وفي افياء احتفال منصة السلع انقضاء عام على تاسيسها، يكتب الاديب محمد النعانعه، عن لون من الحياة في الزمن الماضي
ويصف في نصه تحت عنوان من التراث، "المكاييل" تلك المشاهد التي كانت تدور خلال فترات الحصا،
وتاليا النص
بعد الانتهاء من ذراوة الفلحةيكون البيدر حلة قمح وحلة تبن،
يبدا الفلاح يكيل غلته حيث كان لكل ديرة مكاييل خاصة بهم يستخدمونها بينهم وذلك للامانه عند إرجاع القرضة الى اصحابهاتكون بنفس المكيال
يبداءالفلاح كيالة محصوله بواسطه الصاع ويضعها في شوال ثم يتم نقلها الى المنزل وخزنها عند تعبئه المحصول
ويجري اختيار رجل طاعن في السن ويبدا بالكيل ثم يسمى اول مكيال وهو صاع الخليل وكانوا للتبرك بسيدنا ابراهيم الخليل، وكانوا يعدون المكاييل بدون ذكر الرقم تصريحا بل تلميحا لخوفهم من الحسد، والتشاؤم، وطلب البركه والحمد والشكرلله الذي انعم عليهم وارزقهم من خيراته،
كان العد عندهم:
الله واحد (١) ما له ثاني(٢) ثلاثه فرض(٣) الربح من الله (٤)فرض الله(٥) سترك يارب(٦) السماح من الله(٧) امانه(٨) تسعد يا رب(٩) عشره رسول(١٠) الله، الهادي (١١)ختمة رسول الله(١٢) وبهذا يكون قد تم ملء شوال خط احمر او خط ازرق سعته ١٢ صاع ويبداء تعبئة شوال او عدل جديدة
ومن انواع المكاييل قديما
العوشريه( العشراويه) ٢٠ نصمد،
الجيل يساوي ١٢ صاع
المد يساوي ٢ صاع
الصاع يساوي نصمد(نصف مد)
ومن المكاييل ايضاالمستعمله عندهم لكيل الحبوب هي الربيعيه، الثمانيه، فرده، كيل، العلبة، الغراره، الحمل، والاردب، قسم منها مصنوعه من الخشب عليها طوق حديدي
اما استاذ العربية، ا. احمد الحليسي، فيقول ارجعتنا استاذ محمد إلى الزمن الجميل، اذكر جيدا هذه الأسماء، وكنت مستمتعا وانا افتح كيس القمح لوالدي رحمه الله وهو يردد هذه الأسماء،
وفي ظلال المشهد يقول د. كامل الطراونه، أيام الخير والبركة عندما كنا نستمتع برؤية حبات القمح الذهبية وهي تتصفى من التبن شيئا فشيئا، وأصابع المذراه تشرعها إلى الأعلى لينفصل التبن عنها بفعل نسمات الصيف الخفيفة، ما أجمل ليالي البيادر على ضوء القمر ، لا تسمع إلا أغاني الفلاحين وأهازيجهم ودعواتهم لبعضهم لتناول كأس الشاي، ليال فيها نَصَب، لكن رؤية المحصول الذي عقدت عليه الآمال تخفف وطأة المشقة والتعب.
ويتذكر الشاعر خليل الخوالده، الزمن الجميل فيقول، سقا الله ايام الحصد وبيدر..
... ومكياله عدل وذكر وطاعة
..
ايام حلوة.. الا ليتها تعود....
سبحان الله..... لا تعرف النعم الا اذا فقدناها...
الصدقات على البيدر.. الغناء.. الكرم... التعاون......
و للشاعر بكر المزايده، ذكرياته. عما كان يدور ايام الحصاد، حين كانت الترويدة منجلي وآ منجلاه، رايح للصايغ جلاه. أيام جميلة فيها بركة مضت في كل مكاييلها. دمت بخير
وكتب الشاعر الخوالده في الاثناء، ثانية، تحت عنوان. كنوز اللغة
عن القيرواني انه قال : أخبرني أحمد بن قاسم، جار لنا كان بالمغرب، أن عبد الملك بن إدريس الحريري كان ليلة بين يدي المنصور بن أبي عامر، والقمر يبدو تارة ويخفيه السحاب تارة أخرى، فارتجل:
أرى بدر السماء يلوح حينا ... فيبدو ثم يلتحف السحابا
وذلك أنه لما تبدي ... وأبصر وجهك استحيا فغابا
ويرد الباحث والاديب النعانعه على الدكتوره نعمات الطراونه ويقول
وما سهول مؤتة والمزار بعيدة عن الذكر
لقد كان اهلنا جميعا يعتاشون من الزراعة وتربية الحيوانات وكانوا كرماء متحابين متكاتفين على السراء والضراء
كلمتهم واحدة يأتمرون من شخص واحد ولائهم للعشيرة وشيخهاحزنهم واحد وفرحهم واحد
وفي رده كذلك، يقول النعانعه، سقا الله تلك الايام
الجرون وناطورها وتعبية الروايا من السيل وشراء الحلاوة والكعيكبان من تاجر في معرش على البيادر نعطيه من صيفتنا بعد ما ينهوا الحصىدة