آخر الأخبار

د. الفقير : المدن الثقافية ضربت جذورها في المجتمعات الطرفية

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
ركزت ورقة عمل مدير ثقافة الطفيلة على دور وزارة الثقافة الأردنية في تعزيز مشاركة المرأة ثقافيا
                                                                                                                وقال د. سالم الفقير مدير الثقافة ان المدن الثقافية التي انطلقت قبل ست سنوات. كانت ضاربة في جذور المجتمعات الطرفية. ما عزز من دور طليعي للمرأة. في شتى صنوف الفعل  الثقافي. 

وتاليا نص الورقة،، 

بداية، لا يخفى على متلقٍّ تلك الهالات الكبيرة التي أحاطت المرأة على امتداد المساحة العربية، والتي تمثلت في مجموعة من المنظومات كان من بينها: العادات والتقاليد، والأعراف، وفي بعض الجوانب الدِّين عند الذين نظروا إلى الكون من ثقب صغير. وهذا الأمر كان على مستوى العالم العربي، 

أما في الأردن فقد كان الأمر أكثر تعقيدا وحزما، ولا سيما إذا ما أخذنا تركيبة العادات والتقاليد القائمة في مجملها على بعض الأنظمة الذكورية، والتي من أبسط ركائزها أنها ترتكز على قاعدة مفادها _حسب موروثنا الشعبي_ "شاوروهن واخلفوا شورهن"!!

 في مصر _التي لم تعرف تلك القيود كما يعرفها المجتمع الأردني آنذاك _ كانت عائشة عبدالرحمن تستر خلف بنت الشاطئ، وهذا كان في مصر! فما بالكم في مجتمع كان الفقر والجوع والألم هو الأكثر تأثيرا فيه؟! ينظر للمرأة نظرة الأم الخادمة الحطَّابة التي تقوم على شؤون الحياة دون كلل أو ملل، وليست الثقافة عند الكثير آنذاك إلا ضرب من الجنون، والأمر بينها وبين المرأة دونه خرط القتاد!

ولأن المجتمعات تتغير وتتبدل وتتطور، كان لزاما على المجتمع الأردني أن يغير من تلك المنظومة المجتمعية، خاصة وأن الأمر أصبح منوطا بالطفرة التكنولوجية التي شهدها العالم، ولا مناص لأحد من أن يتخذ لنفسه مكانا قصيا عن تلك التكنولوجيا.

من هنا أصبحت مشاركة المرأة حتمية، وقراراتها تدخل في شتى شؤون الحياة، لكنها كانت بداية يشوبها الكثير من التخبط وعدم التهيئة في بعض جوانبها، وهذا عائد إلى الانفتاح المباشر على الثقافات والحضارات دون الرجوع إلى معارف خلفية تدعم تلك الجوانب.

 ومن هنا جاء دور وزارة الثقافة عبر عقود خلت، وبصورة غير مباشرة، في إشراك المرأة في الحياة الثقافية أولا؛ لتنعكس على الحياة الاجتماعية، ثم الاقتصادية، ثم السياسية التي جاءت مرحلة متأخرة عن سابقاتها.

وزارة الثقافة الأردنية أخذت على عاتقها السبيل إلى تعزيز مشاركة المرأة ثقافيا، بدأت ذلك من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية التي تُقدِّم المرأة للمجتمع بصورة مختلفة ومغايرة تماما عما ألفه المجتمع الأردني من ذي قبل! حتى إن تلك المشاركات واجهت بعض الردود التي ترفض مشاركة المرأة بهذه الصورة؛ لأنها وجدت أن هذا الأمر فيه تعدٍّ على تابوهات العادات والتقاليد والأعراف!! حتى تلك المشاركات لم تكن على مستوى مناطق الدولة الأردنية، إنما اقتصرت على بعض مراكز المحافظات الكبيرة من مثل؛ عمان، وإربد، والزرقاء.

وبقيت وزارة الثقافة الأردنية تقدم الخطط والبرامج الثقافية التي تدعم المرأة وتشكل خلفيتها الثقافية، وتعزز مشاركتها، حتى وصلت إلى أمرين شكَّلا نقطة التحول في مشاركة المرأة الأردنية، وتكوين شخصيتها الثقافية ودمجها، بل انخراطها في المجتمع، كمكوِّن أساسي شريك في رسم السياسات ووضع الخطط والبرامج، وتقديم الرؤية النسوية المُغيَّبة _إلى حد ما عن الساحة الثقافية.

الأمران اللذان شكلا نقطة التحول تمثلا في: أولا، إيجاد مساحة للمرأة في ميدان الدراسات والنشر؛ الأمر الذي أتاح للمرأة تقديم نفسها للمجتمع كشاعرة وقاصة وروائية وناقدة، بصرف النظر عن دربتها في هذا المجال، فأصبح باستطاعة المتلقي أن يعرف كثيرا عن مكون غُيِّب تماما عن الساحة الثقافية لفترة ليست بالقليلة، بل ويتعرَّف إلى تفاصل دقيقة من حياة المرأة وحاجياتها، إذا ما ركن إلى المنهج النفسي في تناوله لأطروحاتها.

ثانيا، مشروع المدن الثقافية، وهذا كانت نتائجه ضاربة في محافظات الأطراف والقرى النائية بصورة كبيرة جدا! هذا المشروع أعطى مساحات كبيرة للمرأة للمشاركة في كافة المجالات الثقافية، فقد تجاوز الأمر الأدب والنقد، فأصبحنا نرى الفنانة التشكيلية، والمزخرفة، والمصورة الفوتوغرافية، والمصممة... إلخ، وحتى لا يكون الحديث فيه ضرب من الخيال سأورد نموذجين كانا علامات فارقة في مشاركة المرأة في الحياة الثقافية في محافظة الطفيلة على وجه الخصوص، عندما تُوِّجت الطفيلة مدينة للثقافة الأردنية للعام 2014م.

النموذج الأول، أنه تم تشكيل فريق حمل اسم "فريق متطوعي الطفيلة مدينة الثقافة الأردنية للعام 2014م" وهذا الفريق مُكَوَّن من قرابة الستين شابا وشابة، ما يزيد عن نصفه أو يقاربه من الشابات، كانت مهمته متابعة وتنظيم الحراك الثقافي في محافظة الطفيلة في ذلك الوقت، وكان هذا الفريق هو الفريق الأول على مستوى الوطن، ولا زال الفريق الأوحد. 

والنموذج الثاني، أنه وقبل العام ٢٠١٤م لم تكن في الطفيلة أية هيئة ثقافية تُعنى بقطاع المرأة وشؤونها، وفي عام المدينة الثقافية/الطفيلة ٢٠١٤ وما يليه، تم تأسيس ثلاث هيئات ثقافية خاصة بالمرأة في محافظة الطفيلة، إضافة إلى أن بعض الهيئات الثقافية أصبحت تضم بين جنباتها العديد من سيدات الطفيلة ممن تركن أثرا في الساحة الثقافية على امتداد الوطن. 

إنَّ المتأمل لدور المرأة الأردنية ومدى مشاركتها وتعزيز تلك المشاركة في المجتمع الأردني عائد إلى إيمانها المطلق بأن الدور المنوط بها يتجاوز "ربة البيت" لكنها بحاجة إلى من يؤمن بقدراتها ويضعها على بداية الطريق، وأعتقد أن وزارة الثقافة الأردنية كان لها نصيب الأسد في هذا الدور، غير أن المُتَأمَّل أكثر من ذلك؛ فقد كنا نبحث عن المشاركة من ذي قبل، أما الآن فأعتقد أن البحث عن نوعية المشاركة هي ما يجب أن تحمله الخطط والبرامج للمرحلة القادمة المتعلقة بتعزيز مشاركة المرأة، وهذا يتطلب من الجميع الكثير، والكثير جدا

الورقة بحق عبرت عما تفعله وزارة الثقافة، لجعل ثقافة المراة ركنا في برامجها. في تركيز واضح على الاطراف، 

واعضاء الملتقى. اذ يكتبون اطراء للورقة. إنما هي لجهد واضح، حمله د. الفقير. لرؤى وزارته. وقدم انجازات بالغة في هذا الميدان، 

في التعليقات التي بدأها  الاديب احمد الحليسي الذي أثارت دهشته  هذه الورقة، ويؤكد ذلك قائلا. أحسنت دكتور سالم الفقير على هذه الورقة، حيث تحدثت بداية عن المرأة العربية وذكرتنا بالاديبة عائشة عبدالرحمن(بنت الشاطئ) وتحدثت عن دور المراة الأردنية وتجربتها، آملين ان يكون الدور اكبر،

د. حنان الخريسات. تقول انه  دائما ما يترجم الواقع المؤلم الى افكار جديدة ويتجاوز العثرات السابقة لتحل محلها نجاحات ، داعم الثقافة والباحث عن المبدعين .. كل التوفيق دكتور سالم واسعد الله صباح الجميع

ويرى الشاعر خليل الخوالده ان  تغير الأحوال والظروف ساهم في تغيير الكثير من عادات وتقاليد المجتمعات ومنها المجتمع الاردني وأما في الأردن فقد أسهم الوعي المتزايد لدى الجميع ومنهم النساء باعطاء المرأة المكانة والدور الذي تستحق فصارت تنتخب وتغدو وزيرة او عينا او مديرة لمجلس إدارة... إلى غير ذلك مما استجد لها من أدوار... وقد اسهمت وزارة الثقافة في هذا الإنجاز ولكن المؤمل هو أكبر مما تنجزه الحكومات ومؤسسة المجتمع غير الحكومية... كل التقدير والشكر لك استاذ سالم على هذه الاضاءات... ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير في هذا البلد الحبيب الطيب

اما د. كامل الطراونه فقال ان كلمات الاديب الفقير ابانت  ونسجك النثري البين بما هو في مخزونك حول دور المراة في بلدنا الثري بموروثه العام، لقد كان العرض مفصلا ضمن محاور مهمة كنت المبدع في ترجمتها ..لكن اسمح لي بمداخلة ما اقول فيها : هل كانت البرامج التي تخطط لها وزارة الثقافة برامج ضمن معايير معينة تتناول في مضمونها ما في الموروث الاردني؟ وبالتالي هل كانت تراعى التنوع صمن جغرافية المكان؟ وهل راعت بتخطيطها السير في التدريب من البرامج السهلة في التطبيق ضمن سلم تصاعدي ؛ ليكون النتاج متنوعا شكلا ومضمونا ومغطى لموروث تناقل عبر سنوات متباعدة ؟
*_ لدي اسئلة وافرة كوني اقرا ما بين السطور  لكن المساحة لا تسعفنا .

وقال الشاعر ايمن الرواشده. لا يختلف اثنان على الدور الريادي الذي لعبته وزارة الثقافة ومديرياتها في تأصيل العمل الثقافي والفكري واستنهاض الطاقات الكتابية وابتعاث الهمم. 
ومن بين تلك الأقلام المبدعة أدب المرأة حيث أضحى جليّاً للعيان حضور المرأة في جُلِّ المحافل الثقافية شاعرةً وخطيبةً وروائيةً وقاصّةً ومتذوقة..  حيث لقي هذا النوع احترام الجمهور وتقديرهم واستمتاعهم بجودة المقروء والمسموع..   ولعبت الوزارة كذلك دوراً كبيراً في ردم الهوّة التي كانت تفصل المرأة عن المشاركة في مختلف النشاطات.. 

وأثمّن لمدير الثقافة حمل أمانة المسؤولية وتأدية الرسالة على أكمل وجه.. 

فالتحية موصولة للمرأة الأرديبة.