تقع قرية السلع المهجورة على حافة المقطع الصخري المقابل لقلعة السلع التاريخية.
وهي على بعد بضعة كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة بصيرا القديمة عاصمة الدولة الآدومية.
وفي سرده لبعض الملامح الآثرية والتاريخية في محافظة الطفيلة، قال رئيس معهد الآثار والانثروبيلوجيا في جامعة اليرموك، د. زيدون المحيسن، ان في اعلى البلدة نبع الماء ( عين السلع) الذي كان وما زال يزود المناطق السفلية الغربية منه بالشرب وسقاية المزروعات المختلفة من اشجار الزيتون والكرمة والتين وغيرها منذ العصور القدبمة وخاصة في فترة الآدوميون الذين سكنوا المنطقة منذ بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
وقال ان الآدوميون أقاموا قناة عظيمة لجر مياه عين السلع الى الحقول الزراعية الخصبة في المنطقة السفلية المنحدرة غربا باتجاه قلعة السلع الآدومية،
واشر الى ان هذه القناة المائية تمتد بطول اكثر من كيلومترين وقد بنيت من الحجارة او نحتت داخل الصخور او بنيت بشكل انابيب فخارية وخاصة داخل المناطق المنحدرة كثيرا الى ان تصب في خزان منحوت داخل الصخر اسفل قلعة السلع، بعمق للقناة يصل إلى (٢٥) سنتمتر وكذلك عرضها وبطول اكثر من كيلومترين.
وقال د. المحيسن ان السكان قاموا في الفترتين الآدومية والنبطية ببناء مجموعة كبيرة من الجدران الأستنادية في المنطقة الغربية من للمحافظة على التربة من خطر الأنجرافات وايضا زرعوا المصاطب الممتدة فوق الجدران الآستنادية بمختلف الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والعنب.
وقال د المحيسن ان مسلة الملك الكلداني نابونيد في السلع
تقع على واجهة قلعة السلع في محافظة الطفيلة على بعد حوالي خمسة كيلومترات الى الشمال الغربي من بصيرا عاصمة المملكة الاّدومية التي تعد احد الممالك الاّرامية التي سيطرت على مناطق جنوب الأردن و جنوب فلسطين و كان لها سيطرة على ساحل البحر المتوسط ويعد ميناء عصيون جابر ( العقبة حاليا ) احد موانئ هذه الدولة على البحر الأحمر.
وقال ان هذه الدولة، اشتهرت بالزراعة والصناعة وسيطروا على القوافل التجارية القادمة من الجزيرة العربية ومن غزة على ساحل المتوسط.
أما جبل السلع فقال انه الجبل الشاهق الأرتفاع الذي يعد امتدادا لجبال الشراه المحاذية لوادي عربة. وقد ذكر هذا الموقع كغيرة من المواقع الآدومية في المصادر الفرعونية منذ عام ١٢٠٠ قبل الميلاد وكانت هناك قبيلة شاسو من القبائل الآدومية. وكانت اللغة الآراميه هي اللغة الرسمية للمملكة الآدومية.حيث تم العثور على بعض هذه الكتابات على الفخار الآدومي وعلى الأختام، وورد ذكر اسم الملك الآدومي (قوص جابر ملك أدوم)
ويؤكد انه منذ القرن الثامن قبل الميلاد سيطر الآشوريون على منطقة أدوم.
وأستمرت هذه السيطرة في العصر الكلداني وقد كانت مصر في ذلك الوقت العدو الأكبر للكلدانيين وخاصة زمن الملك الكلداني نبوخذ نصر الثاني الذي حكم منذ عام ٦٠٤ قبل الميلاد حتى عام ٥٩٢ قبل الميلاد.
في حين اعتلى العرش الكلداني الملك نابونئيد في عام ٥٥٥ قبل الميلاد. الذي امضى معظم ايام حياته في مناطق تيماء ودومة الجندل في شمال غرب الجزيرة العربية. وكذلك قضى مدة من الزمن في مناطق جنوب الأردن وانتهى حكم الملك نابونيد في عام ٥٣٩ قبل الميلاد عندما وقعت المنطقة تحت النفوذ الفارسي.
ولفت د. المحيسن الى ان موقع سلع استراتيجي هام يشرف على وادي عربة وعلى الطريق المؤدي إلى البحر المتوسط غربا والمؤدي أيضا إلى مصر. وقد ترك نابونيد نقشا هاما له على الصخور الشاهقة في المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية من صخور قلعة السلع.
واشار الى ان اللوحة المنحوتة تتوزع على مساحة ثلاثة متر × مترين وعلى ارتفاع حوالي ٢٠٠ م من أسفل الجبل.
ويجد الناظر إلى هذه اللوحة، وفق د. المحيسن، صعوبة في التعرف عليها ولكن يستطيع بعض متسلقي الجبال الوصول إلى موقع اللوحة وبصعوبة.
وبين د. المحيسن. ان هذه اللوحة تأثرت بالعوامل الجوية وخاصة أن الصخور هي صخور رملية وقد وجدت داخل اللوحة كتابات يصعب قرأتها ولكن اللوحة يمكن التعرف عليها حيث تظهر صورة للملك نابونيد وهو رافع يده اليسرى باتجاه صورة منحوتة للقمر وفي يده اليمنى الصولجان .
وهناك، يقول د. المحيسن، رسمه أخرى تشبه الأجنحة يليها رسمه أخرى يظهر فيها نجم سماوي, وهذه الأشكال المنحوتة تمثل ثالوثا أمام الملك نابونيد.
وقال انه ظهر في الفترة الكلدانية أشكال منحوتة ثلاثية مشابهة لها في حوران. أهمية هذه اللوحة أو المسلة هو أهمية الأردن عبر العصور المختلفة التي ترك فيها الملوك العظام بصماتهم حيث كانوا يعيشون في ضل الأمن والاستقرار، أضافه إلى خصب التربة والمناخ الملائم للعيش و الموقع الاستراتيجي الهام.
و يأمل بان تبدأ دراسات جديدة معمقة و شاملة للعديد من المواقع الأثرية الهامة كموقع السلع الاّدومي او غيره من المواقع الأثرية الأخرى في المملكة الأردنية الهاشمية عبرالعصور