تداول كتاب وشعراء وادباء قصيدة على منصة السلع، للشاعرة الاردنية نبيلة حمد، بالتحليل والوصف
ونشرت الشاعرة تلك المقطوعة من قصيدة كبيرة، ذات معان فلسفية، بعنوان "من ذاكرة الصباح، تاليا هذه المقطوعة،
سأذكر أني رسمت كلينا
على الصبح
حين ارتديت الغيابْ
وأني سألت المساء خجولا
تراه يجور ويأبى الإيابْ
تراه يُذيبُ الحقيقة فيه
بأني اكتحلتُ
بطرقةِ بابْ
وأني ازدهيتُ بلوعة عطرٍ
تكفكف جمري
وتطوي الكتابْ
سأذكر أني فريدة روحٍ
وهبتك غيثا نما من
جروحٍ
كطير شريد
يخاف النجاة يطيب
اشتهاءً لبعض الحياة
ويهدي لتلك الكروم
النشيدْ
وأني برغم الهزيمة أبدو
طويل الظلال
أداوي انكساري
ببعض احتمالي
وشوق زهيد
تلك كانت القصيدة التي نظر اليها من تحاورا. كل من زاوية، فمن متفحص للمفردات، ومن راقه الحس الادبي، الى من وجد فيها عذابات للنفس، وصراع داخلي. غير مسكون
فقد راها رئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين دائما.... تلبي النداء
وتكتب ما لا نراه
من عشق للغياب
ووجع لا يحتضر،،،
وقال انها قصيدة تتاهب
لاستفزاز احلامنا
وسواكنتا،
في نسق ادبي رصين
وختم قائلا. سلمت العاطفة والذاكرة
وطاب المشهد
فينا وفيكم
فيما استاذ الادب في تقنية الطفيلة د. ابراهيم الياسين، قال، مساء الحضور يا سيدة الغياب والحضور،،
لغة الصبح تختلف كثيرا عن لغة الليل؛ إذ تبدو انعكاسات شعاع الصباح جليلة في النص كما تبدو تجليات الظلام والسواد في نص الليل..
وقال ما أروع أنسنة الزمن وحس الوقت! لقد تحول المساء/ الزمن شخصا تحاوره الشاعرة وتسائله (فيجور ويأبي الإياب) و(يذيب الحقيقة فيه) وأيه حقيقة تلك إنها جدلية( الحضور والغياب) و( ثنائية الذهاب والإياب) إنها فلسفة الوجود كلها متجسدة في الليل والنهار، في المساء /الغياب والموت وفي الصباح/الحضور والحياة .
لقد اتخذ الغياب، وفق د. الياسين، مساحة كبيرة في النص على عكس الحضور وهذا يعكس نفسية الشاعرة، التي ارتدت الغياب منذ البداية، واكتحلت بطرقة باب، وازدهت بلوعة عطر، لكن الغائب لم يأت، ويأبي الإياب والعودة كالمساء. وصار يشبه غيثا منتطرا لكنه نما من الجروح كطير شريد يخاف النجاة.... فتعود الأمنيات سرابا، فتعاني الروح انكسارات موجعة وأهات نفسية دفينة تداويها احتمالات كاذبة وشوق زهيد...
ولفت الى انه نص يتوقد عاطفة صيغ بلغة عذبة وصور فنية عميقة تقوم على التجسيد(ارتديت الغياب.. يذيب الحقيقة.. اكتحلت بطرقة باب..
وعلى التشخيص قال انها (سألت المساء. تراه يجور.. ازدهيت بلوعة عطر تكفكف جمري.. تطري الكتاب. طير يخاف النجاة. يهدي النشيد للكروم. (اروي انكساري) وعلى التشبيه(كطير شريد) إنها لغة تصويرية تعكس نفسية الشاعرة وإحساسها العميق بالفقد وأثر الغياب وسيعيها الكبير وراء الأمل واستجداء الحضور( إني برغم الهزيمة طويل الظلال) ...
إنه الأمل وتأكيد الحضور رغم وجع الغياب..و (أداوي انكساري) باحتمالات العودة والإياب وإن كان متخيلا والشوق والقصيد.
بوركت سيدة الانتصار والثبات رغم الوجع.
كلمات عطرية ومعان سامية رآها الاديب التربوي محمد التميمي، في هذه المفردات لقصيدة الأديبة نبيلة القطاطشة
ورغم بعض اليأس في ثنايا القصيدة قال الا أنني اعجبت جدا في نهاياتها (... اداوي انكساري ببعض احتمالي ) رائعة ومعبرة
مع كل الاحترام
والاديب والكتابة. مديرة التربية والتعليم في الطفيلة، تقول "وأني ازدهيت بلوعة عطر
ابداع حاضر رغم الغياب.. سلمت حروفك"
وكانت اول مداخلة له. قال فيها د. كامل الطراونه، الشاعر والكاتب، يا لضجيج التشظي ! ويا لصلابة المواقف الحازمة في زحمة الانكسار !
دمت ايتها الشاعرة الفاضلة ودام بوحك الشجي الجميل.
وفي مداخلة للدكتور كامل الطراونه، وهو يروح بين الوان بهيجة من الورود في حديقة الملتقى. خاطب اخوانه اعضاء هذا الملتقى الذي وصفه بالصاعد في الرؤى وفي الابداع .. اخي ابا ايمن الراقي في ذوقه.. دام هذا الابداع وذاك البوح الذي يتسامى بكم طلا وارجا ونقاء .. بنفسي لقاء يجمعنا في مكان محدود كي نشدو جميعا بلسان ضادنا فتسري بنا النشوة جذلى كما هي الان من مسافات بعيدة في الطول قريبة في الروح..طابت نفوسكم بهجة ورضا وحسا جميلا ..مساؤكم طهر وبهجة.
والى مزيد من الابداع.
ويخاطب رئيس جامعة الطفيلة التقنية. د. محمد الحوراني، الشاعر د. كامل الطراونه، وسادن الملتقى الاشم ومشرفه العام المبجل والمبدعون الذين يشعون ريادة و ابداعا،
يسر جامعة الطفيلة و هي الشريك الاستراتيجي للملتقى ان تستضيف ندواتكم باعداد رمزية لا تتعارض مع قوانين الدفاع.
وقال، نسأل الله ان تنقشع هذه الغمة و ستجدون ان لكم في جامعة الطفيلة اخوانا و اخوات يقدرون هذا المعين الذي لا ينضب من الابداع.
و باسم اسرة الجامعة و زملائكم في الملتقى ، الزملاء الاستاذ الدكتور ابراهيم الياسين الناقد المحترف و الاستاذ الدكتور سلامة الغريب عميد كلية الآداب ، الملتقى اصبح يمثل الباروميتر الثقافي لمحافظة الطفيلة و الجامعة شعارها الطفيلة في قلب الجامعة والجامعة في قلب الطفيلة.
ولا تزال كلماتك في حسن الانتظار تظل رمزاً للوحدة العاطفية .. هكذا وصفها الشاعر ايمن الرواشده، الذي زاد بالقول "أحسنتِ العطاء..
فأحسن إليكِ الوفاء..
بوح غلب عليه الفوح ..
مساؤكِ مسرات شاعرتنا"
وثانية. يراها د. كامل الطراونه، ذكرى مشبعة بالعطاء رغم انكسارات الواقع المؤجج والمدهش في ان واحد ، فهذه التشكيلة من الحس المتوقد الصارخ هي التي شكلت القصيدة وحققت الوحدة العضوية بين الشكل والمضمون وحق لهذه القصيدة ان يكتب لها الحياة .
ويستذكر في السياق الشاعر بكر المزايده قصيدته التي خطها ايام مؤته ومنها،
عيناكِ والليلُ والآهاتُ والسهرُ
والقاتلاتُ لقلبي الدمعُ والسحْرُ
ما رقَّ قلبيْ إلى إلّاكِ في بشرٍ
وليسَ غيركَ حتى لو فنى العمرُ
فالقلب فاض بشوقٍ ليس يرحمني
لقد صبرتُ وحتى لامني الصبر ُ
يا روعةَ الطيبِ إن أبدتْ روائحه
تموتُ في غصنها الأوراق والزهر
الشمسُ غابتْ لحسنٍ جاب نظرتها
وتاه في خجل من حسنها البدر
تمنّت الريحُ لو كانت برقّتها
ومن ندى مقلتيها يفلق الصخر
والشاعر خليل الخوالده، يعطم روعة الاداء في القصيدة ويقول ما أجمل الاكتحال بطرقة باب... وما أقسى من لا ينوون بل ويابون الإياب
واي تأليف بين الاضداد بلغتي شاعرتنا حين..
ازدهيتي باللوعة... ولوعة مع عطر وما كفكفت دمعا ولكنها كفكفت جمرا.... وطوت الكتاب...
النص عميق الرمزية جميل يجعلك تكرر قراءته... ورماح امثلته وتشبيهاته سريعة تمر من أمامك فتتمنى لو يقوم فني بابطاء المشهد... لكنك حينما تكرر القراءة تكتشف ان التلميحات عميقة حد الايضاح...
مبدعة كالعادة.. حروفك سيال عصبي ينقل الألم... لكن الأمل غيمة همت في آخر النص.. فكان غيثها الاحتمال والاحتمال والاحتمال..
وبعد قراءة النص، لفت الوزير الذواق المهندس خالد الحنيفات. الى ان استخلاص معان للقصيدة يتطلب مختصا،
وقال "اسمحوا لنا نحن عوام الأدب ان نبدي اعجابنا ولا غير، فلا نستطيع أن نجاريكم نقدا او بلاغة فينا استنزفنا العمل العام فتراكم على ذائقتنا الأدبيه او تعابيرنا ران لا يستهان به ....
مسافة الصبر طويلة....هكذا يراها الاديب هاني البداينه، من مشهد الصورة في الصبح، إلى ارتعاشات الغروب، وبين لحظة قاسية واخرى، لحظات أقسى وخيبات كبيرة...
تحية للروعة والجمال
يا لها من قصيدة وفق الشاعر د. عاطف العيايده، اذ يراها ممزوجة بحرقة الفراق، وموغلة في أعماق اشتهاء الحياة، جنحت فيه سيدة الحروف على جناح تفعيلة المتقارب نحو الشرود كطائر جريح.
صمت يتكلم، ونفس شعري يترنم، وومض من بريق الكلمات الساحرة الصادرة من وجدان شاعرة.
قصيدتك قال انها منسوجة من خيوط حريرية ناعمة الملمس، هنيئا للملتقى بهذا الحضور الرفيع المستوى.
ويبدي المحافظ السابق د. حسام الطراونه، احساسا بروعة القوافي، لكنه يقول، حديثكم معبر ويطرب القاريء
ولا نجاريكم كما قال معالي ابو عمر ،،،
فأنتم جهابذة ألفاظ ونقاد معاني ،،،
الكلمه لديكم قليله ولكن معانيها كبيره،،
كلي اذان صاغيه ووجدان متزن لقراءة ما تكتبون ،،
وفقكم الله فأنتم خير من تحدث وخير من يحافظ ع لغتنا العربيه لغة القران الكريم ،،،
ورغم الانشغال، فالقاصة مريم العنانزة. تكتب دوما، بمداد من ثقة، وهي تفتش في دواخل القصيدة فتقول، على خيط الصباح نستيقظ ليتأتى لنا جمال الإحساس والمعنى كما لو كان نبعا عذبا لذة للشاربين....
لرقي ألحانك ومفرداتك مذاق تستطيبه النفوس، بألحان المعنى وعطرها الفواح، فنحفل بهذا الذوق المرهف.... ولنجدكم على عرش القصيدة بهذا الحوار والبوح المعبر ليعتلي مقام التأويل بنصوص تحفل بمعنى المعنى، ليجيء ضوء الحرف فيبدد ظلنا ويضيء ظلام الدرب كالحلم في صيغة نادرة....