ثقافة المرأة العربية، كانت ورقة عمل أعدها الباحث محمد النعانعة
في الندوة الثامنة
وحاول في ورقته استخلاص بعض ما كتب التاريخ عن ثقافة المراة، الى جانب صفحات الإشراق او الآخفاق فيها،
وتاليا نص الورقة،
لم يكن وضع المرأة العربية ثقافيا واجتماعيا مختلفا عما كان عليه في مناطق اخرى من العالم، حيث مر هذا الوضع عبر التاريخ بمراحل عدةمن التمييز، مما أدى لخضوع المرأة الى قيود على حقوقها وحرياتها،
ولكن العديد من هذه القيود ترجع إلى الثقافة، كما تتبع للعادات والتقاليد والاعراف القبلية اكثر من كونها قائمة على المعتقدات الدينية، وتمثل هذه القيود عقبة نحو حقوق وحريات المرأة، وتنعكس بالتالي على التشريعات المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والمهنية والاعراف السائدة والتي تحد من حرية المرأة في التعامل مع الآخرين.
لقد بيعت النساء من قبل تجار الاناث الذين يقبضون الثمن في المقابل، كذلك لم يكن للنساء الحق في الطلاق، والميراث والتعليم.
اختلف وضع المرأة في جزيرة العرب قبل الإسلام من مكان إلى آخر ومن قبيلة الى أخرى وذلك حسب العادات والتقاليد والاعراف والثقافة للقبائل التي كانت متواجدة انذاك، حيث كانت قوانين المسيحية واليهودية مهيمنة على تلك القبائل
وعندما أتى الإسلام في القرن السابع الميلادي وحسن من وضع المرأة بالمقارنة مع الوضع الذي كانت عليه في الجاهلية وفقا لتعاليم الدين الاسلامي، فإن للمرأة ما على الرجل فكانت مساواة بينهما في المسؤوليات والحقوق والواجبات، حيث رفض الإسلام عادة وأد البنات التي كانت ترجع إلى موروث ثقافي عند بعض العرب خشية العار والفقر.
أقر الإسلام حق المرأة في الطلاق والمهر والنفقة والارث، فالزواج ليس صفقة يعقدها الأب مع تجار الاناث ويقبض هو ثمنها.
بنيت في دمشق العديد من المساجد والمدارس حيث كان للمرأة دور في التعليم، واسست فاطمة الفهري جامعة القرويين عام٨٥٩ وكان غالبية الملتحقين فيها من نساء الطبقة الحاكمة، وقد استلهم تعليم المرأة من زوجات الرسول عليه السلام، فخديجة كانت التاجرة الناجحة، وعائشة كانت المحدثة الشهيرة والشفاء بنت عبدالله المهاجرة القرشية العدوية علمت السيدة حفصة ام المؤمنين الكتابة بأقرار النبي محمد عليه السلام.
سمحت القوانين الوضعية بخروج المرأة للعمل خارج نطاق منزلها سواء كانت متزوج ام غير متزوجة،كذلك سمح الإسلام بعمل المرأة بضوابط كخروجها مع الجنود في المعركة ومداواة الجرحى وتضميد جراحهم مثل الخنساء التي ضمدة جراح الجرحى وقالت الشعر وعملت في التدريس، كما كان للسيدة عائشة مجلس علمي.
اما المرأة الاوروبية لم يكن حالها قبل الثورة الفرنسية والثورة الصناعية بأفضل من المرأة العربية حيث كانت تعيش أوربا ظلام دامس في ضل سيطرة الكنيسة عليهم ومن نتائج الثورة الصناعية ان بدأت مرحلة العلمنة اي فصل الدين عن الدولة وتخفيف قيود الكنيسة وبدت مرحلة الوعي الثقافي تنمو.
لقد قتحمت مجموعة من النساء العربيات الحياة العامة عنوة وناضلن كثيرا لاسماع صوت المرأة وكن يدرن نشاطهن في الصالونات الأدبية الثقافية و المجلات النسوية مثال لبيبة هاشم عام ١٩٠٦، اصدرت مجلة (فتاة الشرق ومريم العجمي، ورابعة العدوية وليلى الاخيلية وفي الاردن اختلفت مشاركات المرأة في الحياة السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية حسب المعتقدات الدينية والثقافية والعادات والتقاليد حيث برزت العديد من الاديبات والروائيات والشاعرات والمثقفات اللواتي لهن بصمة في الثقافة الوطنية الاردنية في الرواية سميحة خريس، وحزامة حبييب
وليلى الاطرش و....
وفي مجال الشعر زليخة ابو ريشة وفدوى طوقان
اما في مجال القصة القصيرة انصاف قلعجي وجميلة العمايرة وهند ابو الشعر َفي مجال كتابة ادب الأطفال سرى سبع العيش وهيفاء البشير
على العموم ان المرأة العربية المثقفة لا تزال حبيسة أطر الثقافة السائد وانها لم تنتج ثقافة متميزة عن ثقافة الرجل.
هذه نبذة قصيرة عن تطور ثقافة المرأة العربية
التي يحكمها الدين والعادات والتقاليد والقوانين الوضعية والتي تحد من الثقافة النسوية بالمقارنة مع الثقافة الذكورية...
وكان لبعض الاعضاء راي فيما كتب الباحث النعانعه. اذ أكدت الحوارات على احاطة الورقة. بكل الاسباب ذات الصلة بمكامن الضعف والقوة.
فهي ورقة تهب من جنباتها نسائم الرقي.. هكذا رآها الشاعر خليل الخوالده. وقد مخرت بها عباب التاريخ واخذتنا بها برحلة جوية متمكنة من الاطلاع من علٍ على ثقافة النساء وعوامل انتشارها وعوامل انحسارها.. الكلمات الراقية تذكرني بخلقك الطيب الكريم.
وفي طرح رأيه قال الشاعر بكر المزايده، ان المرأة العربية عامة والاردنية خاصة قطعت شوطا كبيرا على دروب الأدب والثقافة. ولكم خالص التحايا أبا إبراهيم على هذه الاطروحة الخاصة بثقافة المرأة الموغلة في التأريخ.
وهي من وجهة نظر المشرف التربوي، احمد الحليسي، ورقة تدرجت بها منذ القدم، تحدثت عن حالها في القرون القديمة، ثم كيف اعز الإسلام المرأة، ثم ابرزت نماذج من الأسماء النسوية في كثير من المجالات،
ورقة عدها الشاعر ايمن الرواشده تتحدث بلسان الأُنس إذ تلقي الضوء على دور المرأة الثقافي عبر أطوارٍ تاريخية وحضارية.. حظيت فيها المرأة بمكانةٍ رفيعةٍ في ظل الظروف والقوانين البشرية.. وخير العصور حينما تفيّأت المرأة ظِلال الإسلام الحنيف إذ وفّاها حقها فأوفاها ..
تحية محبة واعتداد برشاقة كلماتك ولطيف مبتغاك
وفي تعليقه قال التربوي محمد التميمي. ان ورقة الأديب المثقف
محمد ا النعانعة
حول ثقافة المرأة العربية
حيث استعرض فيها نجوم من النساء الأوائل من عهد الجاهلية وصدر الإسلام مرورا بفترات ازدهار وأخرى خمول حتى عصرنا الحالي
ورقة جديرة بالاحترام
والشاعرة نبيلة حمد. قالت أنت تقدم هنا صورا للمقام المشرف الذي أعطاه الإسلام للمجتمع الإنساني حين كرم المرأة قبل مؤتمرات التمكين الدولية ،
وأضافت قائلة نعم العادات هي من حرمت المجتمع العربي من الإنجازات المذهلة للمرأة التي حاولت رغم كل السدود والمعيقات أن تصنع لها نفقا لترتقي بأسرتها ونفسها غير متطاولة على القيم والأخلاق التي نشأت عليها ، فلا تعارض بين الثقافة و الإسلام
وفي ايجازها الجامع قالت مديرة التربية د. لبنى الحجاج، ان فيها قراءة تاريخية ومسح لأبرز المنعطفات التي تعترض نهضة الثقافة النسوية.. بوركت أيها الجليل بهذه الكلمات..
كما رأت الشاعرة د. حنان الخريسات، ان الورقة سلطت الضوء بتتابع على دور المرأة في مجالات متنوعة.. وكان العصر الاسلامي نموذج اتاح للمرأة الكثير
ورقة راتها القاصة مريم العنانزه. انها أجملت في ثناياها دور المرأة وثقافتها بذكر أسباب ضعفها وقوتها، للوصول إلى ما آلت إليه... هذا السَير اللافت على دروب الأدب والثقافة؛ هو تدرج جميل يبين ويصور الحال والمآل، بإبراز هذه النماذج والسّير، خاصة في ظلال الإسلام وإنصافه لها...
نبذة قصيرة جميلة مليئة بالأحداث الزاهرة والهادفة لتطور الثقافة النسوية خاصة المرأة العربية وإن حكمتها العادات والتقاليد... عمل مميز ومتقن بأسلوب ندي الحروف زاخر بالمعنى..
وقد أعجب د. سالم الفقير، مدير الثقافة، أيما إعجاب بتسليط الضوء على واقع المرأة الغربية قبل فترات خلت... نعم،هذا ما نحن عليه وتلك الطموحات... لكن يبقى الألم منوطا بالجميع.
شكرا لكم... معتذرا عن تأخري في الرد لانشغالي بوعكة صحية ألمت بزوجتي التي أسأل الله تعالى لها ولجميع المرضى الشفاء.