آخر الأخبار

د. الخريسات :مشهد خجول لحراك المرأة الثقافي في الطفيلة

راصد الإخباري :  

الطفيلة - من عبدالله الحميدي

واقع المرأة الثقافي في محافظة الطفيلة، ورقة عمل للاديبة د. حنان الخريسات، على منصة السلع. 

وقد عاينت وفق خبرات تراكمية. مطالب وحاجات قطاع المرأة. لتكتب نصا فارقا في القضية. طالته تعليقات وحوارات ملتقى السلع

وتاليا نص الورقة

إن المكانة التي تبوأتها المرأة الأردنية على أكثر من صعيد جاءت بفضل المثابرة والتصميم والقدرة على اجتياز العقبات والتحديات التي وقفت أمام طموحاتها .
من الجميل أن نؤكد  على فتح ملف المرأة المثقفة بصورة دائمة لأننا أمام جهود استثنائية متجددة  تستحق التقدير ، وان واقع المرأة المثقفة لا يدعمه الكلام الإنشائي والخطاب العمومي وإنما نحن بحاجة الى العودة الى الخطاب الرقمي والإحصائي ليعطينا صورة واضحة عند النظر الى الساحة الثقافية التي تطل عليها المرأة المثقفة على امتداد مساحة هذا الوطن .

يدعم هذا الحديث إصدار الجزء الأول من  معجم أديبات الأردن وكاتباته في 2012  للأستاذ محمد المشايخ عضو رابطة الكتاب الأردنيين ومؤرخ الرابطة يوثق في هذا المعجم لأهم المبدعات المحليات منذ تأسيس الإمارة وشمل تراجم ل 270 كاتبة وأديبة من شاعرات ، وقاصات، وروائيات ، وباحثات ، وناقدات مبدعات ، وأكاديميات

 وهذا يقدم لنا صورة من النظرة الأولى للإبداع النسوي بان هناك الكثير من المتميزات على مستوى الوطن لكن لماذا تنحصر هذه الصورة في عمان ، والزرقاء ، واربد ولم يكن للإطراف نصيب فيها الا القليل القليل ؟ 

عند الحديث عن محافظة الطفيلة لا أبالغ بالقول أن فيها نسبة مرتفعة تجاوزت بإطلالتها على التعليم ومن خلال التكنولوجيا والعمل من خلال وسائل التواصل والمنصات المختلفة والميدان التربوي حافل بنماذج متميزة  ، و المرأة المثقفة في الطفيلة اليوم : مؤرخة ،  وفي البرلمان،  والجامعة،  وطبيبة ، وفي سلك القضاء ، والطيران،  وهي الفنانة التشكيلية ، والخطاطة ، والشاعرة ، والروائية  وهناك ثمة رائدات في العمل المجتمعي كان لهن الأثر الايجابي في شق الطريق أمام الأخريات من المتميزات وأصبح يشار لهن بالبنان في التأثير المجتمعي

 وعلينا ان لا ننسى دور المرأة الوطني في تاريخ الاردن في رحلة التحرر من الحكم العثماني وهن ريا خميس الدلابيح وحسنة عبدالغني الشباطات وشيخة القليلات الزيدانيين وصبحية العمايرة وفاطمة ضيف الله العمايرة وصبحية الحجاج البحرات وفضية عبدالرحمن الجرابعة وكان لهن الدور الفاعل دون معيقات او تحديات بتزويد المقاتلين بالمال والسلاح ورفع الروح المعنوية لفرسان الثورة والمشاركة في العمليات العسكرية والاسعاف وحمل الرسائل الى فرسان الثورة وهذا ما نفخر به على ساحتنا الوطنية
  لكن هذه المظاهر من التواجد النسائي المتميز  وعند الحديث عن الأدب النسوي ، نجد هناك الغياب الكبير على الساحة الثقافية ولا يوجد من تستثمر هذا الغياب لإبراز إبداعاتها ، وان من نجحن في الوصول بعد المثابرة هن بعدد الأصابع .

 وما من شك أن نجاحات المرأة في الطفيلة واجهت تحديات وعراقيل استطاعت بعض النساء تخطيها في المجال الثقافي وهناك منجزات في الشعر " تميزت به بظهورها المتأخر الشاعرة نبيلة القطاطشة  " ومنجزات في الرواية تميزت بها الروائية إيمان الكريميين في روايتها جدائل الصمت ، وما من شك أيضا بان هناك متميزات لسن بمعزل عن الحياة الثقافية لكن الظروف والتحديات تحول دون ظهورهن رغم وجود مديرية الثقافة والتي تعتبر حاضنة الإبداع والحراك الثقافي .

 إن مشهد الحراك الثقافي للمرأة في الطفيلة  مغيب وخجول ويختلف بصورته عن الحراك الثقافي للذكور والذي يفرض نفسه على المشهد الثقافي ،  لذا فالمنتج الثقافي النسوي ضعيف وغير مرضي عنه رغم وجود مستويات واعدة من حقنا الكشف عن إبداعاتها .

وعند الحديث عن التحديات والعراقيل أمام ظهور الإبداع النسوي نجد ان البيئة المجتمعية تساهم كمعيق كما ان  مشاغل الحياة المختلفة للمرأة  وأدوارها الأخرى غيبت دورها الثقافي المتميز ،  

وهناك من ينظر الى المرأة على أنها عائق في طريق الإبداع بعد الزواج فالرجل يساهم في تأخير ظهور المرأة المثقفة ويعيق دورها مما يجعل نظرتها الى هذا الجانب أمر ثانوي وليس من الأولويات ، كما أن شخصية المرأة الخجولة هي من يساهم في إعاقة ظهورها على الساحة الثقافية وربما كان لخوفها من التأويل في كتاباتها من خلال حكم الآخرين وخوفا من ظهورها وتواجدها في المشهد الثقافي
   ولا اعتقد أن المرأة الواقعية التي تستثمر كل الأهداف الايجابية التي تدعم إبداعاتها لتصل تنتظر زوال المعيقات فكانت الانطلاقة للمرأة المثقفة خارج حدود الطفيلة لتجد لها المكان المناسب 

واختم في اطار هذا الحديث "  تلدنا الطفيلة ونتربى على جفاف أحلامها وصخب أحلامنا المجدولة في أرشيف النفس والذاكرة ننطلق بإبداعاتنا دون رعاية ، نتأبط مدوناتنا ونحمل همومها وهمومنا ، وتزداد الولادة عسرا في خطانا لكن يزيننا أن بعض أحلامنا تتحقق ، ورغم الصمت والمستقبل وان لاح ضبابيا والخيبات تتكرر لكن لابد ان يأتي ضوء .

تلك الاضاءآت التي قدمتها خبيرة القطاع، تمثل اضافة نوعية، لاوراق العمل التي طرحتها الندوة الثامنة. 

والدكتورة الخريسات، التي تعاين المراة في المدرسة والبيت والوظيفة، وفي تشاركية البرامج التي تتبناها. ما يؤشر على قراءآت منصفة لواقع المراة. وما يمثل قاعدة بيانات يعتد بها،، 

ولعل التعقيبات، والتعليقات، جاءت في سياق هذا الاثراء المطلوب، للتعرف على المرأة عن قرب، اذ يرى الاديب المثقف هاني البداينه ان الورقة تعد   بحثا متخصصا في ثقافة المرأة، وضع يدا مختصة على جراح الثقافة في المجمل، وحدد مفاصل ابتعاد المرأة وأسباب غيابها، وقدم نماذج مضيئة في الطفيلة والوطن

 المرأه المثقفة لا يدعمها الكلام الإنشائي. وفق ما قال الشاعر خليل الخوالده، الذي قال اننا  بحاجة إلى لغة بليغة من الأرقام والدراسات والأبحاث...
وضعتي يدك على جرح التعامل في الوطن العربي ليس مع المرأة فقط بل في كل حياتنا..
سلمت يمينك على هذا النص الريان باللغة العلمية والمبني على الخبرة والحياة المعاشة 

ورقة قال التربوي محمد التميمي، انها كتبت بيد أديبة  مثقفة عايشت واقع المرأة وثقافتها في محافظة الطفيلة من خلال عملها في التربية والتعليم والأعمال  التطوعية ورئاستها بأكثر من جمعية ولجنة... وتحدثت بالورقة عن انجازات المرأة في القيادات النسائية  والبرلمان والجامعة والسلك الطبي والتربوي والقضائي.  
وعدها الاديب والشاعر ايمن الرواشده  توطئة جميلة لاستلال الخوف من قلوب الأقلام التي يكثر بريُها حتى العظم..  صوت المرأة ينهض أدبياً وفكرياً من ضمن الأصوات التي ترتفع بها عقيرة العصر.. 
ونماذج النهوض في محافظتنا الهاشمية جديرة بالاهتمام والرعاية.. 
والملتقى يشهد على روعة هذه الأصوات.. 

وختم بالقول انه طرح جميل دكتورة حنان وسبر علمي لأغوار الثقافة النسوية. 
دام نبض قلمكِ

ووصف د. كامل الطراونه، الورقة اذ قال للكتابة، لقد كان لبوحك الجميل في موضوعيته وصدقه وشموله بحديثك الناظم لموضوعك اكبر الاثر في تشخيص حجم الادب النسوي في طفيلة العز _ هكذا دابت على تسميتها منذ الصبا_  بتحليلك الرائع والمتسلسل للعقبات التي تواجه  الادب النسوي بالقياس الى الادب الذكوري علما ان هناك من المبدعات الكثير الكثير وهذا ما يترجمه واقع المراة في الطفيلة،فالمراة مثلما تفضلت طبيبة ، مهندسة، عضو في مجلس النواب...الخ ما اود ان اطرحه على بساط البحث انكم لو تكاتفتم على ابراز المبدعات في انتاجهن الادبي من خلال فصل  ونحن في الكرك كذلك وفي معان والعقبة لنخرج بمشروع او بمؤلف نوسمه مثلا ب " الادب النسوي في جنوب الاردن " نجمع فيه ما يمكن جمعه. ونقف عليه بالنقد والتحليل وهكذا ..مجرد فكرة ان لاقت احسانكم سنمضي في هذا المشروع. كلي احترام وتقدير على انارتك وتحليلك ووقوفك على الهم العام للمراة

وخاطبها الشاعر بكر المزايدة بالقول، د حنان خريسات المؤرخة والكاتبة النبيلة التي ما فتئت ترهق المفردات وتكتب من وجدٍ وحرقة تختلجُ لواعجها، وتتكلم بلسان حال الكثيرين، نعم لقد خطت المرأة في الطفيلة خطوات تسجل لها في تاريخ الأدب والشعر والرواية كما ذكرت من الأسماء سابقا. وغيرهن الكثيرات ممن لم يكشف عنهن النقاب. دمت بخير دكتوره. ملاحظة بسيطة أعتقد أن روياة الفاضلة ايمان كريمين عنوانها "جدائل الصبر وليس الصمت"

وقال الاديب الشاعر د. كامل الطراونه، لقد ذكرت العقبات التي تواجه بروز الحراك الثقافي للمراة في طفيلتنا الغراء واشرت حتى النساء تحارب بعضها..هلا درست هذا الجانب ما هي الاسباب التي تدعو المراة لمحاربة المراة في حضورها الثقافي من خلال طرح الاسئلة بالاستناد الى اداة تحتوي على مجموعة من المعايير والتي تنبثق منها الاسئلة التي تجمعي من خلالها المعلومات عن المشكلة ومن ثم توضع لها الحلول بعد ذلك محاضرات ندوات الى غير ذلك ..وكلي احترام وتقدير للجهود النشيطة التي تبذلونها.. ويا محلى البحث والوصول للنتائج كي يوضع العلاج.

ووجدها الشاعر د. هشام القواسمه، قراءة واقعية محكمة تشف وتصف المشهد. نعم أقاسمك الرأي في كثير من الجوانب.. ومن خلال عملي سابقا في هذا المجال صادفت أديبات حقيقيات.. لكن سرعان ما اختفت أصواتهن.. يبقى الامل مشروعا.. فلعل وعسى.
دمت دكتورة حنان بعطائك في مختلف الميادين

وفي تعليقها قالت القاصة الاردنية، مريم عنانزه. انها نماذج وإضاءات زاخرة، سلطت الضوء على ثقافة المرأة ودورها وإنجازاتها في مجتمعات ضيقت نهوضها الإبداعي والاجتماعي في بروز الحراك الثقافي لها. قراءة شفت ووضحت الواقع في الغالب، برؤية جديدة مليئة بالأمل والوفاء... 

وعلق الاديب والتربوي صالح الحجاج قائلا. أبدعت في الكشف عن المؤلف الذي اختص بالابداعات التي تخص المرأة في الأردن ، وكذلك الاشاره إلى أسماء نساء من الطفيلة كان لهن دور كبير في التأثير المجتمعي في العديد من المجالات منذ تأسيس الإمارة وحتى يومنا هذا،

 وقال ان لديك الهم الكبير في ابراز دور المرأة في الفترة المعاصرة، واجدت الطرح في ابراز المعيقات المؤثرة والتي تحول دون اخذ المرأة دورها المؤثر والفاعل وكل هذا يتطلب من الجميع الدور الإيجابي والفاعل في تذليل العقبات والصعوبات التي تقف حائلا دون ابراز دور المرأة المتميز في مختلف مجالات الحياة وحتما سيكون لها التأثير الإيجابي على المجتمع بأسره... وفقكم الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك

وقالت مديرة التربية د. لبنى الحجاج، أجدت تتبع التحديات والعقبات التي تعترض دور المرأة الثقافي، وأصبت في الحكم على المجريات، وكلي يقين أن المرأة في الجنوب لم تأخذ حقها الذي يوازي مقدرتها ونبوغها، وإن نالت جانبا، ولكنها العقبات تزداد في طريق الإنجاز.. 

حديث رآه مدير الثقافة، د. سالم الفقير، يحمل في طياته الهم والوجع الحقيقي من وجهة نظركم...!
لكنه يرى أن الأمر أفضل كثيرا مما كان، وحتى لا يكون الحديث سحابة صيف فإننا نفتح قلوبنا لأخواتنا بنات الطفيلة لأن يكون لهن شيئا يليق بهن فيما يتعلق بالشأن الثقافي...! ويرحب بكل ما يليق بمبدعات الطفيلة والوطن، ووزارتنا الموقرة الداعم الأول للإبداع في وطننا حرسه الله تعالى.