ أنتِ عاصمةٌ من الأوجاعِ
تختصر انكسارَ الشمسِ
فوق جراحِنا ترقدْ
تعبنا نذكرُ الأشياءَ
كم نكبةْ..
وكم نكسةْ..
وكم يا حزن تنسجنا بلا موعدْ
صباحُ للندى للقدسِ
للأشواق تحملنا ونخذلها
لمن ولدوا ومن اشلاؤهم تشهد
ولجمال نص الناقد د إبراهيم الياسين، ننشره. اذ قال في تحليله وتعليقه.
نص يفيض عاطفة قوية مؤثرة صيغ بلغة دقيقة، وصور فنية معبرة، وتراكيب شعرية قوية، تكشف كلها عن ألم الفقد ومرارة الغياب وحرقة الوجد. وقد أسقطت الوجع على الطبيعة الصامتة لتشاركك الإحساس والشعور( فالفجر لم يعد متورد الوجنات بعد غياب الأب ، والبدر أدبر نوره مذ أدبر الأب، والليل أمسى حالكا بغياب الأب، والطيور أصبحت في أيكة منسية الوكنات).
هذا فضلا عن الصور الفنية التي تقوم على عنصري التجسيد والتشخيص والتشبيه؛ لتكرس الوجع وتظهر الأنين (أغفو على كتف الشقاء محطما، والسعد آمال ظلت طريقها، وأطارد الأحلام تؤنس وحشتي، يا ليل كأنك قاتلي، ضحك الاقاح على فم الشرفات، والعمر بعدك مركب مترنح، والبيان موج يستبيح شواطئي، ابتاه يا غيثا، جار الزمان ولا عتى) .
كما أن الإكثار من استخدام الجمل الإنشائية يكشف عن وجع الذات وأنينها؛ فالاستفهام الذي غطى مساحة كبيرة في النص يظهر القلق النفسي والتوتر والاضطراب، الذي تعاونيه النفس الشاعرة من جراء حالة الفقد ، والنداءات الكثيرة تظهر تلك الحالة وتكرس الشعور بالغياب، وأما الدعاء فهو حبل الله المتين الذي يريح النفس ويسكن الجوارح ويهدأ الروح. هذا بالإضافة إلى استخدام الجمل الخبرية التي تبرز حالة الذات ومعاناتها بسبب الفجعة.
نص موجع لغة وتركيبا وتصويرا وإيقاعا. رحم الله موتانا جميعا.
الاديب حسن ناجي، كتب عن الشاعر السوري خالد جميل بعد إصابته بفيروس كورونا .
اشتهرت قصيدة الشاعرالمسماة "المعلقة الكورونية" اللتي كتبها في نيسان الماضي على وزن معلقة عمرو بن كلثوم (ألا هبي بصحنك فاصبحينا).
يصف المرض بأنه إنذار رباني لانتشار الموبقات.
يقول رحمه الله :
ألا هُـــبِّــي بــكـمّـامٍ يـقـيـنـا
رذاذَ الـعـاطـسينَ وعَـقِّـمـينا
فـنحن اليومَ في قفصٍ كبيرٍ
وكـورونـا يـبـثُّ الـرعـبَ فـينا
إذا ما قد عطسنا دون قصدٍ
تـلاحـقُـنا الـعـيـونُ وتـزدريـنـا
وإنْ سعلَ الزميلُ ولو مُزاحاً
تـفـرَّقـنـا شــمــالاً أو يـمـيـنـا
وبـــاءٌ حـاصـرَ الـدنـيا جـمـيعاً
وفـــيـــروسٌ أذلَّ الـعـالـمـيـنا
تغلغلَ في دماءِ الناسِ سراً
فـبـاتـوا يـائـسـينَ وعـاجـزينا
يـقـاتلُهمْ بــلا سـيـفٍ ورمـحٍ
ويـتـركُـهـم ضــحـايـا مَـيِّـتـينا
أيــا كـوفـيدُ لا تـعـجلْ عـلـينا
وأمـهـلْـنـا نــخـبـرْكَ الـيـقـيـنا
بــأنّـا الـخـائـفونَ إذا مـرضْـنـا
وأنـــا الـجـازعـونَ إذا ابـتُـلينا
وأنــا الـمـبلسونَ إذا افـتقرنا
وأنـــا الـجـاحـدونَ إذا غَـنِـيـنا
وأنــــا الـبـاخـلـونَ إذا مـلـكْـنا
وأنـــا الــغـادرونَ بـمـنْ يـلـينا
وأنـــا قـــد ظـلـمْـنا وافـتـريـنا
وشـوَّهـنا وجــوهَ الـصـالحينا
وأنــا قــد هـجـرْنا كــلَّ حــقٍّ
وصـافـحْـنا أكــفَّ الـمـجرمينا
وأنـــا مـــا شـكـرنـا اللهَ حـقـاً
عـلـى نـعـمٍ أتـتـنا مُـصبحينا
وهـذي صـفعةٌ أولى لنصحو
ونـخـرجَ مــن حـياةِ الـغافلينا
وإلا فالمصائبُ مطبقاتٌ
ونقل رئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين، قصصا من العشق في التراث العربي ، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود ومات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي وهو لم يبل وصله، ولعلنا سمعنا بقصة قيس وليلى أو عنترة وعبلة، وربما سمعنا بقصص أخرى.
وهنا سوف نتوقف مع أبرز هذه القصص أو ثنائيات الحب في التراث التي كان أبطالها في الغالب شعراء بل هم كذلك، ولكأن الشعر هو نديم الهيام، ولا ننسى أن القصائد كانت تفتتح بالغزل والنسيب، ولعل في ذلك دفعاً للذات والنفس بأن تكون قادرة على اقتلاع ما فيها وتحريكها لكي تبوح حيث يكون الغزل بداية لتحرر كبير يفتح شغف القول لما هو أعمق وأبعد في القصيدة من حكايات وقصص أخرى ومرويات وحكم.
◼️عنترة وعبلة
وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان.
وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية في تلبية طلب والدها بجلب النوق العصافير من الملك النعمان، ليكلل الهيام بالمراد، رغم ما قيل إنه خانها فيما بعد.
وقد ذكر عنترة عبلة في أشعاره كثيراً، ومعلقته الشهيرة، كقوله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
◼️جميل وبثينه
وهي قصة انتهت بالصدّ، فجميل بن معمر الذي عاش في العصر الأموي، وأحب بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع، وقد تقابلا في مرابع الإبل في مشادة بسبب الهجن في البداية انتهت إلى هيام، لم ينل وطره من بثينة، إذ مانعه أهلها. لكنه لم يقتل الحب، رغم أن محبوبته ذهبت لزواج رجل آخر بإملاء الأهل، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير، ويقال إنهما كانا يتقابلان سراً أحياناً ليبلا الأشواق ولكن في لقاء عفيف بحسب المرويات. ويشار إلى كلمة "الحب العذري" جاءت من هذه القبيلة "بني عذرة" وسياق قصة جميل وبثينة، أي ذلك الحب العفيف والطاهر.
بعد زواج بثينة ضاق الحال بجميل فسافر إلى اليمن لأخواله، ثم عاد إلى مرابع الأهل في وادى القرى لاحقاً دون أن ينسى هواه، فوجد أن بثينة قد غادرت مع أهلها إلى الشام، فقرر أن يهاجر إلى مصر وظل هناك إلى أن مات يتذكر حبه القديم، وهناك أنشد في أيامه الأخيرة قبل رحيله:
وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا علتني عبرة واستكانة
وفاض لها جار من الدمع يذرف
تعلقتها والنفس مني صحيحة
فما زال ينمى حب جمل وتضعف
إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني
وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف
وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب.
◼️كثير وعزة
كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي، من شعراء العصر الأموي، عرف بعشقه لعزة بنت جميل الكنانية، فقد والده في الصغر وعاش يتيماً وقيل إنه كان سليط اللسان منذ صباه، وقد رباه عمه في مرابع الإبل وأبعده عن الناس حتى يصونه عن الطيش، وقد اشتهر بهيامه بعزة حتى أنه كُني بها فصار يلقب بـ "كثير عزة"، ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن.
وكأغلب قصص الحب عند العرب لم يتزوج، لأن عادة العرب كانت ألا يزوجوا من يتغزل شعراً ببناتهم.
وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها.
ومن قوله:
رأيت جمالها تعلو الثنايا
كأنّ ذرى هوادجها البروج
وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك.
قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟
وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!
فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ
ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ
ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ
بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً
وأم الصقر مقلات نزور
فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه.
وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال
وللقدس كتب الشاعر خليل الخوالده يقول،
يا قدسُ والدَّمعُ قد أعيى مآقينا
و الحزنُ يا قدسُ يَسكُنُنا ويَبرينا
يا قدسُ حبُّكِ مِلءَ الرُّوحِ يَسكنُنا
و أنتِ يا قدسُ دونَ الأرضِ تُغْرينا
مَضتْ عُقُودٌ وَعِرْقُ القدسِ نازفةٌ
و عينُ قُبَّتِها تَبكي فتُبكينا
لكنَّما الصِّيدُ أهلُ القدسِ ما جَبُنوا
وما استكانو ولا سَمِعوا لحادينا
ما أطربتْهم أغاني الذُّلِّ يَعزِفُها
مُطَبِّعٌ أو عَميلٌ لا يُوالينا
بل أطربوا الكونَ إذْ عَزفتْ مَوَاجِعُهُم
لحنَ الرُّجولةِ يُطربُنا و يُشجينا
و يُسمِعُ الكونَ أنَّ القدسَ صامدةٌ
و روحُ فاروقِها تَبقى و تُحيينا
و أنَّ فينا صلاحَ الدِّينِ هِمَّتَهُ
وانَّ فينا كِتابَ اللهِ يَهدينا
وأننا دون خَلْقِ اللّٰهِ مِحْنَتُنا أنَّا ابْتُلِينا بمَنْ قَتَلُوا النَّبِيينَ
يا قدسُ والرُّوحُِ رغمَ البُعْدِ يَأسِرُها
حبُّ الشَّهيدِ ومَن يَحمي فِلسطينا
عنَّا يُدافعُ طفلٌ رغمَ فاقتِهِ
وقد تَخاذلَ عن سُقياهُ سَاقينا
إنَّا غُثاءٌ وسيلُ الدَّهرِ يَجْرِفُنا....
وهم مُكُوثٌ لِنَفْعِ النَّاسِ باقونَ
إنَّا جُفاءٌ على سيلِ الدُّنا زَبَدٌ....
لا يَنفَعُ النَّاسَ أو يُغني سواقينا
تَرى الجَبانَ ومَنْ في قَلبِهِ مَرضٌ....
يُسَارِعُونَ وقدْ تَبِعُوا الشَّياطينا
في حُبِّ صِهيونَ والأعداءِ أجْمَعِهِم
يُسارِعُونَ بِمَنْ قَتلوا المُصَلِّينا
عسى بِفَتحٍ يَمُنُّ اللّهُ أو ظَفَرٍ
فَيُصْبِحوا على ما أسرُّوا في الأذلينَ
يا قدسُ صِيدُكِ رَدُّوا كيدَ شَانِئِهِم
إلىٰ النُّحُورِ فَصاروا شَامَةً فِينا
يا قدسُ نارُ بني صِهيونَ صَيَّرَها
ربي سَلاماً عليكم في فِلسطينا
لأنَّكُم كخليلِ اللّٰهِ واحِدُكُم
بأمّةٍ في جِهادِ الخَصْمِ يَكْفِينا
يا قدسُ عُذرًا وأيمُ اللّٰهِ نَازِفةُ
مِنَّا القُلوبُ وقدْ غُلَّتْ أيَادِينا
لكنَّنا إخوةٌ واللّٰهُ يَجْمَعُنا
وهذهِ القُدْسُ نَسْمَعُها تُنَادينا
ونَذْرِفُ الدَّمعَ لا عُمَرٌ فَنَتبَعُهُ
ولا اتِّحادٌ ولا أحدٌ يُوالينا
نَجُوبُ في الأرضِ عَنْ نَصْرٍ لِيُسْعِدَنا
وعَنْ سبيلٍ لِنُورِ اللّٰهِ يَهدينا
وقدْ تَدَاعى كِلابٌ حَوْلَ قَصْعَتِنا
قَومٌ بُغَاثٌ فما أبْقَوْا لنا دِينا
يا قدسُ إنّي بِوَعدِ اللّٰهِ ذو ثِقَةٍ..
إنْ نَنْصُرِ اللّٰهَ يَنْصُرْنا ويَهدينا
مهما تَمادىٰ رَمادٌ فوقَ جَمرَتِنا
سَيَنْفُخُ اللّٰهُ جَذوَتَنا فَيُحيينا
وتحت عنوان أَشجَانٌ وَجِراح "كتب الشاعر د. كامل الطراونه يقول،
أَطُوفُ بِوَجْدي خِيْامَ الْحَشَى
وَأَسْمَعُ صَوْتًا شَجِيَّ الْبُكاء
وَأَنْسُجُ بَوْحًا رَقِيقَ العِتَاب
وَ جُرْحِي قَتَامٌ عَميقُ الخَفَاء
وَأَحْجُرُ رُوحِي بِريحِ الخُزَام
وَيفْزَعُ نظْمِي شَهِيَّ السَخاء
وَأَصْحُو كَئِيبًا لِعَزْفِ الجِرَاح
وَأَرْقُبُ فًجْرِي نَديَّ الرُواء
فَأَيْنَ الضِيْاءُ وَأَينَ الوَفَاءُ
شُجُوني هُتُونٌ بِدَمعِ الرّجَاء
وَ يا وَيْحَ قلْبِي رَهِينُ العَناء
جَرِيحُ الحَشَاسَةِ جَليُّ النَّقاء
بِجُرْحِكَ أَسْقِي ورُودًا عِذَاب
وَحُلْمًا نَدِيًّا بِدَمعِ الحَياء
وَأَرْنُو بَعِيدًا بِلمحِ العُيون
وَأَدْرُكُ حُسْنًا شَهِيَّ الوَفاء
وَأَطْلقُ سَمْعِي لِعَزفِ اللقاء
فَيدْنُو مني بَهيَّ الضِياء
وَأَشْدُو حَزِيْنًا وَ حَالي قَتَام
وَقَلْبِي ضِرامٌ بِشَوقِ اللِقاء
وَ أَسْكُنُ شَوْقًا عَمِيقَ الجِراح
وَنجْمِي دَليلٌ بِوهِجِ الفَضاء
طَويْتُ شُجُوني وَ حَانَ الخِتَام
وَدَاويْتُ جُرْحِي بِحدِّ العَناء
وعرض التربوي محمد التميمي مادة عن الجودة قال فيها.
يُمكن تعريف الجودة في التعليم على أنها تلك العملية التي تهدف إلى الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق نقلة نوعية من خلال تطبيق حزمة من الإجراءات والأنظمة التعليمية وتوثيق للبرامج التعليمية المُختلفة، وجدير بالذكر أن هذا الارتقاء في العملية التعليمية يتكون من خلال رفع المستويات المُختلفة لدى الطلاب، سواء كانت هذه المستويات على الصعيد الجسمي أو النفسي أو حتى الاجتماعي والعقلي مما يؤدي إلى تحسين المستويات التعليمية لهؤلاء الطلاب وقدرتهم على القيام بالعمليات التعليمية المختلفة، ولا تقتصر جودة التعليم على الطلاب فقط، بل تشمل أيضاً نواحي مختلفة كالمُعلم والمنهج الدراسي والمجتمع المدرسي والبيئة المحيطة.
وكتبت الباحث د. فيفيان الشويري من لبنان، تحت عنوان. أقوام ولغات، ما نصه:
وقد جمعت ما جمعت من حقائق وتخللها الكثير من الهنات والهفوات وان أخرجت بأسلوب كلامي بليغ، فالمتحدث لا شك طليق اللسان والتعبير وثقته مبهرة.
ساستجمع انفاسي، سيدي الكريم، وانكب على تحليل ما اسميته هفوات لديه وابين الغث من الثمينٍ.
كالعادة الخلط والمزج وارد يتخلله الصح:
-كل تلك الاقوام التي ذكرها هي عربية وكل تلك اللغات التي ذكرها هي لهجات عربية.
-جغرافيا تلك الاقوام والسنتهم هي عربية.
- يخلط بين اللسان اي الكلام وبين اليد اي الكتابة، وهنا النقطة الأساسية. والمعروف ان الكتابة تطورت على مراحل واستوجبت الاف السنين حتى تاخذ شكلها الحالي اي الخط العربي الذي لنا اليوم.
-لذا تنتفي في حديثه النقاط الاتية:
١- لا وجود لليهود الا لسنة 555 ق. م اي تلك الجماعة التي انتخبها الملك قورش الفارسي للتعامل معهم في حربه ضد سورية.اذن لا هم عبريون ولا موسويون.
٢- لم يكن من خط ارامي في عهد موسى بل سادت الكتابة الهيروغليفية في مصر والاكادية المسمارية والاثنتان اقدم زمنا من الأبجدية التي يقدر ظهورها بسنة 1400 ق. م، على الساحل السوري(اوغاريت ثم جبيل) تتضمن (الخط الفينيقي، السينائي، النبطي، الارامي المربع والسرياني والعربي ). لا وجود للعبري لان العابر لا يكتب.
٣- اذا كان من المسلم به أن الجغرافيا عريية، فكل ما نتحدث عنه هو بالضرورة عربي.
٤- يذكر ان العرب لا يكتبون بناء على اية قرانية، لا شك
حوله، ولكن في تفسيرها البديهي والمنطقي ان سواد العرب وليس الكتبة منهم، وهذا طبيعي جدا، فإلى خمسين سنة خلت من زمننا لم يكن احد يكتب الا من دخل الكتاب او الدير او تحت السنديانة. المدارس وتعميم العلم حديث النشأة.
٥ - -اذا سلمنا جدلا ان قريشا كانت في أصلها قبيلة وافدة، فبحكم وجودها على أرض عربية، فهي بالضرورة عربية ولسانها لهجة عربية. والنبي الذي خرج منها عربي والكتاب الذي أنزل عليه عربي مبين، واكبر دليل اننا نقرأه هو نفسه بالعربية، وتلك العربية عربية قريش التي منها الرسول. ولم نعرف انه ترجم من اعجمية إلى حد الساعة.
يبقى ان نبحث سويا، سادتي الكرام، عن المرجع الذي يدعي ان قريشا اعجمية وننكب عليه تحليلا، ونعدل اذا استوجب الامر.
اشكركم وعساني اوضحت وبينت بايجاز.
د. كامل الطراونه، الاكاديمي الشاعر كتب نصا حول ازمات الفكر العربي،فقال في المقالة
ان نركب قاطرات هذا الزمن العجيب ، السريع في خطاه دون التروي العوالوقوف بهمة لقضاياه الفكرية . اود ان اسال : هل تعد كتابات مثقفي العرب حول انقاذهم للفكر العربي من الانهيار هل تعد نوعا من لفت النظر او تسخين الساحة الثقافية، وخلق جو من الجدل والمناقشات تلهية وتسلية. ام يهدفون الى دق ناقوس الخطر لما يعتري الفكر العربي من ازمات خانقة ؟!
اؤيد من سبقني بقوله ان الساحة العربية قد تعاملت مع قضية الفكر العربي باسلوب النعامة. وكم نمارس قضية سد الباب ، لقد انكسرت افعال الامة بنكبات حلت بها ، ولكن السؤال يبرز هنا هل انكسار الفعل دليل على انكسار الكلمة؟!
ورسالة ادب الامة يحب ان تتوافق فيه الكلمة مع الفعل ليكون ادبا ايجابيا فاعلا في بناء الانسان.
اعود واعقب ليس بالضرورة دائما ان انكسار الفعل دليل على انكسار الكلمة؛ لان الكلمة نوعان : كلمة طيبة وكلمة خبيثة.
فانكسار فعل الامة يتولد من الكلمة الخبيثة الهشة الخالية من الفكر البناء.
لذك ارى اننا بحاجة الى حماية الكلمة الطيبة من العابثين والمروجين لافكارهم الفاسدة .علينا ان نكون حذرين ممن يشوهوا فكرنا العربي. من الذين يدعون التجديد المشبوه، والتحديث المغرض. فنحن مع الجديد، لكن الجديد المفيد. ثم اننا ايضا مع التحديث لكن مع التحديث الذي ينسجم مع فكرنا وعقيدتنا وتراثنا، وما اجمل ان نسير بمكانة فكرية مستقلة ،ولا نرضي بالتبعية مطلقا.
لقد ارهقتنا التبعية وساهمت بنصيبها في تخريب فكرنا، ما نريده من مثقفينا هو الرجوع الى تراثنا ؛ كي نحافظ على هويتنا بين شعوب الارض، من خلال المثقف الواعي الذي يقدر امانة الكلمة، ويؤمن بمسؤوليته امام الاجيال القادمة.
ان عودة المثقف المخلص لتراثه وامته يعد جسرا للقارئ ، وتعود الثقة بينهما، فنخلص من عقدة القارئ في عزوفه عن القراءة، وعليه تصبح الساحة الثقافية ساحة يتوق لها المثقف والقارئ معا.
وهناك امر خطير في ازمة فكرنا الحديث يمكنني ان اشير اليها هنا ان ازدواجية الشخصية العربية هي نتيجة لازدواجية الفكر العربي ووقوعه تحت سيطرة الفكر المستورد.
ونتيجة ازمة الفكر العربي تبرز ظهور افكار سيئة وشعارات مزيفة، قد يروج لها من المثقفين الباحثين عن منافعهم الشخصية، مما يشيع فساد الضمائر ويفسح المجال لبروز بعض القيم الفاسدة في ساحتنا العربية .
وهناك وللاسف نتيجة حتمية اننا سوف نتجرع فساد الفكر وازمته ما دامت قيادتنا الفكرية قيادة تابعة .
والان لو فكرت الامةان نعيد الامان لفكرها ماذا يتحتم عليها من واجبات ؟!! قد ارى :
اولا: المحافظة على الشخصية العربية بالاهتمام بتراثنا العربي ولغتنا العربية.
ثانيا : تفعيل التواصل الثقافي بين اقطار الامة حتى نخرج بوحدة فكرية واحدة تحسم كل الخلافات.
ثالثا: السعي لغربلة كل الافكار الفاسدة التي روجها الانتهازيون لمصالحهم النفعية.
رابعا : الحرص على توفير المناخ الامن لكتاب الامة؛ كي يتحرروا من الخوف. وياخذوا دورهم
ويحاوره الشاعر خليل الخوالده فيقول. بوركت وجزاك الله خير الجزاء الدكتور كامل الطراونة الفاصل الكريم..
وقد أتيت على مفاصل المشكلة وامسكت بنواصي الحلول...
ولعل اهم شيء في إعادة الثقافة الوطنية والقومية والعربية ومن قبل هذا وبعده الثقافة الإسلامية التي اتخذ منها الغرب قاعدة لنهوضه بشهادة أكابر مثقفيه....نعم لعل اهم شيء في ذلك هو إعادة الثقة..
اولا بالثقافة التي امتلكناها سنينا.. فكانت لنا العز والعلوم والمجد والازدهار..
ثانيا
إعادة الثقة بالنفس كامة سادت ولما تقهقهرت لم يَبُدْ فكرُها.. بل انه لم يخبو وظل منيرا للأمم التي اخذت منه وبنت عليه..
ان إعادة الثقة في ثقافة وحضارة ومحورية الأمة.. عامل مهم للحيلولة دون ذوبان الأمة وثقافتها وانصهارهما في بوتقة الحضارات الأخرى التي تركز على الجوانب المادية وتهمل جوانب إنسانية كثيرة وقد راينا انها تاكل بالقيم كما فعلت أمريكا بالعراق وغيره... ولعل أصدق ما ينطبق على هذه الأمم التي تدعي القيم ما قال الشاعر العراقي الكبير عبد الواحد عبد الرزاق.....
تلك التي القيم المُثلى على فمها..
وعند أدنى اختبارٍ تُبْصَقُ القيمُ..
ان ارثنا الحضاري والثقافي كنز عظيم ولا بد للاكاديميين والعلماء والمعلمين والمصلحين من الاطلاع بدورهم الحضاري والوطني والديني.... بإعادة الثقة بالنفس عند الأجيال وحمايتها من التبعية والانبهار بزائف الحضارات والمدنية (وطبعا بالحداثة التي ترعاها الماسونية وتتبناها الحركات الصهيونية والفاسدة في دهاليز معتمة مرعبة)..
وكذلك إعادة الثقة بالمبادئ الإنسانية التي جاء بها الإسلام العظيم..
ان الثقة بالنفس تؤدي إلى قوة الكلمة وقوة الكلمة تؤدي إلى قوة الموقف.. وقوة المواقف تؤدي إلى قوة الأمة وسيادتها..
..
الكلام يطول... لكنك نكأت جرحا غائرا.. لم تشفه الأعوام والدهور ويستدعي علاجه وقفة مع الذات والاتكاء على الماضي واستثمار الحاضر والتخطيط لخوض المستقبل بخطىً واثقةٍ...