كتبت الباحثة والاديبة د. فيفيان شويري، قراءة في قصائد الشاعر محمد الشروش على منصة السلع.
وفي الندوة (١١) التي رعاها د. فيصل الرفوع
جاءت الورقة الثانية،، لتشرع أبوابها على ما كتب الشاعر الشروش، وتاليا نص الورقة
أخال وأنا أقرأ الكلمات الراقية والناضحة خفراً وتواضعاً للأستاذ محمد الشروش، أنني أسمع الفنان المبدع زياد الرحباني، حين يُسأل تكرراً عن سبب عدم إنتاج مسرحية جديدة أو عمل فني وطني على غرار أعماله السابقة، فيعتذرـ مردفاً بأن كلّ شئ قد قيل ولا يجوز التكرار. فهل كلّ شيء قد قيل في القدس؟
"والصابرون على الأهوال في جلد
الطاعنون بأرض الحب والضغن"
نعم، لقد طعنوا في العمر، وطعنت النكبة في السن كثيرا، ولمّا يزل سيف الزمان ماضياً يقطّع أوصال الأعمار، والقدس تنزف دم الصابرين في جلد. ويعتذر شاعرنا من أن أوراقه قديمة، وبالفعل قديمة جداً هي،
ولولا نظرة ثاقبة لقرأت (1986)(1968)، وما الفرق؟ فكأنما كلّ السنين سنة واحدة في عمر نكبة فلسطيننا. لذا فقصيدة "القدس" للشروش ليست قديمة، وما تاريخها الا مجرّد رقم، بل تبدو وليدة الساعة، إذ بماذا يختلف اليوم عن الأمس؟ بل بماذا تختلف القدس اليوم عن قدس زمن كتابة القصيدة؟ فما أشبه اليوم بالماضي،
ولعلّ الماضي كان أفضل لأنه بداية وكان الأمل في أوجٍّه...أما الحاضر فواقع أليم على الوطن العربي برمّته. فلتطمئن، شاعرنا، فقد غدا حالنا حالة عامة غير قابلة للتغيير ومهما اختلف زمن الأسى والحزن على الوطن.
وقالت حسب الشاعر أنه يرفع راية الحرية عالياً، ويبقى الشعر يبصم ببصمته تاريخ الوطن النازف يعلن للأجيال أنه من هنا مرّ البوح المرير يصرخ: واوطناه! وطنٌ لا قيامة له إلا بوحدة أبنائه، لا محال، فهل من يسمع؟
وفي توصيف لما كتبت، قال الشاعر ايمن الرواشده، انه مرور عذبٌ فوق صفحة القدس ..
وتقاسمٌ جميلٌ للأحزان بين الشاعر لكل شاعريته الجيّاشة والمحلّل بكل براعة قلمه وفكره ..
نظرة ناضجة دكتورة فيفيان ووصول إلى ذات النقطة .
ما أجمل القلوب قال حين تلتقي علمائدة القدس في حضرة الطهر والتاريخ ..
ويعدها الاديب والتربوي، محمد التميمي، قراءة متعمقه من الدكتورة والأدبية العربية فيفيان شويري لأوراق الشاعر والأديب محمد الشروش حيث قامت بتحليل قصيدته عن القدس... وانها ليست قديمة تاريخا بل تبدو وليدة الساعة وهذه إشارة من دكتورتنا الفاضلة إلى جرح النكبة .. وقد اجادت الدكتورة بقولها ... يبقى الشعر يبصم ببصمته تاريخ الوطن النازف ..يصرخ لا قيامة الا بوحدة أبنائه..
كل التقدير لهذا التحليل من الدكتورة فيفيان شويري
وفي تناوله لما كتبت. قال الشاعر والاديب د. كامل الطراونه. اشكر للزميلة فيفيان الشويري اذ وقفت من شعر الشروس وقفة تامل في زمن امتد طويلا، مزكوم بالبؤس،
ولعلها تناولت بل اختارت في حديثها عن القدس في شعر الشروش وحق لها ان تختار اللون الذي ينسجم وشعورها حين وقفت على اقدمية شعر الشروش وتحدثت عن التاريخ ..
ويرى ان تاريخ كتابة القصيدة ترد فيه عن اعتذار الشاعر بان قصائده قديمة .. وكان الرد جميلا ذكياء تنظر من خلاله لواقع الامة الحالي وانه ليس بالضرورة ان ما يكتب في الزمن الحاضر قد يكون له السمو عما كان ينظم قديما..
وقال ان هذا تحليل اسجل اعترافي به انه تحليل فني بارع وكانها في نظرتها هذه تؤكد على ان الشعر قبل ان يكون ملتزما بالواقع هو فن يسمو بالشعور والاحساس والتجربة الشعرية يؤكد وحدته العضوية ؛ كي يكتب له الخلود .وقفة تحليلية جميلة عميقة كل الشكر للزميلة فيفيان الشويري.
كل المخالب الجارحة قابضة على الابتسامة في اوطاننا تشبع فيها تمزيقا .. ثم تسحبها مكبلة في الاغلال الى زنزانة التجهم الانفرادية .. دون رحمة
والاديب احمد الحليسي، يقول لقد تحدثتي عن قصيدة القدس التي هي المنا واملنا، وربطت الأحداث و السنوات
وفي تشخيصه لما يكتب، قال الشاعر والناقد، استاذ الادب العربي في مؤته د. خليل الرفوع، الزمن ان الشعري لا يهم الناقد إلا بما يريد الوقوف عليه من التطور الذي يعتري نضوج التجربة الشعرية ، وما رافق حياة الكاتب أو الشاعر ، تأريخ القصائد مهم ، لكن مسألة حداثة القصيدة غير مرتبط بلحظة كتابتها، فما زالت قصائد المتنبي تتجدد كل يوم وكأنها معاصرة لنا ، ولعل ذلك يرجع إلى شعرية الشاعر وعمق تجربته وتأمله الوجداني ، وإلى طبيعة العمل الأدبي فهو إنساني يتجاوز خطوط الزمن .
وعبرت الاديبة مريم العنانزة، غير مرة، عما تراه من قراءآت في شعر الشروش. ورات ان ما كتبته الباحث الشويري ما هو إلا تحليل أدبي وتاريخي، وإضاءة نوعية لها مكانتها... قراءة معمقة ترتوي مادتها وتستعيد ألقها من أوراق الشاعر والأديب محمد الشروش، لتوزعها فيفيان المحبة بالوطنية الراقية والنظرة الثاقبة باختيارها الحديث عن القدس في هذا الشعر المختزن في القصيدة، للنظر لحال الأمة، وبأن شعره شعر خلود وأنه وليد الساعة، بالقدس تصدح بتاريخ لا يحمل إلا الخلود الذي يصهل على هذه الأرض الصابرة لتخرج بثقة شعبها وأهلها وطموحهم وآمالهم....
دمت كما عهدناك الناقدة الأميز التي تهتدي للرؤية الثاقبة وانتهاج خارطة الطريق الواضحة...
وعلقت الاديبة امينة الجمجومي من المغرب قائلة ان الكتاية عن الشعر والشعراء، كما التعرف على الموسيقى والالحان، وما يتبع ذلك من تأليف،
فقد جاء تاليفك للتعريف بالشعر والشعراء - وفق ما قالت - كما الوردة اذ تحتاج إلى الرواء، فكانت كلماتك ماتعة في التوصيف. نبيلة في التعريف
وشاعرنا المبجل، من كتبتم بحقه الاوراق، ومن خلال ملاحظاتي، قالت إنه شاعر العشق والعتق والايام، كتب في كل الظروف، ولوح بكلمات الكلم والقلم
وفي رؤيتها لما كتبت د. فيفيان. تقول الاديبة مريم العنانزة، يحار القلم فيك ما يكتب... ذوقك دليل ثقافتك غاليتي، تجسدين الإحساس والجمال كعادتك بإطراب السامع، بجمال تلقيك للحرف والمعنى... دمت فيفيان ممن تُغنى حروف اسمها على أوتار الذوق الرفيع، فتعرف بسيمياء كلماتها وألقها....
وجدان ملكاوي، صاحبة بيت الورد، تنثر كذلك بعض ورودها بالمناسبة وتقول، دمتم بهذا العطاء المستمر يسعـدني الرد على مـواضيعكـم والتلـذذ بما قرأت وشاهـدت تـقبلـو خـالص احترامي لارواحكم الجمـيله.
الاديبة مريم العنانزه، تكتب تأملات في السياق فتقول، ما أجمل ملتقانا حينما يكتنز بهذه الصحبة الوضاءة والرنانة... فينطلق صدى الحرف مدويا في فضاء الكلمة الطيبة البهية، لنخرج بكلمات ماتعة ومنيعة في الرصف والوصف...
وكتب الشاعر بكر المزايده بكلمات قليلة انه مرور عذب على الزمكانية في قصيدة الشاعر الشروش من قبل عالمة الآثار والنقوش، التى تقتفي آثار الحرف ومكانه وزمانه.
اما الشاعر أ. مشهور المزايده، فراى انها سلطت الدكتورة فيفيان الشويري الضوء على شعر بخصوص القدس لافتتة النظر إلى أن الشعر الذي قيل في القدس أصبح كثيرا ولهذا هي تخشى أن يكررالشعراء المعاني عينها وهي ترى أن القصائد القديمة في القدس تبدو حديثة كون الهم والوجع والحزن لم يتغير بل زاد سوءا . أما من حيث فكرة تكرار المعاني حسب رأي الرحباني فأنا أخالف الدكتورة فالشاعر الذي ينشئ قصيدة جديدة قد يكرر الكثير من المعاني لكنه بالتأكيد سيقدم إضاءة وإضافة جديدة. وربما لو تأملنا الشعر الذي قيل في القدس لوجدناه يركز على قضايا محورية من بينها الحزن والألم وأحيانا الأمل ويبرز فيها الحديث عن الشهداء وفي الأردن نجد موضوع الإعمار الهاشمي للمسجد الأقصى وقبة الصخرة من المواضيع التي يطرحها الشعراء. وفي هذه المداخلة أحب أن أقدم بيتين من قصيدة لي اسمها سينية القدس على البحر الخفيف حيث أقول :
( أمنا القدس أغلقت أذنيها
عن شعاراتٍ زادُها كأس رجْس
هي أمٌّ لكلِّ همٍّ ولودٍ
طفلها الحزنُ عمرُهُ ألفُ بؤْسِ)
وفي تعليقه قال الشاعر خليل الخوالده. سبحان الله العظيم (كلٌّ مسخرٌ لما خُلِق له....)..
أبت الدكتورة فيفيان الا النبش عن تاريخ القصيدة بمعولٍ من أرق الكلمات الأدبية وأسمى المشاعر الوطنية...
حتى لقد احترنا من خلال ورقتها ومن خلال ردودها على التعليقات _ احترنا انقرأ لاديبة متخصصة موهوبةٍ ام لعالمة آثار....
ان ورقتك مورقة... ونصوصها مزهرة.. و معلوماتها متينة متجذرة يرويها المنهج العلمي الذي هو ديدنك في البحث والتقصي والتحقق.... لقد نقلتنا كلماتك بدقتها والتزامها بالموضوعية والمنهجية العلمية لقاعة الدرس الممتعة... لكن جرس انتهاء متعتها هو ألم القدس الذي تعانيه.. وحال العرب الذي لا يحول به الحال فهو منذ النكبة لليوم متشرذم مؤلم متردد... يعاني التفرق والخيانات... وترعاه الدول المتحضرة بتدبير المؤامرات....
كلامك دكتورة فيفيان قصيدة من الآهات والتألم على حال الأمة والقدس... لعل هذه الآم التي في حديثك قد نكأها حرف الشروش المبدع المتألق والمحب لوطنه وقيم أمته..
تظل الكلمات اقزاما أمام قاماتكم العلمية... لكم التقدير والاحترام دكتورة فيفيان.. والشاعر الاستاذ محمد الشروش العازف على وتر القصيدة..
والتجلة والاحترام لكل أعضاء الملتقى والدكتور فيصل والاعلامي غازي العمريين
وقدرها المشرف الاعلى للملتقى، د. فيصل الرفوع كلمات معبرة، ورأي وازن، وتحليل عميق، وتفاعل نوعي، ما خطه قلم الاديبة والشاعرة العربية-اللبنانية المبدعة، الدكتورة فيفيان الشويري، في تفاعلها، مع فارس ندوتنا هذه، الشاعر والأديب والخال الأستاذ محمد الشروش.
واشار للكتابة والباحث د. الشويري فقال وما وجودك الفاعل في ملتقى السلع الثقافي، إلا تأكيدا على سمو أفق ملتقى السلع الثقافي ورحابة حراكه، ليشمل خارطة الأمة العربية من محيطها إلى خليجنا، ويعكس بعد نظر سادن هكذا الملتقى، الزميل والأخ، الأستاذ غازي العمريين .
ويعدها الشاعر د. هشام القواسمه، مناجاة الشعر للوجع الجمعي الذي يخالجنا جميعا يعتصر قلب الشاعر الذي يحلق فوق فضاءات الألم ويرتقي مليئا بالحلم..
نعم سيدتي تمر السنون والقدس كما صامدة رغم كل شي.. فسلام عليها كل صباح ومساء.. وسلام على حرف مضمخ بطهر نجيعهم وسلام على فكر يحتضن آلامنا وأحلامنا