الطفيلة - من عبدالله الحميدي
عرضت منصة السلع ورقه جديدة في الندوة الثامنة عن "ثقافة المرأة العربية، روافع التمكين" كتبها الاديب هاني البداينه
وقال في الورقة ان اللافت ذلك الحضور الطاغي للمرة على كل المستويات، ما يؤشر على اختصار المسافة بين الجنسين.
وتاليا نص الورقة،
فإنه ليشرّفني أن أستهل مفتتح ورقة العمل هذه، بإزجاء التحية لسعادة الإعلامي الكبير غازي العمريين أبو أيمن، نظير هذا الجهد الثقافي الدؤوب، وأؤكد جازما أنه، بمعية الزميلات والزملاء الكرام، قد شَيَّدَ للثقافة بنيانا متماسكا مكينا، وسبّب ذرائع إِجَادَة إدارته بحذاقة وحصافة وإتقان.
وبعد أيها الأعزة في مُبتدأ هذا الإجتماع المُباركْ، وهو يجسّد صورةٌ حقيقيةْ ناصعةُ البياضْ، لاقتران المساجلات بالثقافة وهي تجمعُ بينَ أدباء وشعراء وكتّاب، فإن الرامق لنهج تمكين المرأة، بوصفها مكوّن أصيل وتليد في مجتمع الإنسانية، تلوح له إِشَارَة ودَلاَلَة وسِيماء تشي باشتباك إيجابي للمرأة في مناحي الحياة ومكوّناتها وبالطبع فإن الثقافة في طليعتها.
وإن من الهامّ وذي الاولوية في القول، أن أسئلة هذه الندوة الخلّاقة، ستجد إجابات حصيفة من الزميلات والزملاء، فيما يتعلق بالعوائق التي تمنع المرأة من حضور أوسع في الحراك الثقافي، فيما المؤمل، أن تضع هذه الندوة توصيات ذات علاقة برؤية متسقة مع خصوصية المرأة وظروفها،
ومع موجبات حضورها في المجال الثقافي، وأدوارها الهامة في تطوير الواقع الثقافي.
يرتبط مفهوم المرأة المثقفة، بمؤشرات القياس. حيث يمكن توصيف المرأة المتعلّمة أو المبدعة في الأدب والفنون وصاحبة العين الناقدة في المجتمع وذات الوعي السياسي المتقدم، إمرأة مثقفة.
على مر التاريخ، في كل مفاصله الهامة، شاركت المرأة على نحو هام في الثقافة والفكر في المجتمع. منذ الجليلة بنت مرّة وقد فاضت كلمات شعرها حكمة، يَا ابْنَةَ الأَقْوَامِ إِنْ شِئْتِ فَلا تَعْجَلِي بِاللَّوْمِ حَتَّى تَسْأَلِي فَإِذَا أَنْتِ تَبَيَّنْتِ الَّذِي يُوجِبُ اللَّوْمَ فَلُومِي واعْذُلِي، فالخنساء شاعرة الجاهلية والإسلام وقد رثت أخيها، قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ، كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ، فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرار،
فولّادة بنت المستكفي وغيرهن، وقد حملت ثمرات شعرهن وأدبهن أوراق الكتب.
في التاريخ الحديث، استأنفت النساء حراكهن الثقافي المبين، فبرزت الروائيات والشاعرات والقاصّات والصحفيات، والوقت لا يتسع لحصر النجوم الزاهرة اللامعة في هذا السياق،
وقد أثرين المكتبة العربية شعرا وكتابة ونثرا.
في مسألة الفجوة الجندرية أو فجوة النوع الاجتماعي التي يصدر المنتدى الاقتصادي العالمي مؤشراتها العالمية، وتقاس بمجموعة النتائج التي حققتها دول العالم في مجالات تقليص الفجوة في مجالات التعليم والصحة والعمل والمشاركة السياسية،
تأتي الدول العربية في مراتب متوسطة بين دول العالم. إن هذه المؤشرات لم تمنع المرأة في أن تبقى محصورة في دائرة التمايز بين الجنسين، بل تعدت لتصبح ذات دور مؤثر في مجمل أدوات القياس في التعليم والعمل وسائر المناحي، وأضحت فرصها في الدعم وحرية الإبداع كبيرة، مستندة على حصاد معرفي واسع، أهّلها للولوج لطرق الإبداع والتميز.
اليوم، للمرأة حضور ثقافي طاغِ. لقد تعزز هذا الحضور بشكل مستمر تجاوز التفاعل الآني اللحظي، ووصل لمستويات رفيعة في بنية المؤسسات الثقافية وتكريس العمل الإبداعي الثقافي، حيث ترى الروائية اللبنانية هدى بركات "أن الأقلام النسائية أصبحت أكثر جرأة على النشر، كما أن نظرة الكاتبات إلى مسألة الكتابة أصبحت أكثر جدية، وتحمل تحولاً تجاه المجهود الثقافي وأسلوب الكتابة، ما جعل نتاجهن الإبداعي يصل إلى جوائز عالمية".
بلا شك، فإن الفجوة الثقافية بين الجنسين تضيق شيئا فشيئا. لكن العمل على سد هذه الفجوة يتطلب جهدا إضافيا في مختلف القطاعات بدءا من التعليم والصحة وانتهاء بالعمل وتحسين مستويات معيشة الافراد.
لقدْ عكَست اللقاءاتُ الثقافية في هذا الملتقى، عمقا ثقافيا مبينا تمثل في إسهامات حُلْوة رائِقة رَشيقة قدمتها الشاعرات والأديبات المبدعات من الزميلات.
إن في هذه الإبداعات إشارات وثيقة بأن مستوى الثقافة العام لدى المرأة متقدم بنحو فاعل وكبير.
ثمة إشارة مهمة أخرى، هي أن هذا الفضاء الثقافي الخلّاق، أتاح منصة مرتفعة لتكريس العمل الثقافي وعرض الإبداع فيه بل منح فرصاً واسعةْ لتعزيز الدور الثقافي للمرأة وأسهم كبيرا في تمكينها الثقافي والأدبي والتشاركي.
لكني اليوم منتشياً برؤية أستاذي الكبير، الذي وضع يدي على مبتدأ الحروف وترك لي منتهاها، يشرفنا في رعايةِ افتتاحِ هذه الندوة، وهو الذي كتب لي ذات مساء تشريني على شرفات الآداب، أن الرأس قد اشتعل بشيبه والعمر بأسئلته، وأنه سيكتفي بأن يكون جسرا صالحا، ودعا الرفاق للعبور، وهو ما يزال قامة استثنائية ورقما صعبا في معادلة الثقافة والإبداع.
وأودُّ الإشارةَ بكلِّ الإمتنانْ لكل الزميلات والزملاء ولهذا الملتقى الثقافي الذي يواصل ترسيخ جذوره كمؤسسة ثقافية ذات أثر ثقافي مبين.
وكانت الورقة حاذبة لمزيد من الحوارات والتعليقات المفصلية، التي أشارت لمتانة المعنى والمبنى. فكان اول المتحدثين الاديب احمد الحليسي الذي اشار الى ان كاتب الورقة ابرز دور المراة الثقافي إلى جانب الرجل، وان الفجوة تضيق بين دورالمراة والرجل في المشاركات الأدبية والثقافية، ولقد هيئت كل اسباب التمكين للمرأة العربية في جميع مناحي الحياة،
ومجد الشاعر ايمن الرواشدة الورقة والكاتب، فقال الفارس المبدع ذو القلم السيال والأدب الرفيع هاني بيك البداين
توطئة جميلة للخوض في عباءة الثقافة النسوية وما زانها في العصر الحديث. من نمنماتٍ ومذهّبات جعلتْ منها وشياً أثيراً ودمستقاً حريراً ..
وأضاف قائلا. لقد أبدعتَ أيها الأديب حين فتّقتَ روائع الأدب النسويّ عن أكمامه.. وعطفتَ على رياض ما جادت به قرائحهنَّ على مر العصور ..
واختتم قائلا. المرأة أقومُ من رمحٍ .. وآنفُ من صبح..
ولائقٌ بها أن يُخلّدَ ذكرُها في صحائف المجد وأسفار الأدب.
والمكتبة العربية تعُجُّ بروائعها من كل فن.
أحسنتَ يا صديقي العزيز..
وفي توصيفه للورقة قال د. عاطف العيايده انها متعة عالية وتذوق جميل لنصك الذي أبدعت فيه لفظا ومعنى وفكرا.
قرأت نسيج كلماتك فشدتني حروفها الساحرة للتصفيق لك، والانحناء أمام سمو مقالك القيم.
بوركت على ما قدمت
ودمت ودام القائمون على الملتقى.
ولدى تعليقه قال التربوي محمد التميمي، هاني البداينة والورقة الجميلة عن ثقافة المرأة. جال فيها من وقت الخنساء في الجاهلية والإسلام واستطرد من النساء الأوائل حتى يومنا هكذا وكيف اثبتن جدارتهن في اشغال المواقع التي عملن بها .
ورقة شاملة لكن بالنسبة (للجندر) اقول في بعض المرات النساء لا يناصرن زميلاتهن وهذا ما يؤثر في تكافؤ الفرص
وفي تعليقه قال الشاعر مشهور المزايده. ان المرأة منذ عهد النبوة لها مكانتها الأدبية وقيمتها عبر العصور ففي كل عصر لدينا شواهد على دور المرأة في دعم ورعاية الأدب ابتداء بالخنساء مرورا برابعة العدوية وولادة بنت المستكفي ورسوخا عند أديباتنا وشاعراتنا في العصر الحديث.
ورغم هذا الدور الطليعي قال إلا أن ادب المرأة يتعرض لموجات من الضغط الاجتماعي ومؤثرات من العادات والتقاليد تحد من انتشاره.
وخلص للفول إن المتأمل بورقة الأديب البداينة ليدرك عمق ما احتوته من مضامين وإشارات تستحق الوقوف مليا والتأمل فيها جليا.
ورآها الشاعر بكر المزايدة ورقة شافية شفيفة مفعمة بالحس، مترعة بالشذرات القيمة تجاه ثقافة المرأة،
وثمن الشاعر خليل الخوالده، ما كتبه الاديب البداينة وقال سلمت يداك على حروفك التي طوفت بنا في عصور عديدة وأزمنة مديدة.. وقد نشر عطر ثقافة المرأة عبقه وشذاه وطيبه عبر كل العصور فالخنساء في طرف ذلك الحقل من الزهور واديباتنا في هذا العصر في طرفه الاخر... ان المرأة تمخر عباب الحياة بكل مناحيها :الثقافية والاجتماعية والسياسية......
وزاد. هي تبحر في قاربها العابر لكل الأمواج المستعصية لتصل إلى شاطئ تستقر فيه وتحصل على كل حقوقها وتقدم ثقافتها بكل حرية.... واما قضية الرجل والمرأة (ما يسمى بالانجليزية بالجندر).. فإنها في طريقها إلى التلاشي... واخيرا فعلى المرأة ان لا تنتظر المستقبل الذي ستلج إليه بل المستقبل الذي تصنعه الآن.. بالتخطيط ووضع الأهداف والسعي لتحقيقها...
وقال لك الشكر على هذه الرحلة التي اخذتنا بها عبر عصور ثقافة المرأة وعرجت على الجندر... وانتهيت بنثر رقيق كلماتك بين واحات الملتقى...
ولفت الاكاديمي الشاعر د. كامل الطراونه للورقة وقال .لقد تناولت بوضوح رافعة التمكين التي نسجتها بحروفك البينة الواضحة وسردك في تواصل موجاته المتنوعة كان له الاثر الجاذب في قراءة نصك الثر بمحتوياته المتسلسلة في العرض الشائق الذي انسابت حروفه برقة جعلتي حقا في دهشة فتحت امامي نافذة واسعة لمتابعة قراءات في الادوار التي قامت بها المراة وفي الاخص في العصر الجاهلي كنقطة بدء لما سجل من تراث العرب وعلى الاقل ١٥٠ عاما قبل الاسلام..
وقال لك كل التحية فبصمت الوعي لديك متوهجة دمت استاذنا ودام حرفك في ايضاءات قادمة ان شاء الله.
وفي قراءتها الورقة قالت التربوية د. لبنى الحجاج. مديرة تربية الطفيلة. انها ورقة شمولية فيها الكثير من التفاصيل ... مقال قيم يستحق التوقف عند مضامينه.