آخر الأخبار

الاديبة الطراونه تكتب على منصة السلع ومضات تراثية

راصد الإخباري :  


الطفيلة 
كتب عبدالله الحميدي

طرحت التربوية، نعمات الطراونه، اول انتاجاتها  الادبية بعنوان "ومضة تراث" 

وكتبت في الومضة الاولى ان المراة التي كانت حاملة الهم ومدبرة الامر. تخطت واقعها المؤلم القديم إلى مساحات أوسع من الحرية والانفراج. 

وقالت في الومضة، ان المراة لم تكن في الريف تعرف الراحة والدّعة، ولا تعرف مقومات حياة الأنثى ورفاهيتها، ولا يُطلب منها ذلك حتى. الزوج الذي كان يرى جمالها وأنوثتها في قيامها بإنجاب الأبناء وتربيتهم، وانصياعها لأوامره وأوامر والديه، وقيامها بواجبات بيتها، إضافة إلى مشاركته في الحصاد وجمع المحصول وتأمين البيت بما يحتاجه من القمح والعدس، وتربية الأغنام وادخار ما يلزم البيت من منتوجاتها، وتوفير كل متطلبات البيت ولجميع الظروف.

هكذا كانت المرأة، وفق ما قال، فهي نحلة لا تكلّ ولا تملّ، تتحمل كل هذه الأعباء دون شكوى أو تذمر، فهي لا تجد من تشكو له فأمها على شاكلتها، وكذلك أختها، وإن كانت متميزة في إدارة بيتها أو خلاف ذلك نسب ذلك إلى تربيتها في بيت أهلها.

وبلغ الأمر ببعضهن أن يقمن بإكرام الضيف، فتقوم على ذبح شاة وسلخها وطبخها وتقديم واجبه وإكرامه.

أعباء ومتطلبات حياة الريف كثيرة، والمرأة يقع على عاتقها العبء الأكبر، يكاد يفوق العبء الواقع على كاهل الرجل، ومع ذلك فقد أحْسَنّ تربية الأبناء، فأخرجن الجيل المبدع، وحفظن البيوت وقمن على إعمارها وتوطيد أركانها، وحفظن الودّ للأهل والعشيرة، ويكفيهن صفاء الوجوه الذي يعكس صفاء القلب وجمال النفس.

وهي في ذهن الشاعر د. كامل الطراونه. ومضة مشرقة ترسم حضور المراة الريفية بلغة ناظمة في شكلها ، حاظنة للمحتوى الذي يتسلسل كما الجدول العذب رقة وجمالا، يمتزج الشكل والمضمون في وحدة عضوية تقنع القارئ وتنعشه في متابعة القراءة حتى يتشربها.لذا ارى ان  ان يكتب لهذا النص الخلود.. دمت دكتورتنا نعمات الفاضلة  .

ويرى الشاعر ايمن الرواشده، ان لا تزال المرأة تقف صفاً إلى جانب الرجل في خندق العناء والكفاح..في سبيل أسرةٍ ممتدةٍ ووطنٍ عظيم..
تحيتي والإجلال دكتورة نعمات.


مساء الرحمة والمغفرة والرضوان لأولئك الذين رحلت أجسادهم وبقيت أرواحهم تسكننا وترفرف في المكان والزمان والإنسان.،

مساء معطر لتلك القلوب الرقيقة  التي تنبض حبا وبرا ووفاء، 

لوالديك ولوالدي ولجميع موتانا وموتى المسلمين أجمعين الرضوان ولنا الصبر والسلوان،، لوالديك مسك الحروف وندى المعاني، التي عبرت بها عن حبك العميق ، وبرك الخالص، ووفائك النادر، وذكرياتك المعتقة مع غيمتين ماطرتين بالحنان الذي لا ينضب، والود الذي لا ينقطع، والطيبة التي لا تنتهي، والصبر الذي لا يتوقف. 
غيمتان هطالتان؛ في صباح الشتاء يتجلى فيهما وجه الأم الجميل الذي يفيض بشرى فواحة بالخير والندى ورحقيق الأمومة والربيع، رمز الحياة والجمال والنضارة، وفي المساء تبدو فيهما ملامح الأب كسياج الصبر ينهر منها الود والشهد والبِشر  والخير..

إنهما غيمتان وجهان مشرقان غرسا السنديان لينام الورد فيها، ويتكئ عليها، يشرب رحيق الأمومة فتخضر في قلبه الأماني، ويشعر بالفرح والسرور، كلما لفحت ريح الخريف وجهه، وامتد الكرب وناء بكلكله، وأظلم الخطب واسود محفله، وادلهمت المصيبة واتسعت ساحتها . 

وما نداء الأرواح البعيدة إلا تجسيد لعمق الألم وشدة الكرب وتفريغ لما في النفس من لظى الشوق ولوعة الفراق (كونا عليه سلاما وطهرا) و(ردا عليه وشاح الطفولة ذخرا) ليتجدد الأمل في نفسه بعدما أصابها اليأس، وتخضر الروح بعدما لفحتها رياح الجفاف،  (لكي تنهض الشمس) و(ويمتد ودق السماء) و(ويتجلى قمح ندي)و (ينبت القلب زهرا) 
وبعد هذا التفريغ تعود النفس إلى توازنها ولا يكون أمامها إلا الدعاء الذي لا ينقطع، فهو حبل الوصال المشدود بعرى الشوق لأولئك الراحلين (يمتد سرايا ابتهالي شذى في عروق السماء) وليس أمامها إلا الصدقة التي تعضد ذلك الحبل وتثبته وفاء وبرا وإكراما. 
لقد رسمت ملامح الوالدين بصور حسية تفيض بالخير والحياة والنماء والنور والضياء فهما (الغيم، والغمام، والرهام، والربيع، والمطر، والشمس، والعطر، والشهد، والرحيق، والشذى، القمح، والضياء، والدر، والكنوز...) كلها صور ذات مدلولات رحبة تنعش الروح، وتحيي القلب فتنبت الزهر في بيدره، ويعود أنيقا زاهيا عاطرا كحمرة الاقحوان وفوح الزهر. 
سلم هذا البوح كالنشيد المعطر الأنيق العذب كلحن المطر المنعش كأكاليل تزهو بخفق الوتر. ورحم غيمتيك الحاضرتين الماطرتين إلى الأبد ببرك ودعائك أيها الحبيب القريب.

وفي توصيف لما كتبت قال الاديب هاني البداينه. هي ليست ومضة وحسب، بل هي معزوفة خلّابة، انتظمت فكرتها في وعاء باذخ وسبك سويّ صبيح

وارسل عميد الادب العربي في مؤتة، باقة من التحيات للدكتور إبراهيم الياسين، قال فيها، لك عذب  الكلام  أيها الأكاديمي الناقد، قد بسطت القول في القصيدة، وما الشعر أيها الناقد إلا قطعة من النفس نشهد النقد عليها ليكون ومضة نور يصطلي بها.
أخي أيها الذي تتنفس شعرا ونقدا وعلما وبحثا

 وقال لك تحياتي وتعلم أني قد قرأت لك بحوثا علمية قيمة، الشعراء منذ امرئ يقولون القصائد وهم يحترقون في جمرها كي يسعدوا غيرهم ممن يستمعون وبتأولون، .